فوائد نفيسة وذخائر جليلة من مصائد أبي أنس بن سلة
06-04-2015, 10:46 PM
فوائد نفيسة وذخائر جليلة من مصائد أبي أنس بن سلة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فتقييد العلم والفوائد والحكم والخواطر سنة عمن سلف .
يقول ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ في مقدمة كتابه ( صيد الخاطر) : (( لما كانت الخواطر تجول في تصفح أشياء تعرض لها، ثم تعرض عنها فتذهب، كان من أولى الأمور حفظ ما يخطر، لكي لا ينسى، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "قيدوا العلم بالكتابة"([1]) )) ا.هـ
وقيل
العلم صيد والـكتابة قـيده ..... قيد صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة ..... وتتركها بين الخلائق طـالقة
فمن باب هذا استعنت بالله تعالى على جمع هذه الفوائد والحكم والعبر مما وقع بيدي من كلام أهل العلم والحكماء والأدباء وغيرهم ، وما استفدته في حياتي في هذه الكراسة ليستفد منها كل من وقعت بيده والأجيال القادمة فنسأل الله تعالى التوفيق والسداد وأن ينفع بها .
ما من جريمة بحق المجتمع إلا ولليهود يد فيها
لا يخفى على أهل الإسلام كبيرهم وصغيرهم ، أن اليهود أعدى أعداء دين الله تعالى وأهل الإسلام ، وأنهم أهل مكر وخبث ، وأهل كل رذيلة ونقيصة ،{ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } .
يقول بعض من عاشرهم وعرفهم عن كثب وقرب : " فقد اثبتت لي الأيام أن ما من عمل مخالف للأخلاق ، وما من جريمة بحق المجتمع إلا ولليهود يد فيها"
وهذا الأمر أصبح عند المسلمين من بديهيات الأمور التي بيانها ما يزيدها إلا خفاء ، ولكن الذي ينقضي منه العجب أن يقع في مصائدهم وحبائلهم أناس يدعون أنهم من خاصة أهل الإسلام وحملة شرعه والذابين عنه ، وهذا بتنفيذ مخططاتهم ، وإعمال وسائلهم في أراضي الإسلام التي تخدم أغراضهم وتحقق غاياتهم .
فاليهود هم وراء جريمة المدارس المختلطة ، ومع ذلك تجد ناسا من أهل السنة يُدرس في هذه المدارس ، ويَدرس فيها ، والمصيبة يوجد منهم من يتكلف ويتحايل في تسليك أمرها في أراضي المسلمين !!!
اليهود وراء اصطناع وتأسيس الجمعيات ، ومع ذلك تجد ناسا من أهل السنة يدعو إلى إنشاء هذه الجمعيات والحضور والمحاضرة فيها ، والمصيبة أنهم إذا أنكر عليهم هذه الفعلة ، اعتذروا لك بما تعتذر به الجماعات الحزبية المميعة التي تتبنى الوسائل والمخططات المستوردة من مصانع اليهود !!!
اليهود وراء الإعلام والسيطرة على وسائله ، من القنوات الفضائية والصحف والشبكات العنكبوتية ، لخدمة أغراضهم وتحقيق غاياتهم ، والتي من أخبثها تفريق كلمة المسلمين وإثارة عامتهم على علمائهم وحكامهم ، والتمكين الأصاغر([2]) والجهال والسفهاء للتكلم بما تهواه أنفسهم بما شاؤوا ، وفيمن شاؤوا ، ومتى شاؤوا ، وكيف شاؤوا ، بل الإعلام قد حقق لليهود ما عجز أن يحققه في القرون الماضية ، وكان يحلم به ، من إفساد المجتمعات الإسلامية وسيطرة على عقول عامتها وشبابها .
فظهر وتصدر في شاشات التلفاز أهل البدع أعداء السنة ، وخاضوا في نوازل الأمة بالجهل والأهواء ،
مما زاد الأمة الإسلامية الطين بلة ، وإشعال الفتنة .
وتكلم في الشبكات العنكبوتية الرويبضات والجهال باسم الغيرة على السنة وإقامة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لإسقاط علماء السنة وتسفيه علمهم وإهدار مكانتهم ، فكانت النتيجة أنهم افسدوا عقول الشباب السلفي وحيروهم وقطعوا عليهم الطريق، وشوهوا سمعة المنهج السلفي ، وغيروا وبدلوا ، وتناقضوا واضطربوا في أحكامهم شأنهم شأن أهل البدع وأهل الكلام ،مما كان سببا في إخفاء الحق وتوعير طريقه على من يريده ويطلبه ([3])، فمن نظر في أخلاقهم وطبعهم ومعاملتهم لعلمائهم ومشايخهم وإخوانهم وزملائهم بغير الأخلاق الحسنة والشيم المرعية التي جاءت بها الشريعة وحثت عليها ، تبرأ من منهجهم وسفههم ، وراح يطلب غيرهم ـ ومما نتأسف منه ـ إذا كان هذا النافر من هذا الصنف لا يعرف الحق على التفصيل ، يوقعه هذا النفور في شباك أهل البدع، لما يظهره المبتدعة من التصنع في الأخلاق لاصطياد الشباب الإسلامي([4])
وكان أولى بهذا الصنف المفسد الضائع أن يهتم بتهذيب نفسه ، ويراعي ما يصلحه وينفعه في معاشه ومعاده ، ويعرف قدر نفسه ([5]) ، لا أن يتوجه للكلام في أمور العامة ونوازل الأمة التي ليست من خصوصياته وهو ليس بأهل لها .
وما يرى عقلاء الأمة أن توجههم هذا الغير السليم ما هو إلا من مداخل الشيطان وحبائله ، إذ زين لهم الفساد في صورة الغيرة على الدين ورد الأخطاء ـ زعموا ـ ، وكأن هؤلاء العلماء الفضلاء الذين انتقدهم هذا الصنف ليس لهم غيرة على الدين ، وليس لهم دراية بقيمة تلك الأخطاء ومعرفة ضررها على الأمة !!!
ولكن كما قلت : هم ما وقعوا في هذه الحبائل إلا من جهلهم بحال أنفسهم وعدم درايتهم ما ينفعهم من الأعمال التي هم بحاجة إليها .
يقول الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ مبينا خطورة هذا المنزلق الذي أوقع الشيطان فيه من أوقع :" وقل من يتنبه لهذا من الناس فإنه إذا رأى فيه داعيا قويا ومحركا إلى نوع من الطاعة لا يشك أنه طاعة وقربة فإنه لا يكاد يقول إن هذا الداعي من الشيطان ، فإن الشيطان لا يأمر بخير ويرى أن هذا خير .
فيقول هذا الداعي من الله وهو معذور ، ولم يصل علمه إلى أن الشيطان يأمر بسبعين بابا من أبواب الخير إما ليتوصل بها إلى باب واحد من الشر ، وإما ليفوت بها خيرا أعظم من تلك السبعين بابا وأجل وأفضل .
وهذا لا يتوصل إلى معرفته إلا بنور من الله يقذفه في قلب العبد يكون سببه تجريد متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وشدة عنايته بمراتب الأعمال عند الله وأحبها إليه وأرضاها له وأنفعها للعبد وأعمها نصيحة لله تعالى ولرسوله ولكتابه ولعباده المؤمنين خاصتهم وعامتهم ، ولا يعرف هذا إلا من كان من ورثة الرسول صلى الله عليه وسلم ونوابه في الأمة وخلفائه في الأرض ، وأكثر الخلق محجوبون عن ذلك فلا يخطر بقلوبهم ، والله تعالى يمن بفضله على من يشاء من عباده "([6])
فننصح هذا الصنف أن يهتم بتهذيب نفسه والإصلاح ما هو عليه من الخلل الذي أورث فيه الجهل والغلو والعدوان على أهل العلم وإفساد الصف السلفي والتشويش على شبابه وإيقاعهم في الحيرة .
أخرج الإمام الذهبي في السير (6/ 589) عن هانىء بنُ المُتَوَكِّلِ أنه قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عُبَادَةَ المَعَافِرِيُّ قال: كنا عِنْدَ أَبِي شُرَيْحٍ -رَحِمَهُ اللهُ- فَكَثُرَتِ المَسَائِلُ, فَقَالَ: قَدْ دَرِنَتْ قُلُوْبُكُم فَقُوْمُوا إِلَى خَالِدِ بنِ حُمَيْدٍ المَهْرِيِّ اسْتَقِلُّوا قُلُوْبَكُم، وَتَعَلَّمُوا هَذِهِ الرَّغَائِبَ، وَالرَّقَائِقَ فَإِنَّهَا تُجَدِّدُ العِبَادَةَ، وَتُورِثُ الزَّهَادَةَ، وَتَجُرُّ الصَّدَاقَةَ، وَأَقِلُّوا المَسَائِلَ فَإِنَّهَا فِي غَيْرِ ما نزل تقسي القلب، وتورث العداوة. ا.هـ
قال الإمام الذهبي معلقا : قُلْتُ: صَدَقَ، -وَاللهِ- فَمَا الظَّنُّ إِذَا كَانَتْ مَسَائِلُ الأُصُوْلِ، وَلوَازِمُ الكَلاَمِ فِي مُعَارَضَةِ النَّصِّ؟ ا.هـ
قال مقيده ـ عفا الله عنه ـ : فما بالك إذا كانت هذه المسائل مبنية على جهل وظلم وعدوان وإفساد شباب السنة وإسقاط مشايخهم وإشعال الفتنة في أراضي الإسلام وهدم ما بناه وأصلحه أئمة الدعوة السلفية
( ابن باز ، والألباني ، وابن عثيمين ، ومقبل الوادعي ) ، فليس أضر على الدعوة السلفية من هذا الصنف الظالم الجاهل المتعنت ، وقد وجد العدو اليهودي بغيته في هذا الصنف ، إذ حقق له عن طريق هذه الشبكات العنكبوتية ما كان يسعى إليه أن يتحقق في أراضي الإسلام ، وداخل الصف السلفي .
فالعدو اليهودي الماسوني يريد من هذا الصنف عن طريق هذه الوسيلة أن يتصدر ويفتي ويحلل و يشغب على مشايخه ويشوش عليهم ، ويهجم على إخوانه السلفيين ، ويخرب في أراضي المسلمين .
جاء في كتاب ( الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيون)(ص: 124) (( البروتوكول الثاني من بروتوكولات حكماء صهيون : إن الصحافة التي في أيدي الحكومة القائمة هي القوة العظيمة التي بها نحصل على توجيه الناس فالصحافة تبين المطالب الحيوية للجمهور، وتعلن شكاوي الشاكين، وتولد الضجر أحيانا بين الغوغاء. وان تحقيق حرية الكلام قد ولد في الصحافة، غير أن الحكومات لم تعرف كيف تستعمل هذه القوة بالطريقة الصحيحة، فسقطت في أيدينا، ومن خلال الصحافة أحرزنا نفوذاً، وبقينا نحن وراء الستار))
وجاء في (ص: 125 ـ 130) : (( البروتوكول الثالث : ولكي نغري الطامحين إلى القوة بأن يسيئوا استعمال حقوقهم ، وضعنا القوى كل واحدة منها ضد غيرها، بأن شجعنا ميولهم التحررية نحو الاستقلال، وقد شجعنا كل مشروع في هذا الاتجاه ووضعنا أسلحة في أيدي كل الأحزاب وجعلنا السلطة هدف كل طموح إلى الرفعة ، وقد أقمنا ميادين تشتجر فوقها الحروب الحزبية بلا ضوابط ولا التزامات ، وسرعان ما ستنطلق الفوضى، وسيظهر الإفلاس في كل مكان ([7]).. الجريئون، وكتاب النشرات الجسورون يهاجمون القوى الإدارية هجوماً مستمراً .. وسينهار كل شيء صريعاً تحت ضربات الشعب الهائج... وفي ظل الأحوال الحاضرة للجمهور والمنهج الذي سمحنا له بانتباه ، يؤمن الجمهور في جهله إيمانا أعمى بالكلمات المطبوعة وبالأوهام الخاطئة التي أوحينا بها إليه كما يجب، وهو يحمل البغضاء لكل الطبقات التي يظن أنها أعلى منه، لأنه لا يفهم أهميه كل فئة ، وأن هذه البغضاء ستصير أشد مضاء حيث تكون الأزمات الاقتصادية عالمية بكل الوسائل الممكنة التي في قبضتنا... إن كلمة "الحرية" تزج بالمجتمع في نزاع مع كل القوى ..))
وجاء في (ص: 140) : (( البروتوكول السابع : يجب أن ننشر في سائر الأقطار الفتنة والمنازعات والعداوات المتبادلة ، فإن في هذا فائدة مزدوجة : فأما أولاً فبهذه الوسائل سنتحكم في أقدار كل الأقطار التي تعرف حق المعرفة أن لنا القدرة على خلق الاضطرابات كما نريد ))
وجاء في ( ص 159 ـ 166 ) (( البروتوكول الثاني عشر : وسنعامل الصحافة على النهج الآتي: ما الدور الذي تلعبه الصحافة في الوقت الحاضر؟
إنها تقوم بتهييج العواطف الجياشة في الناس، وأحياناً بإثارة المجادلات الحزبية الأنانية التي ربما تكون ضرورية لمقصدنا ([8]) ، وما أكثر ما تكون فارغة ظالمة زائفة، ومعظم الناس لا يدركون أغراضها الدقيقة أقل إدراك ، إننا سنسرجها وسنقودها بلجم حازمة ، وسيكون علينا أيضاً أن نظفر بإدارة شركات النشر الأخرى ..
غير أني سأسألكم توجيه عقولكم إلى أنه ستكون بين النشرات الهجومية نشرات نصدرها نحن لهذا الغرض، ولكنها لا تهاجم إلا النقط التي نعتزم تغييرها في سياستنا ، ولن يصل طرف من خبر إلى المجتمع من غير أن يمر على إرادتنا. وهذا ما قد وصلنا إليه حتى في الوقت الحاضر كما هو واقع: فالأخبار تتسلمها وكالات قليلة تتركز فيها الأخبار من كل أنحاء العالم. وحينما نصل إلى السلطة ستنضم هذه الوكالات جميعاً إلينا، ولن تنشر إلا ما نختار نحن التصريح به من الأخبار.([9]) ...
أن التقدم أو بالأحرى فكرة التقدم التحرري قد أمدت الناس بأفكار مختلطة للعتق من غير أن تضع أي حد له ، إن كل من يسمون متحررين فوضويون، إن لم يكونوا في عملهم ففي أفكارهم على التأكيد ، كل واحد منهم يجري وراء طيف الحرية ظاناً أنه يستطيع أن يفعل ما يشاء، أي أن كل واحد منهم ساقط في حالة فوضى في المعارضة التي يفضلها لمجرد الرغبة في المعارضة.))
وجاء في (ص: 166 ـ 168) : (( البروتوكول الثالث عشر: وسيسرع المغامرون السياسيون الأغبياء إلى مناقشة المشكلات الجديدة ، ومثلهم الرعاع الذين لا يفهمون في أيامنا هذه حتى ما يتشدقون به.
وإن المشكلات السياسية لا يعني بها أن تكون مفهومة عند الناس العاديين، ولا يستطيع إدراكها ـ كما قلت من قبل ـ إلا الحكام الذين قد مارسوا تصريف الأمور قروناً كثيرة ... ونحن أنفسنا أغرينا الجماهير بالمشاركة في السياسيات، كي نضمن تأييدها في معركتنا ضد الحكومات الأممية ... وهذه الخطوط سنقدمها متوسلين بتسخير آلاتنا وحدها من أمثال الأشخاص الذين لا يستطاع الشك في تحالفهم معنا، أن دور المثاليين المتحررين سينتهي حالما يعترف بحكومتنا. وسيؤدون لنا خدمة طيبة حتى يحين ذلك الوقت. ))
فحاصل ما نستفيده من مسرحية القوم ، أنها بضاعة يرجع ربحها على العدو اليهودي ـ من حيث يشعر القوم أو لا يشعرون ـ ، وأن كلامهم في أهل العلم والسنة ما يضر إلا أنفسهم ، فالعالم العامل المخلص كالبحر لا تلطخه أوحال القوم وصدق من قال :" لا تقذف أحدا بالوحل ([10]) ، فقد تصيب الهدف وقد تخطيء ، ولكن من المؤكد أنه سيصيب يديك " !
ذكرها : أبو أنس بشير بن عبدالقادر بن سلة الجزائري
([1]) قال الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ في السلسلة الصحيحة (5/ 43 ـ 44) عند تخريجه هذا الحديث بعد ذكر طرقه : جملة القول أن جميع هذه الطرق معلولة، مرفوعها وموقوفها وخيرها الطريق الثانية التي يرويها ابن أبي أويس ... عن أنس والشاهد الذي يرويه عبد الله بن المؤمل تارة عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عمرو وتارة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ابن عمرو. ولا شك عندي أن الحديث صحيح بمجموع هذه الطرق، على ما سبق بيانه، وإعلاله بالوقف من بعض الوجوه في الطريق الأولى عن أنس كما جروا عليه، ليس كما ينبغي لما عرفت من ضعفه موقوفا ومرفوعا، فلا يجوز المعارضة به للصحة الثابتة بمجموع الطريقين كما هو ظاهر، ولاسيما وهناك الشواهد التي سبقت الإشارة إليها التي منها قول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو نفسه: " اكتب، فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق ". وقد مضى تخريجه برقم (1532) من طرق عنه، فراجعه. هذا ما يسر الله لي من التحقيق والتصحيح لهذا الحديث، فإن وفقت للصواب في ذلك فالحمد والمنة والفضل له، وإلا فإني أستغفر الله وأتوب إليه من كل ما لا يرضيه، إنه هو ذو الفضل العظيم، التواب الرحيم.ا.هـ
([2]) بما فيهم أهل البدع والأحداث
([3]) وجود هذا الصنف داخل المنهج السلفي وبين مشايخه وطلابه الذين تصدوا للقطبية والحدادية والمميعة سيوهن ردود أهل السنة في هؤلاء المبتدعة عند من لم يتضح له ، أو كان على وشك أن يتضح له منهج هؤلاء المبتدعة ،
إذ سيقول : إن ردود هؤلاء المشايخ وأتباعهم في هؤلاء الذين بدعوهم منشأها وأصلها ما هو الآن دائر بينهم من الخصومات والمهاترات والغلو والتجاوز والتكلف والعدوان !!!
وإذا كان الأمر كذلك فلا يلتفت إلى كلامهم في غيرهم ولا في بعضهم البعض ولا يقرأ لهم .
([4]) قال علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ :"ما قطع ظهري في الإسلام إلا رجلان : عالم فاجر ، ومبتدع ناسك ، فالعالم الفاجر يزهد الناس في علمه لما يرون من فجوره ، والمبتدع الناسك يرغب الناس في بدعته لما يرون من نسكه " انظر (الذخائر و الأعلاق في آداب النفوس و مكارم الأخلاق)(ص57)
([5]) قيل :" أصعب شيء في الدنيا هو أن تعرف قدر نفسك ، وأسهل شيء في الدنيا هو أن تنصح الآخرين ."
([6]) بدائع الفوائد (2/ 261)
([7]) اليهود الخبثاء وراء كل فتنة وقتال في أرض المسلمين ، بما يمدون تلك الفتن من الطاقات الحسية والمعنوية ، وقد تفطن علماء السنة لمخططهم الخبيث ومنهم علماء اليمين لهذا هم يسعون بالحكمة والعقل في تصدي وإيقاف فتنتهم ، وإفساد عليهم مخططهم .
([8]) هذا شأن المنتديات الأنانية التي تهاجم مشايخ السنة ، هي تخدم هذا المقصد الخبيث من حيث تشعر أو لا تشعر !!!
([9]) هل بعد هذا نطمئن لهذه الشبكات والمنتديات والقنوات !!!
([10]) وهذا بخلاف قذف بالحق على الباطل ، فهذا القذف لا يخطئ عين الباطل ، قال الله تعالى :{ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} ، فتنبه لهذا الفارق .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فتقييد العلم والفوائد والحكم والخواطر سنة عمن سلف .
يقول ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ في مقدمة كتابه ( صيد الخاطر) : (( لما كانت الخواطر تجول في تصفح أشياء تعرض لها، ثم تعرض عنها فتذهب، كان من أولى الأمور حفظ ما يخطر، لكي لا ينسى، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "قيدوا العلم بالكتابة"([1]) )) ا.هـ
وقيل
العلم صيد والـكتابة قـيده ..... قيد صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة ..... وتتركها بين الخلائق طـالقة
فمن باب هذا استعنت بالله تعالى على جمع هذه الفوائد والحكم والعبر مما وقع بيدي من كلام أهل العلم والحكماء والأدباء وغيرهم ، وما استفدته في حياتي في هذه الكراسة ليستفد منها كل من وقعت بيده والأجيال القادمة فنسأل الله تعالى التوفيق والسداد وأن ينفع بها .
ما من جريمة بحق المجتمع إلا ولليهود يد فيها
لا يخفى على أهل الإسلام كبيرهم وصغيرهم ، أن اليهود أعدى أعداء دين الله تعالى وأهل الإسلام ، وأنهم أهل مكر وخبث ، وأهل كل رذيلة ونقيصة ،{ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } .
يقول بعض من عاشرهم وعرفهم عن كثب وقرب : " فقد اثبتت لي الأيام أن ما من عمل مخالف للأخلاق ، وما من جريمة بحق المجتمع إلا ولليهود يد فيها"
وهذا الأمر أصبح عند المسلمين من بديهيات الأمور التي بيانها ما يزيدها إلا خفاء ، ولكن الذي ينقضي منه العجب أن يقع في مصائدهم وحبائلهم أناس يدعون أنهم من خاصة أهل الإسلام وحملة شرعه والذابين عنه ، وهذا بتنفيذ مخططاتهم ، وإعمال وسائلهم في أراضي الإسلام التي تخدم أغراضهم وتحقق غاياتهم .
فاليهود هم وراء جريمة المدارس المختلطة ، ومع ذلك تجد ناسا من أهل السنة يُدرس في هذه المدارس ، ويَدرس فيها ، والمصيبة يوجد منهم من يتكلف ويتحايل في تسليك أمرها في أراضي المسلمين !!!
اليهود وراء اصطناع وتأسيس الجمعيات ، ومع ذلك تجد ناسا من أهل السنة يدعو إلى إنشاء هذه الجمعيات والحضور والمحاضرة فيها ، والمصيبة أنهم إذا أنكر عليهم هذه الفعلة ، اعتذروا لك بما تعتذر به الجماعات الحزبية المميعة التي تتبنى الوسائل والمخططات المستوردة من مصانع اليهود !!!
اليهود وراء الإعلام والسيطرة على وسائله ، من القنوات الفضائية والصحف والشبكات العنكبوتية ، لخدمة أغراضهم وتحقيق غاياتهم ، والتي من أخبثها تفريق كلمة المسلمين وإثارة عامتهم على علمائهم وحكامهم ، والتمكين الأصاغر([2]) والجهال والسفهاء للتكلم بما تهواه أنفسهم بما شاؤوا ، وفيمن شاؤوا ، ومتى شاؤوا ، وكيف شاؤوا ، بل الإعلام قد حقق لليهود ما عجز أن يحققه في القرون الماضية ، وكان يحلم به ، من إفساد المجتمعات الإسلامية وسيطرة على عقول عامتها وشبابها .
فظهر وتصدر في شاشات التلفاز أهل البدع أعداء السنة ، وخاضوا في نوازل الأمة بالجهل والأهواء ،
مما زاد الأمة الإسلامية الطين بلة ، وإشعال الفتنة .
وتكلم في الشبكات العنكبوتية الرويبضات والجهال باسم الغيرة على السنة وإقامة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لإسقاط علماء السنة وتسفيه علمهم وإهدار مكانتهم ، فكانت النتيجة أنهم افسدوا عقول الشباب السلفي وحيروهم وقطعوا عليهم الطريق، وشوهوا سمعة المنهج السلفي ، وغيروا وبدلوا ، وتناقضوا واضطربوا في أحكامهم شأنهم شأن أهل البدع وأهل الكلام ،مما كان سببا في إخفاء الحق وتوعير طريقه على من يريده ويطلبه ([3])، فمن نظر في أخلاقهم وطبعهم ومعاملتهم لعلمائهم ومشايخهم وإخوانهم وزملائهم بغير الأخلاق الحسنة والشيم المرعية التي جاءت بها الشريعة وحثت عليها ، تبرأ من منهجهم وسفههم ، وراح يطلب غيرهم ـ ومما نتأسف منه ـ إذا كان هذا النافر من هذا الصنف لا يعرف الحق على التفصيل ، يوقعه هذا النفور في شباك أهل البدع، لما يظهره المبتدعة من التصنع في الأخلاق لاصطياد الشباب الإسلامي([4])
وكان أولى بهذا الصنف المفسد الضائع أن يهتم بتهذيب نفسه ، ويراعي ما يصلحه وينفعه في معاشه ومعاده ، ويعرف قدر نفسه ([5]) ، لا أن يتوجه للكلام في أمور العامة ونوازل الأمة التي ليست من خصوصياته وهو ليس بأهل لها .
وما يرى عقلاء الأمة أن توجههم هذا الغير السليم ما هو إلا من مداخل الشيطان وحبائله ، إذ زين لهم الفساد في صورة الغيرة على الدين ورد الأخطاء ـ زعموا ـ ، وكأن هؤلاء العلماء الفضلاء الذين انتقدهم هذا الصنف ليس لهم غيرة على الدين ، وليس لهم دراية بقيمة تلك الأخطاء ومعرفة ضررها على الأمة !!!
ولكن كما قلت : هم ما وقعوا في هذه الحبائل إلا من جهلهم بحال أنفسهم وعدم درايتهم ما ينفعهم من الأعمال التي هم بحاجة إليها .
يقول الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ مبينا خطورة هذا المنزلق الذي أوقع الشيطان فيه من أوقع :" وقل من يتنبه لهذا من الناس فإنه إذا رأى فيه داعيا قويا ومحركا إلى نوع من الطاعة لا يشك أنه طاعة وقربة فإنه لا يكاد يقول إن هذا الداعي من الشيطان ، فإن الشيطان لا يأمر بخير ويرى أن هذا خير .
فيقول هذا الداعي من الله وهو معذور ، ولم يصل علمه إلى أن الشيطان يأمر بسبعين بابا من أبواب الخير إما ليتوصل بها إلى باب واحد من الشر ، وإما ليفوت بها خيرا أعظم من تلك السبعين بابا وأجل وأفضل .
وهذا لا يتوصل إلى معرفته إلا بنور من الله يقذفه في قلب العبد يكون سببه تجريد متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وشدة عنايته بمراتب الأعمال عند الله وأحبها إليه وأرضاها له وأنفعها للعبد وأعمها نصيحة لله تعالى ولرسوله ولكتابه ولعباده المؤمنين خاصتهم وعامتهم ، ولا يعرف هذا إلا من كان من ورثة الرسول صلى الله عليه وسلم ونوابه في الأمة وخلفائه في الأرض ، وأكثر الخلق محجوبون عن ذلك فلا يخطر بقلوبهم ، والله تعالى يمن بفضله على من يشاء من عباده "([6])
فننصح هذا الصنف أن يهتم بتهذيب نفسه والإصلاح ما هو عليه من الخلل الذي أورث فيه الجهل والغلو والعدوان على أهل العلم وإفساد الصف السلفي والتشويش على شبابه وإيقاعهم في الحيرة .
أخرج الإمام الذهبي في السير (6/ 589) عن هانىء بنُ المُتَوَكِّلِ أنه قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عُبَادَةَ المَعَافِرِيُّ قال: كنا عِنْدَ أَبِي شُرَيْحٍ -رَحِمَهُ اللهُ- فَكَثُرَتِ المَسَائِلُ, فَقَالَ: قَدْ دَرِنَتْ قُلُوْبُكُم فَقُوْمُوا إِلَى خَالِدِ بنِ حُمَيْدٍ المَهْرِيِّ اسْتَقِلُّوا قُلُوْبَكُم، وَتَعَلَّمُوا هَذِهِ الرَّغَائِبَ، وَالرَّقَائِقَ فَإِنَّهَا تُجَدِّدُ العِبَادَةَ، وَتُورِثُ الزَّهَادَةَ، وَتَجُرُّ الصَّدَاقَةَ، وَأَقِلُّوا المَسَائِلَ فَإِنَّهَا فِي غَيْرِ ما نزل تقسي القلب، وتورث العداوة. ا.هـ
قال الإمام الذهبي معلقا : قُلْتُ: صَدَقَ، -وَاللهِ- فَمَا الظَّنُّ إِذَا كَانَتْ مَسَائِلُ الأُصُوْلِ، وَلوَازِمُ الكَلاَمِ فِي مُعَارَضَةِ النَّصِّ؟ ا.هـ
قال مقيده ـ عفا الله عنه ـ : فما بالك إذا كانت هذه المسائل مبنية على جهل وظلم وعدوان وإفساد شباب السنة وإسقاط مشايخهم وإشعال الفتنة في أراضي الإسلام وهدم ما بناه وأصلحه أئمة الدعوة السلفية
( ابن باز ، والألباني ، وابن عثيمين ، ومقبل الوادعي ) ، فليس أضر على الدعوة السلفية من هذا الصنف الظالم الجاهل المتعنت ، وقد وجد العدو اليهودي بغيته في هذا الصنف ، إذ حقق له عن طريق هذه الشبكات العنكبوتية ما كان يسعى إليه أن يتحقق في أراضي الإسلام ، وداخل الصف السلفي .
فالعدو اليهودي الماسوني يريد من هذا الصنف عن طريق هذه الوسيلة أن يتصدر ويفتي ويحلل و يشغب على مشايخه ويشوش عليهم ، ويهجم على إخوانه السلفيين ، ويخرب في أراضي المسلمين .
جاء في كتاب ( الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيون)(ص: 124) (( البروتوكول الثاني من بروتوكولات حكماء صهيون : إن الصحافة التي في أيدي الحكومة القائمة هي القوة العظيمة التي بها نحصل على توجيه الناس فالصحافة تبين المطالب الحيوية للجمهور، وتعلن شكاوي الشاكين، وتولد الضجر أحيانا بين الغوغاء. وان تحقيق حرية الكلام قد ولد في الصحافة، غير أن الحكومات لم تعرف كيف تستعمل هذه القوة بالطريقة الصحيحة، فسقطت في أيدينا، ومن خلال الصحافة أحرزنا نفوذاً، وبقينا نحن وراء الستار))
وجاء في (ص: 125 ـ 130) : (( البروتوكول الثالث : ولكي نغري الطامحين إلى القوة بأن يسيئوا استعمال حقوقهم ، وضعنا القوى كل واحدة منها ضد غيرها، بأن شجعنا ميولهم التحررية نحو الاستقلال، وقد شجعنا كل مشروع في هذا الاتجاه ووضعنا أسلحة في أيدي كل الأحزاب وجعلنا السلطة هدف كل طموح إلى الرفعة ، وقد أقمنا ميادين تشتجر فوقها الحروب الحزبية بلا ضوابط ولا التزامات ، وسرعان ما ستنطلق الفوضى، وسيظهر الإفلاس في كل مكان ([7]).. الجريئون، وكتاب النشرات الجسورون يهاجمون القوى الإدارية هجوماً مستمراً .. وسينهار كل شيء صريعاً تحت ضربات الشعب الهائج... وفي ظل الأحوال الحاضرة للجمهور والمنهج الذي سمحنا له بانتباه ، يؤمن الجمهور في جهله إيمانا أعمى بالكلمات المطبوعة وبالأوهام الخاطئة التي أوحينا بها إليه كما يجب، وهو يحمل البغضاء لكل الطبقات التي يظن أنها أعلى منه، لأنه لا يفهم أهميه كل فئة ، وأن هذه البغضاء ستصير أشد مضاء حيث تكون الأزمات الاقتصادية عالمية بكل الوسائل الممكنة التي في قبضتنا... إن كلمة "الحرية" تزج بالمجتمع في نزاع مع كل القوى ..))
وجاء في (ص: 140) : (( البروتوكول السابع : يجب أن ننشر في سائر الأقطار الفتنة والمنازعات والعداوات المتبادلة ، فإن في هذا فائدة مزدوجة : فأما أولاً فبهذه الوسائل سنتحكم في أقدار كل الأقطار التي تعرف حق المعرفة أن لنا القدرة على خلق الاضطرابات كما نريد ))
وجاء في ( ص 159 ـ 166 ) (( البروتوكول الثاني عشر : وسنعامل الصحافة على النهج الآتي: ما الدور الذي تلعبه الصحافة في الوقت الحاضر؟
إنها تقوم بتهييج العواطف الجياشة في الناس، وأحياناً بإثارة المجادلات الحزبية الأنانية التي ربما تكون ضرورية لمقصدنا ([8]) ، وما أكثر ما تكون فارغة ظالمة زائفة، ومعظم الناس لا يدركون أغراضها الدقيقة أقل إدراك ، إننا سنسرجها وسنقودها بلجم حازمة ، وسيكون علينا أيضاً أن نظفر بإدارة شركات النشر الأخرى ..
غير أني سأسألكم توجيه عقولكم إلى أنه ستكون بين النشرات الهجومية نشرات نصدرها نحن لهذا الغرض، ولكنها لا تهاجم إلا النقط التي نعتزم تغييرها في سياستنا ، ولن يصل طرف من خبر إلى المجتمع من غير أن يمر على إرادتنا. وهذا ما قد وصلنا إليه حتى في الوقت الحاضر كما هو واقع: فالأخبار تتسلمها وكالات قليلة تتركز فيها الأخبار من كل أنحاء العالم. وحينما نصل إلى السلطة ستنضم هذه الوكالات جميعاً إلينا، ولن تنشر إلا ما نختار نحن التصريح به من الأخبار.([9]) ...
أن التقدم أو بالأحرى فكرة التقدم التحرري قد أمدت الناس بأفكار مختلطة للعتق من غير أن تضع أي حد له ، إن كل من يسمون متحررين فوضويون، إن لم يكونوا في عملهم ففي أفكارهم على التأكيد ، كل واحد منهم يجري وراء طيف الحرية ظاناً أنه يستطيع أن يفعل ما يشاء، أي أن كل واحد منهم ساقط في حالة فوضى في المعارضة التي يفضلها لمجرد الرغبة في المعارضة.))
وجاء في (ص: 166 ـ 168) : (( البروتوكول الثالث عشر: وسيسرع المغامرون السياسيون الأغبياء إلى مناقشة المشكلات الجديدة ، ومثلهم الرعاع الذين لا يفهمون في أيامنا هذه حتى ما يتشدقون به.
وإن المشكلات السياسية لا يعني بها أن تكون مفهومة عند الناس العاديين، ولا يستطيع إدراكها ـ كما قلت من قبل ـ إلا الحكام الذين قد مارسوا تصريف الأمور قروناً كثيرة ... ونحن أنفسنا أغرينا الجماهير بالمشاركة في السياسيات، كي نضمن تأييدها في معركتنا ضد الحكومات الأممية ... وهذه الخطوط سنقدمها متوسلين بتسخير آلاتنا وحدها من أمثال الأشخاص الذين لا يستطاع الشك في تحالفهم معنا، أن دور المثاليين المتحررين سينتهي حالما يعترف بحكومتنا. وسيؤدون لنا خدمة طيبة حتى يحين ذلك الوقت. ))
فحاصل ما نستفيده من مسرحية القوم ، أنها بضاعة يرجع ربحها على العدو اليهودي ـ من حيث يشعر القوم أو لا يشعرون ـ ، وأن كلامهم في أهل العلم والسنة ما يضر إلا أنفسهم ، فالعالم العامل المخلص كالبحر لا تلطخه أوحال القوم وصدق من قال :" لا تقذف أحدا بالوحل ([10]) ، فقد تصيب الهدف وقد تخطيء ، ولكن من المؤكد أنه سيصيب يديك " !
ذكرها : أبو أنس بشير بن عبدالقادر بن سلة الجزائري
([1]) قال الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ في السلسلة الصحيحة (5/ 43 ـ 44) عند تخريجه هذا الحديث بعد ذكر طرقه : جملة القول أن جميع هذه الطرق معلولة، مرفوعها وموقوفها وخيرها الطريق الثانية التي يرويها ابن أبي أويس ... عن أنس والشاهد الذي يرويه عبد الله بن المؤمل تارة عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عمرو وتارة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ابن عمرو. ولا شك عندي أن الحديث صحيح بمجموع هذه الطرق، على ما سبق بيانه، وإعلاله بالوقف من بعض الوجوه في الطريق الأولى عن أنس كما جروا عليه، ليس كما ينبغي لما عرفت من ضعفه موقوفا ومرفوعا، فلا يجوز المعارضة به للصحة الثابتة بمجموع الطريقين كما هو ظاهر، ولاسيما وهناك الشواهد التي سبقت الإشارة إليها التي منها قول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو نفسه: " اكتب، فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق ". وقد مضى تخريجه برقم (1532) من طرق عنه، فراجعه. هذا ما يسر الله لي من التحقيق والتصحيح لهذا الحديث، فإن وفقت للصواب في ذلك فالحمد والمنة والفضل له، وإلا فإني أستغفر الله وأتوب إليه من كل ما لا يرضيه، إنه هو ذو الفضل العظيم، التواب الرحيم.ا.هـ
([2]) بما فيهم أهل البدع والأحداث
([3]) وجود هذا الصنف داخل المنهج السلفي وبين مشايخه وطلابه الذين تصدوا للقطبية والحدادية والمميعة سيوهن ردود أهل السنة في هؤلاء المبتدعة عند من لم يتضح له ، أو كان على وشك أن يتضح له منهج هؤلاء المبتدعة ،
إذ سيقول : إن ردود هؤلاء المشايخ وأتباعهم في هؤلاء الذين بدعوهم منشأها وأصلها ما هو الآن دائر بينهم من الخصومات والمهاترات والغلو والتجاوز والتكلف والعدوان !!!
وإذا كان الأمر كذلك فلا يلتفت إلى كلامهم في غيرهم ولا في بعضهم البعض ولا يقرأ لهم .
([4]) قال علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ :"ما قطع ظهري في الإسلام إلا رجلان : عالم فاجر ، ومبتدع ناسك ، فالعالم الفاجر يزهد الناس في علمه لما يرون من فجوره ، والمبتدع الناسك يرغب الناس في بدعته لما يرون من نسكه " انظر (الذخائر و الأعلاق في آداب النفوس و مكارم الأخلاق)(ص57)
([5]) قيل :" أصعب شيء في الدنيا هو أن تعرف قدر نفسك ، وأسهل شيء في الدنيا هو أن تنصح الآخرين ."
([6]) بدائع الفوائد (2/ 261)
([7]) اليهود الخبثاء وراء كل فتنة وقتال في أرض المسلمين ، بما يمدون تلك الفتن من الطاقات الحسية والمعنوية ، وقد تفطن علماء السنة لمخططهم الخبيث ومنهم علماء اليمين لهذا هم يسعون بالحكمة والعقل في تصدي وإيقاف فتنتهم ، وإفساد عليهم مخططهم .
([8]) هذا شأن المنتديات الأنانية التي تهاجم مشايخ السنة ، هي تخدم هذا المقصد الخبيث من حيث تشعر أو لا تشعر !!!
([9]) هل بعد هذا نطمئن لهذه الشبكات والمنتديات والقنوات !!!
([10]) وهذا بخلاف قذف بالحق على الباطل ، فهذا القذف لا يخطئ عين الباطل ، قال الله تعالى :{ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} ، فتنبه لهذا الفارق .