تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
ملف هام: مراجعات تربوية حول إصلاحات الجيل الثاني
24-08-2016, 04:14 PM
ملف هام: مراجعات تربوية حول إصلاحات الجيل الثاني!!؟





الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:



هذه بعض المقالات الهامة التي نشرتها مشكورة جريدة:" الشروق اليومي"، وهي ل:" ثلة طيبة من أبناء الجزائر الغيورين على هويتها، والمدافعين عن ثوابتها في وجه الحملة التغريبية التخريبية التي تستهدف المدرسة الجزائرية: ممثلة في: الإسلاخات الغبريطية في جزئها الثاني المتممة لمخرجات الإسلاخات البن زاغوية!!؟".
لقد جمعنا تلك المقالات على متصفح واحد، ليسهل الاطلاع عليها لكل من فاتته كلها أو بعضها.
وقبل أن أنشر هذه المقالات: استمعت إلى تصريح غريب جدا للمستشار العام في وزارة التربية الذي أجاب عن سؤال حول سبب اللغط الدائر حول إسلاخات الجيل الثاني، فقال:" لعله راجع لسوء التواصل أو الإشاعات!!؟".
ولا أدري: هل جهل أو تجاهل هذا المسؤول بأنه:" هو ووزارته أكبر المتسببين في ذلك اللغط!!؟، وذلك بسبب غموضهم وتكتمهم الشديد حول حقيقة تلك الإسلاخات، أضف إلى ذلك: استعانتهم بخبراء فرنسيين!!؟، دون أن ننسى مشروعهم المشبوه المؤجل: التدريس بالعامية!!؟".
إن المسألة لن تنتهي بعد التطمينات الوزارية الشفهية بعد ظهور بعض مضمون تلك الكتب، والذي أجزم بأن الوزارة قد اضطرت إليها تحت ضغوط المخلصين من أبناء الجزائر المدافعين عن هويتها، والذين ألجؤوا بن غبريط وفريقها إلى تأجيل تنفيذ حقيقة مشروعهم كاملا مرة أخرى!!؟، ونخشى أن يكون ذلك:" مجرد ذر للرماد في العيون بشجرة مزينة تخفي غابة المقصود الحقيقي والنهائي لتلك الإسلاخات!!؟"، والفترة القادمة كفيلة بالإجابة!!؟.
نقول هذا الكلام في انتظار ما سيسفر عنه رد الحكومة حول:" اقتراحات بن غبريط لتعديل البكالوريا، خاصة ما تعلق منها: بإلغاء مواد الهوية الوطنية من اختبارات الأقسام العلمية أو جعلها اختيارية في أقل الاحتمالات سوءا!!؟".
تلك المواد المستهدفة هي: المواد المكونة لشخصية المتعلم، والمجذرة لأصول الهوية والانتماء الحضاري.

ولا تزال وستظل هذه القضية سجالا!!؟، فلا يحلم هؤلاء بأنهم سيستطيعون تمرير مشروعهم مستقبلا!!؟، لأن الخير في هذه الأمة لن ينقطع، ف:" لكل قوم وارث!!؟"، [ والعاقبة للمتقين].

ملاحظة هامة: مضمون أكثر هذه المقالات يتجاوز الصراع الدائر مع وزارة التربية: نسخة بن غبريط، فالمواضيع المطروحة تتخطى الزمان والمكان، لأنها تتعلق بهوية الأمة الخالدة، وأذكر بأن الباب مفتوح للأعضاء الأفاضل لإثراء هذا المتصفح بمقالات تصب في إطار نصرة ثوابت الهوية الوطنية، فقد فاتني الكثير منها لعدم متابعتي لكل ما ينشر، وللجميع الشكر مسبقا.
وإلى المقالات:
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: ملف هام: مراجعات تربوية حول إصلاحات الجيل الثاني
24-08-2016, 04:15 PM


ما الذي تفكر فيه وزيرة التربية!!؟
الأستاذ الفاضل:" عبد القادر فضيل"

إن ما تفكر فيه هذه الوزيرة، وتدعو إلى تنفيذه في الأجل القريب (في بداية الموسم الدراسي القادم): مشروع إصلاحي غامض الدلال!!؟، مشروع تتجاوز أهدافه عملية الإصلاح الذي عبّرت عنه، وحدّدت المجال الذي يهمها، وهو:" تجديد المناهج ومراجعة الكتب في السنتين: الأولى والثانية من التعليم الابتدائي، والسنة الأولى من التعليم المتوسط"، وهذا مضمون ما فكرت فيه الوزيرة، وأفصحت عنه في تصريحاتها، وهي مصممة على تنفيذه رغم النقد الموجه لهذا المشروع!!؟.
إن مشروع الإصلاح الوارد في قرار الوزيرة:" لا معنى له"، لأن ما تدعو إليه وتسعى إلى تنفيذه: لا يحقق الإصلاح، ولا يرتقى بالوضع التعليمي، فهو لا يصلح وضعا فاسدا، ولا يعالج خللا، ولا يغير واقعا لا ينسجم مع قيمنا، إنما يتجه إلى إلغاء المناهج القائمة، وتعويضها بمناهج جديدة لا نعرف مضمونها ولا حقيقتها!!؟، ولم تذكر الأسباب التي دفعت إلى الحكم على المناهج الحالية بعدم ملاءمتها!!؟، وجعلت الهدف من مراجعتها هو: إلغاؤها، وليس تعديلها أو إعادة تصميمها!!؟.
وهذا ما جعلنا نتساءل عن المفهوم الذي أعطى لعبارة الجيل الثاني من المناهج، أو من الإصلاحات، فهل الجيل الأول الذي يسعى الإصلاح إلى تغييره أو إلغائه هو: المناهج التي عاشتها المدرسة منذ بداية الاستقلال إلى اليوم!!؟، فإذا كان هذا المفهوم الذي تقصده الوزارة، والتي تسعى إلى جعل الجيل الثاني يحل محله ويعوضه، فمعنى ذلك أن ما تم العمل به خلال نصف قرن من الزمن (طوال المرحلة التي عاشتها المدرسة): أصبح مرفوضا في نظر الوزيرة، وفي نظر من هم على أفكارها!!؟، ولا أظن أن هذا التحليل يقبله الإنسان العاقل!!؟, وفي هذا الطرح خلط بين أمور كثيرة: بين الأوضاع المدرسية الموروثة، والتحويرات التي أدخلناها على ما ورثناه في العشرية الأولى، والتي مهّدت للإصلاح، وبين الإصلاح الشامل الذي قمنا به في منتصف السبعينيات، والذي أنهينا به الأوضاع الموروثة، وصحّحنا الاتجاهات غير الملائمة، وأسّسنا بمقتضاه مبادئ النظام التربوي الوطني، وحدّدنا صفة المدرسة الجزائرية التي ولدت مع هذا الإصلاح وظلت قائمة، وفي هذا الطرح: خلط كذلك بين ما كان قائما وبين الإجراءات التي أقدمت عليها الوزارة بداية من سنة 2003، السنة التي شرعت في تنفيذ ما ورد في تقرير اللجنة الوطنية لإصلاح التعليم، اللجنة التي سميت بلجنة بن زاغو، والتي ارتبطت الوزارة بتقريرها، ومازالت مرتبطة بأفكار هذا التقرير، رغم الانتقادات التي وجهت لهذا التقرير، والإجراءات التي نفذتها الوزارة، والتي ألغت بمقتضاها العمل بروح السياسة التي كانت متبعة منذ صدور الأمرية الرئاسية المنظمة للتربية والتكوين عام 1976 والتي حددت وجهة المدرسة وخصائصها، ثم ما هي الصفات التي نطبق بها الجيل الأول!!؟، وما هي الصفات التي يجب أن تتوفر في الجيل الثاني الذي يجري الحديث عنه!!؟.
إذا أردنا تصنيف المناهج وترتيبها وفق تاريخ تطوّر المدرسة: نجدها أجيالا ثلاثة، وليس جيلا واحدا كما يفهم من تصريحات الوزيرة، الجيل الأول، وهو الذي عرفته المدرسة مع بداية سنوات الاستقلال، وهو الجيل المخضرم الذي التقت فيه المناهج الموروثة بالتحويرات التي أدخلت على هذه المناهج الموروثة.
الجيل الثاني، وهو: جيل المناهج التي عرفتها المدرسة الأساسية التي تأسست نتيجة الإصلاح الشامل الذي أقدمت عليه البلاد، ووضعت به حدا للأوضاع الموروثة، وتمت صياغة هذه المناهج منذ الإعلان عن تأسيس النظام التربوي الوطني، وهي: المناهج التي استمر العمل بها إلى سنة 2003.
ثم جاء الجيل الثالث الذي عرفت معه المدرسة جانبا من التغيير الذي دفع إليه تقرير اللجنة الوطنية لإصلاح التعليم، وهذا التغيير لم يحقق أي جانب إيجابي، لا في مستوى التسيير ولا في مستوى الأداء المدرسي، بل دفع القائمين على التعليم إلى التخلي عن أهم مقوّمات النظام التعليمي، وقد نبهنا إلى هذا!!؟.
ويبدو أن الوزيرة حين فكرت في التغيير ودعت إليه: كانت تستهدف مراجعة الوضع التعليمي القائم الذي هو: خلاصة الخطة المتبعة منذ بداية تطبيق إصلاحات بن زاغو، أي: الوضع الذي عاشته المدرسة منذ سنة 2003، وهو الوضع الذي انتقدته الوزيرة، وأوضحت أن مستوى التعليم ضعيف في جوانبه المختلفة، وبيّنت أن النتائج المعبر عنها من خلال نسب النجاح في الامتحانات لا تعبّر عن الحقيقة، وهذا يعني أن الموضوع بحاجة إلى إصلاح، ولكن الإصلاح لا يتم بهذا الذي سمته: الجيل الثاني من المناهج!!؟، وفي الحقيقة أن ما تقصده هو: الجيل الرابع، وليس الجيل الثاني، كما تم توضيح ذلك، فالمناهج التي يراد تغييرها أو تجديدها وتجديد الكتب المترجمة لها في السنتين: الأولى والثانية، ليس فيها جيل أول وجيل ثان أو رابع.. ولا ننتظر من تغييرها أو تجديدها: ما يحقق تطوّرا!!؟، اللهم إلا إذا كان التغيير المستهدف تغييرا جذريا شاملا يلغي ما هو قائم، كما تم ذلك في السبعينيات حيث وضعنا حدا للنظام الموروث، وألغينا المناهج التي كانت قائمة، وشرعنا في تنفيذ مرحلة جديدة بمناهج جديدة ومتطوّرة، مناهج لها خصائص تربوية وحضارية، ولعل هذا ما يسعون إليه من خلال المشروع الذي بدأ التخطيط لتنفيذه، والذي يحرصون من ورائه على تغيير وجهة المدرسة بجعلها تسترجع اتجاهها اللغوي الذي كان يسيّر مناهجها قبل صدور الأمر المؤسس للمدرسة الجزائرية عام 1976 ، وأهم ما يعنيه هذا الاتجاه هو:" إرجاع اللغة الفرنسية إلى المكانة التي كانت لها من قبل في مجال تدريس المواد العلمية في التعليم الثانوي على غرار ما يجري في التعليم العالي، هذا ما يتم التمهيد له، ولعل الاستعانة بالخبراء الفرنسيين الذين جاء الحديث عنهم يصب في هذا الاتجاه.
ورغم أن المسؤولين في الوزارة نفوا ذلك، وحصروا الاستعانة بالخبراء في مجالات أخرى عبر مجال الإصلاح، لكن وزيرة التربية الفرنسية كشفت في حديثها عن الدور الذي يضطلع به هؤلاء الخبراء في مجال التعاون لدعم الوزارة وإعانتها على ما تقوم به في الإصلاح الذي هي مقدمة عليه!!؟، ونجد هذا الاتجاه يعيش في تفكير بعض المسؤولين، وهو الاتجاه الذي يدعمه من هم: مرتبطون بالثقافة الفرنسية والمنبهرون بها، لذلك لم نستغرب الفكرة التي ظهرت في الصيف الماضي بخصوص الدعوة إلى اعتماد اللهجات الدارجة في التعليم، وهي: دعوة مشبوهة ولها أهداف، ولا نستغرب اليوم ما قد يظهر من توجه يرمي إلى زيادة العناية باللغة الفرنسية من خلال مراجعة كتبها، ورفع توقيتها، وتحويل أسلوب تعليمها من تعليمها كلغة إلى تعليمها كثقافة وقيم حضارية، ولا نستبعد أن يستعان بالخبراء في هذا المجال، ولكننا بهذه الملاحظات: لا نقف ضد الجهود التي تبذل في مجال تطوير تدريس اللغة الفرنسية كلغة، وزيادة العناية بتكوين معلميها، لأننا نريد أن يمتلكها أبناؤنا ويتحكموا في أساليب استعمالها، باعتبارها أداة من أدوات اكتساب المعرفة، على أن لا يكون ذلك على حساب اللغة العربية والمواد المكوّنة للشخصية الوطنية، وكان بالإمكان أن تتجه جهود الإصلاح لمراجعة لغة تدرس الرموز والمصطلحات المعتمدة في تدريس الرياضيات، والاتجاه الذي يوظف في المسائل الحسابية، لأن التعامل بالحروف اللاتينية يشكك أبناءنا في قدرة اللغة العربية.
إن ما طرحته الوزيرة ضمن مشروع المراجعة والتجديد الخاص بكتابي السنة الأولى والثانية هو: تجميع المواد المقررة للسنة الأولى وكذلك السنة الثانية في كتاب واحد يضم المواد كلها، وما يلاحظ هنا: أن المواد التي يمكن أن يشملها كتاب واحد هي: القراءة والكتابة والمحادثة والحساب والأخلاق، أما المواد الأخرى مثل: التربية الإسلامية والتربية المدنية والتربية العلمية، فلا تحتاج هذه المواد إلى كتب بالنسبة إلى هذا المستوى، ومن ثم، فلا داعي لجعلها جزءا من كتاب السنة الأولى، بل يمكن تأجيل تعليمها أصلا، وقد كنت نبهت في مقال سابق إلى أن وجود هذه الكتب الثلاثة في السنة الأولى: لا معنى له، لأن التلميذ في هذا المستوى يجهل القراءة، فلماذا ترهقه بحمل كتب لا يستطيع الاستفادة منها!!؟، إذ يكفي في السنة الأولى وفي السنة الثانية: أن يركز التعليم على القراءة والكتابة والحساب والمحادثة وبعض الأنشطة الشفهية.
وحتى إذا أردنا إضافة الجانب الأخلاقي والديني، فيؤخذ جانب بسيط من المعلومات، ويلقن مشافهة، وليس من الضروري أن تدمج في كتاب التلميذ.
ومن الأحسن أن تكون القراءة في كتاب مفصول عن كتاب الحساب، إذ ينبغي الإكثار من التمارين والرسوم الموضحة في الكتابين، كتاب القراءة، وكتاب الحساب.

  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: ملف هام: مراجعات تربوية حول إصلاحات الجيل الثاني
24-08-2016, 04:17 PM
رسالة إلى بن غبريط

رشيد ولد بوسيافة

رئيس تحرير مكلف بالمتابعة بجريدة الشروق


اللّقاءات التي تنظّمها وزارة التّربية الوطنية مع ممثلي كل من النّقابات وجمعيات أولياء التّلاميذ قصد التّشاور حول إصلاح امتحانات البكالوريا بداية جيّدة وتحول نوعي في طريقة تعامل وزيرة التربية مع قضايا الإصلاح في المنظومة التربوية عكس ما كانت تقوم به خلال السنتين الماضيتين من خلال جملة من الإصلاحات والقرارات المصيرية التي تتّخذ بعيدا عن إسهام أطراف الأسرة التّربوية.
ولعل فضيحة التّسريبات التي طالت امتحانات البكالوريا هي التي جعلت الوزارة تراجع طريقتها في التعامل مع الشركاء الاجتماعيين من خلال إشراكهم في القرارات الكبرى بدءاً من قرار إعادة امتحانات البكالوريا التي ثبُت فيها التسريب إلى قرار إصلاح البكالوريا الذي اتخذته الوزارة ويجرب تنفيذه بالتشاور مع النقابات وجمعيات أولياء التلاميذ.
لكن هناك معالم ينبغي للوزيرة الانتباه إليها في أي عملية إصلاح، أولها: أن ينسجم الإصلاح مع التّوجه العام للمدرسة الجزائرية من خلال الحفاظ على مواد الهوية وتعزيزها، والكف عن المناورات التي كانت تستهدف مادة التربية الإسلامية باعتبارها مادة ضرورية في التكوين الأوّلي الذي يتلقاه التلاميذ، وإبقاؤها في البكالوريا مطلب عبّر عنه الرأي العام في الموسم الدراسي الماضي حين قامت الوزارة بإلغائها في ثانوية بوعمامة فكانت ردود الفعل قوية ضد هذا العمل المشبوه.
وعلى جمعيات أولياء التّلاميذ والنّقابات المشاركة في المشاورات: الانتباه لأي إجراء يستهدف هذه المادة مهما كانت المبررات، وقد تناهى إلى أسماعنا أن التخلي عن المادة في البكالوريا وارد ضمن المقترحات الأوّلية المقدمة من الوزارة، وإذا تواطأ الجميع على تمرير هذا المقترح فيكون الجميع شارك في تخريج جيل مفصول عن هويته خصوصا في ظل حالة التفسّخ النّاجمة عن الانفتاح على كل الثقافات والأفكار والمِلل والنحل التي تهدّد المرجعية الدينية للجزائريين في الصميم...
إن الحفاظ على التربية الإسلامية في البكالوريا وفي البرامج الدراسية يشكِّل حماية للجيل الجديد من الأفكار المنحرفة المتداولة في الانترنت وعبر الفضائيات والتي تنتشر بشكل واسع بين أوساط الشباب، وعليه فإن تدريس الإسلام الصحيح في المدارس على أيدي أساتذة هو من صميم دور المدرسة التي ستكون جدارا منيعا يصد الأفكار المنحرفة عن الدين ويحفظ المرجعية الدينية الموحِّدة للجزائريين.
الأيام المقبلة تكشف ما إذا كانت وزيرة التّربية الوطنية نورية بن غبريط جادة في مشاوراتها مع أطراف الأسرة التربوية، وأنها فعلا ستضع القرار التربوي بين أيديهم، أم أنّها ستشركهم شكليا في لقاءات عابرة ثم تتّخذ قرار الإصلاح بعيدا عنهم!!؟.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: ملف هام: مراجعات تربوية حول إصلاحات الجيل الثاني
24-08-2016, 04:18 PM
يا فرنسا مبروك عليك!

حسين لقرع


منذ أن انفجرت فضيحة الخبراء الفرنسيين الذين يشرفون على "إصلاح" المنظومة التربوية الجزائرية بسرِّيةٍ بالغة، قلنا منذ البداية إن "إصلاحات" الوزيرة بن غبريط رمعون: تستهدف عناصر الهوية الوطنية في الصميم، وستكون مقتصرة على الجانب الإيديولوجي اللغوي؛ فهي ستمنح الاحتكار للفرنسية على حساب اللغة الأولى في العالم، وتهمِّش العربية، وتقزّم التربية الإسلامية والتاريخ..
وهاهي الأيام تثبت كل ذلك بعد أن تقدّمت الوزيرة أخيراً، وبعد طول نفي وإنكار، بـ"اقتراحاتٍ" مسمومة للوزارة الأولى تتعلق بتدريس المواد العلمية في التعليم الثانوي باللغة الفرنسية وحدها، وتترك للعربية المواد الأدبية فقط، وتجعل مواد الهوية الوطنية "اختيارية" في البكالوريا!؟.
ما يجري تحديداً هو:" تنفيذ اقتراحات لجنة بن زاغو بحذافيرها!!؟"، بعد نحو 14 سنة من صدور تقريرها السِّري الذي سُلِّم للرئيس بوتفليقة، ولم يطَّلع عليه الشعب إلى حدّ الساعة!!؟.
ولهول ما اقترحته اللجنة؟: تردَّد الوزيرُ الأسبق بن بوزيد في تنفيذه، واكتفى بفرْنسة رموز الرياضيات، أما الوزيرة بن غبريط رمعون، فقد كان لها منذ البداية:" مشروعٌ واضحُ المعالم لفرْنسة المدرسة الجزائرية، وسلخها عن هويتها باسم "الإصلاح" المزعوم؟"، لذا لم تتردد في القول إنها تملك "الجرأة" لتنفيذه بحذافيره؟؟؟، وها هي تقطع الآن شوطاً حاسماً في ذلك، في ظل ركون مختلف فعاليات المجتمع إلى السِّلبية والاستسلام للأمر الواقع؟؟؟.
أغلب الدول أضحت تعتمد الانجليزية: لغة أجنبية أولى في مدارسها، لتمكين طلبتها من مواكبة أحدث العلوم والمعارف المتداوَلة في العالم مباشرة وتطوير بحثها العلمي، أما الجزائر وككل الدول الفرنكفونية المتخلفة، فهي تصرّ على منح الاحتكار للفرنسية، ولو كان فيها تخلفها وبؤسُها؟؟؟، وإبعاد الانجليزية ولو كان فيها الخيرُ العميم، وهي تهمّش لغتها الوطنية من أجلها، بينما لم يجد حتى مخبر باستور الفرنسي غضاضة في نشر أبحاثه بالانجليزية: ليطّلع عليها العالم كله بدل 4 بالمائة فقط الذين يتقنون الفرنسية، فهل أصبحت حفيدة قدّور بن غبريط: أكثر دراية بما ينفع تلاميذنا من معهد باستور الفرنسي؟؟؟.
لو تعلّق الأمر بإصلاحٍ تربوي ذي معايير علمية وتربوية بحتة: لاعتُمِدت الانجليزية لغةً أجنبية أولى، ودون الإضرار بالعربية، ولكن الواضح: أنه يتعلق بإيديولوجيةٍ فرنكفيلية شوفينية إقصائية تصرّ على منح الاحتكار للفرنسية وحدها، ولو تطلّب الأمر تهميش العربية نفسها، وليس الانجليزية فقط !؟؟.
الواضح إذن:
أن فرنسا قد كسبت معركة اللغة في الجزائر بعد أن مكَّنتها النخبة الفرنكفيلية المتغلغِلة في دواليب الحكم من تحقيق ما عجزت عنه طيلة قرن وثلث قرن من الاحتلال، ولذلك لو كان المرحوم عبد الرحمان عزيز صاحب مديح: "يا محمد مبروك عليك.. الجزائر رجعت ليك" حيًّا: لتحسّر أشدّ الحسرة؟؟؟، وهو يرى فرنسا تعود من نوافذ عديدة: أخطرها على الإطلاق: " المدرسة التي تُسلَّم لها على طبقٍ من ذهب!؟؟".
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: ملف هام: مراجعات تربوية حول إصلاحات الجيل الثاني
24-08-2016, 04:20 PM
لنا عربيتنا... ولهم لغاتهم!

جمال لعلامي


يُروى والعهدة على الراوي إن وزيرة التربية تريد تمرير مقترح يقضي باستبدال العربية بالفرنسية في تدريس المواد العلمية لتلاميذ الثانوي، وذلك في سياق ما يسمى مشروع إصلاح امتحانات البكالوريا، بداية من الموسم القادم، وتبرّر بن غبريط هذا الخيار أو الاضطرار وربما الانتحار، بتنامي نسبة الرسوب في الجامعة نتيجة "عائق اللغة"!
صدقوا أو لا تصدّقوا، الطلبة الجزائريون أصبحوا يرسبون في الجامعات بسبب "العربية"، ولذلك "تدبّر" السيدة نورية على الحكومة باعتماد الفرنسية لإنقاذ بقايا الطلبة من الرسوب والإعادة التي كانت فيها إفادة، والأكثر من ذلك، فإن مشروع "الانقلاب" داخل المظلومة التغبوية، يقترح كذلك إدراج مواد الهوية الوطنية، كمواد اختيارية في "باك" 2017!
أهلا وسهلا بإنعاش المنظومة التربوية وإصلاح البكالوريا، لكن لا مرحبا و"طريق السدّ ألـّي تدّي ما تردّ" إذا كان المُراد اغتيال العربية، اللغة الوطنية والرسمية، رويدا رويدا، وإجبارها على الموت البطيء، وقد يكون تدريس المواد العلمية، البداية لتنفيذ مشروع لن يقبله الجزائريون عن بكرة أبيهم!
لو حمل "مشروع الإصلاح" استبدال العربية بالانجليزية، في عمليات تدريس هذه المواد أو غيرها، لربّما تقبلها الرأي العام، والمعرّبون تحديدا بصدر رحب واقتنعوا بجدواها ونتائجها على المدى المتوسط والبعيد، لكن أن تـُلغى اللغة الأم وتـُستبدل بلغة "المستعمر" بحجة "عائق اللغة" فهنا توجد إن وأخواتها في هذا الاختيار الإيديولوجي!
لم تعد الفرنسية اللغة المنافسة للعربية عبر العالم، فأغلب البلدان التي تحترم لغتها الأصلية، تتكلم انجليزي وتخاطب ضيوفها وسياحها ومستثمريها بالانجليزي، وهذا نتيجة الظروف الدولية التي فرضت هذا العامل، لكن أن تعود بن غبريط بالمدرسة الجزائرية إلى الوراء، فهذا غير المفهوم!
يصعب لك أن تعثر على من يُتقن الفرنسية أو حتى يفهمها، عندما تحط بمطارات الدول الكبيرة البعيدة عن فضاء "شنغن"، كأمريكا ودول الخليج وكندا واستراليا والصين والدول الناضجة والصاعدة في آسيا، بل حتى بعض بلدان "شنغن"، ستكون من المحظوظين لو عثرت على مترجم أو مبدع يتكلم كل اللغات فيفهمك وتفهمه بالفرنسي!
نعم، لنا عربيتنا ولهم فرنسيتهم، ولهؤلاء وأولئك انجليزيتهم وصينيتهم وألمانيتهم واسبانيتهم وهنديتهم، لكن الشاطر هو من يتعلم اللغة التي يفهمها كل العالم، والتي يستعملها كمفتاح حيثما رحل وارتحل، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وإعلاميا، دون تضييع لغته أو التفريط فيها أو الإخلال بهيبتها وقيمتها، أمّا أن يُفرض على كوادر الغد الدراسة بلغة تكاد تسير نحو "الانقراض"، فالأفضل تلقين لغة "المورس"، ولم لا الصمّ البُكم ولغة البطريق والحيتان!

وهذه تعليقات بعض القراء:
1 يا أستاذ لعلامي قد تكون صغير السن مقارنة مع طلاب السبعينات ومع ذلك فأنت تعبر عن عمق المشكل الحرب ضد لغتنا لم يكن وليد اليوم فقد خلف ضحايا منذ قرار كريميو لتجنيس يهود الجزائر وفي السبعينات بعد دخول الطلاب الحاملين لشهادة البكالوريا علمي ورياضي باللغة العربية لجامعة هواري بومدين تم طردهم وتفريقهم بل قمعهم وتعذيبهم فتشثثوا ولم يعد هناك من يطالب بالعربية بل أصبح من يطالب بتعريب الجامعة يطرد ومنذ ذلك الوقت والمؤامرات تحاك للالتفاف على التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي وقد جاءت الظروف المواتية بعد تلهية الغاشي بتسريب البكالوريا

2السؤال المحير ! مسألة اللغة و التاريخ و الدين هي من صلاحيات السلطة التشريعية التي تملك فيها كلمة الفصل أم من صلاحيات السلطة التنفيذية التي تغير فيها كما تشاء !؟ وزارة التربية سلطة تنفيذية و ليس لها الحق في المساس بثوابت الأمة ...أين سلطتنا التشريعية مما يحدث !!؟

3فرنسة التعليم الثانوي لا تحل مشكلة حاجز اللغة بل ستزيدها بالنسبة إلى تلاميذ الصف المتوسط والابتدائي حيث سيجدون المشكلة باقية.

4Université : 46,2% des premières années ne passent pas en deuxième année
Par Figaro Etudiant
Publié le 22/11/2013
هذه إحصائيات فرنسية يمكنكم الرجوع الى المقال الأصلي و السؤال هل هذا بسبب العربية طبعا لا. وفي بلادنا مشاكل الجامعة ليست لغوية فقط بل هناك مشاكل بالجملة تعرفونها و يعرفونها لكنهم يمسحون الموس في اللغة العربية لحاجة في نفس يعقوب
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: ملف هام: مراجعات تربوية حول إصلاحات الجيل الثاني
24-08-2016, 04:21 PM
إلى صلاة الجنازة يرحمكم الله!؟؟

حسين لقرع


مرّ الآن أسبوعٌ كامل منذ أن كشفت وزيرة التربية بن غبريط رمعون: أنها ستقدّم للحكومة مقترحاتها المتعلقة بتدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية في التعليم الثانوي وكذا إلغاء التربية الإسلامية من بكالوريا الشُّعب العلمية وجعلها وباقي مواد الهوية اختياريةً في شعبة الآداب.. وقد قدّمت هذه المقترحات الثلاثاء الماضي، وربما تصادقُ عليها الحكومة قريباً لتُطبَّق ابتداءً من سبتمبر المقبل، لكن كل ذلك لم يُثر ردود فعل لدى عشرات الأحزاب التي تعجّ بها الساحة ولدى مختلف فعاليات المجتمع من جمعياتٍ ومنظمات وشخصيات وطنية كثيرا ما ادّعت الدفاع عن عناصر الهوية الوطنية، ولكنها انكفأت على نفسها وآثرت صمت القبور عوض أن تتصدى لمخطط بن غبريط في حدود وسعها!
كيف تقول سبعة أحزاب إن مرجعيتها إسلامية، ثم تصمت إزاء تهميش التربية الإسلامية في المدرسة؟؟؟، بل وذبْحها تماما ودفع ملايين التلاميذ إلى العزوف عن دراستها؟ ألا تستطيع أن تتحرّك لإقناع الحكومة بأن ذلك لا يصبّ في إطار الحفاظ على المرجعية الدينية الموحِّدة للجزائريين والتي طالما تحدّثت عنها وزارة الشؤون الدينية؟ ألا يستطيعون إقناع الوزير الأول سلال بأنه إذا هُمّشت التربية الإسلامية ولم تتكفل المدرسة بتعليم أطفالنا دينهم ووفق مرجعيتنا المعروفة بوسطيتها وتسامحها، فسيتجّهون إلى الإنترنت ومصادر أخرى لتعلّمه، ومن ثم يقعون فريسة سهلة للتطرّف والإرهاب؟
الأمر نفسه ينطبق على عشرات الأحزاب الوطنية التي ينبغي أن تضع حدا لسلبيتها الشديدة وتنبري بدورها للدفاع عن عناصر الهوية الجزائرية قدر استطاعتها، ولو بالبيانات والمساءلات البرلمانية وذلك أضعف الإيمان..
وما دام حزب جبهة التحرير الوطني هو عميد الأحزاب الوطنية في الجزائر بالنظر إلى تاريخه الطويل، فهو مدعوّ إلى أن يكون في مقدِّمة المدافعين عن العربية وباقي عناصر الهوية، ومنها التاريخ الذي ساهمت في صنع جانبٍ مهمّ منه بين 1954 و1962، وتريد بن غبريط الآن دفع التلاميذ إلى عدم الاهتمام به، ولا تجد سوى عدم الاكتراث لدى جبهة التحرير؟!
قد نقبل أن تركن أحزابٌ صغيرة غير مؤثِّرة إلى الصمت، ولكن كيف تسكت جبهة التحرير عن المسألة؟ هل قادت الشعبَ الجزائري إلى محاربة إحدى أكبر القوى الاستعمارية في العصر الحديث والانتصار عليها بعد تقديم تضحيات جسيمة، لتقبل الآن عودة فرنسا من نافذة المدرسة؟
بإمكان جبهة التحرير التأثير في صُنّاع القرار بشأن مسألتيْ مواد الهوية وفرْنسة التعليم الثانوي، ولكن إذا أبت إلا الوفاء لـ"طبعها" بتزكيتها غير المشروطة لجميع قرارات النظام وتوجّهاته مهما كانت خطورتها، فسيُسجِّل التاريخ عليها أنها كانت أحد المتسبِّبين في ضياع لغة الجزائريين، ومسخ عناصر هويتهم بسلبيتِها، وخيانتِها دماء الشهداء الأحرار.
هناك أيضا صمتٌ محيّر للعشرات من المنظمات والنقابات والشخصيات الوطنية، لماذا تسكت جمعية أولياء التلاميذ على ما يُراد لأطفالنا من مسخ وتغريب؟!.
ولماذا تنبري تنسيقية أساتذة التربية الإسلامية للدفاع وحدها عن هذه المادّة، وتسكت عنها نقاباتُ التربية بذريعة أن أساس وجودها هو رفع مطالب مهنية واجتماعية فقط؟.
وهل يُعقل أن يركن الوزير الأسبق علي بن محمد إلى الصمت المطبق، وهو يرى بداية نهاية "المدرسة الأصيلة والمتفتّحة" التي طالما رافع من أجلها؟.
وهل يُعقل أن تصمت زهور ونيسي، تلميذة ابن باديس، عن سيطرة أبناء باريس على المدرسة وطردهم أبناء باديس منها؟! .
إنّ السكوت المريب لمختلف الأحزاب والمنظمات والشخصيات الوطنية ومختلف فعاليات المجتمع عن المخطط الخطير لبن غبريط رمعون، يعني أنها ماتت وآن الأوان للتكبير عليها أربعا!.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: ملف هام: مراجعات تربوية حول إصلاحات الجيل الثاني
24-08-2016, 04:22 PM

هل فكرت بن غبريط في العواقب!!؟
جمال ضو: أستاذ الفيزياء بجامعة الوادي



تداولت وسائل الإعلام خبر مشروع إعادة هيكلة امتحان شهادة الباكلوريا والذي من خلاله تسعى الوصاية لتمرير جملة مقترحات على رأسها تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية. التبرير الذي تم تقديمه من خلال ما يتم تسريبه – كالعادة- هو أن الهدف رفع مستوى الطلبة حتى لا تكون اللغة الفرنسية عائقا أمامهم في سنتهم الأولى في الجامعة.
قبل أن نناقش التبعات الكارثية والخطيرة لهذا القرار الارتجالي وغير المدروس، نشير إلى أن هذا المشروع يعتبر في الواقع استمرارية لسياسة واحدة اعتمدتها السيدة الوزيرة وفريقها وهي سياسة محاربة أي شكل من أشكال استعمال العربية كلغة تعليم واسترجاع مكانة الفرنسية. البداية كانت كما نعلم عبر اقتراح شاذ ومتناقض بأن يتم استعمال اللهجة العامية في التدريس بدل الفصحى، بحجة واهية، وهي أن التلاميذ لا يتكلمون الفصحى في بيوتهم. ولكن يبدو أن الوزيرة وفريقها يرون أن التلاميذ يتكلمون الفرنسية في بيوتهم ومع أمهاتهم.
من ناحية أخرى، الحجة التي ساقها أصحاب المشروع لاعتماد الفرنسية كلغة تدريس للمواد العلمية في الباكلوريا أو الثانوي لا تصمد أمام حقائق الميدان. صحيح أن لا أحد ينكر أن ضعف مستوى الطلبة في الفرنسية يؤثر على تحصيل كثير منهم في الجامعة، بحكم قلة المراجع باللغة العربية وتدريس كثير من الجامعات للتخصصات العلمية بالفرنسية، ولكن هل فعلا عدم إجادة التلاميذ للفرنسية هو السبب الرئيس لإخفاقهم في الجامعة؟ للإجابة عن هذا السؤال نترك الواقع يتحدث عن نفسه...
أولا نسبة كبيرة من الجامعات الجزائرية تدرس الرياضيات والفيزياء والبيولوجيا والكيمياء في السنوات الأولى وأحيانا كثيرة مرحلة الليسانس كلها بالعربية. ولكننا نشاهد نفس النتائج الضعيفة والإخفاقات. وهنا أشير إلى الواقعة التالية: في اجتماع وطني لرؤساء ميدان الرياضيات والإعلام الآلي منذ سنتين تقريبا والذي حضر فيه أغلب ممثلي الجامعات الوطنية دار نقاش حول مدى تأثير ضعف الطلبة في الفرنسية على تحصيلهم. وكالعادة انقسم الأساتذة المشاركون. وقد طرح أحد الأساتذة سؤالا بسيطا على المشاركين كشف أن الأزمة أعمق من مجرد مسألة لغة. فلقد كان كل من ممثل جامعة بجاية وممثل جامعة الجلفة حاضرين...وعندما سئل ممثل بجاية عن مستوى الطلبة في الفرنسية قال أن مستواهم عموما جيد ولا مشاكل لديهم في اللغة ولكن نتائجهم كارثية وهي جامعة تدرس بالفرنسية...وعندما سئل ممثل جامعة الجلفة عن نتائج التلاميذ أجاب نفس الإجابة على الرغم من أن الجامعة تدرس السنة الأولى بالعربية. بعبارة أخرى الخلل الأكبر ليس في اللغة المستعملة ومدى إجادة التلاميذ للفرنسية بل في سبب آخر يبدو أن الوزيرة وفريقها لا يريدون البحث عنه.
الآن وبعيدا عن مسألة التجاذب اللغوي الذي عاشته الجزائر وتعيشه منذ الاستقلال ومراحل النزاع المستمر بين اللغة العربية والفرنسية والذي عُزز بثالث اليوم وهو الأمازيغية، يبدو أن أصحاب الاقتراح لم يفكروا لا في آليات تنفيذ هذا القرار ولا بتبعاته.
لا ندري هنا هل سألت الوزيرة والقائمون على شأن التربية اليوم أنفسهم هذا السؤال الجوهري: من سيُدرّس التلاميذ في الباكلوريا أو الثانوي المواد العلمية بالفرنسية؟ فهل تعلم الوزيرة أن أغلب الأساتذة اليوم حصلوا على شهاداتهم الجامعية أثناء فترة التعريب وحتى الذين درسوا بالفرنسية فهم لا يجيدون الفرنسية ولا يستطيعون التدريس بها؟ فجيل الأساتذة المفرنسين أو مزدوجي اللغة انقرض تماما من معظم الولايات بسبب التقاعد. ولهذا وباستثناء بعض الولايات الشمالية التي لها خصوصية لغوية فإن أغلب ولايات الوطن ستقف عاجزة تماما عن تغطية حتى 20 % من ثانوياتها. بل هناك ولايات كثيرة لن تتعدى نسبة الأساتذة القادرين على التدريس بالفرنسية 5% أو 2% إن لم تكن منعدمة. ولهذا فإن تبعات هذا القرار ستكون كارثية فعلا : أستاذ لا يجيد الفرنسية يخاطب تلميذا لا يجيد الفرنسية وبمراجع مكتوبة بالفرنسية، ولنا أن نتصور مستوى التحصيل وحجم الكارثة. أم أن الخيار سيكون ترك الحرية لكل ثانوية أو ولاية وتدخل البلاد في فوضى وصراع لغوي جديد!
من ناحية أخرى، هل يعتقد القائمون على التربية اليوم أن هذا القرار سيحسن من مستوى التلاميذ في الجامعة؟ في الواقع هذا الأمر سيستعجل فقط مرحلة النكسة الكبرى وسيزيدها تعقيدا، حيث سنشهد نتائج كارثية في التحصيل والنجاح في مرحلة الثانوي والباكلوريا. وحتى أولائك التلاميذ الممتازون والجيدون الذين لا يجيد أغلبهم الفرنسية وخاصة في المدن الداخلية والجزائر العميقة سيجدون أنفسهم أمام حاجز لغوي كبير يمنعهم من التحصيل العلمي تماما في هذه المرحلة الحرجة. وبدل أن يواجه التلميذ أو الطالب حاجز اللغة في مرحلة الجامعة سيصدم بها في المرحلة الثانوي وسنكون شهودا على عبث بمستقبل أبنائنا.
إن عملية إعادة التدريس بالفرنسية في مرحلة الثانوي وما قبلها تحتاج لسنوات عديدة من التحضير، قد تصل إلى عقد من الزمن أو يزيد، وخطوات تدريجية من إعداد عشرات الآلاف من الأساتذة المؤهلين للتدريس بهذه اللغة وهو ما يعني الاستغناء عن الأساتذة الحاليين أو تعليمهم الفرنسية عبر برامج مكثفة ومكلفة وقد لا تؤتي أكلها. ولهذا فالمشروع ليس مشروعا يمكن تطبيقه خلال سنة أو سنتين، اللهم إلا إذا كان الهدف هو العبث فقط بمستقبل أبنائنا ومحاصرة اللغة العربية لغايات أيديولوجية محضة لا تراعي أهداف التربية والتعليم. وإذا كان الهدف هو حقا رفع مستوى التلاميذ في الفرنسية فهذه مسألة يمكن حلها عبر بدائل عديدة ، فالطلبة الجزائريون الذين يرسلون إلى بريطانيا أو أمريكا يتعلمون الانجليزية في بضع شهور.
نشير أخيرا، أنه إذا كان القائمون على شأن التعليم والتربية يرون أن العربية لا تصلح للتعليم العلمي والتكنولوجي في الجامعة فإن البديل الإستراتيجي والمنطقي ليس الفرنسية. فهذه لغة هجرها حتى أهلها في فرنسا، فكثير من الجامعات الفرنسية تدرس بالانجليزية وخاصة في مرحلة الماستر وما بعدها. بل إن البديل الطبيعي هو اللغة الانجليزية فهي لغة التواصل العلمي والتكنولوجي. كما أن عملية استبدال لغة بلغة تحتاج إلى مشروع متدرج ومدروس حتى لا تكون عواقبه وخيمة على أجيال بكاملها كما حصل مع الأجيال التي كانت ضحية إصلاحات ارتجالية أعدت في الخفاء وبعيدا عن أي حوار مجتمعي أو نخبوي.
الشاهد أيضا أن جميع الدول التي حققت نهضة علمية وتكنولوجية تدرس بلغاتها الأم وتعتمد الانجليزية لغة ثانية. فلا كوريا الجنوبية ولا تركيا ولا الصين ولا إيران يدرسون بالانجليزية بينما جميع الدول الأفريقية أو العربية التي تعتمد الفرنسية أو الانجليزية كلغة تعليم ترزح في تخلف علمي وتكنولوجي لا يختلف عن وضعنا. فمتى يتوقف العبث بمستقبل أبنائنا من طرف فئة تعلم يقينا أن الشعب لم يوكل لها هذا الأمر وأننا نعيش على وقع إخفاقاتهم المتتالية؟

مشاركة قراء:
1) من سيُدرّس التلاميذ في الباكلوريا أو الثانوي المواد العلمية بالفرنسية؟ فهل تعلم الوزيرة أن أغلب الأساتذة اليوم حصلوا على شهاداتهم الجامعية أثناء فترة التعريب وحتى الذين درسوا بالفرنسية فهم لا يجيدون الفرنسية ولا يستطيعون التدريس بها؟ فجيل الأساتذة المفرنسين أو مزدوجي اللغة انقرض تماما من معظم الولايات بسبب التقاعد. ولهذا وباستثناء بعض الولايات الشمالية التي لها خصوصية لغوية فإن أغلب ولايات الوطن ستقف عاجزة تماما عن تغطية حتى 20 % من ثانوياتها. بل هناك ولايات كثيرة لن تتعدى نسبة الأساتذة القادرين.

2)مقال قيم الأفكار أستاذ جمال، اعتقد من وجهة نظري ان القرار اديلوجي بحت ولا علاقة له بمستوى الطالب الجامعي، هذه الومنذ توليها رأس الوزارة هدفها زعزعة الثوابت الوطنية لاسيما مسألة اللغة العربية والدين، فبعد سحب التربية الاسلامية من امتحانات شهادة البكالوريا تمهيدا لسحبها نعائيا من البرنامج، ها هي تحاول الان الإجهاز على اللغة العربية من المواد العلمية بهدف اضعافها وبهدلتها في عقول تلاميذنا على أنها ليست لغة علم ...، الشعب راهو في سبات عقيم، وقد استقال من شؤون حياته... فاتركوهم يعملون ما يشاؤون....

3)الأستاذ الدكتور جمال ضو مشكور على هذا المقال النقدي والإستشرافي في آن واحد، وما أريد أن أضيفه فقط هو الحاجة الملحة لإضفاء الشفافية على هذه المشاريع التي تنسج في الظلام وترسل للتنفيد مع بداية السنة الدراسية ، ومن جهة أخرى أتسائل عن السر الذي يقف وراء الإصرار على متابعة خطة "إصلاحات" أفرغت المدرسة الجزائرية من المحتوى المعرفي والأخلاقي، وحولت الشهادات إلى ورق دون مضمون غالبا؟؟؟ فمن أين يأتي هذا الحرص الغريب على الدفع بالمدرسة نحو مزيد من الإنهيار؟؟؟

4)لقد وضع كاتب المقال يده على الجرح......انها مجرد ايديولوجية للقضاء على العربية وفرض الفرنسية تحت أي مبرر يمكن أن يوجد وبكل الطرق.,,ان تعريب الجامعة قد يكون أسهل بكثير من فرنسة الثانوية ...أستغرب لماذا يتم اقحام الفرنسية في وقت تحتضر فيه حتى في عقر دارها ......لست أدري ما هو سبب هذا الكره العميق للعربية والمعربين انهم يفعلون ما عجزت فرنسا عن فعله ............العربية لغة العلم لغة الاسلام اللغة الخالدة والانجليزية لغة العالم والعلوم ..................ان تعلم العبرية أفيد بكثير من تعلم الفرنسية

5)اقرؤا ماكتبه الدكتور عثمان سعدي عن تجربة الفيتنام وكوريا في الحفاظ و فرض اللغة الوطنية في كل المجالات وذللك في رسالته **حو ل اللغة والهوية.. الثورة الفيتنامية نموذجا**

6)- القوا نظرة على الجدال الذي دار بين فريديريك مارتال، كلود اجاج و فرانسوا تايوندي حيث قال مارتال من أجل الوجود تحدث الانجليزية و دافع كلود و فرانسوا عن الفرنسية
- اممت الفرنسية في بداية القرن 18 فقط، و رغم الجهود العديدة من طرف الحكومة في نشرها و الحفاظ عليها الا انها في تراجع مستمر لحساب الانجليزية و هي اااولة للزوال بوتيرة مرهبة مثلا: في 2010 25% من وثائق الاتحاد الاوروبي كانت مكتوبة بالفرنسية فقط بينما قبلها بـ 20 سنة كانت %50

  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: ملف هام: مراجعات تربوية حول إصلاحات الجيل الثاني
24-08-2016, 04:24 PM


الاختطاف الإيديولوجي للتربية والتعليم
جمال ضو: أستاذ الفيزياء بجامعة الوادي


السيد بن محمد كان يُعِدّ لمجموعة من الإصلاحات العميقة، كان من أهمّها إدخال اللغة الانجليزية كلغة اختيارية ثانية (اختيارية كبديل للفرنسية)، وكذلك توجيه التلاميذ في المرحلة الثانوية بحسب إمكانياتهم ونتائجهم، إما توجيها مهنيا أو تعليميا. في شهر جوان تم تسريب أسئلة البكالوريا ليستقيل على إثرها وزير التربية وليتم وأد مشروعه إلى الأبد، في نفس الشهر تم اغتيال بوضياف ليخلفه السيد علي كافي ويكون أول قرار يضطر لأخذه هو تجميد قانون تعميم استعمال اللغة العربية.
الغريب أن الأحداث الثلاثة وقعت تِباعا وفي شهر واحد، وهذا يوضّح عمق الصراع والأساليب البشعة وغير الأخلاقية التي اختارها أنصارُ إبقاء الفرنسية في الجزائر.
وقد تكلفت لجنة بن زاغو بتجسيد مشروع إعادة النظر في منظومة صناعة الأجيال. التوجّه الإيديولوجي واللغوي لبن زاغو وللناطق الرسمي لهذه اللجنة خليدة تومي، وأغلب أعضائها من السيدة بن غبريط وزوجها رمعون إلى غيرهم، لا يُخفى عن أحد، فخياراتهم اللغوية والإيديولوجية واضحة، ولهم كامل الحرّية في ذلك طبعاً، ولكن المرفوض منطقا وعقلا أن تختطف أقلِّية فِكرية واجتماعية مشروع صناعة الأجيال وتوجِّهه حسب هواها وآرائها ورؤيتها، ضاربة عرض الحائط موقف ورأي بقية القوى الحية في المجتمع وأغلبية الشعب.
المفارقة الأخرى أن لجنة بن زاغو انقسمت على نفسها بحسب مواقف كل طرف من قضية اللغة والهوية وقدّمت تقريرين إلى رئيس الجمهورية، ولكن في نهاية المطاف تمّ تبني تقرير المجموعة التي يتزعمها بن زاغو وبن غبريط وخليدة تومي وغيرهم لقوّتهم ونفوذهم وقربهم من أصحاب القرار، وضعف الطرف الآخر وقلة حيلته أيضا، والذي يبدو أن وجوده في اللجنة كان من باب ذر الرماد في العيون.
المفارقة الثالثة أنه على الرغم من مرور ما يقرب من 15 سنة، لا أحد يعرف إلى حد اليوم محتوى التوصيات؛ أي أننا بصدد تطبيق إصلاحات سريّة لا نرى إلا نتائجها من خلال التشوّهات الخلقية التي أخرجتها لنا مدرسة بن بوزيد، والواضح أن الوزيرة الحالية تتبع نفس المنهج، وهو العمل داخل الغرف المغلقة وعدم مواجهة الرأي العام وفتح حوار مجتمعي حقيقي.
على الرغم من تصدي عددٍ من الأقلام والنخب الشريفة والوطنية وتحذيرهم، منذ سنوات عديدة، من المسار الكارثي الذي تسير إليه المدرسة والجامعة الجزائرية، إلا أن لا أحد حرك ساكنا، بل سمعنا حججا من قبيل أن هذه الإصلاحات لم تؤت ثمارها بعد، وها نحن اليوم نسمع أن هذه الإصلاحات لم يتمّ تطبقيها بشكل جيّد، ودعنا نصلح الإصلاحات تحت مسمى الجيل الثاني! لقد أصبح مَثَلُ هؤلاء الذين لم يخترهم الشعب كمَثَلِ ذلك الجرّاح الذي يَعِدُ كل مرة أهل مريضٍ بين يديه بأنه سيتعافى بمجرد إجراء عملية جراحية أخرى، بينما حالة المريض تتزايد تعقيدا... بل إن الجراح يصرّ الآن على بتر بعض أعضاء المريض ويأبى تسليمه لأهله إلا ميِّتًا.
منذ وصول بن غبريط إلى وزارة التربية، وضعت من أولوياتها الرئيسة مسألة اللغة العربية والفرنسية، واستدعت خبراء فرنسيين ومكاتب دراسات بلجيكية لتقيّم لنا الإصلاحات وتقدّم التوجيهات. كانت الخطوة الأولى هي تقديم حجج واهية ومتناقضة عن ضرورة التدريس باللهجات العامية بحجة أن التلاميذ لا يتكلمون الفصحى في بيوتهم، ولهذا فهي ليست لغتهم الأم، وهو ما يعرقل بالتالي استيعابهم للعلوم والرياضيات التي تُدرَّس بالفصحى، ولكن المفارقة العجيبة أن نفس اللجنة ونفس الوزيرة يطالبان بإعادة بعث الفرنسية والاهتمام بها واستعمالها في تدريس العلوم والرياضيات، وهنا تحوّلت اللغة الفرنسية فجأة إلى لغة أمّ، واللغة التي يتكلم بها أهلُ بشار وأهل تندوف والجزائر العميقة في بيوتهم!
هذا التوجّه والمنطق المتضارب لدى من اختطفوا اليوم التربية والتعليم في الجزائر يوضّح مقصدهم وهدفهم الذي لا زالوا يستحون قليلا من الجهر به، ولكن تكشفه خطواتهم المتسارعة نحو إعادة فرض الفرنسية وإدخال الجزائر في صراع لغوي هامشي بين العربية والأمازيغية، مهملين تماما أن لغة العلوم والتكنولوجيا والتواصل العلمي هي الإنجليزية؛ فالفرنسية لا تختلف كثيرا عن العربية عندما يتعلق الأمر بالبحث العلمي والتعليم العالي، إذ أنها لغة تعاني اليوم في عقر دارها، بل هناك انقسامٌ بين النخب في الجامعات الفرنسية حول التدريس باللغة الانجليزية في مرحلة الماستر والدكتوراه، كما أصبحت رسائل الدكتوراه في الجامعات والمعاهد الفرنسية تُكتب بالانجليزية، بينما تصرّ جامعة باب الزوار على أن لا تُكتَب رسائل التخرّج إلا بالفرنسية! فإذا كان لأبنائنا وهذا الوطن منفعة علمية في تعلّم العلوم بلغة أخرى غير لغتهم، فالأفضل منطقا وعقلا أن يتعلّموها بالانجليزية، لأنهم سيضطرّون لتعلّمها في مرحلةٍ ما أو سيجدون أنفسهم خارج مجال التغطية العلمية والتكنولوجية ومجرّد تبّع لما تجود به القنوات العلمية الفرنسية.
وللأسف، نحن جميعا نلاحظ الوضع الكارثي الذي وصل إليه مستوى الأساتذة والتلاميذ، والاكتظاظ في المدارس، وتفشي العنف المدرسي، وانتشار الدروس الخصوصية، وعبثية محتوى المناهج الدراسية وتناقضها، وسوء إعدادها، وعدم مراعاتها للواقع، والإصرار على تطبيق مناهج وأساليب تعليمية لم يتم إعداد الأرضية لها ولا تكوين الأستاذ الكفء ليطبِّقها... ومع ذلك فالقائمون على شأن التعليم اليوم تركوا كل هذه القضايا ووجّهوا كل سهامهم وحربهم على اللغة العربية، وأرجعوا كل مشاكل التعليم إلى ضعف التلاميذ في الفرنسية متناسين مستوى الحاصلين على البكالوريا ونوعية الأجيال التي تخرّجت في نهاية الثمانينيات وحتى بداية التسعينيات والتي درست بالعربية، بل تم تحميل التعريب والدين أزمة الجزائر برمّتها وتراجعها في كل الميادين، على الرغم من أن اللغة العربية لا يكاد يتكلّمها أي مسئول أو مدير تنفيذي سام جزائري.
أعتقد أنه على السيدة الوزيرة وفريقها إدراك أنهم لا يملكون الشرعية الكافية التي تخولهم تحديد مصير أبنائنا كما يشاؤون، وأن إصلاح التعليم والتربية أكبر من مقام وزير، وأن الخيارات اللغوية الكبرى مسألة لا يمكن أن ينفرد فيها بالقرار شخصٌ أو جماعة، بل هي شأن الشعب أولاً وهو الأولى بالاستشارة والعودة إليه.
وعلى هؤلاء أن يتذكروا أنهم أخذوا فرصتهم كاملة لمدة عقدين أو يزيد، وأنفقوا من الأموال ما لم ينفق في تاريخ الجزائر، ولكنهم لم ينتجوا بها إلا خرابا وكارثة تفوق في أثرها العشرية الحمراء بإرهابها، فلقد قتلوا أجيالا. ولو أنهم أخرجوا لنا جيلا بصفات أوروبية حداثية وبمستوى علمي راق لألزمونا الحجّة، ولكن مُخرجهم مسخٌ تربوي وعلمي.
إن الوضع الذي وصلنا إليه لم يعد من السّهل إصلاحه، وربما عمق الأزمة يفوق تصوّر أكثر المتشائمين ويحتاج إلى تضحيات وحوار مجتمعي ومجلس أعلى للتربية وليس لوزير(مهما كان مقامه)، لأن الأزمة استحكمت وعلى ارتباط وثيق بأزمة التعليم العالي، بل إن كثيرا من المعلّمين والأساتذة سيقفون عائقا أمام أي إصلاحات حقيقية على مستوى التربية أو التعليم العالي، نظرا للذهنيات التي أصبحت سائدة في تلك الأوساط، ونظرا لمستويات عدد معتبر من هؤلاء المدرّسين.
أخيرا:
أعتقد أن على قوى الشعب الحيّة، ومن بقيت لهم ضمائر من سلك التربية والتعليم، وكذلك أولياء التلاميذ: التحرّك واتِّخاذ موقف من أجل هذا الوطن ومستقبل أبنائنا، فإذا كان إصلاح التربية والتعليم اليوم صعبا ومكلِّفا جدا، فإنه قد يصبح غدا مستحيلا، إن البديل عن النفط ليس الاستثمار الاقتصادي أو الفلاحة، كما يُصوِّر لنا البعض، بل إن البديل الحقيقي والدائم هو الاستثمار في البشر، فلا يمكن لاقتصادٍ أو فلاحة أو تكنولوجيا أن تقوم من دون تربيةٍ وتعليم، وكما قال الكاتب والروائي جورج ويلز "لقد أصبح التاريخ أكثر فأكثر سباقًا بين التعليم والكارثة".

  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: ملف هام: مراجعات تربوية حول إصلاحات الجيل الثاني
24-08-2016, 04:25 PM
هل مشكلة التعليم في اللغة؟

جمال ضو: أستاذ الفيزياء بجامعة الوادي



لم تشهد الجزائر حراكا افتراضيا وإعلاميا منذ سنوات عديدة، مثلما تشهده اليوم حول موضوع تدريس العامية، والذي أعاد الصراع القديم الجديد أو "الكلاسيكو" بين العربية والفرنسية، ولكن هذه المرة دخل لاعب ثالث هو الانجليزية، وربما لاعب إضافي وإن كان على استحياء هو الأمازيغية.
طبعا هذه الأحداث تجعل الذاكرة تعود بسرعة، وتستحضر تلك الصائفة التي تم فيها تسريب أسئلة البكالوريا، وأقيل أو استقال على إثرها الوزير السابق علي بن محمد الذي تجرأ واقترب من المنطقة المحظورة واللغة المحظوظة في الجزائر وحاول أن يجعل لها ضرة.
لست هنا لأدافع عن اللغة العربية، فلقد تصدى آخرون لهذا الموضوع ممن هم أجدر بذلك وأقدر، حتى وإن كنت أرى أن السِّمة الغالبة في وسائل الدفاع هو منطلق الهوية، كما أن عبثية الطرح وضعف حجة أنصار العامية جعل عملية الرد عليهم سهلة وحوّلتهم إلى محل سخرية، وهذا لا ينفي أن أصحاب قرار تدريس العامية لا يدركون هذه الحجج أو غائبة عن أذهانهم، بل المتأمل لحالة الاستقطاب التي شاهدتها الساحة الإعلامية في الجزائر وحالة التخندق لا يصعب عليه معرفة الدوافع المختلفة لتأييد قرار تدريس العامية أو لغة الشارع.
إنما دفعني للكتابة في موضوع بن غبريط وقراراتها "الجريئة" الخطأ الجسيم الذي يرتكبه أغلب من ناصبوا قرارات بن غبريط العداء، حيث اختصروا أزمة التعليم وسبب انتفاضتهم في مسألة اللغة، وهذا لعمري سطحية ما بعدها سطحية وتضييع للجهود ولفرصة طرح أزمة التعليم بعمق أمام الشعب وبشكل علمي بعيد عن الشعباوية والشيفونية والحسابات الإيديولوجية الضيقة التي يريدنا البعض أن نغرق فيها، فبدل الولوج في أزمة التعليم بكل مستوياته من الابتدائي إلى الجامعي انقسم معارضو بن غبريط إلى فئتين تقريبا: ففئة تحركها الخوف على الهوية والعربية والإسلام، وهم لا شك محقّون في ذلك لأن ما يُدبَّر في السر والعلن لم تعد تخطيء الأعين في دوافعه وأهدافه، أما الفئة الثانية فذهبت تحاول تقديم الانجليزية كبديل للفرنسية، وإن كان الأغلب مزج بين الدفاع عن الهوية والانجليزية كلغة ثانية.
لن أتعرض لصراع الهوية الذي أعتقد أنه مليء بالأشواك ومفخخ، ولكن ما يعنيني هنا هو هذا المطلب الذي أصبح يلقى رواجا كبيرا، ويحظى بتأييد كاسح حسب جميع استطلاعات الرأي الإلكترونية، وهو استبدال الفرنسية بالانجليزية كلغة ثانية.
المنطلق الرئيس الذي أسس عليه من يطالبون أن تكون الانجليزية لغة ثانية بدل الفرنسية هو أن الانجليزية هي لغة التواصل العلمي والتكنولوجي، بينما تكاد تنحصر الفرنسية في فرنسا وبعض مستعمراتها الإفريقية السابقة التي ترزح تحت وطأة تخلف لا يختلف عن تخلفنا أو يزيد، وهذه الحجة لا يستطيع أنصار الفرنسية في الجزائر (مناصرو بن غبريط) أن يردوها حتى يلج الجمل من سم الخياط، ولكن هذا الطرح اللغوي البديل يخفي وراءه كثيرا من السطحية وعدم الإدراك لخطورة الوضع في التعليم وعمق الأزمة وتجذرها وتشابكها، فعندما نسمع شخصية إعلامية مرموقة تقول لا بأس أن نرمي العربية والفرنسية في البحر، المهم أن يتعلم أبناؤنا الانجليزية، يخيَل للمتلقي والشباب اليوم أن الانجليزية هي خاتم سليمان والمفتاح السحري للنهضة وإخراج منظومتنا التربوية والتعليمة والبحثية من براثن الرداءة والانهيار، في حين لو فكر هؤلاء قليلا لأدركوا بُعدهم التام عن الصواب والواقع والطرح العلمي، فلو كان الحل يكمن في استبدال لغة بلغة لكانت شعوب ودول أخرى في مصاف الدول المتقدمة، فتلاميذ تلك الدول يتعلمون الانجليزية من أول يوم دراسة، بل هناك دول يكاد شعبها كله يتكلم الانجليزية بينما هي من أشد الدول تخلفا علميا واقتصاديا، على سبيل المثال، هل نيجيريا والكامرون وكل الدول الإفريقية الأنجلوفونية والسعودية والكويت ومصر... دول متطورة تربويا وعلميا؟ وهل ترينداد-طوباقو دولة مزدهرة؟...
إن اللغات الأجنبية هي وسائل اتصال والانجليزية اليوم هي لغة التواصلوالنشر العلميين، لهذا فتعلمها فرض عين وشرط ضروري للالتحاق بركب العلم والحضارة والنهل من مصادر العلوم المباشرة، وليس عبر فرنسا، ولكنه يبقى غير كاف، فأزمة التعليم والبحث العلمي والتربية أعمق من مجرد استبدال لغة بلغة، كما أننا لا نكاد نجد أمة أو دولة نهضت ورأت النور إلا باستعمال لغتها، وهذا ما أيدته دراسات اجتماعية واقتصادية عن العلاقة بين لغة التعليم ولغة الاقتصاد والإدارة وسوق العمل.
إن أزمة التعليم في الجزائر اليوم تجاوزت كثيرا مرحلة الإصلاح عبر تغير وزير أو وزيرة، لأن حالة التعفن والرداءة التي وصل إليها التعليم في الجزائر تجعل من عملية إصلاح التعليم مسألة بالغة التعقيد والتحدي، وتحتاج لمشروع مجتمعي تتبناه الدولة والنخب وفتح حوار معمق يستدعى له خيرة من أنجبت الجزائر من علماء ومفكرين مخلصين مرتبطين روحيا بهذا الوطن برابط وثيق، سيان في ذلك بين من هو داخل الجزائر أو خارجها. هذا المشروع لا يناقش مسألة المنظومة التربوية فحسب بل التعليم العالي والبحث العلمي أيضا، فالأزمة مترابطة ولا يمكن معالجة إحداها بمعزل عن الأخرى.
أخيرا أقول
إنه من المؤسف أنه لا بن غبريط ولا لجنتها الفرانكو-جزائرية رأت من سوءات التعليم شيئا، ولم تقع أعينهم إلا على إشكالية العامية والفصحى في سابقة لا مثيل لها في دولة من الدول التي تحترم نفسها وشعبها (بل حتى تلك التي لا تحترم شعبها)؛ وهو ما يطرح تساؤلا كبيرا عن الدوافع الحقيقية وراء هذه التوصيات التي تركت الجوهر وذهبت لتفتح جبهة صراع هُوِيات خطير يهدد التماسك الاجتماعي ويتجاوز صلاحياتهم بل وصلاحيات رئيس الجمهورية ذاته.
إنه لمن دواعي الحيرة أن لا نرى من السيدة الوزيرة ولجانها مناقشة جدية لمشاكل التربية، فلماذا لا تحدثنا الوزيرة عن الضرورة العاجلة لبناء مدارس وأقسام جديدة لا يتعدى عدد التلاميذ فيها 25 تلميذا، يسهّل على المعلم أداء مهامه والتعامل معهم، مثل كل دول العالم التي رأت نور النهضة والتقدم؟
لماذا لم نسمع نقاشا صريحا حول المحتوى الركيك للمقررات وكثرة الكتب وانخفاض مستوى المعلمين والأساتذة ودروس الدعم وعدم واقعية نسب النجاح وتضخيمها من أجل إسكات وإرضاء النقابات والأولياء من دون أن ينال أبناؤهم كمًا من المعارف يجعلهم أهلا لذاك النجاح؟
لماذا لم نسمع حديثا جادا عن الانفلات الأمني والأخلاقي الذي تشهده مؤسساتنا التعليمية، حتى غدت أشبه بل أسوأ من المقاهي والملاهي؟ بل كانت التوصيات هي إدخال لغة الشارع والمقاهي إلى المدارس!
لو كانت توصيات الوزيرة ولجانها تقدم علاجا لمشكلة من المشاكل التي أشرنا إليها لقلنا إن الوزيرة تسعى بجدية لإصلاح ما أفسده بن بوزيد بغض النظر عن قناعاتها الإيديولوجية ونظرتها لهذا الشعب، ولكن عندما تكون التوصيات واللجان بهذا الشكل فإنه من الصعب أن نصدق أنه يراد خير بمدرستنا وأبنائنا.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: ملف هام: مراجعات تربوية حول إصلاحات الجيل الثاني
24-08-2016, 04:26 PM

هكذا ساهمت المناهج التربوية في انهيار مستوى التعليم
جمال ضو: أستاذ الفيزياء بجامعة الوادي

لقد استطاعت وزيرة التربية الحالية كسر كثير من الجمود الذي أحاط بملف التربية والتعليم لسنوات عديدة وفتحت ملفات لم يجرؤ أحدٌ على فتحها لأزيد من عقدين، ولكن مع الأسف الشديد لم تحظ الملفات الأشد ارتباطا بانهيار مستوى التعليم بنفس الاهتمام الذي حظيت به قضايا خلافية من شأنها تعميق الخلاف المجتمعي ولم تكن يوما محل إجماع، بينما كان من الممكن التركيز على ما يمكن أن يجتمع عليه أغلب فئات الشعب ونخبه بعيدا عن الاستقطاب الإيديولوجي واللغوي.
من وجهة نظر الكاتب، فإنه من الأسباب الرئيسة التي ساهمت في انهيار مستوى التعليم وتدني تحصيل التلاميذ في العقدين الأخيرين بشكل خاص، هو محتوى المقررات الدراسية وكثافة المادة العلمية التي تُحشى للتلاميذ والطلبة في الزمان والمكان الخطأ.
من أهم مخرجات إصلاحات لجنة بن زاغو (والتي كانت السيدة الوزيرة أحد أعضائها) هي إدخال مواد التاريخ والجغرافيا والتربية العلمية والتكنولوجية وتربية المدنية ابتداءً من مرحلة الابتدائي، حيث صار التلميذ يدرس ما يقارب العشر مواد وهو في السنة الثالثة ابتدائي ويحمل على ظهره حقيبة تزن ثلث وزنه تقريبا. لم يتوقف الأمر هنا، فالناظر إلى محتوى هذه الكتب يقف على أمور عجيبة ويصيبه الذهول. فلقد أصبح من المفترض أن يعرف التلميذ، الذي لم تتجاوز سنه العاشرة، تاريخ الجزائر القديم والحديث من ماسينيسا ويوغرطا والدولة النوميدية والبيزنطيين والرمان والوندال، إلى تفاصيل الاستعمار والثورة وقياداتها.. ويعرف في الجغرافيا كل أنواع التضاريس والمناخ والزراعة والثروات المعدنية... وفي العلوم يعرف تشريح الأرنب بالتفصيل والجهاز الهضمي للإنسان بالتفصيل، وتشريح جسم الإنسان والدورة الدموية وكيفية امتصاص النبات للماء وظاهرة التمثيل الضوئي وغيرها من المفاهيم العلمية.. ويدرس قانون الصحة والإدارة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمجالس النيابية... إلخ، بل وصل الأمر إلى تعليم تلميذ لم يبلغ سن العاشرة الإسعافات الأولية والعاجلة، بينما لو فكر واضع هذه المقررات قليلا، لأدرك أن التلميذ في هذه السن لا يستطيع أن يصمد حتى أمام هول قطرة دم واحدة، فما بالك بأن يقوم بعميلة التنفس الاصطناعي في حادث.
في الحقيقة من الصعب فهم الهدف الذي كان يصبو إليه واضعو هذه المناهج؟ وهل فعلا يؤمنون بأن فترة الابتدائي وهذه السن هي المرحلة المُناسِبة لتعليم أو تلقين الأطفال هذه المفاهيم والمعلومات التاريخية والعلمية؟ وهل فعلا سترسخ في أذهانهم؟ هل من المنطقي أن يكون التلميذ في سن العاشرة مهيئا نفسيا وذهنيا لاستيعاب معلومات تاريخية تعود إلى آلاف السنين وتفاصيل تاريخية وإدراك أهميتها، بينما هو ما زال يتلمّس إدراك الحاضر وما حوله؟
الناظر إلى محتوى المناهج الدراسية، بما فيها فترة الإعدادي، يُخيل إليه أنه بمجرد وصول أبنائنا إلى البكالوريا أو قبلها فإننا سنكون بصدد تلاميذ أقرب إلى الموسوعات العلمية المتنقلة، بينما واقع الأمر أنه لا شيء من ذلك حدث، فالأغلبية الساحقة من تلاميذنا والذين تستقبلهم جامعاتنا أصبحوا أقرب إلى ذوي الاحتياجات الخاصة من شدة تعلقهم بالدعم والتلقين وغياب كلي للخيال والقدرة على التفكير الذاتي.
ما يعرفه المختصون في علوم التربية، أن كل منظومة تربوية في العالم تضع لها أهدافا قصيرة وأخرى بعيدة المدى، ولكن ما زلت أتساءل عن الهدف الذي وُضعت على أساسه هذه المقررات وسُطرت هذه المنظومة؟ فلو أخذنا أفضل المنظومات التربوية من ناحية المردودية والفعالية في العالم، مثل المنظومة التعليمية في سويسرا وألمانيا على سبيل المثال، فإننا نجد التلميذ لا يدرس شيئا في مرحلة الابتدائي عدا اللغة والحساب، بالإضافة إلى نشاطات ميدانية ويتمّ تعليمهم الخياطة والطبخ، ولا يُمتحنون إلا في مراحل متقدمة، ولكن هذه المنظومة في نهاية المطاف تخرّج أفضل المهندسين والعلماء والأطباء والإداريين والحرفيين والتقنيين. في هذه الدول والتي لا يتجاوز عدد التلاميذ عشرين أو خمس وعشرين تلميذا في القسم الواحد، لا يتم تلقينهم الكتب، ولا القيم التي تُحشى لتلاميذنا في أقسام يتجاوز عددهم فيها الأربعين.
لهذا تمنيت أن الوزيرة التي أحدثت حراكا كبيرا في قطاع التربية، وبدل أن تُدخل المجتمع في نقاشات عقيمة، اكتفت بحذف هذا الكم من الحشو غير العلمي وقررت الاكتفاء بتدريس اللغات والحساب بشكل أساسي. أشير هنا إلى أن كثيرا من القضايا الوطنية والتاريخية والثقافية والعلمية يمكن عرضها على التلميذ من خلال وضعها في نصوص قراءة مختارة بعناية بما يتناسب وسن الطفل ومحيطه، حيث تنمي لغته وفكره معا وفي نفس الوقت نوفر مئات الملايير التي تصرف سنويا على طباعة هذه الكتب، وكذلك ونوفر الوقت للتلميذ لتنمية مهاراته اللغوية والحسابية ويعيش طفولته الطبيعية في هذه المرحلة الحرجة بدل هذا التشويش شبه المتعمّد على أذهانهم بمعلومات لن يرسخ منها شيئا في نهاية المطاف، لأنها تُعطى في الوقت الخطأ وفي المكان الخطأ وبالأسلوب الخطأ، وأثبتت الأيام عقم هذه التجربة والإصلاحات التي كانت وبالاً على التعليم والتربية.
أخيراً
أشير إلى أن المواطنة وحبّ الوطن والكرامة وحقوق الإنسان والهوية والديمقراطية وغيرها من القيم التي يتم حشوها للتلاميذ، ليست قِيما تُلقّن بل هي قيم يكتسبها الطفل من محيطه ومدرسته من خلال الممارسة الحقيقية. فلا يمكن لتلميذ أن يؤمن بالكرامة وحب الوطن وهو يرى كل شيء حوله يسير بعكس هذه القيم ويرى معلمه أو أستاذه يبتزه بكل السبل حتى يجبره على الاشتراك في دروس الدعم! ولا يمكن لطفل أن يشعر بالكرامة والمواطنة وهو يقطع الجبال والوديان لكي يصل إلى مدرسته منهكا ويعود إلى بيته أشد إنهاكا.
إن التلاميذ في سويسرا و ألمانيا واليابان وغيرها من الدول الغربية لا يقفون كل صباح لتحية العَلم، ولكنهم عندما يكبرون يخلُصون لأوطانهم ويتمسّكون بها، بينما أبناؤنا الذين يحيّون العلم كل صباح، ما إن يشتد عودُ أحدهم حتى يكون حلمه الأول أن يهاجر إلى الضفة الأخرى التي لا يقف فيها التلاميذ لتحيّة العلم! فهل أدركنا أين الخلل؟.

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 08:52 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى