كتاب الإسلام والإيمان والإحسان والواقع المعيش- الفصل الثالث- الإيمان بالملائكة
09-06-2012, 04:53 PM
الإيمان بالملائكة أصل من أصول الدين(1) وركن من أركان عقيدة المؤمن التي لا تتم إلا به(2) قال تعالى: ﴿ آمَنَ الرَسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن ربِّهِ وَالْمُومِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِن رُسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾(البقرة/285).
الإيمان بالملائكة هو الإقرار الجازم بأنهم موجودون وأنهم خلق من خلق الله سبحانه وتعالى وأنهم عباد مكرمون مطيعون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، لا يستكبرون عن عبادته ولا يستنكفون، ولا يسأمون ولا يستحسرون، يسبحون الله بالليل والنهار لا يفترون(3)، منهم من هو قائم أبدا، ومنهم من هو راكع أبدا، ومنهم من هو ساجد أبدا، ومنهم غير ذلك، والله سبحانه وتعالى هو أعلم بهم وبصنوفهم، وما من موضع في السموات السبع إلا وهو مشغول بالملائكة(4).
خلق الله سبحانه وتعالى الملائكة من نور، وخلق الإنسان من صلصال كالفخار، وخلق الجان من مارج من نار، والملائكة هم من أشرف خلق الله(5)، لا يتناكحون ولا يتناسلون، ليسوا بإناث ولا بذكور. منطقهم التسبيح وفعلهم الخير والصلاح(6)، أما الإنسان المخلوق من طين لازب ومن ماء مهين فهو متكبر متجبر معاند، يعصي الله الذي خلقه وفضله على كثير من العالمين، ينكر القدرة الإلهية ويقول وهو شاك: من يحي العظام وهي رميم!؟، فالله الذي خلقك أيها الإنسان الحقير من غير شيء قادر على أن يحييك مرة أخرى.
كلف الله سبحانه وتعالى الملائكة بوظائف: فالروح الأمين جبريل عليه السلام وكله بأداء الوحي إلى الرسل، وميكائيل عليه السلام وكله بالقطر، وإسرافيل عليه السلام وكله بالصور، وملك الموت وأعوانه وكلهم بقبض الأرواح، والكرام الكاتبون وكلهم بأعمال العباد، والمعقبات وكلهم بحفظ العبد من بين يديه ومن خلفه، ورضوان ومن معه وكلهم بالجنة ونعيمها، ومالك ومن معه من الزبانية ورؤساؤهم تسعة عشر وكلهم بالنار وعذابها، ومنكر ونكير وكلهما بفتنة القبر، ومنهم حملة العرش، ومنهم الكروبيون، ومنهم الموكل بالنطف في الأرحام من تخليقها وكتابة ما يراد بها، ومنهم ملائكة يدخلون البيت المعمور، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ومنهم ملائكة سياحون يتبعون مجالس الذكر، ومنهم صفوف قيام لا يفترون، ومنهم ركع وسجد لا يرفعون، ومنهم غير ذلك(7)، وقد فاضل الله سبحانه وتعالى بين ملائكته، فمنهم من قربهم إليه، وهم الملائكة المقربون كجبريل وميكائيل وإسرافيل، ومنهم من جعله دون مرتبة هؤلاء المقربين(8) وعدد الملائكة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، ولا يحصيها أحد من دونه، هم خلق عظيم وعددهم كثير(9)، قال تعالى: ﴿ ... وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ﴾(المدثر/31)(10).
ــــــــــــ
(1)– روح الدين الإسلامي، ص140.
(2)- ينظر عقيدة المؤمن، ص159.
(3)- ينظر 200 سؤال وجواب في العقيدة الإسلامية، ص39.
(4)- ينظر قصص القرآن، ص21.
(5)- ينظر منهاج المسلم، ص21.
(6)- ركائز الحضارة في الإسلام، ص29.
(7)- ينظر 200 سؤال وجواب في العقيدة الإسلامية، ص39.
(8)- ينظر منهاج المسلم، ص21.
(9)- ينظر عقيدة المؤمن، ص160.
(10)- بداية الآية( وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمُ إِلَّا فِتْنَةً لِّلذِينَ كَفَرُواْ لِيَسْتَيْقِنَ الذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الذِينَ ءَامَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَالْمُومِنُونَ وَلِيَقُولَ الذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ...).
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم برواية ورش.
- عفيف عبد الفتاح طبارة، روح الدين الإسلامي، دار العلم للملايين بيروت - لبنان، الطبعة السادسة عشرة تشرين الثاني1977.
- أبوبكر جابر الجزائري، عقيدة المؤمن، دار الشهاب للطباعة والنشر باتنة، الطبعة الأولى.
- الشيخ حافظ بن أحمد حكمي، 200 سؤال وجواب في العقيدة الإسلامية، نشر وتوزيع مكتبة رحاب الجزائر.
- الإمام الحافظ إسماعيل بن كثير الدمشقي، جمع وترتيب أحمد بن شعبان بن احمد، قصص القرآن، مكتبة الصفا القاهرة، الطبعة الأولى 1427هـ -2006م.
- أبوبكر جابر الجزائري، منهاج المسلم، دار الكتاب الحديث.
- عبد الحميد مهدي، ركائز الحضارة مفهوم: العلم، الإيمان، العمل في الإسلام، دار الشهاب للطباعة والنشر باتنة – الجزائر.
بوداود جلولي
الإيمان بالملائكة هو الإقرار الجازم بأنهم موجودون وأنهم خلق من خلق الله سبحانه وتعالى وأنهم عباد مكرمون مطيعون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، لا يستكبرون عن عبادته ولا يستنكفون، ولا يسأمون ولا يستحسرون، يسبحون الله بالليل والنهار لا يفترون(3)، منهم من هو قائم أبدا، ومنهم من هو راكع أبدا، ومنهم من هو ساجد أبدا، ومنهم غير ذلك، والله سبحانه وتعالى هو أعلم بهم وبصنوفهم، وما من موضع في السموات السبع إلا وهو مشغول بالملائكة(4).
خلق الله سبحانه وتعالى الملائكة من نور، وخلق الإنسان من صلصال كالفخار، وخلق الجان من مارج من نار، والملائكة هم من أشرف خلق الله(5)، لا يتناكحون ولا يتناسلون، ليسوا بإناث ولا بذكور. منطقهم التسبيح وفعلهم الخير والصلاح(6)، أما الإنسان المخلوق من طين لازب ومن ماء مهين فهو متكبر متجبر معاند، يعصي الله الذي خلقه وفضله على كثير من العالمين، ينكر القدرة الإلهية ويقول وهو شاك: من يحي العظام وهي رميم!؟، فالله الذي خلقك أيها الإنسان الحقير من غير شيء قادر على أن يحييك مرة أخرى.
كلف الله سبحانه وتعالى الملائكة بوظائف: فالروح الأمين جبريل عليه السلام وكله بأداء الوحي إلى الرسل، وميكائيل عليه السلام وكله بالقطر، وإسرافيل عليه السلام وكله بالصور، وملك الموت وأعوانه وكلهم بقبض الأرواح، والكرام الكاتبون وكلهم بأعمال العباد، والمعقبات وكلهم بحفظ العبد من بين يديه ومن خلفه، ورضوان ومن معه وكلهم بالجنة ونعيمها، ومالك ومن معه من الزبانية ورؤساؤهم تسعة عشر وكلهم بالنار وعذابها، ومنكر ونكير وكلهما بفتنة القبر، ومنهم حملة العرش، ومنهم الكروبيون، ومنهم الموكل بالنطف في الأرحام من تخليقها وكتابة ما يراد بها، ومنهم ملائكة يدخلون البيت المعمور، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ومنهم ملائكة سياحون يتبعون مجالس الذكر، ومنهم صفوف قيام لا يفترون، ومنهم ركع وسجد لا يرفعون، ومنهم غير ذلك(7)، وقد فاضل الله سبحانه وتعالى بين ملائكته، فمنهم من قربهم إليه، وهم الملائكة المقربون كجبريل وميكائيل وإسرافيل، ومنهم من جعله دون مرتبة هؤلاء المقربين(8) وعدد الملائكة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، ولا يحصيها أحد من دونه، هم خلق عظيم وعددهم كثير(9)، قال تعالى: ﴿ ... وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ﴾(المدثر/31)(10).
ــــــــــــ
(1)– روح الدين الإسلامي، ص140.
(2)- ينظر عقيدة المؤمن، ص159.
(3)- ينظر 200 سؤال وجواب في العقيدة الإسلامية، ص39.
(4)- ينظر قصص القرآن، ص21.
(5)- ينظر منهاج المسلم، ص21.
(6)- ركائز الحضارة في الإسلام، ص29.
(7)- ينظر 200 سؤال وجواب في العقيدة الإسلامية، ص39.
(8)- ينظر منهاج المسلم، ص21.
(9)- ينظر عقيدة المؤمن، ص160.
(10)- بداية الآية( وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمُ إِلَّا فِتْنَةً لِّلذِينَ كَفَرُواْ لِيَسْتَيْقِنَ الذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الذِينَ ءَامَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَالْمُومِنُونَ وَلِيَقُولَ الذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ...).
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم برواية ورش.
- عفيف عبد الفتاح طبارة، روح الدين الإسلامي، دار العلم للملايين بيروت - لبنان، الطبعة السادسة عشرة تشرين الثاني1977.
- أبوبكر جابر الجزائري، عقيدة المؤمن، دار الشهاب للطباعة والنشر باتنة، الطبعة الأولى.
- الشيخ حافظ بن أحمد حكمي، 200 سؤال وجواب في العقيدة الإسلامية، نشر وتوزيع مكتبة رحاب الجزائر.
- الإمام الحافظ إسماعيل بن كثير الدمشقي، جمع وترتيب أحمد بن شعبان بن احمد، قصص القرآن، مكتبة الصفا القاهرة، الطبعة الأولى 1427هـ -2006م.
- أبوبكر جابر الجزائري، منهاج المسلم، دار الكتاب الحديث.
- عبد الحميد مهدي، ركائز الحضارة مفهوم: العلم، الإيمان، العمل في الإسلام، دار الشهاب للطباعة والنشر باتنة – الجزائر.
بوداود جلولي







