رد: الجواهر والدرر في وصف الفاروق عمر
30-05-2015, 02:53 PM
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:


[61] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - في حُرمة المسلم.

"ظُهُورُ الْمُسْلِمِينَ حِمَى اللهِ: لَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ، إِلَّا أَنْ يُخْرِجَهَا حَدٌّ".(1).


[62] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -لخَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ الْعُذْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ –

وقد أخبره خبر الناس (2):" فَاللهُ الْمُسْتَعَانُ، إِنَّمَا هُوَ حَقُّهُمْ أُعْطُوهُ، وَأَنَا أَسْعَدُ بِأَدَائِهِ إِلَيْهِمْ مِنْهُمْ بِأَخْذِهِ، فَلَا تَحْمَدَنِّي عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ مِنْ مَالِ الْخَطَّابِ مَا أُعْطِيتُمُوهُ، وَلَكِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ فِيهِ فَضْلًا، وَلَا يَنْبَغِي أَنْ أَحْبِسَهُ عَنْهُمْ، فَلَوْ أَنَّهُ إِذَا خَرَجَ عَطَاءُ أَحَدِ هَؤُلَاءِ الْعُرَيْبِ (3) ابْتَاعَ مِنْهُ غَنَمًا، فَجَعَلَهَا بِسَوَادِهِمْ، ثُمَّ إِذَا خَرَجَ الْعَطَاءُ الثَّانِيَةَ: ابْتَاعَ الرَّأسَ فَجَعَلَهُ فِيهَا.
فَإِنِّي - وَيْحَكَ يَا خَالِدُ بْنَ عُرْفُطَةَ - أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَلِيَكُمْ بَعْدِي وُلَاةٌ: لَا يُعَدُّ الْعَطَاءُ فِي زَمَانِهِمْ مَالًا، فَإِنْ بَقِيَ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَوْ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِهِ كَانَ لَهُمْ شَيْءٌ قَدِ اعْتَقَدُوهُ، فَيَتَّكِئُونَ عَلَيْهِ، فَإِنَّ نَصِيحَتِي لَكَ وَأَنْتَ عِنْدِي جَالِسٌ كَنَصِيحَتِي لِمَنْ هُوَ بِأَقْصَى ثَغْرٍ مِنْ ثُغُورِ الْمُسْلِمِينَ، وَذَلِكَ لِمَا طَوَّقَنِي اللهُ مِنْ أَمْرِهِمْ، قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:" مَنْ مَاتَ غَاشًّا لِرَعِيَّتِهِ لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ".(4)،(5).


[63] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - للنخعيين وقد استنفرهم لقتال العدو.

" يَا مَعْشَرَ النَّخْعِ، إِنِّي أَرَى السَّرْو (6) فِيكُمْ مُتَرَبِّعًا، فَعَلَيْكُمْ بِالْعِرَاقِ وَجُمُوعِ فَارِسَ".(7).


[64] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - في عزل شُرَحْبِيلَ بْنَ حَسَنَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ –

" أَيُّهَا النَّاسِ، إِنِّي وَاللهِ مَا عَزَلْتُ شُرَحْبِيلَ عَنْ سَخْطَةٍ، وَلَكِنِّي أَرَدْتُ رَجُلاً أَقْوَى مِنْ رَجُلٍ".(8).
_________
(1) رواه عبد الرزاق في المصنف (13675).

(2) سأله عمر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: مَا وَرَاءَك، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَرَكْتُ مَنْ وَرَائِي يَسْأَلُونَ اللَّهَ أَنْ يَزِيدَ فِي عُمُرِكَ مِنْ أَعْمَارِهِمْ، مَا وَطِئَ أَحَدٌ الْقَادِسِيَّةَ إِلَّا عَطَاؤُهُ أَلْفَانِ أَوْ خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً، وَمَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا أُلْحِقَ عَلَى مِائَةٍ وَجَرَيبَيْنِ كُلَّ شَهْرٍ، ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى، وَمَا يَبْلُغُ لَنَا ذَكَرٌ إِلَّا أُلْحِقَ عَلَى خَمْسِمِائَةٍ أَوْ سِتِّمِائَةٍ، فَإِذَا خَرَجَ هَذَا لِأَهْلِ بَيْتٍ مِنْهُمْ مَنْ يَأكُلُ الطَّعَامَ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَأكُلُ الطَّعَامَ، فَمَا ظَنُّكَ بِهِ، فَإِنَّهُ لَيُنْفِقُهُ فِيمَا يَنْبَغِي، وَفِيمَا لَا يَنْبَغِي.

(3) الْعُرَيْبِ: تَصْغِير الْعَرَب.

(4) رواه البخاري في صحيحه (7150) ومسلم في صحيحه (142) وأحمد في المسند (20291) والدارمي في السنن (2838) وابن حبان في صحيحه (4495).

(5) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى: 3/ 298 - 299 وابن عساكر في تاريخ دمشق: 44/ 354.


(6) في مصنف ابن أبي شيبة ط الرشد (الشَّرَفَ)، وقوله: ((أرى السرو فيكم متربعاً)) أي: أرى الشرف فيكم متمكناً. (النهاية لابن الأثير - (سرى)).

(7) رواه ابن أبي شيبة في المصنف (34448) وابن أبي خيثمة في التاريخ (3828) و (3192) والطبري في تاريخه: 3/ 484.


(8) رواه الطبري في تاريخه: 4/ 65 وابن عساكر في تاريخ دمشق: 22/ 474