تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى العام > المنتدى العام

> من كتاب الإسلام والإيمان والإحسان والواقع المعيش- المسجـد

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
ب.جلولي
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 28-09-2008
  • المشاركات : 167
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • ب.جلولي is on a distinguished road
ب.جلولي
عضو فعال
من كتاب الإسلام والإيمان والإحسان والواقع المعيش- المسجـد
02-05-2012, 10:05 AM
المسجد مؤسسة دينية، تربوية، تقام فيه الصلوات الخمس للجماعة وصلاة الجمعة، سمي مسجدا لأنه مكان السجود لله، ويطلق على المسجد في عرف الناس"الجامع"، خاصة إذا كان كبيرا، وكلمة مسجد مأخوذة من فعل سجد، هذا الفعل الذي يدل على الخضوع والتذلل(1)، قال تعالى: ﴿ وَلِلهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْارْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴾(الرعد/15)، فالمؤمنون يسجدون لله طوعا بكرة وأصيلا، يسجدون لله في الصباح الباكر وفي آخر النهار(2)، وكان السجود من لدن آدم إلى شريعة عيسى عليه السلام بمعنى التحية حتى جاءت الشريعة المحمدية فحرمته وجعلته مقتصرا على السجود لله وحده(3)، قال تعالى: ﴿ وَرَفَعَ أََبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا...﴾(يوسف/100)(4)، أما شرعا فالسجود هو الهيئة المعروفة في الصلاة من وضع الجبهة على الأرض(5).
وقد وردت كلمة ( المسجد ) مستعملة في القرآن والحديث النبوي للدلالة على مكان العبادة عند اليهود والنصارى والمسلمين وغيرهم من الملل(6)، قال تعالى: ﴿ ... قَالَ الذِينَ غَلَبُواْ عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَسْجِدًا ﴾(الكهف/21)(7)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لَعَنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ اَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ »(8)، وبناء المساجد على القبور لا يجوز قال صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ أُولَئِكَ إِذَا كَانَ فِيهِمِ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ فَأُولَئِكَ شِرَارُ الْخََلْْقِِِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ »(9).
تبنى المساجد في الإسلام لعبادة الله وحده لا شريك له، وبإخلاص تام وبنية صادقة، وبلا رياء، قال تعالى: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلهِ فَلَا تَدْعُواْ مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾(الجن/18)، وللنهوض بمستوى المسلمين علميا وخلقيا عن طريق ما يلقى من دروس ومواعظ في أمور الدين وشؤون الدنيا من طرف فقهاء المسلمين وعلمائهم، وبالإضافة إلى العبادة والدروس يجتمع سكان الحي أو القرية في المسجد للتشاور والتباحث فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة، والمساجد تقرب بين طبقات الأمة، تقرب بين الغني والفقير والرئيس والمرؤوس، يصلون جنبا إلى جنب، ويخرون جميعا ساجدين لله فليس لرأس على رأس ارتفاع، ولا لوجه على وجه تمييز(10).
أفضل المساجد عند المالكية هي المسجد النبوي الشريف ثم المسجد الحرام ثم المسجد الأقصى أما ماعدا ذلك فالمساجد كلها سواء، وأفضل الصلاة في المسجد القريب لحق الجوار(11)، هذا ما يجب أن يكون، أما اليوم فهناك من يتنقل كيلومترات ليصلي في مسجد بعيد لغاية في نفس يعقوب، تاركا وراءه المسجد الذي بجواره لأنه لا يجد فيه ضالته.
حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على بناء المساجد فقال: « مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ »(12)، إلا أن الأمر اليوم أخذ طابعا آخر، طابع التنافس من أجل الشهرة، فإذا بنى سكان هذا الحي مسجدا بنى سكان الحي الآخر مسجدا أضخم منه وأجمل؛ وإن كان هذا شيء جميل إلا أن القوم الذين كلفوا بإدارة مثل هذا البناء لا يفقهون في الأمر شيئا، الشيء الذي جعلهم يتباهون في البناء الذي هو من علامة الساعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي الْمَسَاجِدِ »(13)، ونقش المسجد وتزويقه مكروه عند المالكية، كما تكره الكتابة على جدرانه إن كانت في القبلة لأنها تشغل المصلي، وسواء أكانت هذه الكتابة قرآنا أو غيره أما إذا كانت في غير القبلة فلا تكره(14).
للمسجد حرمة خاصة يجب على المسلم أن يراعيها وأن يتأدب بآدابها وأن لا يفرط في جانب منها، فعند دخوله المسجد يجب أن يسبق الرجل اليمنى ويسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يقول اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا أراد الخروج يسبق الرجل اليسرى ويقول اللهم إني أسألك من فضلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إْذَا دَخَلَ اَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ لْيَقُلِ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي اَبْوَابَ رَحْمَتِكَ‏.‏ وَإِذَا خَرَجَ فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ اِنِّي أَسْاَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ »(15)، وفي رواية أخرى قال: « إِذَا دَخَلَ اَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي اَبْوَابَ رَحْمَتِكَ. وَإِذَا خَرَجَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ وَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ »(16).
كثير من المصلين لا يلقون حرمة للمسجد، يدخلونه بالضجيج ويخرجون منه بالصخب، لا يدخلون حتى يكاد الإمام ينتهي من القراءة في الركعة الأولى من الصلاة، لأنهم مشغولون بالكلام في أمور الدنيا، يجتمعون في حلقات أمام المسجد لتبادل الأخبار ريثما تقام الصلاة، أما أثناء الصلاة فإنهم يقومون بحركات جوفاء وراء الإمام، الجسد حاضر والبال غائب، وبمجرد سلام الإمام يتسابقون إلى الباب للفوز بالخروج وكأنهم كانوا في سجن موصد الأبواب لم يروا فيه النور منذ أمد بعيد، ومع ذلك يعدون أنفسهم ممن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
ومما يجب على المسلم أن يفعله تجاه المسجد كذلك؛ أن يطهره من الأقذار والأوساخ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « مَنْ أَخْرَجَ أَذًى مِنَ الْمَسْجِدِ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ »(17)، وأن يصونه من الروائح الكريهة، قال الرسول عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم: « مَنْ اَكَلَ مِنْ هَذِهِ الْبَقْلَةِ، -الثُّومِ – وَقَالَ مَرَّةً مَنْ اَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ، فَلاَ يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، فَاِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُوا آدَمَ»(18)، وأن لا ينشد فيه ضالة، قال عليه الصلاة والسلام: « لاَ وَجَدْتَ، اِنَّمَا بُنِيَتِ الْمَسَاجِدُ لِمَا بُنِيَتْ لَهُ»(19)، وأن لا ينشد فيه شعرا إلا إذا تضمن ثناء على الله تعالى، أو على الرسول صلى الله عليه وسلم أو حثا على خير، وإلا فلا يجوز(20)، فالمسجد مركز عبادة وعلم وإشعاع، إنه مكان مقدس ويجب تطهيره من كل ما يتنافى وهذه القدسية، كما ينهى عن السؤال فيه ولا يعطى للسائل، أما أن يتصدق فيه فهذا جائز(21).
أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجنب مساجدنا صبياننا ومجانيننا فقال عليه الصلاة والسلام: « جَنِّبُوا مَسَاجِدَكُمْ صِبْيَانَكُمْ وَمَجَانِينَكُمْ وَشِرَارَكُمْ وَبَيْعَكُمْ وَخُصُومَاتِكُمْ وَرَفْعَ اَصْوَاتِكُمْ وَاِقَامَةَ حُدُودِكُمْ وَسَلَّ سُيُوفِكُمْ. وَاتَّخِذُوا عَلَى اَبْوَابِهَا الْمَطَاهِرَ. وَجَمِّرُوهَا فِي الْجُمَعِ »(22)، فالصبي إذا كان لا يعبث أو يكف عن العبث إذا نهي عنه يجوز له دخول المسجد، أما إذا كان عكس ذلك فيحرم إدخاله، كما يحرم إدخال المجنون إذا أدى إلى تنجيس المسجد(23)، وإذا كان الصبي يمنع من دخول المسجد نتيجة عبثه؛ فما بالك بالكبار الذين يعبثون ويمزحون ويقهقهون في المسجد، ويتجاذبون أطراف الحديث وكأنهم في السوق، والطامة الكبرى أن هناك من أشباه الأئمة من يشارك هؤلاء في هذه التصرفات.!
يكره البيع والشراء في المسجد إذا كان فيه تقليب ونظر للمبيع، أما إذا لم يكن البيع كذلك فلا كراهية فيه، ويحرم البيع بالسمسرة في المسجد، أما الهبة ونحوها فيه فتجوز ، ويندب فيه عقد النكاح المقتصر على الإيجاب والقبول أو ما اقتصر على شروط الصحة فقط(24).
هناك أخطاء يرتكبها المصلون في المسجد من حيث يدرون أو لا يدرون؛ منها الجهر بالقراءة خلال تلاوة القرآن، أو خلال صلاة النوافل، ومنهم من يجهر بالصلاة السرية فيشوش بذلك على المصلين وعلى القارئين، وهناك من يتخذ في المسجد مكانا معينا لا يبغي عنه بديلا؛ يحجزه بسجادة أو نحو ذلك، وهناك من يتخطى الرقاب ليصل إلى الصف الأول، ومن الأخطاء كذلك الكلام بغير ذكر الله في المسجد.
المسجد مركز إشعاع، مركز العلم والمعرفة، فيه يتربى المسلمون ويتآلفون، فلا بغض فيه ولا كراهية، ولا فرقة ولا تشتت، ولا عنف فيه ولا تطرف، إله واحد، ونبي واحد، ودين واحد، وقرآن واحد، يصطف فيه المصلون في صف واحد كأسنان المشط وراء إمام واحد، وهذه الأمور كلها توحد ولا تفرق، فلماذا الفرقة إذن؟ ربما تكون ناتجة عن نفخ الشيطان في البعض، يوسوس له بحب الظهور والكبرياء والترفع على الغير، فيظهر لنفسه أعلم العلماء وأفقه الفقهاء، إنه الغرور بالنفس واستصغار الآخرين.
المسجد مؤسسة تعليمية يتعلم فيها المسلمون شؤون دينهم ودنياهم، فبعد أن تقضى فيه العبادة تعطى فيه دروس ومواعظ من طرف أكفاء قادرين على ذلك، تعطى من طرف الإمام حتى يقوم بدوره المنوط به، ويحافظ على مكانته المميزة المرموقة في المجتمع فيكون بذلك مثاليا يقتدى به، لا رجل أعمال يصرف جل وقته في المصالح الخاصة، يقتصر في وظيفته التي يتقاضى عليها أجرة على الصلوات الخمس والجمعة فقط إن كان وحده في المسجد، أما إذا كان معه معاون فلا يرى إلى مرة في الأسبوع، تجمعه بالمصلين صلاة الجمعة فقط ومع ذلك؛ يعظ المصلين بالإخلاص في أعمالهم وعدم التهاون فيها أو الغش، فيا أيها الإمام الفاضل الناصح غيره؛ لا تنهى عن خلق وتأتي بمثله!، كما قال احدهم:
وإذا عتبت على السفيه ولمتـه
في مثل ما تأتي فأنت ظلوم
لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثلــه
عارٌ عليك إذا فعلت عظيـم
ابدأ بنفسك وانهها عن غيهـا
فإذا انتهت عنه فأنت حكيـم
فهناك يقبل ما وعظت ويقتدى
بالعلم منك وينفع التعليــم.
وعظيم جدا، تذكر جيدا من كان يقف في المكان الذي تقف فيه وتخاطب من خلاله المصلين، تذكر..! وهذه السلوكيات في الحقيقة لا تنطبق على كل الأئمة حاشا لله، بل هناك من هم في المستوى، يتمتعون بأخلاق فاضلة وعلم واسع وسلوكيات حميدة، يقولون الكلمة وينتظرون ثمرتها، ويقدمون النصيحة ويستبطئون تطبيقها، جزاهم الله خير الجزاء.
إن عمارة المساجد من علامة الإيمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « اِذَا رَاَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسَاجِدَ، فَاشْهَدُوا لَهُ بِالإيمان. قَالَ اللهُ تَعَالَى: إنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ. الآية »(25)، فشباب اليوم – ولله الحمد - يعتادون المساجد وبكثرة، يقبلون عليها بكرة وأصيلا، وهذه بشرى للأمة الإسلامية على أنها بخير، أما الشيء الذي يسجل على هؤلاء الشباب أنهم متحمسون بحماس فياض إلى درجة أنهم يرفضون كل ما يأتيهم من الطرف الآخر، حتى وإن كان ذلك من أقرب الأقربين، أو ممن له علم وهو رزين، لا يؤمنون إلا بما علموا وإن كانوا قصرا في شؤون الدين والدنيا نتيجة حداثة سنهم، فهم بحاجة إلى من يأخذ بأيديهم ويوجههم الوجهة التي تليق بالإسلام والمسلمين، الوجهة التي تنبذ التعصب والفرقة، الوجهة التي تؤاخي بين كل أفراد المجتمع، الوجهة التي لا إفراط فيها ولا تفريط، الوجهة التي تعود على المجتمع الإسلامي وعلى الأمة الإسلامية بالخير والمنفعة.
هناك إقبال منقطع النظير على بيوت الله من طرف الشباب؛ والحقيقة أن شباب اليوم يمتاز بهذه الميزة عن شباب الأمس، شباب الأمس الذي كان لا يعلم ولكن يعمل، كان مطيعا لوالديه، متأدبا مع الكبار، موقرا للجار، مشفقا على الصغار، يخشى العار، متخلقا بأخلاق الإسلام التي توارثها أب عن جد، أما المساجد فكانت وقتئذ مقتصرة على من رأى أن الدنيا على وشك الإفلات منه، وقل ما تجد شابا في المسجد ينتظر الصلاة، الفرق بين اليوم والأمس هو أن امرأ الأمس كان يسمع القول فيتبعه، أما اليوم فيسمعه وكأن في أذنيه وقرا.
رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ارتياد المساجد فقال « صَلاَََةُ الْجَمِيعِ تَزِيدُ عَلَى صَلاَتِهِ فِي بَيْتِهِ وَصَلاَتِهِ فِي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً فَإنَّ اَحَدَكُمْ إِذَاَ تَوَضَّاَ َفأحْسَنَ وَأَتَى الْمَسْجِدَ لاَ يُرِيدُ إِلاَّ الصَّلاَةَ لَمْ يَخْطُ خُطْوَةً إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْهُ خَطِيئَةً حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ وَإِِذا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَانَ فِي صَلاَةٍ مَا كَانَتْ تَحْبِسُهُ وَتُصَلِّي يَعْنِي عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ »(26)، وصلاة الجماعة سنة مؤكدة بالنسبة لكل مصل وفي كل مسجد وفي البلد الذي يقيم فيه المكلف، وعند البعض من المالكية؛ إن قام بها بعض أهل البلد لا يقاتل الباقون على تركها وإلا قتلوا لاستهانتهم بالسنة، ويرى البعض الآخر أنها فرض كفاية في البلد، فإن تركها جميع أهل البلد قوتلوا، وإن قام بها بعضهم سقط الفرض عن الباقين(27)، وهذا ما يجب أن يعلمه المصلي في الجماعة، أما أن يذهب إلى المسجد لأن بعض الأصدقاء أو الجيران يذهبون، وربما يلام على عدم الصلاة في الجماعة فيستحي ويذهب معهم؛ وتصير الصلاة في الجماعة بالنسبة له عادة وليست عبادة، فهذا ما لا يليق بصلاة الجماعة ولا بغيرها من العبادات التي ينقصها الإخلاص والنية الحسنة.
بين رسول الله صلى الله عليه وسلم من تحق له إمامة المصليين فقال: « يَؤُمُّ الْقَوْمَ اَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً، فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً، فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً، فَأَقْدَمُهُمْ سِلْمًا. وَلاَ يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ، وَلاَ يَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلاَّ بِاِذْنِهِ » وأقدمهم سلما تعني أكبرهم سنا(28)، فمن يؤم المصلين يجب أن تتوفر فيه هذه الشروط، أي أن يكون أقرأهم لكتاب الله وأعرفهم لسنة نبيهم، وأورعهم وأتقاهم، وأعظمهم خلقا، وأحسنهم أدبا، وأشفقهم على الكبار وأرحمهم للصغار، وعدم التمييز بينهم، ومتحل بالوقار لا بالعظمة والإستكبار فهذا هو الإمام الحق الجدير بالإمامة.
والإمام اليوم قد لا تتوفر فيه بعض هذه الصفات، بل قد لا تتوفر فيه إطلاقا؛ لأنه يعتبر نفسه موظفا وكفى، فهناك من لا يحفظ القرآن ولا يحسن له قراءة، وإن كان له ذلك، قد لا يفقه السنة النبوية، وإن كان له ذلك، قد يكون أسوأ الناس خلقا؛ لا يحترم الكبير ولا يشفق على الصغير، وقد يتكبر ويتجبر، أما الأحق بالإمامة فهو من كان تقيا ورعا، لديه ما يؤهله لذلك من العلم والمعرفة.
ــــــــــــ
(1)– ينظر روح الصلاة في الإسلام، ص211.
(2)- ينظر تفسير ابن كثير، الجزء الرابع ص80.
(3)- ينظر تفسير ابن كثير، الجزء الرابع ص50.
(4)– تتممة الآية:( ... وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَاوِيلُ رُءْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ اَحْسَنَ بِيَ إِذَ اَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَآءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِيَ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ).
(5)- روح الصلاة في الإسلام، ص212.
(6)- روح الصلاة في الإسلام، ص212.
(7)– بداية الآية(وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمُ أَمْرَهُمْ فَقَالُواْ ابْنُواْ عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ...).
(8)- مختصر صحيح البخاري، ص74.
(9)- مختصر صحيح البخاري، ص73.
(10)– ينظر روح الصلاة في الإسلام، ص218، 219.
(11)– ينظر كتاب الفقه على المذاهب الأربعة، المجلد الأول ص292.
(12)- مختصر صحيح البخاري ، ص76.
(13)– سنن ابن ماجة، المجلد الأول ص244.
(14)- ينظر كتاب الفقه على المذاهب الأربعة، المجلد الأول ص287، 290.
(15)– سنن ابن ماجة، المجلد الأول ص254.
(16)– سنن ابن ماجة، المجلد الأول ص254.
(17)– سنن ابن ماجة، المجلد الأول ص250.
(18)- مختصر صحيح مسلم، ص83.
(19)- مختصر صحيح مسلم، ص84.
(20)– ينظر كتاب الفقه على المذاهب الأربعة، المجلد الأول ص290.
(21)– ينظر كتاب الفقه على المذاهب الأربعة، المجلد الأول ص290.
(22)– سنن ابن ماجة، المجلد الأول ص247.
(23)– ينظر كتاب الفقه على المذاهب الأربعة، المجلد الأول ص288.
(24)- ينظر كتاب الفقه على المذاهب الأربعة، المجلد الأول ص287.
(25)- سنن ابن ماجة، المجلد الأول ص263
(26)- مختصر صحيح البخاري، ص79.
(27)- ينظر كتاب الفقه على المذاهب الأربعة، المجلد الأول ص406.
(28) مختصر صحيح مسلم، ص92.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم برواية ورش.
- عفيف عبد الفتاح طبارة، روح الصلاة في الإسلام، دار العلم للملايين – بيروت، الطبعة الثامنة 15 آذار سنة1978.
– الإمام الجليل الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي، تفسير ابن كثير الجزء الرابع، الخامس، دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة السادسة1404هـ - 1984م.
- الإمام زين الدين أحمد بن عبد الطيف الزبيدي، مختصر صحيح البخاري المسمى التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح، دار الإمام مالك الجزائر، الطبعة الأولى1428هـ -2007م.
- عبد الرحمن الجزيري، كتاب الفقه على المذاهب الأربعة، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع بيروت، المجلد الأول.
- الحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، سنن ابن ماجة، المجلد الأول والثاني1395هـ - 1975م، دار إحياء التراث العربي.
– الحافظ عبد العظيم بن عبد القوي المنذري، مختصر صحيح مسلم دار الإمام مالك الجزائر، الطبعة الأولى1428هـ -2007م.
بوداود جلولي
.../...
  • ملف العضو
  • معلومات
healer
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • المشاركات : 10,676
  • معدل تقييم المستوى :

    29

  • healer is on a distinguished road
healer
شروقي
رد: من كتاب الإسلام والإيمان والإحسان والواقع المعيش- المسجـد
20-08-2025, 11:15 AM
مذكرة تخرج
ميموار
دكتوراه
محاضرات
Remote Work
Freelance
بحث جاهز بالمنهجية العلمية
بحث pdf word
psychologie
psychologiques
Comment aborder parentalité consciente
10 faits essentiels sur
Les erreurs courantes concernant
Guide complet sur parentalité
Mythes et réalités à
L'impact de parentalité consciente
Comment parler de parentalité
Que dit la science
Les différentes formes de
Pourquoi parentalité consciente est
technologie influence parentalité consciente
Histoires inspirantes liées à
Les meilleurs conseils pour
Les impacts psychologiques de
Comment prévenir parentalité consciente
types de parentalité consciente
Questions fréquentes sur parentalité
L'évolution de parentalité consciente
Qu'est-ce que relations parents-enfants
Causes, symptômes et solutions
Comment aborder relations parents-enfant
10 faits essentiels sur
Les erreurs courantes concernant
Guide complet sur relations
Mythes et réalités à
L'impact de relations parents-enfants
Comment parler de relations
Que dit la science
Les différentes formes de
Pourquoi relations parents-enfants est
Comment la technologie influence
Histoires inspirantes liées à
Les meilleurs conseils pour
Les impacts psychologiques de
Comment prévenir relations parents-enfan
Quels sont les types
Questions fréquentes sur relations
L'évolution de relations parents-enfants
Qu'est-ce que groupthink ?
Causes, symptômes et solutions
Comment aborder groupthink :
10 faits essentiels sur
Les erreurs courantes concernant
Guide complet sur groupthink
Mythes et réalités à
L'impact de groupthink sur
parler de groupthink
Que dit la science
formes de groupthink
groupthink est important
technologie influence groupthink
Histoires inspirantes liées à
Les meilleurs conseils pour
impacts psychologiques de groupthink
Comment prévenir groupthink dans
types de groupthink
Questions fréquentes sur groupthink
évolution de groupthink
Qu'est-ce que hypnose ?
Causes, symptômes et solutions
Comment aborder hypnose :
10 faits essentiels sur
erreurs courantes concernant hypnose
Guide complet sur hypnose
Mythes et réalités à
L'impact de hypnose sur
Comment parler de hypnose
Que dit la science
formes de hypnose
Pourquoi hypnose est important
la technologie influence hypnose
Histoires inspirantes liées à
meilleurs conseils pour hypnose
Les impacts psychologiques de
Comment prévenir hypnose dans
types de hypnose
questions fréquentes sur hypnose
L'évolution de hypnose au
Qu'est-ce que masculinité positive
Causes, symptômes et solutions
Comment aborder masculinité positive
10 faits essentiels sur
Les erreurs courantes concernant
Guide complet sur masculinité
Mythes et réalités à
L'impact de masculinité positive
Comment parler de masculinité
Que dit la science
Les différentes formes de
masculinité positive est important
technologie influence masculinité positive
Histoires inspirantes liées à
Les meilleurs conseils pour
Les impacts psychologiques de
Comment prévenir masculinité positive
types de masculinité positive
Questions fréquentes sur masculinité
L'évolution de masculinité positive
Qu'est-ce que jeûne intermittent
Causes, symptômes et solutions
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 04:33 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى