رد: الجواهر والدرر في وصف الفاروق عمر
03-05-2015, 10:41 AM
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

[32] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لرجل تعوَّذ بالله من الفتن.

" اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الضَّفَاطَةِ (1)، أَتُحِبُّ أَنْ لاَ يَرْزُقَك اللهُ مَالاً وَوَلَدًا، أَيُّكُمَ اسْتَعَاذَ مِنَ الْفِتَنِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ مُضِلاتِهَا". (2).

[33] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَقد ذَكَرَ مَا فَتَحَ اللهُ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ.

" لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَلْتَوِي، مَا يَجِدُ مَا يَمْلأُ بَطْنَهُ مِنَ الدَّقَلِ (3)، وَمَا تَرْضَوْنَ إِلا أَلْوَانَ الطَّعَامِ، وَأَلْوَانَ الثِّيَابِ".(4).

[34] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يذكر فيه مسابقته أبا بكر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – بالصدقة.

" أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا أَنْ نَتَصَدَّقَ، فَوَافَقَ ذَلِكَ مَالًا عِنْدِي، فَقُلْتُ: الْيَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا، فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:" مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟"، قُلْتُ: مِثْلَهُ، وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:" مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟"، قَالَ: أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللهَ وَرَسُولَهُ، قُلْتُ: لَا أُسَابِقُكَ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا".(5).
_________
(1) أي: ضَعْفُ الرَّأي والجهلُ، وَقَدْ:" ضَفُطَ يَضْفُطُ ضَفَاطَةً"، فَهُوَ:" ضَفِيط". (النهاية لابن الأثير - (ضَفَطَ)).

(2) رواه ابن أبي شيبة في المصنف (38373).
(3) هو:" رديء التمر ويابسه"، وما ليس له اسم خاص، فتراه ليبسه ورداءته: لا يجتمع ويكون منثوراً". (النهاية لابن الأثير - (دقل)).

(4) رواه مسلم في صحيحه (2978)، وأحمد في المسند (159) و (353) والزهد (162)، وابن أبي الدنيا في الجوع (9)، وأبو يعلى في المسند (183)، وابن بشران في أماليه (1010) واللفظ له، وابن عساكر في تاريخ دمشق: 4/ 124، والجماعيلي في أحاديثه (6).

(5) رواه أبو داود في السنن (1678)، والترمذي في السنن (3675)، والدارمي في السنن (1701)، وعبد بن حميد كما في المنتخب من مسنده (14)، وابن أبي عاصم في السنن (1240)، والبزَّار في البحر الزخار (159) و (270)، وابن شاهين في شرح مذاهب أهل السنة: 1/ 157، والحاكم في المستدرك (1510)، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (2429)، وأبو نعيم في فضائل الخلفاء الراشدين (47) وحلية الأولياء: 1/ 32.