مع نزار قباني هوامش على دفتر النكسة (1)
05-10-2012, 02:04 PM
" إن كنت قد صرخت في وجه العالم العربي هذا الصراخ الذي وصل إلى حد الهمجية..فلأن الإنسان لا يصرخ عادة إلا حين تكون مساحة الجرح..اكبر من مساحة الطعنة وكمية دموعه اكبر من مساحة عينيه."
هوامش على دفتر النكسة (1)
انعي لكم يا أصدقائي اللغة القديمة
والكتب القديمة
انعي لكم
كلامنا المثقوب كالأحذية القديمة
ومفردات العهر والهجاء والشتيمة
انعي لكم
نهاية الفكر الذي قاد إلى الهزيمة
مالحة في فمنا القصائد
مالحة ضفائر النساء
والليل والأستار والمقاعد
مالحة أمامنا الأشياء
يا وطني الحزين
حولتني بلحظة
من شاعر يكتب شعر الحب والخنين
لشاعر يكتب بالسكين
لام ما نحسه
اكبر من أوراقنا
لابد أن نخجل من أشعارنا
إذا خسرنا الحرب لا غرابة
لأننا ندخلها
بكل ما يملكه الشرقي من مواهب الخطابة
بالعنتريات التي ما قتلت ذبابة
لأننا ندخلها
بمنطق الطبلة والربابة
السر في ماساتنا
صراخنا أضخم من أصواتنا
وسيفنا أطول من قاماتنا
خلاصة القضية توجز في عبارة
لقد لبسنا قشر الحضارة
والروح الجاهلية
بالناي والمزمار
لا يحدث انتصار
كلفنا ارتجالنا
خمسين ألف خيمة جديدة
لا تلعنوا السماء
إذا تخلت عنكم
لا تلعنوا الظروف
فالله يؤتي النصر من يشاء
وليس حدادا لديكم
يصنع السيوف .
يوجعني
أن اسمع الأنباء في الصباح
يوجعني
أن اسمع النباح
ما دخل اليهود من حدودنا
وإنما تسربوا كالنمل من عيوننا
خمسة آلاف سنة
ونحن في السرداب
ذقوننا طويلة
نقودنا مجهولة
عيوننا مرافئ الذباب.
هوامش على دفتر النكسة (1)
انعي لكم يا أصدقائي اللغة القديمة
والكتب القديمة
انعي لكم
كلامنا المثقوب كالأحذية القديمة
ومفردات العهر والهجاء والشتيمة
انعي لكم
نهاية الفكر الذي قاد إلى الهزيمة
مالحة في فمنا القصائد
مالحة ضفائر النساء
والليل والأستار والمقاعد
مالحة أمامنا الأشياء
يا وطني الحزين
حولتني بلحظة
من شاعر يكتب شعر الحب والخنين
لشاعر يكتب بالسكين
لام ما نحسه
اكبر من أوراقنا
لابد أن نخجل من أشعارنا
إذا خسرنا الحرب لا غرابة
لأننا ندخلها
بكل ما يملكه الشرقي من مواهب الخطابة
بالعنتريات التي ما قتلت ذبابة
لأننا ندخلها
بمنطق الطبلة والربابة
السر في ماساتنا
صراخنا أضخم من أصواتنا
وسيفنا أطول من قاماتنا
خلاصة القضية توجز في عبارة
لقد لبسنا قشر الحضارة
والروح الجاهلية
بالناي والمزمار
لا يحدث انتصار
كلفنا ارتجالنا
خمسين ألف خيمة جديدة
لا تلعنوا السماء
إذا تخلت عنكم
لا تلعنوا الظروف
فالله يؤتي النصر من يشاء
وليس حدادا لديكم
يصنع السيوف .
يوجعني
أن اسمع الأنباء في الصباح
يوجعني
أن اسمع النباح
ما دخل اليهود من حدودنا
وإنما تسربوا كالنمل من عيوننا
خمسة آلاف سنة
ونحن في السرداب
ذقوننا طويلة
نقودنا مجهولة
عيوننا مرافئ الذباب.







