" الجنّ " يسكن قناة زميلة !
18-07-2014, 01:45 AM
مقالتي اليوم 17- 07- 2014
_______________________________
التي اعتبرتها و لزمن طويل قناتي المفضلة في الجزائر , و التي تحمل عنوان جريدتي المفضلة هي الأخرى "الشروق" بصريح العبارة , و التي اعتبرتها في كتاباتي السابقة أقرب القنوات للتيار الإسلامي و أنفعها للأمة الجزائرية , و ما الذي حدث لطاقمها و لطاقم عملها زملائي و أساتذتي الذين احترمتهم و ما زلت أحترمهم كثيرا , و الذين تلقيت على أيديهم أبجديات الإعلام , حيال بثهم لبرامج تزدري الدين الإسلامي , و تقلل من شأن بعض رموزه كالجلباب و الرقية الشرعية , و تخلّ بالذوق العام في عزّ الشّهر الفضيل , و بُعيد موعد الإفطار بقليل , و لست أجد لهذه الخرجة أيّ تبرير , فهل هي الرّداءة قد مست هذه القناة التي عهدنا القائمين عليها يُحاربون الرداءة ؟ أم أن الإسلام أصبح مادة دسمة للنكتة و البهرجة في هذه القناة التي توجسنا فيها خيرا منذ بداياتها و مصادر التنكيت قد خلت و لم يجدوا لنا سوى الإسلام و رموزه ؟ أم أنّ القناة بها مسّ من الجن يستوجب أن نرقيها إبان سكوت راقيها بلحمر و دعاتها حيال هذا الأمر !
و قد وجدت نفسي حزينا من جهة , لأن هذه خرجة مثل هذه صدرت من قناة عزيزة عليّ , و تعني لي الكثير , و من مؤسسة اعتبرتها بيتي الثاني , بطاقمها و خطها الإعلامي المميز , و محرجا من جهة أخرى تجاه تلك الرسائل التي وردتني مستهزئة من قربي لتلك القناة و لتزكيتي لها في مواضيع سابقة , عشرات الرسائل وردتني تطالبني بالإدلاء عن رأيي في برنامج الكاميرا الخفية الأول الذي يُعرض على شاشتها و تسألني عن موقفي منه , فتجدني مُجبرا على أن أبيِّن موقفي منه و أقول فيه كلمة و إن كانت تستوجب أن أقسو مُكرها على زملائي الأحباء , لأنه و كما عهدتمونا لا نُحابي في النقد أحدا , فنقول للمُحسن في نظرنا أحسنت و لو كان بعيدا عنّا , و للمسيء أسأت و لو كان ذا قربى , عملا بقول الله تعالى " وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى " و قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين " صدق الله العظيم , آملا في أن يتقبلوا موقفنا هذا , فنحن لا نُريد من وراء كلمتنا هذه إلا خيرا للقناة , و إبعادها عن الشبهات و العثرات , و دفعها لتجنب أخطاء مثل هذه في المستقبل ...
و إذا كان بقية الذين يشاطرونني الرأي من الإعلاميين العاملين لديها أو من تجمعهم بي و بها قُرابة فكرية و إعلامية قد سكتوا و غضوا الطرف خوفا من ردة فعلها أو خوفا على لقمة خبزهم , فأنا لن أهاب في الله لومة لائم , لا سيما عندما يتعلق الأمر بديني , مع احترامي للجميع ...
لا أنكر عليكم أنني تابعت هذا البرنامج في العديد من المرات بغية التنفيس عن نفسي قليلا , لكنني صدمت بأنه يحتوي العديد من الزلات و الهفوات التي لا يجب السكوت عنها , مع احترامي لكل طاقمه و ضيوفه , بدءا بالاختلاط المحرّم , و التبرج السافر , المحرمان في باقي الشهور , فما بالك في عز شهر رمضان المحرم , و العائلات تجتمع على مائدة واحدة في جوِّ رمضاني مميز , تسوده مظاهر العبادات , و المفترض لا أن يُبث فيه ما يعكر صفوه , و يُفرق العائلة الجزائرية المعروفة بالاحترام السائد بين أفرادها , و المجتمع الجزائري المحافظ و الغيور على مقدساته عموما , من قناة تعتبر نفسها "قناة العائلة " و التي تعرف جيدا تقاليد الجزائريين و ذوقهم الأصيل ...
و مرورا إلى وقت عرضه , فهذا البرنامج لا يواتي أبدا ذلك الوقت الذي تجتمع فيه الناس على موائد الإفطار , و إن كان هذا الوقت يسمى وقت الذروة عند الإشهاريين و المسوقين الذين يقومون بأي شيء في سبيل جمع المشاهدين و لو على حساب الذوق العام , و هو الحاصل هذه الأيام , فبدل أن يحثوا الناس على العبادات , راحوا يسعون لتكريس الكاميرا الخفية كعادة ثابتة لدى الجزائريين في كل رمضانٍ , و يتخذون سبلا عديدة في ذلك , و آخرها ازدراء الدين و الإساءة إلى رموزه مع الأسف الشديد ...
ناهيك عن عديد التجاوزات التي تحدث أثناء البرنامج و التي لا حصر لها , من خلال نوعية الضيوف " مع احتراماتنا " و مستوى البعض منهم المنحط في بعض الأحيان , فأغلبهم فنانون و مغنون أغانيهم غير محترمة و يفتقدون لآداب الكلام و غيرها , و 'فاشلون في حياتهم الشخصية و الدراسية و هذا بشهادة الجريدة في حد ذاتها و التي انتقدت ذات يوم مستوى بعض فنانينا الرديء و المخل بالذوق العام " , و أغلبيتهم يؤمنون بالخزعبلات و طقوس الشرك تلك , فإذا بها تستعرض لنا في القناة بعضهم في عز شهر رمضان المبارك , و تصفهم بصفات الصلاح و الطيبة و غيرها , و تُقدمهم للنشء و المشاهدين على أنهم نماذجٌ ناجحة يُقتدى و يحتذى بها , و عندما أشرنا لنوعية الضيوف فهذا لا يعني أننا نحمل أحقادا عليهم أو نعمم الحكم عليهم جميعا , أو أن نختصهم بالوصف جميعا دون استثناء فنفتري عليهم و نحن لا نعرف أخلاقهم و نواياهم , فالذي في القلوب لا نعلمه نحن , و لا يعلمه إلا الله , و لسنا هاهنا نطعن في أخلاق و تربية الخلق , و إنما استعملنا " التبعيض " في وصف أحوال بعضهم و فقط , أما الذين يُدافعون عنهم لحجة أن المظاهر لا تعكس الداخل , فقولنا لهم هو أن المظهر الطيب يعكس الباطن الطيب , و من كان باطنه طيبا ظاهره كذلك , و من كان باطنه سيئا فإن مظهره كذلك , و هو حال الكثير منهم ...
و أيضا نرى في البرنامج إساءة لشخص رجل الدين و الراقي الممثلّ في المُمَثّل الوهمي الذي يجلس في غالب الأحيان بالقرب من امرأة لا تضع الخمار " مع احتراماتنا " , و هذا ما يسيء لتصور الناس عن رجال الدين سيما عند الشريحة الأكثر متابعة لهذه البرامج شريحة الأطفال و الصغار , و النشء و الشباب الذين أنا منهم ...
ثم بعثهم ببعض الرسائل اللاشعورية التي قد تؤثر في شبابنا , فمثلا و في خطاب الراقي الوهمي للجنّ يُشير لضحية الكاميرا الخفية و ضيفها بالصلاح و السداد فيقول "هذا شخص مؤمن و صالح , ما عندك ما ديرلوا " , و نترك لكم الحكم عن صلاح بعض الضيوف بالنظر إلى المواد الفنية التي يُقدمونها و طريقة كلامهم و لبسهم ...
أيضا لبس الرجل للباس المرأة و الذي يُصنف في خانة التشبه بالنساء و المحرّم بالدليل , فما أدراك بلباس شرعي يرمز للنساء المسلمات دون سواهن و للدين الحنيف , و هو الجلباب الذي يستحي حتى المشركون و الكفار من ازدرائه و يكنون له كامل الاحترام و التقدير لأنه رمز من رموز دينٍ يستحق الاحترام , فكيف بأبنائه يُقللون احترامه بمثل هذه السلوكات ...
أمر آخر هو الكذب على الضيف , و ترويعه و تخويفه , و الذي يسيء للضيف و يجعله يتلفظ بألفاظ أو يقدم على فعل أشياء لا إراديا فيُساء إليه كشخصٍ له أقارب و أصحاب و أبناء و معارف و متتبعون يُشاهدونه , فليضع كل منا نفسه في محله و ليضع نفسه في ذلك الموقف ...
و أمور أخرى كثيرة في البرنامج لا محلّ لها من الإعراب , و لا نعلم ما الدافع الفعلي لإدراجها و طرحها على الملأ , غير أننا نُريد من القناة توضيحا بهذا الشأن , باسم جميع الجزائريين الغيورين على دينهم ...
إن كان المُراد من هذا البرنامج هو الفكاهة و المرح , فإن هناك ألف طريق لهما بعيدا عن الدين و المقدسات , و لو استعانت بي القناة الزميلة لأوجدت لها ألف فكرة و فكرة بعيدا عن ديني و عن رموزه , و لأوجدت لها ألف سيناريو يكون أكثر احتراما للمشاهد , فلماذا وقع الاختيار على هذه الفكرة دون سواها , و لماذا فقط اختيرت شخصية الشيخ الإمام الراقي لتوقع بالناس و تساهم في الاحتيال عليهم و الضحك على ذقونهم , أم أن احترام الناس للدين لم يعُد يُلقى إعجاب البعض في وقتنا الحالي ؟!
كانت الشروق هي الأقرب إلى الإسلام من كل القنوات الجزائرية الأخرى , و لطالما امتازت باحتضانها لعلماء الإسلام و تكريمهم و تبجيلهم , و لفتحها المجال للعديد منهم و هو الحاصل في برنامجها الرمضاني لهذه السنة , فما الذي حدث بالنسبة لهذا البرنامج , و ما الذي تغير يا حبيبتنا "الشروق" , أم أن المزاح و اللهو يستبيحان كلّ شيء ؟!
إننا لا نتجنى على مقدم البرنامج و كلّ طاقمه و ضيوفه و لا على القناة التي نحترم أيضا كلّ القائمين عليها , فمقدم البرنامج لطالما رسم البسمة على شفاه الجزائريين كإذاعي ثم فكاهي في العديد من البرامج السابقة , لكن هذه المرة أخطأ كثيرا في نظرنا , و ندعوه لأن يبين موقفه من كل هذا هو و من معه , و نكرر أن لا دافع لنا لكتابة هذه الأسطر سوى غيرتنا على ديننا و مقدساته , و من له رأي مخالف فمرحب به لأن يُفيدنا برأيه .
قد يتعجب كثيرون من خرجتي هذه بحجة أن البرنامج لا يعدو أن يكون سوى مقلب فكاهي , لكن هناك الكثير من الأمور لا تجعله كذلك , بل تُصور ديننا على أنه مسخرة يُستباح أن نستعملها في غير موضعا , و يبقى هذا موقفنا إلى حين تدخل الأعرف منا من علماء الدين و رجالاته الذين سكتوا هذه المرة على غير العادة ؟!
_______________________________
التي اعتبرتها و لزمن طويل قناتي المفضلة في الجزائر , و التي تحمل عنوان جريدتي المفضلة هي الأخرى "الشروق" بصريح العبارة , و التي اعتبرتها في كتاباتي السابقة أقرب القنوات للتيار الإسلامي و أنفعها للأمة الجزائرية , و ما الذي حدث لطاقمها و لطاقم عملها زملائي و أساتذتي الذين احترمتهم و ما زلت أحترمهم كثيرا , و الذين تلقيت على أيديهم أبجديات الإعلام , حيال بثهم لبرامج تزدري الدين الإسلامي , و تقلل من شأن بعض رموزه كالجلباب و الرقية الشرعية , و تخلّ بالذوق العام في عزّ الشّهر الفضيل , و بُعيد موعد الإفطار بقليل , و لست أجد لهذه الخرجة أيّ تبرير , فهل هي الرّداءة قد مست هذه القناة التي عهدنا القائمين عليها يُحاربون الرداءة ؟ أم أن الإسلام أصبح مادة دسمة للنكتة و البهرجة في هذه القناة التي توجسنا فيها خيرا منذ بداياتها و مصادر التنكيت قد خلت و لم يجدوا لنا سوى الإسلام و رموزه ؟ أم أنّ القناة بها مسّ من الجن يستوجب أن نرقيها إبان سكوت راقيها بلحمر و دعاتها حيال هذا الأمر !
و قد وجدت نفسي حزينا من جهة , لأن هذه خرجة مثل هذه صدرت من قناة عزيزة عليّ , و تعني لي الكثير , و من مؤسسة اعتبرتها بيتي الثاني , بطاقمها و خطها الإعلامي المميز , و محرجا من جهة أخرى تجاه تلك الرسائل التي وردتني مستهزئة من قربي لتلك القناة و لتزكيتي لها في مواضيع سابقة , عشرات الرسائل وردتني تطالبني بالإدلاء عن رأيي في برنامج الكاميرا الخفية الأول الذي يُعرض على شاشتها و تسألني عن موقفي منه , فتجدني مُجبرا على أن أبيِّن موقفي منه و أقول فيه كلمة و إن كانت تستوجب أن أقسو مُكرها على زملائي الأحباء , لأنه و كما عهدتمونا لا نُحابي في النقد أحدا , فنقول للمُحسن في نظرنا أحسنت و لو كان بعيدا عنّا , و للمسيء أسأت و لو كان ذا قربى , عملا بقول الله تعالى " وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى " و قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين " صدق الله العظيم , آملا في أن يتقبلوا موقفنا هذا , فنحن لا نُريد من وراء كلمتنا هذه إلا خيرا للقناة , و إبعادها عن الشبهات و العثرات , و دفعها لتجنب أخطاء مثل هذه في المستقبل ...
و إذا كان بقية الذين يشاطرونني الرأي من الإعلاميين العاملين لديها أو من تجمعهم بي و بها قُرابة فكرية و إعلامية قد سكتوا و غضوا الطرف خوفا من ردة فعلها أو خوفا على لقمة خبزهم , فأنا لن أهاب في الله لومة لائم , لا سيما عندما يتعلق الأمر بديني , مع احترامي للجميع ...
لا أنكر عليكم أنني تابعت هذا البرنامج في العديد من المرات بغية التنفيس عن نفسي قليلا , لكنني صدمت بأنه يحتوي العديد من الزلات و الهفوات التي لا يجب السكوت عنها , مع احترامي لكل طاقمه و ضيوفه , بدءا بالاختلاط المحرّم , و التبرج السافر , المحرمان في باقي الشهور , فما بالك في عز شهر رمضان المحرم , و العائلات تجتمع على مائدة واحدة في جوِّ رمضاني مميز , تسوده مظاهر العبادات , و المفترض لا أن يُبث فيه ما يعكر صفوه , و يُفرق العائلة الجزائرية المعروفة بالاحترام السائد بين أفرادها , و المجتمع الجزائري المحافظ و الغيور على مقدساته عموما , من قناة تعتبر نفسها "قناة العائلة " و التي تعرف جيدا تقاليد الجزائريين و ذوقهم الأصيل ...
و مرورا إلى وقت عرضه , فهذا البرنامج لا يواتي أبدا ذلك الوقت الذي تجتمع فيه الناس على موائد الإفطار , و إن كان هذا الوقت يسمى وقت الذروة عند الإشهاريين و المسوقين الذين يقومون بأي شيء في سبيل جمع المشاهدين و لو على حساب الذوق العام , و هو الحاصل هذه الأيام , فبدل أن يحثوا الناس على العبادات , راحوا يسعون لتكريس الكاميرا الخفية كعادة ثابتة لدى الجزائريين في كل رمضانٍ , و يتخذون سبلا عديدة في ذلك , و آخرها ازدراء الدين و الإساءة إلى رموزه مع الأسف الشديد ...
ناهيك عن عديد التجاوزات التي تحدث أثناء البرنامج و التي لا حصر لها , من خلال نوعية الضيوف " مع احتراماتنا " و مستوى البعض منهم المنحط في بعض الأحيان , فأغلبهم فنانون و مغنون أغانيهم غير محترمة و يفتقدون لآداب الكلام و غيرها , و 'فاشلون في حياتهم الشخصية و الدراسية و هذا بشهادة الجريدة في حد ذاتها و التي انتقدت ذات يوم مستوى بعض فنانينا الرديء و المخل بالذوق العام " , و أغلبيتهم يؤمنون بالخزعبلات و طقوس الشرك تلك , فإذا بها تستعرض لنا في القناة بعضهم في عز شهر رمضان المبارك , و تصفهم بصفات الصلاح و الطيبة و غيرها , و تُقدمهم للنشء و المشاهدين على أنهم نماذجٌ ناجحة يُقتدى و يحتذى بها , و عندما أشرنا لنوعية الضيوف فهذا لا يعني أننا نحمل أحقادا عليهم أو نعمم الحكم عليهم جميعا , أو أن نختصهم بالوصف جميعا دون استثناء فنفتري عليهم و نحن لا نعرف أخلاقهم و نواياهم , فالذي في القلوب لا نعلمه نحن , و لا يعلمه إلا الله , و لسنا هاهنا نطعن في أخلاق و تربية الخلق , و إنما استعملنا " التبعيض " في وصف أحوال بعضهم و فقط , أما الذين يُدافعون عنهم لحجة أن المظاهر لا تعكس الداخل , فقولنا لهم هو أن المظهر الطيب يعكس الباطن الطيب , و من كان باطنه طيبا ظاهره كذلك , و من كان باطنه سيئا فإن مظهره كذلك , و هو حال الكثير منهم ...
و أيضا نرى في البرنامج إساءة لشخص رجل الدين و الراقي الممثلّ في المُمَثّل الوهمي الذي يجلس في غالب الأحيان بالقرب من امرأة لا تضع الخمار " مع احتراماتنا " , و هذا ما يسيء لتصور الناس عن رجال الدين سيما عند الشريحة الأكثر متابعة لهذه البرامج شريحة الأطفال و الصغار , و النشء و الشباب الذين أنا منهم ...
ثم بعثهم ببعض الرسائل اللاشعورية التي قد تؤثر في شبابنا , فمثلا و في خطاب الراقي الوهمي للجنّ يُشير لضحية الكاميرا الخفية و ضيفها بالصلاح و السداد فيقول "هذا شخص مؤمن و صالح , ما عندك ما ديرلوا " , و نترك لكم الحكم عن صلاح بعض الضيوف بالنظر إلى المواد الفنية التي يُقدمونها و طريقة كلامهم و لبسهم ...
أيضا لبس الرجل للباس المرأة و الذي يُصنف في خانة التشبه بالنساء و المحرّم بالدليل , فما أدراك بلباس شرعي يرمز للنساء المسلمات دون سواهن و للدين الحنيف , و هو الجلباب الذي يستحي حتى المشركون و الكفار من ازدرائه و يكنون له كامل الاحترام و التقدير لأنه رمز من رموز دينٍ يستحق الاحترام , فكيف بأبنائه يُقللون احترامه بمثل هذه السلوكات ...
أمر آخر هو الكذب على الضيف , و ترويعه و تخويفه , و الذي يسيء للضيف و يجعله يتلفظ بألفاظ أو يقدم على فعل أشياء لا إراديا فيُساء إليه كشخصٍ له أقارب و أصحاب و أبناء و معارف و متتبعون يُشاهدونه , فليضع كل منا نفسه في محله و ليضع نفسه في ذلك الموقف ...
و أمور أخرى كثيرة في البرنامج لا محلّ لها من الإعراب , و لا نعلم ما الدافع الفعلي لإدراجها و طرحها على الملأ , غير أننا نُريد من القناة توضيحا بهذا الشأن , باسم جميع الجزائريين الغيورين على دينهم ...
إن كان المُراد من هذا البرنامج هو الفكاهة و المرح , فإن هناك ألف طريق لهما بعيدا عن الدين و المقدسات , و لو استعانت بي القناة الزميلة لأوجدت لها ألف فكرة و فكرة بعيدا عن ديني و عن رموزه , و لأوجدت لها ألف سيناريو يكون أكثر احتراما للمشاهد , فلماذا وقع الاختيار على هذه الفكرة دون سواها , و لماذا فقط اختيرت شخصية الشيخ الإمام الراقي لتوقع بالناس و تساهم في الاحتيال عليهم و الضحك على ذقونهم , أم أن احترام الناس للدين لم يعُد يُلقى إعجاب البعض في وقتنا الحالي ؟!
كانت الشروق هي الأقرب إلى الإسلام من كل القنوات الجزائرية الأخرى , و لطالما امتازت باحتضانها لعلماء الإسلام و تكريمهم و تبجيلهم , و لفتحها المجال للعديد منهم و هو الحاصل في برنامجها الرمضاني لهذه السنة , فما الذي حدث بالنسبة لهذا البرنامج , و ما الذي تغير يا حبيبتنا "الشروق" , أم أن المزاح و اللهو يستبيحان كلّ شيء ؟!
إننا لا نتجنى على مقدم البرنامج و كلّ طاقمه و ضيوفه و لا على القناة التي نحترم أيضا كلّ القائمين عليها , فمقدم البرنامج لطالما رسم البسمة على شفاه الجزائريين كإذاعي ثم فكاهي في العديد من البرامج السابقة , لكن هذه المرة أخطأ كثيرا في نظرنا , و ندعوه لأن يبين موقفه من كل هذا هو و من معه , و نكرر أن لا دافع لنا لكتابة هذه الأسطر سوى غيرتنا على ديننا و مقدساته , و من له رأي مخالف فمرحب به لأن يُفيدنا برأيه .
قد يتعجب كثيرون من خرجتي هذه بحجة أن البرنامج لا يعدو أن يكون سوى مقلب فكاهي , لكن هناك الكثير من الأمور لا تجعله كذلك , بل تُصور ديننا على أنه مسخرة يُستباح أن نستعملها في غير موضعا , و يبقى هذا موقفنا إلى حين تدخل الأعرف منا من علماء الدين و رجالاته الذين سكتوا هذه المرة على غير العادة ؟!