لكل أجل كتاب
21-11-2008, 12:22 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
يقول الله تعالى في سورة يونس عليه السلام : "إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ، ولا يستقدمون ". ونلاحظ في هذه الآية الكريمة أنه قدم التأخير وأخر التقديم لبيان شدة الحسم في قضاء الله عز و جل ، أي أن الأجل مقدر معلوم محدود و عند انتهائه لا يؤجل ، ولأن النفس دائما تتمنى أن ينظر لها في عمرها و أن يطول بقاؤها في هذه الحياة فقطع عليها ما ترمي إليه . فالمرء إذن لا يمهل و لا ينظر له في عمره وبالمثل لا يختصر عليه ولا يختزل به . وهذا دلالة على ثبات القانون الإلهي و أنه حاسم إن قضى أمرا أن يقول له كن فيكون . وتتراوح صحة الإنسان بين القوة و الضعف و تتفاوت ما بين الوهي و الفتور و بين الفحولة و القصور و إن جئت لتنصح مريضا أن يعرض نفسه على الطبيب يقول لك : الله هو الشافي . حقا هو الشافي " و إذا مرضت فهو يشفين " (سورة الشعراء) ، لكن جعل الطب وسيلة للراحة والشفاء والمعافاة . فإن تعتمد على الله وتعالج نفسك خير من أن تعتمد على الله و تهمل نفسك . فالعمر محدد مكتوب في اللوح مع بداية خلق الإنسان لكن مهمة الطب هي بتر الألم وتحويل شقاء الإنسانية إلى سعادة . فبدلا من الإحساس بالألم الذي ينغص عليه ما تبقى من عمره ، وبدلا من القلق و الضيق و التوتر ينعم المريض بالراحة و هدوء البال لقوله صلى الله عليه و سلم :**من أصبح معافى في بدنه آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا** رواه الترمذي .
و روي عن موسى عليه السلام أنه قال : - يا رب ممن الداء و الدواء ؟ فقال الله تعالى : " مني " ، قال : فما صنع الأطباء ؟ ، قال تعالى :" يأكلون أرزاقهم و يطيبون نفوس عبادي حتى يأتي شفائي أو قضائي " .
و مجمل القول أن الطب بكل سطوته و سلطانه و عتاده لا يضيف للعمر شيئا و لا ينقص منه شيئا و مخطئ من ظن غير ذلك .
اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا و الآخرة .
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة و قنا عداب النار. أحبائي في الله تحياتي لكم جميعا.