رد: أين اختفتْ نسخة صحيح البخاري الأصلية؟
21-01-2018, 11:49 AM
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

بارك الله في الأخ الفاضل:" كريم" على النقل المتميز الذي يعتبر دليلا آخر على تهافت شبه اليائسين البائسين الطاعنين في:( صحيح البخاري)، ولا بأس بالتذكير بمتصفح الأخ الفاضل:" عزيز"، بعنوان:(المطالبة بنسخة أصلية للبخاري ومسلم)، وهو يصب في نفس اتجاه دحض شبه من يسمون أنفسهم تلبيسا وتدليسا ب:" الحداثيين التنويريين العقلانيين!!؟، وهؤلاء لا يزيد قدرهم، ولا تعلو مرتبتهم عن قدر ومرتبة: أشباه الأميين في الحديث وعلومه!!؟".
رابط متصفح الأخ الفاضل:" عزيز" هو:
http://montada.echoroukonline.com/sh...d.php?t=372285


الأخ الفاضل:" أبا أسامة".
لقد:" حجرت واسعا" بقولك:
{بل في ما يخالف القرآن الكريم مما جاء فيه....حيث نصدم بخيارين لا ثالث لهما:
* رد بعض أحاديث البخاري
* التشكيك في القرآن الكريم ( والعياذ بالله)}.

نقول معلقين باختصار، وللتفصيل مقام آخر:
إذا تعارض حديث في البخاري مع القرآن الكريم، فالمخارج ليست محصورة في أحد أمرين:( رد حديث البخاري أو التشكيك في القرآن الكريم!!؟).
فمعاذ الله أن يتعارض القرآن الكريم وما صح عند البخاري من أحاديث، لأن الجميع وحي من الله، فالسنة الصحيحة الثابتة: وحي بصريح القرآن، وهي بيان له، قال الخبير العليم في القرآن الكريم:
[وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ].
فكيف يناقض المبين المبين!!؟:( بكسر الياء في الكلمة الأولى وفتحها في الثانية)، فالذي أنزل الوحي وصف كتابه بقوله:[وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ. لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ]، ووصف رسوله بقوله:[مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى. وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى].
والموحى إليه قال فيما صح عنه:" ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله ". رواه أبو داود والترمذي والحاكم وصححه، وأحمد بسند صحيح، وهو مخرج في:( تخريج المشكاة: 163 و4247).

فالصحيح اليقيني: أنه لا يوجد تعارض حقيقي بين القرآن الكريم وصحيح السنة، بل الأمر راجع إلى قصور نظر الإنسان في التعامل مع نصوص الوحيين، فقد يستدل أحدهم بحديث ضعيف أو موضوع معارض لظاهر القرآن الكريم، ثم يجعل ذلك:" قاعدة عامة يحاكم إليها كل حديث: لم يدركه فهمه، ولم يتقبله عقله - ولو كان ذلك الحديث في الصحيحين!!؟-".
وللعلماء قواعد علمية مؤصلة مفصلة في درء التعارض بين نصوص الوحيين، ومنها:( تمثيلا لا حصرا: الناسخ والمنسوخ، الخصوص والعموم، الإطلاق والتقييد، الإجمال والبيان، الجمع والترجيح...) وغيرها من القواعد المبثوثة في كتب أهل العلم في أبواب التفسير وأصول الفقه ومصطلح الحديث وشرحه وغيرها من أبواب العلوم الشرعية.

ومن عنده أمثلة تثبت تعارض الحديث والقرآن الكريم، فليتفضل بها بشرطين فقط، وهما:
1) أن يكون الحديث صحيحا ثابتا ببيان تخريجه في كتب الصحاح.
2) أن يبين لنا وجه التعارض، وعدم إمكانية الجمع بين النصين المتعارضين!!؟.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
التعديل الأخير تم بواسطة أمازيغي مسلم ; 22-01-2018 الساعة 12:05 PM