حديث الصباح..الحربُ السَّاخِنَة..
28-12-2017, 07:07 AM
الحديث عن الحرب الباردة لم ينته و لم تطو صفحتها، رغم كل النيران المشتعلة بين الدول، الحرب على فلسطين التي داست فيها إسرائيل على كل القوانين و المعاهدات، و مارست فيها كل الإنتهاكات، و الحرب في لبنان.. في سوريا و العراق.. في ليبيا و اليمن.. في السودان.. في مالي والكونغو، والصومال، وكل الدول التي ما تزال تشكل بؤر صراعات دموية تهدد أمن القارة بأكملها، تلاعبت الدول العظمى ليس بشعوب العالم الثالث وحده، و إنما بمصير الشعوب كلها، و ما لحقها من دمار سياسي، اقتصادي، و اجتماعي، و فكري و ثقافي، و فشلت كل النظريات، لأن "حامي العالم حراميه" و هو الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة الموساد..،من المفارقات طبعا أن نقرأ عن نهاية الحرب الباردة التي تحدث عنها زعماء حلف الناتو و وارسو ، الذين يمثلون 22 دولة وقعت على معاهدة نزع الأسلحة، و التكيف مع التغيرات الكبرى التي شهدها العالم على الأصعدة الإيديولوجية و السياسية و الاقتصادية، و ما أحدثته الثورات من خلل في الميزان الدولي بالعالمي، بدءً من ثورة إيران الإسلامية، التي أسفرت عن تصاعد التنافس في مجال التسليح النووي، دفع بالولايات المتحدة منذ الرئيس ريغن إلى تغيير مواقفها و إعادة حساباتها من جديد، دون أن ننسى حرب المياه، و حرب النجوم..
الحرب الباردة لم تنته ، و إنما اتخذت لها شكلا جديدا، تطورت و حلت محلها الحرب السّاخنة، هذه الحرب اتخذت لها مسارا معاكسا، بين روحاني و أردوغان، حركت ملفات عديدة ( الملف السوري، اليمني و الفلسطيني) ، و الذين يقودون هذه الحرب يريدون إعادة رسم خريطة العام الـ: 2020 الذي يعتبر عام إسكات السلاح و الامتناع عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد سلامة أراضي دولة ما و استقلالها السياسي ، بل تؤكد أن أيّا من الأسلحة لن تستخدم مطلقا، و سيكون الحس الديمقراطي البديل لإعطاء حرية الفكر و الممارسة السياسية ، عن طريق الحوار الوطني، هذه الحملة التي تقودها مجموعة العقلاء في الإتحاد الأوروبي، تقول أنه بحلول 2020 سيكون العالم عالم بلا حرب..،السؤال المطروح هو: في ظل تداعيات المعارك و إرهاصات الوصايا الدولية ،هل يمكن القضاء على كل التوترات، في الوقت الذي ما تزال السياسات الخارجية للدول قائمة دون تغيير؟، ليس تجاه العالم الثالث فقط و إنما تجاه العالم الإسلامي على الخصوص، فقد ظل الموقف الأمريكي قائما للقضاء على الإسلام و الهوية الإسلامية من خلال جعل القدس الشريف عاصمة إسرائيل، و بالتالي فالصراعات المسلحة أو التهديد بها ستزيد من حدتها، و لن يكون هناك إسكات للسلاح، و هذا يعني أن العالم سيستقبل 2020 على صوت أسلحة جديدة، (أسلحة روسية ، إيرانية).
فمهما كان الصراع شرق شرق و شمال جنوب، فالصراع في الحقيقة لم يعد مقتصرا فقط على قوى دولية متناحرة من أجل الهيمنة، خاصة و أن العلاقات بين الدول القوية تميزت بين الصعود و الهبوط..، و إنما هو صراع داخلي ، و لعل أفضل مثال هو الحروب الأهلية القائمة على أساس طائفي خاصة بين الشيعة و السنة في العديد من مناطق العالم الإسلامي: في لبنان و العراق و إيران، و في سوريا و اليمن، بتواطؤ الأنظمة من أجل تنفيذ أجندات أجنبية، استعمل فيها السلاح، دون الحديث عن الحرب بين الإسلام و المسيحية، و طالما هناك صدام حضارات فنظرية "المؤامرة" مستمرة على مرّ الأجيال، طالما هناك تضامن مع إسرائيل ضد العدو المشترك أي العالم الإسلامي أي أن المساندة الأمريكية اللامشروطة لإسرائيل متأصلة بعمق في السياسة الأمريكية، و لذا فالصراع لم يحل بوسائل سلمية ( حوار و تفاوض) و إنما بوسائل عسكرية.
عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..
من مواضيعي
0 جون راولس ونظرية العدالة
0 في ذكرى تاسيس الحكومة المؤقتة
0 حديث الصباح.. هجرة الأفكار
0 حديث الصباح..حياتنا دواء..
0 حديث الصباح.. العالم الثالث في مواجهة أزمة الكمّامات
0 حديث الصباح.. فضفض لترتاح
0 في ذكرى تاسيس الحكومة المؤقتة
0 حديث الصباح.. هجرة الأفكار
0 حديث الصباح..حياتنا دواء..
0 حديث الصباح.. العالم الثالث في مواجهة أزمة الكمّامات
0 حديث الصباح.. فضفض لترتاح
التعديل الأخير تم بواسطة علجية عيش ; 28-12-2017 الساعة 07:14 AM