تخريج حديث: “من علق تميمة …”(منقول)
20-10-2016, 10:50 PM
أولا: المتن:
• أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل إليه رهط فبايع تسعة وأمسك عن واحد، فقالوا: يا رسول الله, بايعت تسعة وتركت هذا؟ قال: “إن عليه تميمة”، فأدخل يده فقطعها فبايعه، وقال: “من علق تميمة فقد أشرك”.
• أن عشرة أتوا النبي صلى الله عليه وسلم يبايعون فبايع تسعة وأمسك عن واحد قالوا: يا رسول الله، بايعت تسعة وأمسكت عن هذا؟ قال: “إن هذا عليه تميمة”، فأدخل يده فقطعها فبايعه.
• “من علق تميمة فلا أتم الله عليه، ومن علق ودعة فلا ودع الله له”.
• “من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له”.
• “من علق تميمة فلا أتم الله له سرا، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له”.
• “من علق ودعة فلا ودع الله، ومن علق تميمة فلا تمم الله له”.
• في التمائم: إنها أينما وضعت من الإنسان فإن موضعها شرك.

ثانيا: تخريج الحديث ودراسته:
روي من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه، وقد رواه عنه كل من:
1- دخين الحجري:
أخرجه أحمد في “مسنده” (17694): حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث.
والحارث بن أبي أسامة في “مسنده” (563 – بغية الباحث)، ومن طريقه ابن مخلد البزاز في “حديثه عن شيوخه” (3): حدثنا عبد العزيز بن أبان.
والطبراني في “المعجم الكبير” (17/319): حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا مسلم بن إبراهيم.

كلهم (عبد الصمد، وعبد العزيز، ومسلم بن إبراهيم) من طريق عبد العزيز بن مسلم، عن يزيد بن أبي منصور، عن دخين الحجري، عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل إليه رهط، فبايع تسعة وأمسك عن واحد، فقالوا: يا رسول الله، بايعت تسعة وتركت هذا ؟! قال: “إن عليه تميمة”، فأدخل يده فقطعها، فبايعه، وقال: “من علق تميمة فقد أشرك”.

قلت: وهذا إسناد حسن لذاته، لأجل يزيد بن أبي منصور، وهو صدوق لا بأس به.

قلت: وعبد العزيز بن مسلم قد خولف في إسناده، خالفه سهل بن أسلم العدوي، أخرجه الحاكم في “المستدرك”(7593): حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى، ثنا إمام المسلمين أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة رضي الله عنه، ثنا محمد بن موسى الحرشي، ثنا سهل بن أسلم العدوي، ثنا يزيد بن أبي منصور، عن الرجلين، عن عقبة بن عامر الجهني، أنه جاء في ركب عشرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايع تسعة وأمسك عن بيعة رجل منهم، فقالوا: ما شأن هذا الرجل لا تبايعه ؟ فقال: “إن في عضده تميمة” فقطع الرجل التميمة، فبايعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: “من علق فقد أشرك”.
وهذه مخالفة ضعيفة، لأجل محمد بن موسى الحرشي، وهو ضعيف الحديث، انظر ترجمته.

2- مشرح بن هاعان: وقد رواه عنه كلا من:
• عبد الله بن لهيعة المصري (ضعيف): أخرجه ابن عبد الحكم في “فتوح مصر” (ص 320 – 321): حدثناه أبو الأسود، عن ابن لهيعة، عن مشرح بن هاعان، أنه سمع عقبة بن عامر يقول: إنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: “من علّق تميمة فلا أتمّ الله له، ومن علّق ودعة فلا أودع الله له”.

• خالد بن عبيد المعافري (مجهول): ومداره على حيوة بن شريح، وقد رواه عنه كل من:
أ‌- عبد الله بن وهب: أخرجه في “جامعه” (662)، ومن طريقه الروياني في “مسنده” (217)، وابن حبان في “التقاسيم والأنواع” (2239)، وابن عدي في “الكامل” (8/232)، والحاكم في “المستدرك” (7581)، والبيهقي في “السنن الكبرى” (19605)، وابن عبد البر في “التمهيد” (17/162): وحدثني حيوة بن شريح، عن خالد بن عبيد، عن مشرح بن هاعان، أنه قال: سمعت عقبة بن عامر الجهني، يقول: سمعت رسول الله , صلى الله عليه, يقول: “من علق تميمة فلا أتم الله عليه، ومن علق ودعة فلا ودع الله له”.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

ب‌- أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ:
أخرجه أحمد في “مسنده” (17676)، وابن عبد الحكم في “فتوح مصر” (ص 320 – 321)، وابن عبد البر في “التمهيد” (17/162)، وابن القيسراني (1) في “صفة الصفوة” (ص 494).

ت‌- أبو عاصم الضحاك بن مخلد:
أخرجه أبو يعلى الموصلي في “مسنده” (1759)، والطحاوي في “شرح معاني الآثار” (7172)، والطبراني في “المعجم الكبير” (17/297)، والحاكم في “المستدرك” (8358).

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

ث‌- وهب الله بن راشد أبو زرعة:
أخرجه ابن عبد الحكم في “فتوح مصر” (ص 320 – 321)، والدولابي في “الكنى والأسماء” (1780).

قلت: وهذا اسناد منكر، لأجل مشرح بن هاعان وهو صدوق لا يحتمل تفرده، هذا لو سلمنا صحة الطريق إليه، فقد رواه عنه ابن لهيعة (وهو ضعيف)، وخالد بن عبيد المعافري (وهو مجهول).

ملحوظة: والحديث عزاه ابن حجر في “فتح الباري” (6/142) لأبي داود، وهو وهم.

3- أبي سعيد الشامي:
أخرجه الطبراني في “مسند الشاميين” (234): حدثنا موسى بن جمهور التنيسي، ثنا أحمد بن عبود، ثنا الوليد بن الوليد، ثنا ابن ثوبان، عن أبي سعيد، عن عقبة بن عامر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له”.

قلت: وهذا إسناد ساقط، فيه:
1- أبي سعيد الشامي: وهو عبد القدوس بن حبيب، وهو متروك الحديث، انظر ترجمته.
2- الوليد بن الوليد العنسي: وهو متروك الحديث، انظر ترجمته.

4- أبو الخير:
أخرجه ابن وهب في “جامعه” (665): وأخبرني إبراهيم بن نشيط، والليث، عن يزيد بن أبي حبيب، أنه سمع أبا الخير، يقول: سمعت عقبة بن عامر، يقول في التمائم: إنها أينما وضعت من الإنسان فإن موضعها شرك.

قلت: وهذا إسناد صحيح موقوفا.

ثالثا: الحكم النهائي:
1- الحديث ثبت مرفوعا بإسناد حسن بلفظ: “من علق تميمة فقد أشرك”، وفيه قصة.
2- كذا فأنه قد ثبت موقوفا بإسناد صحيح من كلام عقبة بن عامر رضي الله عنه في التمائم بلفظ: إنها أينما وضعت من الإنسان فإن موضعها شرك.
3- لفظ: “من علق تميمة فلا أتم الله عليه، ومن علق ودعة فلا ودع الله له” = منكر لا يصح.


سحر الحرف والكلام


شكرا للأخ صقر الأوراس على التوقيع