هام جدا: حتى لا تغرق الإصلاحات التربوية سفينة الجزائر!!؟
27-08-2016, 04:59 PM
هام جدا: حتى لا تغرق الإصلاحات التربويةسفينة الجزائر!!؟
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:
لا يختلف عاقلان في كون الإصلاحات ضرورية في نهضة كل أمة بشرط أن لا تهدم مقوماتها وأسس بنائها، فهل يعقل أن نحدث شروخات في تماسك الأمة ووحدتها، بل وتهديد كيانها ووجودها تحت يافطة براقة تسمى:" الإصلاحات!!؟".
نقولها بكل مرارة وأسف، إن هذا الأمر هو: عين ما تقوم به وزارة التربية في غموض مقصود، وتلاعب بالتصريحات، وتكذيب للأقوال بالأفعال!!؟، وهو: ما لا يدرك عواقبه القائمون على وزارة التربية المتعجلون في تنفيذ مشروعهم تحقيقا لأهدافهم الحقيقية المستورة دون مراعاة لتوجه الأمة العام الرافض لتلكم الإصلاحات المضادة لثوابت الأمة وهويتها.
إن بلدنا الحبيب الجزائر في غنى تام عن إثارة مزيد من التوترات في ظل الأخطار المحدقة به، وبدل من تعزيز اللحمة الوطنية: نجد فئة تستفز عموم الأمة بالتعرض بالسوء لأهم ثوابتها، وهو نذير شؤم سيعود بالضرر على الجميع، وسيكون الكل خاسرا - إن أصر هؤلاء على المضي قدما في مشروعهم التغريبي للمدرسة الجزائرية!!؟-.
إن الدخول المدرسي على الأبواب!!؟، وقد سمع الجميع بتهديدات الشريك الاجتماعي لوزارة التربية بالدخول في إضرابات وتجمعات ومسيرات- إن لم تتراجع الوزارة عن تنفيذ مخططها المتعجلة فيه!!؟-.
وقد سمعنا أصواتا عاقلة من النقابات والتربويين والأكاديميين تقول:
" إنها لا تعارض الإصلاح، ولكن تدعو إلى تأجيل تنفيذه إلى الدخول المدرسي المقبل، ريثما يتم التشاور فيه بين الجميع بطريقة أفضل"، وصدق من قال:" في التأني السلامة، وفي العجلة الندامة!!؟".
ونعتقد بأن هذا المطلب منطقي ومقبول، لأن المسألة تتعلق بمصير أمة، وليس بمصير مباراة في كرة القدم!!؟.
إننا نتوسم خيرا في الحكومة بأن تتعامل بإيجابية مع مطالب الشريك الاجتماعي الذي لم يطلب أمرا مستحيلا، بل إن طلبه فيه تهدئة وطمأنة لقطاع عريض من الأمة، مما يضمن سنة دراسية هادئة تسمح بالتفرغ لحل المشاكل الأخرى – خاصة- مع ملاحظة أن قطاع التربية فيه ما يقارب:(9 ملايين جزائري ما بين تلاميذ وإطار تربوي وإداري).
وأما إن أصرت الحكومة على المضي قدما في تنفيذ تلك الإصلاحات بعدم إشراك بقية الأطراف الفاعلة فيها، وعدم تأجيل تنفيذها، فإننا نخشى – لا قدر الله-: أن تكون المدرسة سببا لإغراق سفينة الجزائر في ظل هذا البحر المتلاطم من الفتن حولنا، والتي تستهدفنا بالدرجة الأولى!!؟.
وصدق من قال:" السعيد من وعظ بغيره!!؟".
وفي هذا السياق: أنقل مقتطفين قيمين من كلام خبير تربوي أفنى حياته في خدمة الجزائر في مجال التربية والتعليم، وهو الأستاذ الفاضل:" عبد القادر فضيل" حفظه الله ورعاه، حيث قال في مقاله:( إجراءات التغيير التي سيتفاجأ بها المجتمع في ميدان التعليم):
1)"... والمحلل لوضعية الوزارة يستبعد أن تتجرأ الوزيرة، وتطرح الموضوع بصفة واضحة على مجلس الحكومة، لأنها لا تريد أن تتخلى عن كونها عضوا فاعلا في الحكومة، وهذه العضوية تدفعها لتكون مع المبادئ ولا تناقضها حتى ولو كانت لا تنسجم مع قناعتها الشخصية، وحرص الوزيرة على التصريح بهذا الموضوع يجعلها متناقضة مع المسؤولية التي تمارسها، والذي يضاد هذه المسؤولية يصبح تلقائيا من المعارضين لسياسة الأمة، ومن الرافضين للمبادئ التي بنيت عليها السياسة، حتى ولو لم يجاهر بهذه المعارضة...".
2)"...والفكرة التي ألخص بها ما تناولته في التعليق على إجراءات الوزارة هي:
أنني أشك في أن الوزيرة ستتجرأ وتقدم هذه الاقتراحات إلى الحكومة بهذه الصيغة الواضحة، كما أنني أشك في أن الحكومة ستغض الطرف وتقبل هذه الآراء التي تعرض عليها وتقدمها للمناقشة، وما ننتظره هو:
أن تجد الحكومة صيغة تؤجل بها مناقشة هذه الموضوعات لتخرج من الوضع الحرج، وتعلن أنها ستعرض الأمر على أهل الاختصاص، وتشكل بناء على ذلك فريقا من الخبراء لدراسة جوانب الموضوع.
ولعل هذا الوضع سيدفع المسؤولين في الدولة إلى التفكير في تشكيل هيأة علمية من العلماء والمفكرين ومن رجالات التربية ومن المؤمنين بقيم الأمة ومواقفها ونضالاتها، لنكوّن الإطار الموجه لوزارة التربية والمحدد للسياسة التي يجب أن تسلكها، على أن تعطى لها صلاحيات التفكير في قضايا التربية والتعليم وتطوير الأنظمة التي تسهم في ترقية القطاع والتخطيط للنهوض به، لأنه لا يجوز حضاريا: أن تبقى وزارة في مستوى وزارة التربية التي تشرف على أهم قطاع في الدولة بدون أن تكون إلى جانبها هيأة أو هيئات تنير لها الطريق وتوجهها إلى ما يجب عمله.
إن انعدام الهيأة الموجهة التي يرجع إليها أمر التربية هو: السبب في حالات التدهور التي يعيشها قطاع التربية عندنا، وهذا هو السبب الذي جعل الوزارة ترتجل في بعض القرارات، وتتجه إلى تقديم جملة من الاقتراحات التي لم تدعمها دراسة ولم يرافقها تحليل علمي!!؟، كنا نأمل أن يتدارك المسؤولون هذا الفراغ من خلال تعديل الدستور، فينشئوا هيأة بمثابة المجلس الأعلى للتربية تكون مرجعا لتسيير قطاع التربية، وتنظيم جهوده وتقديم العون العلمي والسياسي للوزارة مثلما كان الأمر في السابق...".
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى: أن يحفظ الجزائر وأهلها من كل سوء، وأن يجمع كلمة الجزائريين على الحق، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.