رد: كَيْفَ عَالَجَ شَيْخُ الإِسْلامِ ابنُ تَيميةَ دَاءَ التَّصَوُّفِ العُضَالَ!!؟
06-09-2017, 10:05 AM
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

كما قلنا سابقا: انتظرنا من المخالفين ردا علميا مفصلا لما كتبناه لهما، وإذا بنا نفاجأ بصاحب المشاركة رقم:(13) يتهرب من النقاش لعجز التام وشلله العام، فيسرق ناسخا – بلا حياء -: كتابا كاملا دون نسبته لصاحبه!!؟، وهي:" حيلة مكشوفة للتهرب من مناقشة إلزاماتنا، ثم هي: خروج عن الأسلوب العلمي للنقاش!!؟"، فعوض أن يناقش ما كتبناه، ها هو ذا يأتينا بكتاب كامل في مسألة أخرى!!؟، وذلك الكتاب مليء بالمغالطات والافتراءات كعادة أهل الضلالات في رد الحق، وقد خلط فيه صاحبه بين مسائل عقدية وأخرى سياسية!!؟، والتلبيس والتدليس طالها جميعا، ورد ذلك كله: يحتاج إلى وقت كبير وتفرغ تام، وليس ذلك أوانه.
ولا بأس بإشارة واحدة فقط، نقول فيها:
من العجائب والغرائب الواردة في ذلك الكتاب: أن صاحبه ألفه للطعن في عقائد من سماهم:" الوهابيين"، ثم نراه يدخل فيهم بجهله:" جماعة الإخوان المسلمين وكثير من شيوخها ودعاتها"، وقد استقر في عقل كل عاقل: أن هؤلاء ينفون عن أنفسهم النسبة إلى:"الوهابية"، كما ينفيها عنهم غيرهم، وذلك ما تدل عليه أقوال ومؤلفاتهم في بيان أفكارهم ومعتقداتهم.
حقا وصدقا:" صاحب العقل في راحة!!؟".
والظاهر بأن مؤلف ذلك الكتاب:" شيعي رافضي، لأنه يرى بأن كل من انتسب إلى السنة، فهو: وهابي!!؟"، وعداوة الشيعة الروافض لكل ما هو سني: لا تخفى على الكثيرين، فهل يعطينا المخالف اسم صاحب ذلك الكتاب!!؟.

وأما صاحب المشاركة رقم:(20)، فنقول له:
كنا ننتظر منك جوابا على ما وضحناه لك من أبجديات التوحيد في مشاركتنا رقم:(16)، لكن الظاهر بأن:" فاقد الشيء لا يعطيه!!؟".
واضح تماما أنك لم تجد:" مخرج نجدة، ومنفذ طوارئ" سوى الهروب ككولاجك إلى نقل كتاب آخر:[تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ]!!؟.
كيف تناقش مسائل عقدية عويصة، وأنت تجهل أبجديات التوحيد!!؟.
نحن في انتظار أجوبتك عن آيات التوحيد التي أفهمناكها، و:" إن غدا لناظره قريب!!؟".

حقا وصدقا:
تصدر للتدريس كل مهوسٍ *** بليدٍ يسمى بالفقيه المدرس
فحق لأهل العلم أن يتمثلوا *** ببيتٍ قديمٍ شاع في كل مجلسٍ
لقد هزلت حتى بدا من هزالها *** كلاهما وحتى سامها كل مفلس

وبما أن:" سعي الكولاجين حثيث في تلميع صورة ابن عربي الطائي: داعية الحلول ووحدة الوجودفإننا نبشرهما بنشر متصفح كاشف فاضح لحقيقته من خلال أقواله المسندة لكتبه بالبراهين الساطعة والأدلة القاطعة.
وأعتقد بأن الحكمة تقتضي بيان بعض كبرى ضلالاته، لأن استقصاءها هدر للأوقات في أمر مفروغ من عند أهل التوحيد والسنة، فإن الأمر كما قال العلماء:" لا يذهب الزمان في مماشاة الجهال، فإن ذلك لا آخر له!!؟"، وحسبي هنا: أن أسوق بعض الضلالات، فهي كافية في بيان حقيقة زيغ الرجل، فهاكم بعضا منها:

1) ابن عربي يرى فرعون مؤمنا!!؟:
فرعون رمز الكفر والظلم والجبروت، وقد ذكر الله عنه ما ادعاه من الألوهية لنفسه حيث قال:[ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي]، وقال:[ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى]، وكفره لا يحتاج إلى كثير كلام، فإنه معلوم لدى العامة والخاصة من المسلمين، قال تعالى:[ إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا]، فالآية صريحة في أن الله أهلكه بعذاب وبيل، وقال تعالى:[ فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى]، وأخبر الله انه يعذب في قبره، وان عذابه في الآخرة أشد من عذاب البرزخ، قال تعالى:[ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ].

أما ابن عربي، فيرى عكس ذلك تماما عافانا الله، حيث قال في أشهر كتبه، وهو كتاب:( فصوص الحكم):
" قرة عين لفرعون بالإيمان الذي أعطاه الله عند الغرق، فقبضه طاهرا مطهرا ليس فيه شيء من الخبث، لأنه قبضه عند إيمانه قبل أن يكتسب شيئا من الآثام، والإسلام يجب ما قبله". (فصوص الحكم ص: 187 - 188).

2) ابن عربي حلولي يجوز عبادة الحجار:
من أخبث العقائد: اعتقاد ابن عربي الحلولية، وهو: أن الله حل في كل شيء، في الحيوانات والبشر والحجر- تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا-، ولذلك تفرع عن هذا الاعتقاد: أن من عبد الحجر، فقد عبد الله، لأن الله حل في الحجر، عافانا الله.
يقول ابن عربي مبكتا نوحا عليه السلام في أمر قومه بترك عبادة الحجارة والأصنام ما يأتي:
" فقالوا في مكرهم:[ وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا]، فإنهم إذا تركوهم: جهلوا من الحق على قدر ما تركوا من هؤلاء، فإنه للحق في كل موجود وجه يعرفه من عرفه، ويجهله من جهله".(فصوص الحكم ص: 57).
وقال ابن عربي أيضا:
" فما عبد غير الله في كل معبود، فالأدنى من تخيل فيه الألوهية، فلولا هذا التخيل ما عبد الحجر ولا غيره". (فصوص الحكم ص: 56).
فابن عربي يرى أن نوحا عليه السلام قد مكر بقومه: لما أمرهم بتوحيد الله وترك عبادة الأصنام، وأن من عبد الحجر، فقد عبد الله، لأن الله قد حل في الأصنام، فعلى هذا لا يكون مشركوا قريش كفارا، بل كانوا موحدين مؤمنين، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

3) أهل النار ينعمون في النار:
عذاب الكافرين في النار أبدي سرمدي، لأن خطيئة الشرك لا يكفرها شيء، والله عز وجل أخبر بذلك عن دوام عذابهم وتألمهم، فقال سبحانه:[ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ]، والله عز وجل يبدل جلود الكافرين في النار ليتجدد لهم العذاب، قال تعالى:[ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ].
أما ابن عربي، فيرى أن أهل النار ينعمون في النار، وكأنها دار نعيم لا دار جحيم!!؟، يقول ابن عربي:
" وأما أهل النار، فمآلهم إلى النعيم، ولكن في النار، إذ لابد لصورة النار بعد انتهاء مدة العقاب: أن تكون بردا وسلاما على من فيها، وهذا نعيمهم.
فنعيم أهل النار بعد استيفاء الحقوق: نعيم خليل الله حين ألقي في النار، فإنه عليه السلام تعذب برؤيتها وبما تعود في علمه وتقرر من أنها صورة تؤلم من جاورها من الحيوان، وما علم مراد الله فيها، ومنها في حقه". (فصوص الحكم ص: 154).

فهل يعتقد مسلم: لم يتلوث عقله بلوثة هؤلاء بأن:" ابن عربي الطائي" بأقواله تلك وغيرها: مسلم فضلا عن أن يكون وليا لله!!؟.

ملاحظة:
سنعود إن شاء الله لمزيد بيان- إن اقتضى الأمر ذلك!!؟-، وإلا، فإننا سنكتفي بنشر متصفح خاص ببيان حقيقة:" ابن عربي الطائي: داعية الحلول ووحدة الوجود".
لقد قلنا على هذا المتصفح: ما يكفي كل مسلم عاقل باحث عن الحق بإخلاص وصدق، وأما صاحب الهوى، فليس لنا عليه سبيل:
[ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ].

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.