افرحوا أيها المسلمون وحُقَّ لكم ذلك
16-07-2016, 01:09 PM
قال تعالى: " الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) "
لما التقت الروم وفارس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم لأن الفرس مشركون مثلهم، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس، لأنهم أهل كتاب وهم أقرب إلى دينهم.
وحين الإلتقاء غَلَبَتْ الرُومَ فارسٌ وظهرت عليها، فَشَمَتَ مشركو مكة من النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وفرحوا لفوز فارس في الحرب كما حَزِنَ المؤمنون لذلك ... فَأنزل الله تعالى قوله هذا مؤازارة للمؤمنين وتخفيفا لوطئة الحزن عليهم ، ثم كان الأمر كما أخبرت الآية وغَلَبَتْ الرومُ فارسَ في لقائهم الموالي لهذه الموقعة بعد بضع سنين لا تزيد عن التسع، فاغْتَبَطَ المؤمنون حينئذ وسُرٌّوا لذلك وابْتَأَسَ المشركون واسْتَاؤا كثيرا.
ما أشبه اليوم بالبارحة... وها هو الزمن يعيد نفسه فلما وقع الإنقلاب العسكري في تركيا على الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس الطيب رجب أردوغان، تلك الحكومة التي تمثل حكومة دولة اسلامية، وفي ليلة ظلماء يُفْتَقَدُ فيها القمر، كما أنه لا يُوجَدُ رمزٌ يُعَبَّرُ بِهِ عن كَبِيرَةِ الظلم من سوادها، قُلْتُ لمّا وقع ذلك الإنقلاب وفي بدايته ولمّا الأمرُ لم يُقْضَ بَعْدُ رأينا كُلَّ من لا يملك ذرّة حبّ للحكومة الإسلامية، وقلبه يُشْبِهُ سَواد ليلها يَشْمَتُ ويفرح لهذا المُصَابِ كما أحزن ذلك كلّ المسلمين المحبين لدينهم في كلّ العالم وعلى اختلاف ألسنتهم وألوانهم.
لكنه لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وفي بداية الفجر وعند بزوغ أول خيطه الأبيض الذي يُشْبِهُ نورُه نَصَاعَةَ العدل وشفافيته عَاد الحقُّ لأصحابه ففَرَحَ الْمُسْلِمُونَ بنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ، وَحُقَّ لهم ذلك وَبُهِتَ غَيْرُهُم وانخنس مذموما مدحورا.
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg س.jpg‏ (15.6 كيلوبايت, المشاهدات 6)
وَاحَرّ قَلْباهُ ممّنْ قَلْبُهُ شَبِمُ
التعديل الأخير تم بواسطة مراد عبد السلام ; 16-07-2016 الساعة 01:18 PM