الأسرة
28-03-2015, 04:56 PM
تتكون الأسرة من أفراد يعيشون تحت سقف واحد وتجمعهم وشائج القربى وتربطهم علاقة تسودها المودة والرحمة والاطمئنان ولكل فرد في الأسرة مسئوليته الخاصة، والأسرة هي المدرسة الأولى في إنشاء الفرد الصالح لنفسه ولمجتمعه وهي الخلية الأساسية في بناء المجتمع، والفرد الذي يعيش في أسرة أكثر وطنية من الفرد الذي ليست له أسرة، قال الماريشال بيتان لما انهزمت فرنسا أمام الألمان في الحرب العالمية الثانية مخاطبا الشعب الفرنسي: « لم تريدوا أطفالا وهجرتم حياة الأسرة فانظروا إلى أي مصير قادتكم الشهوات »، فالإعراض عن تكوين أسر وإنجاب أطفال والانغماس في الملذات الذاتية يفقد الشعور بالمسؤولية وبالواجب الوطني ويتسبب في الهزائم(1).
والأسرة تؤثر في المجتمع سلبا وإيجابا؛ فإذا كانت متينة القواعد سليمة البنيان يكون المجتمع كذلك، أما إذا كانت هشة متنافرة الأفراد فالمجتمع يكون مفكك الأواصر وعرضة للآفات الاجتماعية وللتخلف الثقافي والسياسي والتفكك الأسري، والمجتمع البشري المثالي الذي ينشده الإسلام يتكون من عدة أسر تربطها أواصر المحبة والمساعدة والتعاون والاحترام المتبادل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ‏مَثَلُ المُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا ‏اشْتَكَى ‏‏مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى»(2).
تتكون الأسرة في الغالب من الزوج والزوجة والأبناء وأحيانا الجد والجدة، والزوجان هما الحجر الأساسي في بناء الأسرة، والزواج نعمة من الله سبحانه وتعالى أنعم بها على البشر حتى يعيشوا سكونا نفسيا وتربطهم محبة ومودة قال تعالى: ﴿ وَمِنَ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنَ اَنفُسِكُمُ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(3)، ولكل فرد في الأسرة الإسلامية حقوق وعليه واجبات، علينا أن نراعي هذا الكيان الأسري وألا نميل عنه شرقا ولا غربا حتى نسلم من التيارات الجارفة والأفكار المتطرفة فيؤدي بنا ذلك وبالأجيال القادمة إلا ما لا يحمد عقباه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)- ينظر نظام الأسرة في الإسلام، ص61 و62.
(2)- مختصر صحيح مسلم، الحديث رقم1318-(66/2586)، ص379.
(3)- سورة الروم، الآية21.