مع الشيخ محمد الغزالي 03
01-10-2017, 09:00 AM
بالإسلام وحده دخل العرب التاريخ
---------------------------------

يقول الشيخ محمد الغزالي أن العرب هم أغلب الجنس السامي، و أن اليهود فرع من هذا الجنس الذي قاد العالم بالوحي أمدا طويلا، و العرب الأوَّلُون ساندوا النبيَّ و هو يحرر الجاهلية، فدخلوا بالإسلام التاريخ، و لولا الإسلام ما خرجوا من جزيرتهم، و ما كان لهم شيئ يقدمونه للناس، فقبل محمد كان العرب لا يزيدون عن قبائل أو شعوب تبحث عن رزقها فتجده بسهولة أو بصعوبة، أما بعد البعثة النبوية خرجوا من الظلمات إلى النور، و هذا ما يؤكد أن العرب لا يقوم لهم مُلْكٌ إلى على أساس الإسلام، الذي نظم حياتهم فكانوا معمرين لا مدمرين ، و بنائين لا مخربين، و رجال غزوات لا رجال شهوات، و إن كان العربي قبل و بعد مجئ الإسلام شديد الاعتداد بنفسه، قوي الإحساس بشخصه ، فهو اليوم أكثر بطشا من وحوش الغابة، و قد غاص العلامة بن خلدون في أعماق النفس العربية، و كان قد سمّى العرب في مقدمته الشهيرة بالأمة المتوحشة، وكما قال الشاعر:


و لست بخالع درعي و سيفي.. إلى أن يخلع الليل و النهار

و إن كان هذا الكلام قيل أيام كان العرب يطاردون الروم و الفرس الذين يحتلون شرق الجزيرة و شمالها، فما نشهده اليوم من حروب أهلية تدور بين العرب و إخوانهم، و ما نراه من منازعات عائلية خير دليل على تحجر العرب اليوم ، بحيث عجزوا عن تحقيق التعايش فيما بينهم ، فكيف يتعايشون مع الآخر الذي على غير دينهم، و لا يتكلم لغتهم و ثقافته تختلف عن ثقافتهم و يعيش في مجتمع تختلف خصوصياته عن خصوصيات المجتمع العربي الإسلامي، و...و... الخ..، و بغض النظر عما كان يتميز به العربيُّ من انتماء عرقي، حيث كان له مكان واسع في التقاليد العربية، بل كان هناك من يترفع عن بعض الحِرَفِ مثل الفلاحة، فقد كان العربيُّ ينظر إلى البنت (الأنثى) نظرة وحشية، و كأنها عارٌ لحق به، قتلها و هي حية ترزق، و قَبِلَ على نفسه أن تدفن تحت التراب و هي تصرخُ (و إذا الموءودة سئلت، باي ذنب قتلت؟ )، فظل الطريق، و لولا فضل الإسلام عليه لظل تائها غارقا في جاهليته.
يقول الشيخ محمد الغزالي : إن الإسلام يقدر على كسر هذا الغرور و الانتماء العربي المتهجم للإسلام ، أو المحايد بإيزائه، لن يكسب خيرا قط و لن يزيد أهله إلا خبالا، و أعداء الأمة العربية يعرفون هذه الحقيقة النفسية و التاريخية، و قد تخوف الشيخ الإمام محمد الغزالي من جيل ينسى دينه و لا يكترث به و لا برسالته، فالبقية تأتي حتما، و سيأكل العرب بعضهم بعضا، ينادي أحدهم بالعدنان، فيجاوبه الآخر بالقحطان، ثم تلتهم الحرب هذا و ذاك، و يخلوا الجو للملل و النحل الأخرى، و الحقيقة هذا هو الواقع الذي تعيشه الأمة العربية اليوم، التي قضت بنفسها على وجودها كأمة، و خير دليل النزاعات الطائفية و ظهور طوائف دينية جديدة لم نكن نتسمع عنها من قبل.( رحم الله الشيخ محمد الغزالي )

علجية عيش
عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..