أنا لم أقتنع بالحجاب!!؟
28-01-2018, 11:08 AM
أنا لم أقتنع بالحجاب!!؟

الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

قال فضيلةُ الشَّيخ: عليُّ بن حسنٍ الحلبي -حفظهُ اللهُ-:
«ينبغي تعليمُ بناتِنا، وتدريبُهنَّ، وتربيتُهنَّ منذ الصِّغر، حتى إذا كبِرتْ؛ تَجد قبولًا للحجاب، تجد قبولًا للِّباس الشَّرعي السَّاتر، تجد قَبولًا للنُّفرة مِن هذا التبرُّج السَّافر -والعياذُ بالله-.
أمَّا أن نتهاونَ معهنَّ صغيرات؛ فسيكونُ الجُهد منَّا أضعافًا مضاعفةً عندما يَكبَرنَ؛ بحيث تقول الواحدةُ منهنَّ لأبيها، أو لأمِّها، أو لأخيها، أو لعمِّها، أو لجدِّها: (والله، أنا لم أقتنعْ بالحجاب!!؟).
اللهُ أكبرُ!!؟.
هذه كلمةٌ شيطانيَّة يُلقيها إبليس الخسيس على لِسان الملاحيد!، نسأل الله العافية.
لأن القناعة مرتبطةٌ بأصل الشَّرع:{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ}؛ في كلِّ شيءٍ قضيتَ به، وأمرتَ به أو نَهيتَ عنه؛ أمَّا هذا (أقتنع)، وهذا (لا أقتنع)!!؟: تقتنع أو لا تقتنع في مسائل خلافيَّة بينك وبين جارِك أو صاحبِك أو زميلِك؛ أمَّا في مسائل الشَّرع المقطوع بها، الثَّابتة بالنصِّ أو الإجماع -كمسألة الحجاب-؛ لا يجوز أن نسمحَ لبناتِنا أو أخواتِنا أو زوجاتِنا: أن تقولَ الواحدةُ لنا:
" أنا لستُ مقتنعة، أو: ألبس عندما أقتنع!!؟".
{تِلكَ إِذًا قِسمةٌ ضِيزَى}؛ هذه قسمةٌ فاسدةٌ ما أنزل الله بِها من سلطان، والله -تَبارَكَ وتَعالَى- يقول:
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}.
و(أَمْرًا): نكرةٌ، والنَّكرةُ تُفيد العُمومَ، فكلُّ نصٍّ في الشَّريعة يكون حُكمُه عامًّا بالرِّجالِ والنِّساء، أو خاصًّا بالرِّجال -دون النِّساء-، أو بالنِّساء -دون الرِّجال-؛ يجب على كلِّ مَن توجَّه إليه الحُكم: أن يتلبَّس به، وأن يلتزِمَ به، وأن يَندرجَ تحت حُكمِه، هذه هي العُبوديَّةُ الحقَّة، ليست العبوديَّة الحقَّةُ: عبوديَّةَ التَّشهِّي، ليست العُبوديَّةُ الحقَّة: عُبوديَّةَ التَّمنِّي؛ الأمرُ كما قال اللهُ في كتابهِ العزيز -وهو أصدقُ القائلين-جلَّ في عُلاه، وعَظُمَ في عالي سَماهُ-:
{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ - لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}.
(أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)؛ أي: أوَّلُ المُستسلِمين لأوامرِ ربِّ العالمين».

اللهم آهد بناتنا وأخواتنا لرضاك، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.