لهذا أنا فرحان؟!
19-08-2014, 01:53 PM
في السبعينات قال بومدين لجسكار ديستان: “يمكنني أن أزور فرنسا زيارة رسمية إذا ضمنت لي استقبالا شعبيا في جادة الإليزي وعبر قوس النصر في العاصمة باريس!”. ولكن جسكار قال لبومدين: لا يمكن أن تستقبل في باريس استقبالا شعبيا لأن السلطات الفرنسية لا تستطيع ضمان أمنك.! فالجراح ما تزال غائرة بين الجزائر وفرنسا.! فقال بومدين لجسكار عبر الدبلوماسية: إذن تعال أنت إلى الجزائر وسأعطي أجهزة الأمن عطلة بمناسبة زيارتك وإخراج الشعب لاستقبالك في شوارع بن مهيدي وديدوش مراد.!
قبل هذا زار وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بوتفليقة (1968) فرنسا في إطار فتح الحوار بين فرنسا والجزائر حول موضوع أسعار البترول الذي كان سعره آنذاك لا يتعدى 0,70 دولار للبرميل، وكانت الجزائر تنتج بالشركات الفرنسية حوالي 200 ألف برميل وتصدرها إلى فرنسا أساسا. في هذه الزيارة لوزير الخارجية الجزائري رفرف لأول مرة علم الجزائر فوق مبان رسمية في فرنسا، وكان ديغول يحكم فرنسا، فكتبت صحيفة “لوكنار أونشيني” ساخرة من ديغول.. كتبت تقول: ديغول قال سنة 1958 لن يرفرف علم “الفلاڤة” فوق الجزائر.. فها هو علم الفلاڤة يرفرف فوق الإليزي وديغول ما يزال يحكم فرنسا؟! وبعدها جاءت مظاهرات الطلاب في الحي اللاتيني وغادر ديغول عظيم فرنسا الحكم.
اليوم بوتفليقة يحكم الجزائر وفي عهده احتفل جنود من الجيش الجزائري مع وزير البترول في جادة الإليزي وهم يحملون “علم الجزائر علم الفلاڤة ورحب بهم الفرنسيون على غير العادة.. هل كان الأمر صدفة أم قضية مبيتة أن يمثل الجيش والبترول العلاقة مع فرنسا في ذكر استقلال فرنسا؟! أم هي عودة الجزائر إلى أحضان فرنسا؟!
خطوة أخرى لا تقل دلالة عما سبق ذكره وهي مشاركة السلال، الوزير الأول، احتفالات فرنسا بالإنزال الذي تم في “بروفانس” والذي شارك فيه أول رئيس للجزائر المستقلة المرحوم بن بلة ووشح صدره آنذاك قائد المقاومة الفرنسية الراحل ديغول بوشاح الأبطال، ولعله بذلك استحق أن تقبل به فرنسا كأول رئيس للجزائر المستقلة.! وها هو بوتفليقة يكرم هذه الذكرى (الجميلة) لديغول وابن بلة بإيفاد سلال إلى هناك للاحتفال بما أنجزه بن بلة قبل 70 سنة.! واختاروا سلال بهذه المهمة لأنه نتاج البرنامج الخاص لديغول المسمى بمشروع قسنطينة.. فبفضل مشروع قسنطينة فتحت المدارس الفرنسية أمام أمثال السلال للدراسة. وبفضل (المدرسة الوطنية للإدارة الفرنسية في الجزائر) التي تخرج منها السلال وأمثاله تعاد صياغة العلاقات الجزائرية الفرنسية وفق منظور الاحتفال سنة 2032 بذكرى الحملة الفرنسية على الجزائر من طولون، والاحتفال بالإنزال الفرنسي في سيدي فرج.!
سلال مؤهل الآن لأن يكون رئيسا للجزائر بعد بوتفليقة لأنه حاز ثقة العائلة التلمسانية الحاكمة في الجزائر وثقة اللفيف الأجنبي في الجيش.! وحتى ولو استقبله أوباما ببرودة في واشنطن وتصور معه عائليا، وحمله رسالة إلى الجزائريين بأن لا يفكروا في عهدة خامسة لبوتفليقة، فالسلال أصبح جاهزا.! فهو يتمتع بخاصيات ليست موجودة في غيره.. فهو مثل الماء يأخذ شكل الإناء الذي يوضع فيه بسهولة.! وهو لا لون سياسي له ولا طعم ولا رائحة.. وزيادة على ذلك فهو ابن منطقة القبائل في قسنطينة ويحظى بمودة آل مغنية وتلمسان، وهي صفات لم تتوفر في رئيس حكم الجزائر قبله.
لهذا فأنا فرحان لأنني ولدت مواطنا فرنسيا قبل 68 سنة.
سعد بوعقبة
قبل هذا زار وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بوتفليقة (1968) فرنسا في إطار فتح الحوار بين فرنسا والجزائر حول موضوع أسعار البترول الذي كان سعره آنذاك لا يتعدى 0,70 دولار للبرميل، وكانت الجزائر تنتج بالشركات الفرنسية حوالي 200 ألف برميل وتصدرها إلى فرنسا أساسا. في هذه الزيارة لوزير الخارجية الجزائري رفرف لأول مرة علم الجزائر فوق مبان رسمية في فرنسا، وكان ديغول يحكم فرنسا، فكتبت صحيفة “لوكنار أونشيني” ساخرة من ديغول.. كتبت تقول: ديغول قال سنة 1958 لن يرفرف علم “الفلاڤة” فوق الجزائر.. فها هو علم الفلاڤة يرفرف فوق الإليزي وديغول ما يزال يحكم فرنسا؟! وبعدها جاءت مظاهرات الطلاب في الحي اللاتيني وغادر ديغول عظيم فرنسا الحكم.
اليوم بوتفليقة يحكم الجزائر وفي عهده احتفل جنود من الجيش الجزائري مع وزير البترول في جادة الإليزي وهم يحملون “علم الجزائر علم الفلاڤة ورحب بهم الفرنسيون على غير العادة.. هل كان الأمر صدفة أم قضية مبيتة أن يمثل الجيش والبترول العلاقة مع فرنسا في ذكر استقلال فرنسا؟! أم هي عودة الجزائر إلى أحضان فرنسا؟!
خطوة أخرى لا تقل دلالة عما سبق ذكره وهي مشاركة السلال، الوزير الأول، احتفالات فرنسا بالإنزال الذي تم في “بروفانس” والذي شارك فيه أول رئيس للجزائر المستقلة المرحوم بن بلة ووشح صدره آنذاك قائد المقاومة الفرنسية الراحل ديغول بوشاح الأبطال، ولعله بذلك استحق أن تقبل به فرنسا كأول رئيس للجزائر المستقلة.! وها هو بوتفليقة يكرم هذه الذكرى (الجميلة) لديغول وابن بلة بإيفاد سلال إلى هناك للاحتفال بما أنجزه بن بلة قبل 70 سنة.! واختاروا سلال بهذه المهمة لأنه نتاج البرنامج الخاص لديغول المسمى بمشروع قسنطينة.. فبفضل مشروع قسنطينة فتحت المدارس الفرنسية أمام أمثال السلال للدراسة. وبفضل (المدرسة الوطنية للإدارة الفرنسية في الجزائر) التي تخرج منها السلال وأمثاله تعاد صياغة العلاقات الجزائرية الفرنسية وفق منظور الاحتفال سنة 2032 بذكرى الحملة الفرنسية على الجزائر من طولون، والاحتفال بالإنزال الفرنسي في سيدي فرج.!
سلال مؤهل الآن لأن يكون رئيسا للجزائر بعد بوتفليقة لأنه حاز ثقة العائلة التلمسانية الحاكمة في الجزائر وثقة اللفيف الأجنبي في الجيش.! وحتى ولو استقبله أوباما ببرودة في واشنطن وتصور معه عائليا، وحمله رسالة إلى الجزائريين بأن لا يفكروا في عهدة خامسة لبوتفليقة، فالسلال أصبح جاهزا.! فهو يتمتع بخاصيات ليست موجودة في غيره.. فهو مثل الماء يأخذ شكل الإناء الذي يوضع فيه بسهولة.! وهو لا لون سياسي له ولا طعم ولا رائحة.. وزيادة على ذلك فهو ابن منطقة القبائل في قسنطينة ويحظى بمودة آل مغنية وتلمسان، وهي صفات لم تتوفر في رئيس حكم الجزائر قبله.
لهذا فأنا فرحان لأنني ولدت مواطنا فرنسيا قبل 68 سنة.
سعد بوعقبة