رد: الجواهر والدرر في وصف الفاروق عمر
06-05-2015, 02:51 PM
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:


[35] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وقد شيَّع جيش المدينة لقتال يزدجرد.

" إِنَّ اللهَ تَعَالَى إِنَّمَا ضَرَبَ لَكُمُ الأَمْثَالَ، وَصَرَفَ لَكُمُ الْقَوْلَ، لِيُحْيِيَ بِهِ الْقُلُوبَ، فَإِنَّ الْقُلُوبَ مَيِّتَةٌ فِي صُدُورِهَا حَتَّى يُحْيِيَهَا اللهُ، مَنْ عَلِمَ شَيْئًا، فَلْيَنْتَفِعْ بِهِ، وَإِنَّ لِلْعَدْلِ: أَمَارَاتٍ وَتَبَاشِيرَ.
فَأَمَّا الأَمَارَاتُ: فَالْحَيَاءُ وَالسَّخَاءُ، وَالْهَيْنُ وَاللِّينُ.
وَأَمَّا التَّبَاشِيرُ: فَالرَّحْمَةُ، وَقَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ أَمْرٍ بَابًا، وَيَسَّرَ لِكُلِّ بَابٍ مِفْتَاحًا، فَبَابُ الْعَدْلِ: الاعْتِبَارُ، وَمِفْتَاحُهُ: الزُّهْدُ.
وَالاعْتِبَارُ: ذِكْرُ الْمَوْتِ بِتَذَكُّرِ الأَمْوَاتِ، وَالاسْتِعْدَادِ لَهُ بِتَقْدِيمِ الأَعْمَالِ. وَالزُّهْدُ: أَخْذُ الْحَقِّ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ قِبَلَهُ حَقٌّ، وَتَأدِيَةُ الْحَقِّ إِلَى كُلِّ أَحَدٍ لَهُ حَقٌّ، وَلا تُصَانِعُ فِي ذَلِكَ أَحَدًا، وَاكْتَفِ بِمَا يَكْفِيكَ مِنَ الْكَفَافِ، فَإِنَّ مَنْ لَمْ يَكْفِهِ الْكَفَافُ: لَمْ يُغْنِهِ شَيْءٌ.
إِنِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ اللهِ، وَلَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ أَحَدٌ، وَإِنَّ اللهَ قَدْ أَلْزَمَنِي دَفْعَ الدُّعَاءِ عَنْهُ، فَانْهُوا شُكَاتَكُمْ إِلَيْنَا، فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِلَى مَنْ يُبَلِّغُنَاهَا نَأخُذُ لَهُ الْحَقَّ غَيْرَ مُتَعْتَعٍ (1)"، وَأَمَرَ سَعْدًا بِالسَّيْرِ، وَقَالَ:" إِذَا انْتَهَيْتَ إِلَى زَرُودَ (2)، فَانْزِلْ بِهَا، وَتَفَرَّقُوا فِيمَا حَوْلَهَا، وَانْدُبْ مَنْ حَوْلَكَ مِنْهُمْ، وَانْتَخِبْ أَهْلَ النَّجْدَةِ وَالرَّأيِ، وَالْقُوَّةِ وَالْعُدَّةِ". (3).
_________
(1) مُتَعْتَعٍ: بِفَتْحِ التَّاءِ، أَيْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُصِيبه أَذًى يُقَلْقِله ويُزْعجه. يُقَالُ تَعْتَعَهُ فَتَتَعْتَعَ. و ((غَيْرَ)) مَنْصُوبٌ لِأَنَّهُ حَالٌ لِلضَّعِيفِ. (النهاية لابن الأثير - (تَعْتَعَ)).
(2) زَرُودُ: يجوز أن يكون من قولهم: ((جمل زرود)) أي بلوع، والزّرد: البلع، ولعلّها سميت بذلك لابتلاعها المياه التي تمطرها السحائب لأنّها رمال بين الثعلبية والخزيمية بطريق الحاج من الكوفة. (معجم البلدان: 3/ 139).
(3) رواه الطبري في تاريخه: 3/ 485 وعنه ابن كثير في البداية والنهاية: 9/ 614.