قضية شرف...الفصل السابع
06-04-2015, 12:21 PM
بسم الله الرحمان الرحيم
ها نحن نلتقي مجددا في فصل اخر من فصول هذه الحكاية توقفنا المرة الماضية عند تعرف سارة بانور وبداية قصة الحب والرومانسية
فعلت سارة تماما مثل ما اخبرها انور ولم تقل لاحد انهما يتواعدان وبذلك صمتت امام صديقاتها وهن يرونها تتكلم في الهاتف بصوت هادئ وابتسامتها لا تفارق وجهها "سارة وقعت " هكذا كانت صديقاتها يقلن وراء ظهرها من هذا الذي رضت عنه وسلمت له قلبها
سارة فتحت قلبها لانور رغم انه لم يمر الا اسبوعين فقط على تعارفهما الا انها احست انها تعرفه منذ زمن بعيد وكذلك هو ايضا فقد كان لا يقلل من احترامها وكان يسال عنها في كل لحظة 'ماذا تفعلين .هل اشتقت الي .وغيره من الكلام الذي يثبت لها ان انور واقع في حبها 'سارة لم تشك لحظة ان انور لا يحبها او يستغلها لغرض ما فالحقيقة تقال انور احب سارة ولكن الحب لا يكفي احيانا على راي المسلسل الخليجي فالحب ما يبني بيوت مثلما نقول نحن
يا الهي الهذه الدرجة نستهتر بالحب وبمعانيه الجميلة قد يقول الكثيرون هذا ليس حبا هذه مجرد كلام في الهواء فالحب ياتي بعد الزواج ولكن الامر الذي اعرفه وتعرفه سارة في هذه المرحلة من حياتها ان هذا هو الحب
تمضي الايام وسارة مرت من مرحلة التعرف على انور 'ماذا يحب ان ياكل ما هو لونه المفضل هل يحب لبس الكلاسيك او الملابس الرياضية 'الى مرحلة العائلة وهنا ستتعرف سارة على بعض اسرار العائلة كما تعرف على بعض اسرارها هي ايضا وعرف من خلالها اسماء والدها ووالدتها واخوها واختها وعلاقتها باخوها الذي طلب منها ان تتفهمه لانه من الصعب على اي شاب ان يرى اخته خاصة ان كانت جميلة تخرج ويراها كل الناس فهو رجل ويعرف كل الرجال وانه ماان ستتزوج ستصلح علاقتها مع اخيها بشكل كبير وستنفلب المشاكل بينهما الى حب فلا يوجد انسان يكره اخته بلا سبب
لاول مرة وجدت سارة شخصا يبرر تصرفات اخيها فحتى لما كان انور يبرر تصرفاته جعلها تتقبل ما يقوله يا الهي لو كان رجلا اخر لربما قال لي لا تسامحي اخاك لما يقوله عنك لا تتكلمي معه ولكن انور اعطاه الحق وفي نفس الوقت نصحني كي اكون متساهلة معه
اما هي فقد عرفت انه الوحيد في عائلته ليس لديه لا اخوة ولا اخوات في هذا الوقت فكرت اذن انه الوحيد ما يعني انه سيحصل على كل المال وبالإضافة الى هذا فقد ارتاحت من عدم وجود اللوسة السوسة في حياتها ولكنها مازالت تريد ان تعرف لم اراد انور ان تبقى علاقتها مخفية ولا يعرف بها احد فهذا الامر لم تجد له تبريرا ولم تستطع ان تصارح به انور وتركت الامر للزمن وعرفت ايضا ان سمية (خالتها من بعيد) تكون المراة التي ربت انور وهو صغير ولانه متعلق بها كثيرا فهو مازال يزورها من حين لاخر ولكن ليس كثيرا ...يا الله كم هو رائع هذا انور يعني ليس فيه نقطة عيب واحدة ولحد الان بعد مرور قرابة الثلاثة اشهر لم تجد فيه ولو شيئا واحدا يقلقها ...
لكن المشكلة الاكبر التي لم تجد لها سارة حلا هو علي فقد قدم لزيارتهم هذا الاسبوع من اجل الاطمئنان على حالة والدها واستغل الفرصة من اجل فتح موضوع زواجه بسارة فلم يجد والدها ضيرا في رفضه فهو كامل الاوصاف كما يقال ولا يرد ولكن بعد اعطائه الجواب اخبره علي انه سبق له التحدث مع سارة في هذا الموضوع لكنها رفضت ولكن والدها اقنعه انها يجب ان تقبل به فان لم تقبل بك فهي مجنونة اين ستجد رجلا بشهامتك وطلب منه ان لا يقلق نفسه بهذا الموضوع وكتطمين لك اعلم انك ان اردت ان يكون عرسك قريبا فما رايك بعد ثلاثة اشهر كحد اقصى لم يستطع علي قول اي شيء وندم لانه ضيع وقته في اقناع سارة اهذا كل شيء اذن من يرد ان يتزوج بفتاة وهي رافضة له فليخضعها للامر الواقع ويطلبها من والدها خاصة ان كان لا يرد مثله ... لكن المسكين لم يعرف السبب الحقيقي الذي جعل والد سارة يطلب منه الاسراع بالزواج
عادت سارة في تلك الامسية بعد موعد مع انور فقد اخذها الى حديقة بن عكنون المعروفة ايضا بمكان تلاقي العشاق قضيا وقتا ممتعا وتحدثا كثيرا ولعبا بالألعاب الموجودة هناك ثم اخذها الى سطاوالي من اجل شراء المثلجات ومرا بعدها الى شاطئ البحر وبالضبط الى كيتاني ما جعله يعتبر افضل موعد ذهبت اليه سارة في حياتها فالعادة تقتضي بالذهاب الى موعد مع حبيب الى مكان واحد كالكافتيريا او صالون الشاي او الى مطعم ولكن الذهاب الى ثلاث مناطق مختلفة والتحرك وعدم الجلوس والاطالة في مكان واحد 'انه انور انه يقوم في كل مرة يخرج فيها معها باختيار مناطق رائعة واخذها اليها خاصة ان كانت مزدحمة بالناس كي لا ترتبك او تخاف وهو الشيء الذي اعجبها فيه فحتى وان كانت متساهلة في عدة امور ولكن الشرف يبقى اولى الاولويات لديها '
نعود الى قصتنا ويبدو اني قد اطلت الحديث عن الموعد الغرامي لا علينا دخلت سارة المنزل وقد كانت فرحة جدا الساعة كانت تشير الى قرابة السادسة والنصف مساءا لم ترد شرب الحليب على غير عادتها ولكن ان عرف السبب بطل العجب فهي قد اكلت كثيرا وهي في الخارج بعد مرور حوالي الساعتين وبعد العشاء مباشرة اخبرها والدها بان تبقى في الطاولة لان عنده امر مهم يريد ان يخبرها به لم تتمكن سارة من اخفاء قلقها "هل يمكن ان يكون قد راها مع انور انها تاخذ كل احتياطاتها كي لا يراها احد " بقيت تقلب الافكار في راسها وقد عرف والدها انه قد بدأت تقلق لمعرفة السبب فصارحها بأمر علي
علي يريدك زوجة له ما رايك انه رجل مناسب ليس فيه اي عيب ولا يمكنك قول كلمة لا لقد اخبرني انه طلب رايك وقد رفضت
ابي طوال حياتك علمتنا ان نختار وعندما نختار امرا يخص حياتنا نحن لسنا مجبرين على اخذ راي الاخرين بعين الاعتبار فنحن من سنعيش حياتنا ان اخترنا الطريق الصحيح فمرحبا اما ان اخترنا العكس فهو درس لنا وسنستفيد منه في المستقبل
يا ابنتي الزواج ليس قرارا نتخذه هكذا فقط بل يجب ان نفكر فيه وفي حالتك انت ...انت لا تعرفين ما هو الاهم بالنسبة لك ولهذا سأقوم بالاختيار في مكانك فانا ادرى بعلي منك ...هو يريد الافضل لك وانت لطالما قلت انك ستتزوجين شخصا يملك سيارة والمال وعملا محترما ...انظري كل هذه الصفات موجودة في علي
اعلم ان كل هذه الصفات موجودة فيه ولكن ...هذه الامور ليست كل شيء ... غيرت رايي ليس المهم ان يملك الرجل المال بل هناك امور اخرى تكون افضل من المال
لا اريد ان اسمع هذه الفلسفة انت ستتزوجين علي وهذا اخر شيء اقوله لا اريد معارضة لا اريد ان اسمع اي شيء اخر سياتي مع والدته يوم الجمعة لوضع الخاتم اما العرس فسيقام بعد ثلاثة اشهر
ولكن يا ابي هذا ليس عدلا
تنفجر سارة بالبكاء الذي منعته عن نفسها منذ بدا والدها بالكلام وقامت عن الطاولة ذهبت الى غرفتها اغلقت الباب وبكت كثيرا وفكرت كيف بإمكان والدها ان يقوم بأمر كهذا بمن ستتصل الان ...هل تتصل بأنور ماذا ستقول له والدي يريد تزويجي بسرعة كي يهنئ باله من جهتي اذن شكرا على الوقت الذي امضيته معك لقد انتهت صلاحيتك ام ستطلب منه ان يتزوجها رغم انه لم يمر على تعارفهما غير الثلاثة اشهر او ستتصل بعلي لمعرفة ما الذي جعله يقوم بأمر مماثل هل يريد تحطيم حياتها
الا يعرف ابي شيئا اسمه الحب بين رجل وامرأة الم يحب ابي امي قبل زواجهما ...اه تذكرت هو لو يرها اصلا فقد خطبتها جدتي ولم يكن له دخل في هذا ابدا ......هل يريد تزويجي فقط لأنه يريد ان يتخلص مني ...لا لا أظن هذا يبدو ان علي ذلك السوسة قد لعب براس والدي فابي من المستحيل ان يقوم بامر كهذا وحده ....ولكن لماذا الان ما ان قلت ان حظي قد بدا يقف بجانبي اخيرا ووجدت الرجل المناسب ها قد جاء والدي وافسد الامر
تأخذ سارة الهاتف وتتصل .............
الى اللقاء في الفصل القادم ان شاء الله
مع تحيات "مايا زين "
