الخلايا الجذعية تصلح أعضاء جسمنا التالقة
10-03-2009, 11:34 AM
الخلايا الجذعية تصلح أعضاء جسمنا التالقة
Stem cells can repair our damaged body organs
بقلم الدكتور/ أحمد عبدالله الزاير
ماهي الخلايا الجذعية (خلايا المنشأ) Stem Cells؟
هي الخلايا الأولية التي ينشأ منها جسم أي كائن حي وهي خلايا غير متخصصة تمتلك القدرة على الإنقسام المستمر وانتاج أنواعا مختلفة من الخلايا الوظيفية المتخصصة ٍSpecialized Functional Cells والتي تكون فيما بعد أنسجة أعضاء الجسم المختلفة مثل: خلايا الدم Blood cellsالمختلفة وخلايا الكبد Hepatocytes وخلايا الأوعية الدموية Blood Vessel Epithelial Cells والخلايا العضلية Muscle Cells والخلايا العصبية Neurones والخلايا العظمية Osteocytes أو أي نوع من خلايا الجسم المتخصصة الأخرى، التي تبني الأعضاء والأجهزة التي تقوم بالوظائف الفسيولوجية المتنوعة التي تسير نشاطات الجسم الحيوية.
أين يمكن لنا أن نحصل على الخلايا الجذعية؟
الخلايا الجذعية Stem Cells يمكنك أن تجدها في أحد المصادر التالية:
·المرحلة الأولى لتخلق جسم الجنين:
عندما تحمل المرأة من زوجها، يتخلق في رحمها، بإذن الخالق العظيم، مخلوق جديد يدعى قبل ولادته جنينا Embryo، وكما تعرف أن جسمه يبدأ بخلية واحدة فقط هي: البويضة المخصبة Fertilized Ovum بحويمن الرجل sperm، فهل تأملت يوما ما في كيفية تخلق الجنين وهل سألت يوما نفسك: من أين تكونت أعضاء جسم هذا الكائن الحي الجديد الذي لم يكن، من قبل، شيئا يذكر، غير نطفة مخصبة لا ترى بالعين المجردة؟ فلو أمكنك عد الخلايا المكونة لأعضائه جميعا بعد ولادته بطريقة رياضية لوجدتها تصل إلى بلايين البلايين من الخلايا المختلفة الأشكأل والمتعددة الوظائف، فمن أين أتى هذا العدد المهول من الخلايا التي تركب جسم الجنين وكيف تصنفت إلى خلايا مختلفة الأشكال تنشيء أعضاء مختلفة تؤدي وظائف مختلفة؟
كما قلنا سابقا، أن أول خلية في جسم الجنين تتكون من إتحاد نطفة الرجل sperm بنطفة الزوجة Ovum وهذه الخلية الأولي الجنينية (البويضة المخصبة) تدعى علميا: "الزايجوت" Zygote وهي خلية غير متخصصة، منحها الخالق العظيم والمبدع القدير القدرة الكاملة والإمكانية الفائقة للإنقسام المستمر لإنتاج أي نوع من الخلايا الوظيفية المتخصصة التي يحتاجها جسم المخلوق الجديد ليصبح كائنا حيا مستقلا بحياته ومعتمدا على جسمه لتسيير نشاطاته اللازمة لاستمرار حياته بعد خروجه إلى هذه الدنيا الفانية ولدى سميت هذه الخلايا الأولية في جسم الجنين: الخلايا الجذعية (خلايا المنشأ) كاملة القدرة Totipotent Stem Cells. لأنها قادرة،بإذن الله، على تكوين أي نوع من الخلايا لتبني أي نوع من النسج التي تقوم بأي نوع من الوظائف المتخصصة.

كيف تتخلق أعضاء جسم الجنين المتخصصة من الخلايا الجذعية؟
أن الجواب على هذا السؤال يتطلب منا أن نغوص في علم شائك وغزير جدا، ألا وهو علم الأجنة Embryology وهذا ليس موضوعنا الآن، ولا يسعنا المجال للخوض في تفاصيله الشائكة ، ولكن الفرصة تسمح لنا أن نذكر باختصار شديد وبأسلوب بسيط، مراحل التخلق الأساسية لجسم الجنين، كما يلي:
-تنتج أول خلية جسدية في جسم الجنين، والتي تدعى "الزايجوت" Zygote بعد تخصيب البويضة بالحويمن فتتحد المواد الوراثية في نطفتي الأبوين ويعود العدد الطبيعي للكروموسومات ليصبح 46 كروموسوما كما هو في أي خلية جسدية بشرية طبيعية.

-تنقسم هذه البويضة المخصبة (الزايجوت) أنقساما خلويا إعتياديا متكررا فتصبح أثنتين تدعى: (البلاستوميرات) Blastomeres وذلك يتم بعد 60 ساعة تقريبا من تخصيب البويضة، وكل خلية بلاستوميرية ناتجة تنقسم هي الأخرى لتصبح خليتين جديدتين، وهكذا يتكرر الإنقسام المتتالي في كل خلية جديدة ناتجة إلى أن يصبح جسم الجنين عبارة عن كتلة مصمة من الخلايا غير المتخصصة المتماثلة في الشكل ويدعى الجنين في هذه المرحلة: التويتة (موريولا) Morula وهذا يتم بعد 72 ساعة تقريبا من تخصيب البويضة. كل الخلايا الجديدة الناتجة من هذا الإنقسام تدعى: خلايا جذعية بلاستوميرية أو اختصارا بلاستوميرات (جذعيات بلاستوميرية أو جذريات بلاستوميرية أو منشئات بلاستوميرية). وكل خلية من كتلةالتويتة لو أخذت وعزلت لوحدها ووفرت لها ظروف وبيئة النمو والتطورتصبح، بإذن الله القدير، قادرة لتكوين جسم كائن حي مستقل بوحده،لأنها خلية جذعية (خلية منشأ) تمتلك القدرة الكاملة totipotency على تكوين خلايا متخصصة لنسج أعضاء متخصصة. وانفصال الخلايا الجذعية ونموها مستقلة عن الخلايا البلاستوميرية الأخرى يحدث أحيانا طبيعيا في رحم المرأة الحامل فيتخلق من البويضة الواحدة أكثر من جنين تدعى: التوائم Twins

-قبل وصول التويتة إلى تجويف الرحم في اليوم الرابع تقريبا، بإذن الله تعالى، وتحت تأثير جينات نمو معينة (عوامل التخصص والنمو)، تتصنف الخلايا الجذعية غيرالمتخصصة المكونة لكتلة التويتة إلى مجموعتين من الخلايا الجذعية، مكونة غلافين، هما: خلايا الغلاف الخارجي الذي سيكون فيما بعد (التروفوبلاست) Trophoblast التي من خلاياها ستتكون أنسجة المشيمة Placenta التي تثبت الجنين في بطانة جدار الرحم Uterine Endothelium والحبل السري Umbilical Cord الذي ينقل العناصر الغذائية وخامات البناء من دم الأم ومنه أيضا سيتكون أنسجة غلاف الحماية الذي يدعى الغشاء الأمنيوني Amniotic Membrane الذي يفرز السائل الأمنيوني Amniotic Fluid الذي يسبح فيه الجنين حتى تحين ساعة الولادة، وهذا السائل يحمي الجنين بإذن الله من الصدمات الميكانيكية التي قد تحدث لبطن الأم كالضربات والإنضغاطات. أما الكتلة الداخلية من الخلايا الجذعية للمريولا فستكون فيما بعد جميع أنسجة وأعضاء جسم الجنين. أذن في نهاية مرحلة تكوين التويتة يتكون جسم الجنين من كتلة خلايا جذعية تتصنف إلى جزئين ؤئيسيين، هما: الفطب الخارجي (الترفوبلاست) والكتلة الداخلية كما عرفنا.

-تستمر الخلايا الجذعية في كلا الطبقتين بالإنقسام ويلاحظ بعد فترة، تجمع سائل داخل كتلة المريولا يزداد ضغطه الداخلي تدريجيا حتى يجبر الخلايا الجذعية على التفرق عن بعضعا البعض وتصبح المريولا، في هذه المرحلة، كتلة مجوفة مليئة بالسائل تتصنف خلاياها بوضوح ألى نوعين من الكتل الخلوية: نوع متكتل نحو قطب واحد (جهة واحدة) وهي كتلة خلايا الترفوبلاست Trophoblast التي ذكرناها سابقا وطبقة من الخلايا التي تنضغط على طول المحيط الخارجي لتكون بطانة داخلية على باقي محيط الموريولا وهذه الكتلة من الخلايا الجذعية هي التي ستكون أنسجة وأعضاء الجنين فيما بعد. يدعى مجموع هذه الأجزاء من التركيب التخليقي في هذه المرحلة من تخلق جسم الجنين: الحوصلة الجذعية أو "البلاستوسيت" Blastocys.

-في نهايةالأسبوع الثاني من الإخصاب، تتصنف بطانة الخلايا الجذعية الداخلية ألى ثلاث طبقات من الخلايا المتميزة التي تبدأ بالتخصص، بإذن الله تعالى، وهي: الطبقة الخارجية أو"الإكتودرم" Ectoderm والطبقة الداخلية أو "الإنتوديرم" Entoderm والطبقة الوسطى أو "الميزوديرم" Mesoderm. ومن كل طبقة من هذه الخلايا تتكون أنواع مختلفة من الأعضاء الجسدية للجنين فمثلا من طبقة الإكتوديرم تتكون أنسجة الجلد وأعضاء المخ، ومن الميزوديرم تتكون الأنسجة المدعمة، وكل ذلك ينتج من أصل خلايا غير متخصصة أصلها خلية واحدة . وبهذه الآلية التي أودعها الخالق العظيم في مخلوقاته الحية، تتخلق جميع أعضاء جسم الجنين البشري في الثلاثة شهور الأولى من الحمل، وبالتحام هذه الأعضاء مع بعضها البعض تتكون الأجهزة المتنوعة المعروفة مثل: الجهاز العصبي والجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والجهاز البولي وغيره، التي مجموعها يكون الجسم الكلي للوليد الجديد. وحمدا لله ألذي خلقنا وصورنا في أحسن صورة وقالب، فشكرا له على أنعمه وأفضاله الكثيرة علينا. وتجذر الإشارة هنا إلى إن نذكر أنه في هذه الثلاثة شهور الأولى من الحمل التي تتخلق فيها الأعضاء قد تتأثر آليات سير تخلق الأعضاء بعوامل خارجية تؤدي إلى إنحرافها عن مسارها الطبيعي مما ينتج عنه بعض التشوهات الجسدية والأمراض العضوية الخلقية Congenital Disorders and defects وهنا يمكن تشبيه تخلق جسم الجنين في الثلاثة أشهر الأولى من الحمل بعجينة الخبزالتي قد تخرج من الفرن غير متوافقة لما يريد خبازها لها، كأن يخرج الخبز من الفرن نيئا أو مهترئا مثقبا أو يخرج محترقا متفحما أو يخرج غير متوافق للنكهة والمذاق المطلوب، وهذا ربما يكون مشابها للظروف التي يتعرض لها الجنين وهو في مرحلة تخلق وقولبة أعضائه وهو في رحم أمه: كأن تتعرض أمه أثناء الشهور الثلاثة الأولى لأمراض فيروسية أو مبكروبية أو أشعاعات مؤينة أو إذا كانت تتناول بعض العقاقير الطبية غير الضرورية للحياة أوكان يتعرض جسمها لملوثات كيميائية تدخل مع الطعام أو الشراب أو الهواء لتذهب مع الدم إلى جسم الجنين. هذه العوامل التي تحدث أثناء الحمل تعيق انتظام سير عمليات تخلق أعضاء الجنين أو تؤدي إلى نحرافها عن مساراتها الطبيعية. ويجذر بنا أن ننتهز هذه الفرصة هنا لتقديم بعض النصائح للأم الحامل اللازمة لها لتفادي حدوث مثل هذا الخلل التخلقي بمعونة المولى الكريم، فنقول: أنه يجب على المرأة أن تخطط لإنجاب أطفال أسوياء قبل الزواج بفترة، وذلك يتم باختيار القرين الذي يخلو تاريخه الشخصي وتاريخ أسرته من الأمراض الوراثية والأسرية السائدة في منطقتها. وعليها أيضا، أثناء الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، الإبتعاد مهما أمكن عن الأشخاص المصابين بأمراض وبائية خصوصا الفيروسية منها كالحصبة الألمانية والهربس والنكاف وغيرها، وعليهاالإقلاع عن التدخين وتجنب تناول العقاقير الطبية غير الضرورية إلا تلك اللازمة للحفاظ على حياتها، كما على الأم الحامل الإبتعاد عن الملوثات الكيميائية والإشعاعات المؤينة أثناء الحمل، ويجب معالجة وضبط الأمراض المزمنة الموجودة لديها من قبل الحمل وعليها أن تلتزم بالمتابعة الدورية لدى الطبيب لمراقبة سير الحمل، كما يجب عليها أن تتناول وجبات غذائية متوازنة كما ونوعا،أي أن تكون وجباتها محتوية على جميع العناصر الغذائية اللازمة كخامات أساسية لبناء أنسجة الجسم، لأنك لا تستطيع أن تشيد بيتا جديدا متكاملا بدون توفير جميع خامات البناء الأساسية أليس كذلك؟ فلو لم توفر قضبان الحديد في الخرسانات المسلحة بكميات صحيحة لكان البناء ضعيفا آيلا للسقوط ، أليس كذلك ؟ قإذا لم تتوفرالبروتينات و الفيتامينات والمعادن في جسم الأم الحامل بكميات وافرة تكفي لمتطلبات جسمها الأساسية ولمتطلبات بناء جسم الجنين الذي في رحمها، فكيف يحصل عليها جسم الجنين الذي يشيد جسمه من هذه الخامات الأساسية شيئا فشيئا، كتشييد البناء تماما، أذا كانت هذه الخامات ألأساسية ناقصة أو منعدمة في دم الأم؟ كل ذلك تتقيد به لتأمل، بإذن الله تعالى، ولادة طفل سليم خال من العيوب والتشوهات والآفات والأمراض لتسعد به إبنا قوي البنية، إن شاء الله، طول حياتها .

كما رأينا من هذه المقدمة المبسطة والمختصرة جدا أن الخلايا الجذعية التي نتجت من أنقسام البويضة المخصبة كانت لها القدرة الكاملة totipotent لإنتاج أي نوع من الخلايا والأنسجة المتخصصة. فالخلايا الجذعية التي يمكن أن نأخذها من جسم الجنين وهو في مراحل تخلقه الأولية: كمرحلة ألتوتية Morula أو مرحلة الحوصلة الجذرية Blastocyst يمكن زرعها وتكثيرها في المختبر وتسخيرها، بهدي من الله تعالى، لإنتاج أي نوع معين من النسج والأعضاء الجديدة التي نرغب في الحصول عليها مختبريا، وشكرا لله الذي علم الإنسان ما لم يعلم. وهذا ما يسعى إليه الأطباء اليوم وهو استغلال هذا الناموس الإلاهي الطبيعي الذي أودعه في هذه الخلايا الجذعية وتطبيقه لإصلاح ما يتلف من أنسجة من الجسم أو إنتاج أعضاء جديدة يمكن زرعها في الجسم لتعويض الأعضاء التالفة في الجسم. وبهذا يمكن استبدال القلب التالف الفاشل أو استبدال الكبد التالفة الفاشلة أو أستبدال الكلى المتليفة والمتعطلة عن العمل، فتنقذ بفضل الله ثم بفضل هذا الإنجاز الطبي الرائع حياة كثير من المرضى. وفي رأيي المتواضع لم يخترع العلماء بذلك شيئا جديدا، إنما هم مجرد اكتشفوا بهداية الله لهم نواميس طبيعية أوجدها الخالق العظيم المبدع في مخلوقاته الحية كما يحدث في الحياة والطبيعة كل يوم، فله الحمد الكثير والشكر الوفيرعلى هذه الهداية التي تفيد البلاد والعباد، فتعويض ما يتلف من خلايا بالية أو خلق خلايا متنوعة جديدة يتم بانتظام في الجسم البشري قهذه البشرة تتجدد خلاياها لتصلح ما تتلفه الأيام كل يوم و هذه خلايا بطانات الأغشية المخاطية تنتج لتعوض ما ينهريء منها كل يوم، وما انتاج خلايا الدم الجديدة من الخلايا الجذعية النخاعية بمختلف الأنواع والوظائف كل يوم لتعويض المفقود وتجديد المتلوف من خلايا الدم إلا دليل على حدوث هذه الظاهرة بصورة طبيعية في أجسامنا ، وما انتاج الشعر الجديد بانتظام في فروة الرأس إلا من تخلق خلايا جديدة تعوض ما يسقط من الشعر ولو لا هذه الخاصية الطبيعية في بصيلات الشعر لأصبحت فروات رؤسنا حالسة صلعاء قبل أن نبلغ سن العاشرة من العمر، وغير ذلك يحدث كثيرا في الجسم فإنتاج خلايا جديدة متخصصة وإصلاح ما يتلف من أتسجة أو تجديد ما بهرم من خلايا الجسم هي ظاهرة تحدث، كل يوم، بانتظام في الجسم، فسبحان الخالق العظيم الذي خلق من العدم فأبدع، والعلماء اليوم يحاولون محاكاة هذا الإبداع العظيم، بعد اكتشاف أسرارالله المودعة في الخلايا الجذعية، فيأخذونها من أجسام الأجنة لإنتاج أتسجة وأعضاء جسدية جديدة.

والخلايا الجذعية يمكن الحصول عليها من مصادر أخرى، غير جسم الجنين ، نذكر منها ما يلي:
·المادة الجيلاتينة (جيلاتين "وارتون") Wharton's Jelly الموجودة في تجويف الحبل السري للجنين، ملييئة بالخلايا الجذعية التي يمكن أخذها من هذا الجيلاتين بعد ولادة الجنين بسلامة الله وتكثيرها بتقنيات زراعة الخلايا في المختبر، ويدعى هذا النوع الخلايا الجذعية: الخلايا الجذعية جامعة القدرة Pluripotent Stem Cells وهي أقل قدرة من الخلايا الجذعية المأخوذة من الحوصلة الجذرية Blastocyst للجنين لأنها لا يمكن أن تتخلق منها ملحقات جسم الجنين مثل المشيمة، ولكنها تمتلك القدرة على تكوين أي نوع من الخلايا الجسدية المتخصصة كخلايا الجلد والكبد والكلى والقلب وغير ذلك، وهذا المصدر ربما يكون أفضل مصدر مقبول شرعا للحصول على الخلايا الجذعية مستقبلا لغرض إنتاج أنسجة أو أعضاء جسدية جديدة، لأننا لا نضحي بحياة الجنين هنا للحصول على خلايا جذعية غير متخصصة، كما في حالة الحصول عليها من الحوصلة الجذعية الجنينية كما ذكر في الطريقة الأولى.

·الخلايا الجذعية الموجودة في نخاع العظام في الأشخاص البالغين:
ينتج نخاع العظم Bone Marrow، الموجود في تجاويف العظام، جميع خلايا الدم المختلفة في الأشكال والوظائف المتخصصة، من نوع واحد من الخلايا تدعى: الخلايا الجذعية النخاعية Bone Marrow Stem Cells، والتي منها تنتج خلايا كريات الدم الحمراء Red Blood Cells (RBCs) وخلايا الدم البيضاء عديدات النوى أو الحياديات Neutrophils والخلايا البيضاء وحيدات النوى Monocytes والخلايا البيضاء الحامضية Eosinophils والخلايا البيضاء القاعدية Basophils والخلايا الليمفاوية البائية B-lymphocytes والخلايا الليمفاوية التائية (الزعترية) T-lymphocytes والخلايا الكبيرة اللاهمة Phagocytic Macrophages والصفائح الدموية Platelets. كل هذه التشكيلة المتنوعة من الخلايا الدموية تنتج من نوع واحد فقط من الخلايا الجذعية غير المتخصصة ألتي، اكتشف العلماء مؤخرا، أنها تمتلك القدرة الكاملة لإنتاج أي نوع من الخلايا الأخرى المتخصصة غير خلايا الدم، و يتم ذلك بتحريضها على الإنقسام باستخدام تقنيات مختلفة، فيمكن من الخلايا الجذعية النخاعية Bone Marrow Stem Cells مثلا ،إنتاج خلايا عصبية مخية Neurones وخلايا كبدية Hepatocytes وخلايا كلوية Nephroblast وخلايا أوعية دموية وبهذا الإكتشاف العظيم يفكر الأطباء المتخصصون اليوم إصلاح بعض الأعضاء التالفة في جسم الإنسان بزرع هذه الخلايا الجذعية في العضو التالف فيتولد، بإذن الله تعالى، خلايا جديدة من نفس نوع خلايا العضو تعوض وتصلح ما تلف منه فتعود وظائف ذلك العضو المتعطل، بإذن الله تعالى، كما كانت والحمد الله على إلهام عباده الخيرين من العلماء شيئا ما من علمه الغزير الذي لا ينضب، وما اوتيتم من العلم إلا قليلا صدق اللع العلي العظيم.

·بأرجاع الخلية الجسدية النامية المتخصصة إلى أصلها الأولي غيرالمنخصص: أي تحويل الخلية الجسدية النامية المتخصصة في الشخص البالغ إلى أصلها أي إلى خلايا جذعية جنينية كاملة القدرة مرة أخرى وبهذا يمكن أنتاج أي نوع من الخلايا الجسدية المتخصصة المرغوب فيها وهذا ما يحاول فيه الباحثون المهتمون بنسخ الأعضاء Organ Cloning من نفس خلايا الجسم البشري وفد نجحت بعض محاولاتهم ولكنهم تخطوا ما يمكن فيه صلاح البلاد والعباد إلى العبث بنواميس الخالق الشرعية والطبيعية، ويريدون أن ينسخوا جسما كاملا من جسم الإنسان نفسه أو من جسم الحيوان الموجود أصلا، وهذا ما يخالف الإنتساخ الطبيعي Natural Cloning الذي أودعه الله في الكائنات الحية: فما ولادة التوائم البشرية المتماثلة إلا عملية انتساخ طبيعية تحدث في رحم الأم تنتج نسخا من جنين مقدر صورة أو صورا طبق الأصل تدعى: "التوائم المتماثلة" Monozygous or Identical Twins التي تنتج من بويضة واحدة مخصبة وذلك يتم بإنفصال خلايا جذعية في مرحلة التوتية من جسم الجنين، تستقل بنفسها لتكون جسما منفردا صورة طبق الأصل لأخيه أو أخته، ولكن ذلك أنتساخ طبيعي حيث أن التوأم المنسوخ هنا له أصل معروف: أي من أب معروف وهو
زوج المرأة وأم معروفة هي زوجة الأب وتتم بعملية طبيعية شرعية وهي تخصيب بويضة الزوجة بماء الرجل وهو زوجها الشرعي. أما الإنتساخ الذي يتحدثون عنه اليوم فلا معنى له ولا يستطيع الزوج أن يدعي بأن المولود بعملية الإنتساخ المختبرية هو إبنه من صلبه الذي سيفخر به آنفا. فكيف يكون إبنه، أذا كان الطفل منسوخا من جسد زوجته فهو لم يشارك فيه ولم يعطيه من جسمه نصف جيناته وكروسوماته، كالإبن الذي يأتي كما رسم له الخالق في دساتيره؟ ولهذا فهو لن يرثه أبدا صفاته وخصاله لأن جيناته المتكونة هي من نوع واحد مصدرها الزوجة فقط وهو في الحقيقة أخ أو أخت لزوجته أي هو ولد لجده وجدته، وقد لا يتصل بنسب الزوج نهائيا لأن زوجته قد تكون غريبة على أسرته ولا تنتسب إليه بصلة البتة. والعكس صحيح إذا كان الإبن المنسوخ من الزوج، فهو ليس أبنا حقيقيا لزوجته ولنفس المنطق، لأنه ناتج من نسخ جسد زوجها!!! أظن ما يفكر به بعض شياطين الإنس ممن يدعون أنفسهم "العلماء" هو ضرب من العبث العلمي في الخلق الطبيعي لا هدف له البتة ولا يحل مشكلة البشر في صعوبة الإنجاب التي لن تحل إن وجدت إلا أذا تواجدت خصية جديدة تنتج حويمنات الرجل ومبيض سليم ينتج بويضات المرأة، لينجب ما يقدر الله ليكون إبنا شرعيا، جسمه مكون من مساهمة كلا الزوجين وحسب النواميس الخلقية الطبيعية التي وضعها الله تعالى في تكاثر البشر وأراد بها صلاح عباده إنه العليم البصير.

تحياتي