◄ بين إدراك السمع والبصر:
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
"قال شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية قدس الله روحه ونوَّر ضريحه: "وفصلُ الخطاب: أن إدراك السمع: أعمُّ وأشمل، وإدراك البصر: أتمُّ وأكمل، فهذا له التمام والكمال، وذاك له العمومُ والشمول، فقد ترجح كلٌّ منهما على الآخر بما اختصَّ به".
[ بدائع الفوائد:1/ 78].
◄ حكمة عارف:
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -:
"سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - يحكى عن بعض العارفين أنه قال: الناس يعبدون الله، والصوفية يعبدون أنفسهم".
[ مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين: 2/258].
◄ جواب الحكيم:
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
"ولقد شاهدتُ مِن شيخ الإسلام ابن تيميَّة قدس الله روحه في ذلك أمرًا عجيبًا؛ كان إذا سُئل عن مسألة حكميَّة ذكَر في جوابها مذاهبَ الأئمة الأربعة - إذا قَدر - ومأخذ الخلاف، وترجيحَ القول الراجح، وذكَر متعلقات المسألة التي ربما تكونُ أنفعَ للسائل من مسألته، فيكون فرحُه بتلك المتعلقات واللوازم: أعظمَ مِن فرحه بمسألته، وهذه فتاويه رحمه الله بين الناس، فمن أحبَّ الوقوف عليها: رأى ذلك".
[ مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين: 2/ 294].
◄ الحي القيوم:
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
"ومن تَجريبات السالكين التي جرَّبوها، فألفَوْها صحيحة: أن مَن أدمن: يا حيُّ يا قيوم لا إله إلا أنت: أورثَه ذلك حياة القلب والعقل.
وكان شيخ الإسلام ابن تيميةقدس الله روحه شديدَاللَّهَج بها جدًّا، وقال لي يومًا: لهذين الاسمين - وهما: الحي القيوم - تأثيرٌ عظيم في حياة القلب، وكان يشير إلى أنهما: الاسم الأعظم".
[ مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين: 1/ 448].
◄ تواضع:
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
"وكان يقول كثيرًا - يعني: شيخ الإسلام -: ما لي شيء، ولا مني شيء، ولا في شيء، وكان كثيرًا ما يتمثل بهذا البيت:
أنا المُكدِّي وابن المكدِّي÷ وهكذا كان أبي وجدي
وكان إذا أُثني عليه في وجهه يقول: والله إني إلى الآنَ أجدِّد إسلامي كلَّ وقت، وما أسلمتُ بعدُ إسلامًا جيدًا.
وبعَث إليَّ في آخِر عمره قاعدة في التفسير بخطِّه، وعلى ظهرها أبيات بخطه من نظمه:
أنا الفقيرُ إلى ربِّ البريَّاتِ ÷ أنا المُسَيكينُ في مجموعِ حالاتي
أنا الظَّلوم لنفسي وهْي ظالمتي ÷ والخيرُ إن يأتِنا مِن عندِه ياتي
لا أستطيعُ لنَفسي جلبَ منفعةٍ ÷ ولا عن النفسِ لي دَفْع المضَرَّاتِ
وليس لي دونَه مولًى يُدبِّرني ÷ ولا شفيعٌ إذا حاطَت خطيئاتي
إلا بإذنٍ مِن الرحمنِ خالقِنا ÷ إلى الشفيع كما قد جا في الاياتِ
ولستُ أملك شيئًا دونه أبدًا ÷ ولا شريكٌ أنا في بعضِ ذرَّاتِ
ولا ظهيرَ له كي يَستعين به ÷ كما يكون لأرباب الولاياتِ
والفقر لي وصفُ ذاتٍ لازمٌ أبدًا ÷ كما الغنى أبدًا وصفٌ له ذاتي
وهذه الحالُ حالُ الخلقِ أجمعِهم ÷ وكلُّهم عنده عبدٌ له آتي
فمَن بَغى مطلبًا من غير خالقِه ÷ فَهْو الجهول الظَّلوم المشركُ العاتي
والحمدُ لله ملءَ الكونِ أجمعِه ÷ ما كان منه وما مِن بَعدُ قد ياتي
[ مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين:1/ 524 – 525].