هل الشعب الجزائري فرقة كلامية؟
12-07-2012, 01:43 PM
هل الشعب الجزائري فرقة كلامية؟
بقلم الاديب محمد جربوعة
قرأنا كثيرا عن الفرق الكلامية التي ظهرت خلال قرون من التاريخ الإسلامي ..لكننا لم نقرأ عن كون الشعب الجزائري فرقة من تلك الفرق؟
هل ذلك مما سقط سهوا؟
الغزالي وابن تيمة وابن خلدون وغيرهم يرون أن ضرر علم الكلام على العقيدة كبير..وأنا أرى أن علم الكلام له ضرره الكبير أيضا على الدول والشعوب..
...........
" العقل المستقيل" مصطلح ابتكره المفكر محمد عابد الجابري للعقل العربي لتخليه عن واجباته تجاه قضاياه الكبرى..
المشكلة متأصلة هنا عندنا..ولا توجد سلطة إدارية أو سياسية ترفض استقالة هذا العقل، كما هو شائع في عموم الاستقالات..كما لا توجد سلطة فكرية تعمل على إقناع هذا العقل على التراجع عن استقالته والعودة إلى التزاماته التدبيرية والتفكيرية..
ويمكننا الآن أن نتصوّر شعبا كاملا استقال فيه العقل عن البحث في أسباب أزمات الواقع، وعن التفكير في حلها..إن الأمر شبيه بمؤسسة تتعرض للتلف والدمار بينما المسؤولون عنها في عطلة ممتدة..
.........
لاحظت أن فكرنا الديني عاجز عن إنجاب مشروع حضاري، والسبب في ذلك أنه فكر قائم على الميثولوجيا لا على التفاعل الصحيح مع النص المقدس، والميثولوجيا هي فكر الأسطورة والخرافة..
لا يمكن تحقيق خطوة حضارية لجماعة دينية قائمة على تقديم الأرضي على السماوي، ولا لجماعة سياسية إسلامية تعيد إنتاج طرقية الشيخ والمريد في الإطار السياسي الحزبي..ذلك لأن ميثولوجيا المشيخة يعيد توجيه العقل من طاعة الله إلى طاعة الشيخ، وبذلك يرجع العباد من عبادة رب العباد إلى عبادة البشر..والعبادة هنا ليست الركوع والسجود ،بل هي الطاعة المطلقة دون مقارنة موضوع الأمر والتوجيه بضوابط الشريعة..وهذا وجه اعتراض عدي بن حاتم لما نزلت الآية: :اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله"..فقال : ما عبدناهم ..وهنا تدخل النبي صلى الله عليه وسلم ليقول: "ألم يحلوا لكم ما حرم الله ويحرموا عليكم ما أحل الله فأطعتموهم؟فتلك عبادتكم إياهم"..
..........
في الغالب نحن الشعب الوحيد الذي لا يحب الأجوبة ولا يمتلكها..لذلك فنمط حياتنا قائم على التعامل بالسؤال، سواء في موضع السؤال أو في موضع الجواب.
ويمكنك أن تجرب ذلك بنفسك لكي لا تتهمني بالتحامل..
شخص يسأل شخصا: " هذا طريق وهران؟ " فيجيبه: " ألم تستعمله أبدا؟"
شخص يسأل شخصا: " هل السكر نبات؟" فيجيبه : " وماذا تظنه؟".
شخص يسأل شخصا: " هل عبد الحميد بن باديس فعلا من قسنطينة؟" فيرد:" وأنت ما رأيك؟".
في ركام الأسئلة وعلامات الاستفهام، وعدم القدرة على صياغة جواب أو الحصول عليه، لا يمكن الحديث عن حل لأزمتنا، لأن الحل نفسه سؤال يبحث عن جواب، وإذا سألت جزائريا : " أين الحل؟" سيجيبك بسؤال : " وأنا وين على بالي؟"..بينما يبقى جواب الحل مؤجلا.
.........
قالوا: " إذا رأيت ذبابة على المرآة فاعلم أنها أنثى"..وأقول:" إذا رأيت شخصا أمام الحائط فاعلم أنه جزائري"..ولا أعرف بالضبط كيف جاء ارتباط الجدار بالبطالة عندنا، وكيف تأسست هذه الشراكة، والحائط هنا مظلوم، ففي عالم الفايسبوك مثلا يدل الحائط على التدوين والإعلام..بينما يدل الحائط في الثقافة اليهودية على عقدة الانتقام (حائط المبكى)، كما يدل " الجدار العازل العنصري، وفي الصين يدل على عظمة الصينيين ( سور الصين العظيم)، وفي أوروبا على الوحدة وانهيار عصر عزلة أوروبا الشرقية (جدار برلين)..بينما عندنا هنا لا يستعمل إلا فيما يوافق عقليتنا ..وإن لم ترض بكل هذا ( اضرب رأسك للحائط) ..
بقلم الاديب محمد جربوعة
قرأنا كثيرا عن الفرق الكلامية التي ظهرت خلال قرون من التاريخ الإسلامي ..لكننا لم نقرأ عن كون الشعب الجزائري فرقة من تلك الفرق؟
هل ذلك مما سقط سهوا؟
الغزالي وابن تيمة وابن خلدون وغيرهم يرون أن ضرر علم الكلام على العقيدة كبير..وأنا أرى أن علم الكلام له ضرره الكبير أيضا على الدول والشعوب..
...........
" العقل المستقيل" مصطلح ابتكره المفكر محمد عابد الجابري للعقل العربي لتخليه عن واجباته تجاه قضاياه الكبرى..
المشكلة متأصلة هنا عندنا..ولا توجد سلطة إدارية أو سياسية ترفض استقالة هذا العقل، كما هو شائع في عموم الاستقالات..كما لا توجد سلطة فكرية تعمل على إقناع هذا العقل على التراجع عن استقالته والعودة إلى التزاماته التدبيرية والتفكيرية..
ويمكننا الآن أن نتصوّر شعبا كاملا استقال فيه العقل عن البحث في أسباب أزمات الواقع، وعن التفكير في حلها..إن الأمر شبيه بمؤسسة تتعرض للتلف والدمار بينما المسؤولون عنها في عطلة ممتدة..
.........
لاحظت أن فكرنا الديني عاجز عن إنجاب مشروع حضاري، والسبب في ذلك أنه فكر قائم على الميثولوجيا لا على التفاعل الصحيح مع النص المقدس، والميثولوجيا هي فكر الأسطورة والخرافة..
لا يمكن تحقيق خطوة حضارية لجماعة دينية قائمة على تقديم الأرضي على السماوي، ولا لجماعة سياسية إسلامية تعيد إنتاج طرقية الشيخ والمريد في الإطار السياسي الحزبي..ذلك لأن ميثولوجيا المشيخة يعيد توجيه العقل من طاعة الله إلى طاعة الشيخ، وبذلك يرجع العباد من عبادة رب العباد إلى عبادة البشر..والعبادة هنا ليست الركوع والسجود ،بل هي الطاعة المطلقة دون مقارنة موضوع الأمر والتوجيه بضوابط الشريعة..وهذا وجه اعتراض عدي بن حاتم لما نزلت الآية: :اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله"..فقال : ما عبدناهم ..وهنا تدخل النبي صلى الله عليه وسلم ليقول: "ألم يحلوا لكم ما حرم الله ويحرموا عليكم ما أحل الله فأطعتموهم؟فتلك عبادتكم إياهم"..
..........
في الغالب نحن الشعب الوحيد الذي لا يحب الأجوبة ولا يمتلكها..لذلك فنمط حياتنا قائم على التعامل بالسؤال، سواء في موضع السؤال أو في موضع الجواب.
ويمكنك أن تجرب ذلك بنفسك لكي لا تتهمني بالتحامل..
شخص يسأل شخصا: " هذا طريق وهران؟ " فيجيبه: " ألم تستعمله أبدا؟"
شخص يسأل شخصا: " هل السكر نبات؟" فيجيبه : " وماذا تظنه؟".
شخص يسأل شخصا: " هل عبد الحميد بن باديس فعلا من قسنطينة؟" فيرد:" وأنت ما رأيك؟".
في ركام الأسئلة وعلامات الاستفهام، وعدم القدرة على صياغة جواب أو الحصول عليه، لا يمكن الحديث عن حل لأزمتنا، لأن الحل نفسه سؤال يبحث عن جواب، وإذا سألت جزائريا : " أين الحل؟" سيجيبك بسؤال : " وأنا وين على بالي؟"..بينما يبقى جواب الحل مؤجلا.
.........
قالوا: " إذا رأيت ذبابة على المرآة فاعلم أنها أنثى"..وأقول:" إذا رأيت شخصا أمام الحائط فاعلم أنه جزائري"..ولا أعرف بالضبط كيف جاء ارتباط الجدار بالبطالة عندنا، وكيف تأسست هذه الشراكة، والحائط هنا مظلوم، ففي عالم الفايسبوك مثلا يدل الحائط على التدوين والإعلام..بينما يدل الحائط في الثقافة اليهودية على عقدة الانتقام (حائط المبكى)، كما يدل " الجدار العازل العنصري، وفي الصين يدل على عظمة الصينيين ( سور الصين العظيم)، وفي أوروبا على الوحدة وانهيار عصر عزلة أوروبا الشرقية (جدار برلين)..بينما عندنا هنا لا يستعمل إلا فيما يوافق عقليتنا ..وإن لم ترض بكل هذا ( اضرب رأسك للحائط) ..
الديمقراطيه الأمريكيه أشبه بحصان طرواده الحريه من الخارج ومليشيات الموت في الداخل... ولا يثق بأمريكا إلا مغفل ولا تمدح أمريكا إلا خادم لها !








