الدرب الخالي
21-04-2012, 01:22 PM
لم يأت إلى الدوام.. سالت عنه صديقته مريم، لا تعرف عنه شيئا. اتصلت به أكثر من مرة، هاتفه لا يرد.. لا خبر عنه.
بعد ثلاثة أيام، أخبرتني والدته بأنه مريض، اعتزل العالم.. لا يجب أن يكلم احد يرفض كل شيء.. لا يريد أي شيء.
زرته هذه الأمسية في مسكن والدته، دخلت غرفته، سكون رهيب، حيرة، قلق من كل ناحية، نفور من كل شيء.
يعتريه الصمت: يختنق عذابا، تؤرقه صور الخيالات المتوالية ما بين صدمه وركود، تنهمر عبراته مُتحجرة كحبات البرد.
جلست إلى جانبه.. قال: تريد أن تعرف مُصابي؟ حركت رأسي: أجل..!
قال: يا صديقي هي الدنيا، فالريح تعزف لحنا غير الذي انتظرنا وانكساراتها عنوان لكل أغنية ولأنين الزمان والمكان.
كانت انتصار ككل الفتيات، أحلامها بسيطة، أفكارها لا تتعدى حدود امرأة تبحث عن مستقل ومكان آمن تترعرع فيه وتنعم بالهدوء والسكينة.
كانت بسيطة، بعيدة عن التكلف، لا تحب الفخامة الزائفة، تمقت كل أوجه تلبس أقنعة الزيف.
أحبت الليل وسكونه، عشقت القمر ونجومه.
انتصار يا صديقي نبيلة الحس، مرفهة المشاعر، صادقة الوجدان عاشقة للحياة، مغرومة بكتابات جبران ونزار وغادة السمان.
لا تعرف راحة إلا بين حنايا سطور جبران وهمسات نزار قباني و إرهاصات غادة السمان.
كانت ابتسامتها تنساب في روح عليل.. إذا تحدثت، كلماتها ترياق يشفي كل مريض، خفيفة الظل والحركات.
احتوتني ذات ربيع بسحر عينيها الخضروتين، شغفت بها في كتاباتي وأحاديثي وهمساتي.
أحيت بداخلي معاني التحدي وجدّدت عهدي مع الأحلام والآمال بعد يأس حاصرني سنوات طويلة.
سافرت صديقتي، سفرية أبدية لا رجوع بعدها.. انتحرت.. إنه جور الأيام وعبث الأقدار.. مضى موكبها وعادت الأدرب خالية.
بعد ثلاثة أيام، أخبرتني والدته بأنه مريض، اعتزل العالم.. لا يجب أن يكلم احد يرفض كل شيء.. لا يريد أي شيء.
زرته هذه الأمسية في مسكن والدته، دخلت غرفته، سكون رهيب، حيرة، قلق من كل ناحية، نفور من كل شيء.
يعتريه الصمت: يختنق عذابا، تؤرقه صور الخيالات المتوالية ما بين صدمه وركود، تنهمر عبراته مُتحجرة كحبات البرد.
جلست إلى جانبه.. قال: تريد أن تعرف مُصابي؟ حركت رأسي: أجل..!
قال: يا صديقي هي الدنيا، فالريح تعزف لحنا غير الذي انتظرنا وانكساراتها عنوان لكل أغنية ولأنين الزمان والمكان.
كانت انتصار ككل الفتيات، أحلامها بسيطة، أفكارها لا تتعدى حدود امرأة تبحث عن مستقل ومكان آمن تترعرع فيه وتنعم بالهدوء والسكينة.
كانت بسيطة، بعيدة عن التكلف، لا تحب الفخامة الزائفة، تمقت كل أوجه تلبس أقنعة الزيف.
أحبت الليل وسكونه، عشقت القمر ونجومه.
انتصار يا صديقي نبيلة الحس، مرفهة المشاعر، صادقة الوجدان عاشقة للحياة، مغرومة بكتابات جبران ونزار وغادة السمان.
لا تعرف راحة إلا بين حنايا سطور جبران وهمسات نزار قباني و إرهاصات غادة السمان.
كانت ابتسامتها تنساب في روح عليل.. إذا تحدثت، كلماتها ترياق يشفي كل مريض، خفيفة الظل والحركات.
احتوتني ذات ربيع بسحر عينيها الخضروتين، شغفت بها في كتاباتي وأحاديثي وهمساتي.
أحيت بداخلي معاني التحدي وجدّدت عهدي مع الأحلام والآمال بعد يأس حاصرني سنوات طويلة.
هي من فتحت أمامي أدرب المجد وبت أحلم بأن الوعد قد بدأ يتحقق.. توالت الأيام بطيئة، ثقيلة، عشت معها تمام انسجامي.
كان حبها ملاذا وأنيسا لي عن الناس وعن واقع حياة أنهكتها المحن والمآسي إلا أن..
ثم صمت..
فجأة قام إلى نافذة غرفته تسمّر أمامها كالتمثال وواصل حديثه قائلا:
حتى جاء قرار الانسحاب ليس من حياتي وفقط، ذلك اليوم جاءت إلى مكان لقاءاتنا كالعادة جلست. لم تقرأ لي شيئا عن جبران كما عهدتها، بل سألتني.
لماذا لا يكون الحب في الدنيا لكل الناس مثل أشعة الفجر؟
قلت اسألي نزار قباني.. ثم أكملت حديثها، هو حلم لم يكتمل من فصول رواية ضائعة في أدرب النسيان. هو حلم كالجسد العليل دبّت فيه رائحة الموت. هو وهم.. الحب وهم.. ليس هذا زمننا.. حبنا أقرب للهذي.. أقرب للبهتان.
ما كان علينا، أن نصدق أوهامنا.. سذاجتنا.. حاولت أن أقاطعها، لكنها واصلت حديثها: لا تخدع نفسك يا قلبي وتخدعني معك يا حبيبي.. قانون القبيلة وحكم العشيرة مازال يُسير حياتنا ويتحكم في مصائرنا وأقدارنا.
الألم سينجلي حتما.. سيكون سراب ذكريات وفقط، سينتهي كل شيء.
تعلم كيف تنسى، فالحب سيصبح هشيما تذروه الرياح.
بغاديد عبد القادر – مدريسة- تيارت -









