تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > منتدى الأدب > منتدى القصة القصيرة

> لحم القديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــد

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
أبو المجد مصطفى
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 28-03-2016
  • المشاركات : 191
  • معدل تقييم المستوى :

    9

  • أبو المجد مصطفى is on a distinguished road
أبو المجد مصطفى
عضو فعال
لحم القديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــد
16-08-2018, 11:45 AM
لحم القـــــــديد

انسلخت أيام عيد الأضحى في غفلة من الجميع...لكن رائحة الشواء كانت لا تزال تسيطر على أزقة الحي في إصرار شديد.
فالمرء يستنشق تلك الرائحة المميزة آناء الليل و أطراف النهار. ..
اليوم فجرا تسللت تلك الرائحة إلى أنفي و انتشلتني من قطار النوم الطويل.
و تمتمت قائلا : يا ربي حتى مع دقائق الفجر الأولى يلتهم الناس الشواء؟؟؟
سمعني صديقي و أجابني ضاحكا: لا تحفل بالأمر كثيرا يا فاروق. فبين اللحم و سكان الحي شوق كبير طوال السنة و لا يتبدد ذلك الشوق إلا في يوم العيد " الكبير".
لكن صديقي يبدد ذهولي بملاحظة لم ألتفت إليها من قبل قائلا :
-فاروق ألا ترى أن الهررة تختفي يوم العيد الكبير؟-
وقفت واجما أمام هذه المعلومة الجديدة...
و أردف صديقي متابعا حديثه: -أخبرني جدي ذات يوم أن كل القطط في يوم عيد الأضحى تهبط إلى سرداب في جوف الأرض و تختفي هناك.-
انفجرت ضاحكا عند العبارة الأخيرة. لكن صديقي توشحه السخط و استشاط غضبا و راح يشتمني بشتى المفردات...
في هذه الأيام الجميلة. اكتست سطوح المنازل حلة جديدة . .
خيوط طويلة جدا علقوا فوقها شرائح اللحم الممزوجة بالملح. تتعرض تلك الشرائح لوهج الشمس لتتحول مع الوقت إلى قديد طيب المذاق...
من تلك الأسطح المتلاصقة كما حبات المسبحة. تنبعث روائح مقززة تؤذي الأنوف...و الذباب الأزرق البغيض يصول و يجول فوق تلك الشرائح . دون حسيب أو رقيب...
و قد يخالط تلك الروائح النتنة شيء من طيب العذارى حين يتجولن فوق الأسطح لاعادة تصفيف القديد لكي ينعم بوهج الشمس الحانية مرة اخرى.
صابر فتى طائش و منبوذ من فتيان الحي...مكث في الصف الرابع ابتدائي ثلاث سنوات كاملة. فانتزعه أبوه من المدرسة انتزاعا ثم دفعه إلى حلاق الحي ليتعلم حرفة جديدة .
لكن صابر في يوم من الأيام كاد أن يجذع أذن أحد الزبائن بشفرة الحلاقة بسبب الإهمال حينما كانت نظراته تتابع مومسا حسناء في الزقاق المجاور ...
و طرده الحلاق بعد معركة حامية الوطيس استقطبت الكثير من فضوليي الحي.
كان صابر في كل مرة يقتحم علينا مجلسنا تحت شجرة الدردار العملاقة...
في ذلك الموضع البعيد عن الحي و دنيا الناس و الضجيج و روتين الحياة الصاخبة كنت ألتقي مع الرفاق من أجل السمر و اللعب.
صابر كان يستقي الأخبار و سرعان ما يكتشف موقعنا و يلتحق بنا وسط تذمر الجميع و ذهولهم.
لقد كان حاذقا في أمور الاستطلاع و الاستخبارات .. كنا نتحاشى لقاءه في كل مرة. الفتى ثرثار و لا يحفظ سرا و متعجرف أحيانا...
في هذا المساء تحت شجرة الدردار الكبيرة اجتمعت بالرفاق كما العادة. كؤوس الشاي كانت تدور بين الأنامل في هدوء جميل بعيدا عن ضوضاء المدينة و همومها.
لقد تقدم بنا الليل كثيرا وطاب لنا السهر و السمر.
لكن صديقنا سليم لمعت في ذهنه فكرة رائعة:
أقترح أن نخرج غدا للصحراء للاستجمام و الشواء...
و ما كاد الفتى يتم حديثه حتى انقض علينا صابر مثلما يصنع الصقر حين يرقب أرنبا بريا شاردا فوق الفلاة.
أصيب الرفاق بالذهول ثم تأففوا من حضور هذا الشخص النزق...
لا أحد منا كان يدري كيف علم صابر بمجلسنا...
و حدق فينا بعينين مرهقتين ثم ارتسمت فوق سحنته ابتسامة انتصار و قال و هو يجلس قرب سليم دون استئذان :
-أملي فيكم كبير أن تصحبوني معكم في تلك الرحلة القصيرة-..
تبادل الجميع نظرات التعجب و الذهول..كل واحد منا تمثل له في خياله هذا السؤال الغامض.
" كيف عرف صابر قصة خروجنا إلى الرحلة غدا "...
و للتو قرر الجميع أن يورطوا صابر...قلت في هدوء : -سوف أتكفل بإعداد الشاي.-
و صاح سليم : و سوف أشتري الفاكهة.
و أردف آخر : سوف أتكفل بالمرطبات.
و قال آخر : سأحضر الملح و التوابل و لوازم الشواء.
و تدخلت بعد صمت ليس بطويل :
-و من يتكفل بإحضار اللحم يا رفاق.؟؟-
و قبل أن أكمل التساؤل صاح صابر و كاد أن يخرق طبلة أذني :
-أنا لها يا رفاق. سوف يكون على عاتقي جلب اللحوم.-
جحظت عيون الفتية جميعا..لقد فاجأنا صابر بهذه الخطوة الجبارة و غير المنتظرة.
و نط الفتى من مجلسه و انصرف دون أن يودعنا...
في صباح اليوم التالي قرع أحدهم باب منزلنا. أمام الباب كان صابر جاثما و هو يلهث كأنه كان يجوب الصحاري و الجبال طيلة الليل.
فوق ذراعه كان يتدلى كيس ضخم....دفعه نحوي و هو يقول: - هاهو اللحم.-
كنت مشدوها حين فتحت الكيس. صدمتني رائحة اللحوم المجففة. لقد كان الكيس مترعا و منتفخا مثل البالون.
قطع علي صابر رحلة الذهول التي كنت أعيشها للحظات و قال و كأنه يهمس :
- البارحة بعد أن تركتكم تسلقت سطوح الحي خلسة و جمعت ما أمكنني جمعه من هذا القديد اللذيذ.-
ابتسم الفتى و هو يرمقني بعينين تحتضنان كل الطيش الموجود على كوكب الأرض.. ثم أردف في ثقة :
-أخبرني يا فاروق. متى سنخرج لرحلة الشواء؟؟-
علم الرفاق بحكاية القديد و قررنا عدم الخروج للرحلة و دون شرح الأسباب لصابر.
في المساء جاءني الفتى و استعاد ذلك الكيس...
و في أزقة الحي كان صابر يمشي بتِؤدة و هو يقذف حفنة من اللحم المجفف فوق هذا السطح و حفنة أخرى في ذلك السطح تماما كما يصنع بائعوا الصحف في الأفلام الأمريكية...
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية @براءة
@براءة
مشرفة ( سابقة )
  • تاريخ التسجيل : 14-06-2014
  • المشاركات : 7,519
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • @براءة has a spectacular aura about@براءة has a spectacular aura about@براءة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية @براءة
@براءة
مشرفة ( سابقة )
رد: لحم القديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــد
16-08-2018, 01:26 PM
بوركت استاذ

وماهي الا ايام قلائل تفصلنا عن عيد الاضحى فاغتنم الفرصة و اهنئك و جميع الاعضاء بهذه المناسبة المباركة

عيدكم مبارك وكل عام وانتم باف خير وغفر الله لنا ولجميع المسلمين

[/CENTER][/QUOTE]

  • ملف العضو
  • معلومات
أبو المجد مصطفى
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 28-03-2016
  • المشاركات : 191
  • معدل تقييم المستوى :

    9

  • أبو المجد مصطفى is on a distinguished road
أبو المجد مصطفى
عضو فعال
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 09:39 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى