رسائل أدبية../همس /أيمن/
11-05-2007, 09:37 PM
... هي ليست بالخواطر...ولكنها أقرب إلى ما يسمى بأدب الرسائل....
هي بوح جميل على شرفات الصداقة ... وإفضاء أراه يستحق أن ينشر...
رسالة كنتُ قد بعثتُها معتذرا إلى صفوان...عن موعد بيننا....
ورد قد جاء به البريد بعد أقل من نصف ساعة...
أنشرهما هنا ... لأنهما ... خارج نطاق الخصوصية...بما يحملان من الشوق والعتَب...
رسالتان أراهما.... بأنامل صديقين... لا بعيون شاعرين... ولكنهما تحملان عذوبة الشعر... وبراءة الصداقة....
ملاحظة... النشر يتم بموافقة الطرفين
رسالتي ...بعنوان:
. . . ولي عودة
. . . ولي عودة
...
لك من مساءات الشذى ما أنت أكرم..وما هو أعذب!!
صديقي...
ليس لي الليلة أن أشاركك مائدة البوح التي اعتدنا..عبر ليالينا الحالمة...
فأنا مصاب بوعكة نفسية ألمّت بي... أطفأت وهج أقلامي... ومزقت جميع الصحائف التي اعتدت النقش عليها... وشلّت أصابع الشوق ... واحتجزتني بين نفسي ونفسي... حاولت أن أستعمل تأشيرة العبور إليك ... وما استطعت !!
تراني... أنا قد غدوت ضائعا... فما بين قلبي وروحي بون شاسع من التنافر هذه الليلة .... وما بينهما وعقلي... بون أشسع ... تراني لست أنا... بل لست ذلك الصديق الذي تعرف... ولا ذاك النابح معك على أهازيج الفرح... وأشجان الدموع!!
عذرا أيها الصفوان إن أخلفت موعدك...ولي من الثقة ما يجعلني أطمئن أنك الشاعر الذي يعي ما أقول وذلك المرهف الذي لن يزيد على وطأة الأسى ضجرا أخر...
خالص الود...
ومتى استطعت أن أكون ذلك الهمس الذي عرفته ذات يوم ستجدني على أول زقاق يلتقي فيه المدمنون على اقتلاع أحزانهم... وجعلها جسرا لعبور نحو غد.... ربما لا يكون أفضل... ولكنه بالتأكيد سيكون مختلفا عن مساء مثقل بالخيبة كهذا الذي أجلس على أحد أرصفته الباردة.
موعدنا .. لن يكون أخر اللقاء!!
رد صفوان... بعنوان:
. . . إيهٍ همس
. . . إيهٍ همس
لست أعرف..
أمن الحكمة أن ننزوي تحت جدار خيباتنا..
أم تراه من الغباء...
كل الذي أعرفه يا صديق ..
أن الغباء..كثيرا ما يكون غار أمان..
يقينا أمطار أحزاننا..و شمس كآباتنا..
قد يكون من واجبي أن أمد تحت قدميك..
أوردتي جسرا ..كيما تعبر لضفة صفاء..
غير أني ..مثلك تماما..قد أرى الأوردة
المفروشة جسرا...مشروع مشنقة..
إيــهٍ...همس..
وددت لو قاسمتني طاولة الضجر..ككل خيبة..
وددت لو خططنا بشيطنة طفلين..لشن
هجمات شوق..على العابرات..بجوع أحلامنا..
صداقتنا..هذه التي دوخت التفاسير..
توحُّدنا هذا العجيب حد الذوبان..
أخوتنا ..التي رضعت من أثداء الجنون..
مسؤولية كبرى ...
يتحسس الضجر مقعدك الخالي منك..
و يبتسم..
و يخرج مسدسه..و يمسحه بقلقي..
و يلحس ريق شفتيه..في تشفٍ..
ضجري جوعان منذ مجيئك يا صديق..
لذلك سيلتهمني على طبق غيابك..
بطريقة بدائية..
إيهٍ همس..
من منا يعزي الآخر ...
و إني...
أ
ح
ب
ك