48 سنة على اعلان الجمهورية الجزائرية: والشعب لم يسامح ولم ينسى
27-09-2010, 08:09 PM
اليوم 25سبتمبر 2010 ذكرى مرور 48 سنة على اعلان الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية من طرف فرحات عباس الذي انتخب يومها رئيسا للجمعية الوطنية. وهي مدة قصيرة مقارنة بحقبة الاستعمار الفرنسي البغيض،فصورة فرحة الاستقلال ما تزال ماثلة امام أعين الجزائريين، ولم يجف الثرى من دماء الشهداء ودموع الأرامل والايتام بعد.
وما يزيد الجرح عمقا هو المناورات الفرنسية ومحاولات ساستها القفز على حلقات التاريخ والسعي لطمس الحقائق،سياسة زادها مجيء ساركوزي الى الحكم تعنتا، وهو الذي أفصح عن التمسك بتمجيد الاستعمار منذ الشروع في تحضير حملته الانتخابية، وجعل من موقفه المعادي للجزائر ورقة رابحة اكسبته دعم اللوبي اليهودي المسيطر على صناعة القرار بفرنسا وأصوات الاقدام السوداء والمتطرفين الفرنسيين.
إن اصطدام ساركوزي بواقع مغاير لما كان يتوهمه :”بحر من الدماء جبا من الجثت كومات من رماد الدمار والخراب في مختلف المجالات البنيوية والاجتماعية والثقافية….الخ”…عوامل جعلت ساركوزي يهرول نحو الجزائر ويجعلها اولى وجهاته خارج الاتحاد الاوربي. زيارة خاطفة استغرقت أربع ساعات في 10 جوان 2007، ليتبعها بزيارة رسمية للجزائر يومي 3و5 ديسمبر 2007 .م
هذا الاهتمام اللافت للانتباه زياتين في أقل من ستة أشهر،اعتبره المحللون ،اهتمام بتثبيت أقدام فرنسا في السوق الجزائرية ومنافسة الولايات المتحدة الأمريكية التي دخلت بقوة في استثمارات هامة، ومزاحمتها،نهب الــــ 100 مليار دولار أمريكي التي وفرتها الجزائر بفضل ارتفاع أسعار المحروقات.
ورغم الدعوة إلى تصفية الماضي التي قدمها مثقفون فرنسيون وجزائريون من شخصيات سياسية وفكرية بارزة في عريضة تحت عنوان : ” لنتجاوز نزاعات التاريخ “وطالبوا بالاعتراف بمسؤولية فرنسا عن مآسي الاستعمارفي الجزائر،ليتسنى فتح عهد جديد من التفاعل والحواربين ضفتي المتوسط، بين فرنسا والأمم التي تخلصت من براثن إمبراطوريتها الكولونيالية الماضية.
ساركوزي وامام هذا الموقف “أقر” فيما بشبه الهزل بما سببته الحقبة الاستعمارية من ظلم واستبداد واستغلال للجزائريين، مساويا بين الضحية والجلاد، بين شهداء الجزائر وقتلى الاحتلال الفرنسي المجرمين وقال:”لا أنسى أولئك الذين سقطوا حاملين السلاح ليستعيد الشعب الجزائري حريته،ولا أنسى ضحايا القمع الأعمى ولا أولئك الذين قتلوا في الاعتداءات”، واستطرد مخاطبا الجزائريين : ” عليكم طي صفحة الماضي… أنالم آتِ لإدانة الحقبة الماضية، لكنني أتيت لأقول لكم إن المستقبل أهمّ”!!!
هذا الموقف ليس جديدا من ساركوزي فتصعيد معارضته لما يسمى معاهدة الصداقة الفرنسية الجزائرية بدأ يوم زيارته للجزائر العام 2005، وهو القائل “الصداقة ليست بحاجة إلى النقش على الرخام”… قالها وهو يزور مقبرة المسيحيين ويضع يده على رخام أحد القبور!!!
وأثناء حملته الانتخابية وعند الاحتفال بفوزه، طار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من الجزائر وفي حقيبته عقود بما يزيد على خمسة مليارات يورو ،وضمان تزويد فرنسا بالغاز الجزائري حتى عام 2019، ماأثارغضب الجزائريين .
هذ التشنج في الموقف الساركوزي وضغط الشارع الجزائري في مقابل غموض الموقف الرسمي، جعل مساعى جبر الكسور تراوح مكانها،لا العلاقات انقطعت ولا هي تطورت.


[PHP][/P

المهم أن الشعب الجزائري المعروف بالألفة والتسامح في حال الرضى ،والقوة والبطش في حال الغضب، لا،ولن يغض الطرف عن الحقبة الاستعمارية ولم يسامح ولن يسنى المجرمين الفرنسيين مهما يقام من العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وفرنسا، مادام اصرار النظام الفرنسي مستمر على عدم الخضوع للمحاسبة على جرائمه
الحمد لله
غيمة تمطر طهرا