نُـكَـتٌ عِـشْـتُـها :
22-10-2007, 10:46 PM
بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر
نكتٌ عشتها
هذه نكت حقيقية عشتها خلال حياتي الماضية ( عمري الآن 52 سنة , أسأل الله أنيُشيِّبَـنا في طاعته ) أردتُ من خلال نشرها :
1-أن نرتاحَ قليلا منعناء الدنيا وهمومها.
2- أن نستأنس بها ونبتسم أو نضحك ضحكا حلالا طيبا مباركا .
3-أن نستخلصَ منها بعضَ الدروس والعبر والعظات من أجل تقوية إيماننا بالله تعالى .
4- أن نأخذ منها بعضَ الفوائد والمعلومات الدينية البسيطة في مجالات مختلفة من الثقافة الإسلامية الواسعة والشاملة والطويلة والعريضة و...
1 -من مظاهر غربة الإسلام: صحيح أن الصحوة الإسلامية اليوم في الجزائر ربما هي أقوى مما كانت منذ 20 سنة , ولكن صحيح كذلك أن الفساد انتشر بشكل أكبر في هذه السنوات ال 20 الأخيرة . التناسبُ طردي - بلغة الرياضيات - بين قوة الصحوة الإسلامية وزيادة انتشار الفساد الأدبي والأخلاقي و.... وسبب ذلك قد يرجع إلى الشيطان وأعوانه من الإنس والجن الذي ينشطون أكثر في محاربة الإسلام كلما قويت شوكةُ المسلمين.
ومن مظاهر غربة الإسلام في بلدنا منذ 20 سنة ( عام 1986 م ) أنني عندما دخلتُ إلى سكني الجديد بجوار ثانوية ... كنتُ كعادتي أُسلمُ في كل مكان على الصغير وعلى الكبير , وعلى من أعرفُ وعلى من لا أعرف , كما يطلبُ منا ديننا .
وكنتُ عندما أمر على أولاد جيراني الصغار ( في حي سكني خاص بالأساتذة ) وبناتهم الصغيرات , أقولُ لهم دوما " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "وكان بعضهم يرد علي , والبعض الآخر لا يعرف كيف يرد فأعَلِّمه ذلك . ولكن كان جميعُ الأولاد والبنات يتعجبون مني لأنهم لا يعرفون شخصا كبيرا يسلمُ – في ذلك الوقتِ - على الصغار إلا أنا . وكان السلامُ يعجبهم كثيرا , ومنه فقد أصبحوا يتسابقون عندما يرونني آتيا من بعيد , يتسابقون ليسبقوني بالسلام , أو ليستمتعوا بسلامي عليهم وبردهم السلام علي بعد ذلك .
آه ! كم كانت فرحتُـهم ظاهرة على وجوههم البريئة , وهم يُسلمون علي أو يردون السلام علي!.
وفي يوم من الأيام كنت داخلا إلى العمارة ( التي يقطنها 6 أساتذة ) , فرأيتُ من بعيد بعضَ الجارات أمام بابين لجارين , داخل العمارةِ وأسفلها . والعادةُ جرتْ على أن النساءَ يبتعدن - في هذه الحالة - عن طريق الرجل الداخل إلى العمارة أدبا وحياء منه , وهو في المقابل يمر وهو غاضٌّ لبصره .
ما الذي حدث في هذه المرة ؟!. تصايحَ الأولادُ والبنات , وكلَّمن أمهاتهم قائلين لهن جماعيا ( أمي ابتعدي , لقد جاء " السلام عليكم " ). !!!
وواضحٌ أن "السلام عليكم " هو عبد الحميد رميته .
وأتركُ كلمة الأولاد بلا تعليق , لأنها غنية عن أي تعليق .
2 – " رجل مجنون يتحدث إلينا من خلال الهاتف " : رقيتُ بنتا صغيرة ( عمرها حوالي 4 سنوات ) منذ سنوات , ثم أخذتُ رقمَ هاتف أبيها من أجل أن أتصلَ به بعد أيام لأطمئنَّ إلى حالة البنتِ الصحية .
اتصلتُ بالأب بعد يومين أو ثلاثة من خلال الهاتف . وعندما رفع الطرفُ الآخر سماعةَ الهاتف تبين لي أنه بنتٌ صغيرة , وفيما بعد عرفتُ أنها نفس البنت التي رقيتُـها منذ أيام .
قالت " من ؟ " قلتُ -كما هي عادتي - " السلام عليكم ". وكنت أنتظر حتى يقول الطرف الآخر " وعليكم السلام " ثم أسأل عن أحوال البنت ( التي سمعتُ فيما بعد من أبيها , بأنها بعد الرقية مباشرة شُفيت ولله الحمد والمنة ) . قالت مرة ثانية " من ؟ " فقلتُ " السلام عليكم " , قالت للمرة الثالثة " من ؟ " فقلت
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " . وكنت أنوي بها المرة الأخيرة . وقلتُ لنفسي "إذا لم تَرد علي السلام هذه المرة فسأطلبُ منها أن تنادي أباها لأكلمه". ولكن المفاجأة هي أنني سمعتُ من تلك البنت وهي تنادي أباها - خائفة فزعة - " أبي أبي , إن رجلا مجنونا يتحدث إلينا من خلال الهاتف , ويقول لنا السلام عليكم . إلحقني بسرعة يا أبي " !.
وأترك كلمة البنت بلا تعليق .
أولا : أقول بأن الإنسان جاهل , ومنه فيجب أن يكون شعاره دوما " رب زدني علما " .
وهو عاجز , مطلوب منه باستمرار أن يلتمس القوة عند صاحب القوة , ومن الله القوي سبحانه وتعالى .
وهو قاصر , ولو جعله الله قادرا على كل شيء , فلربما نازع اللهَ فيما لا يجوز أن يكون إلا لله عزوجل.
ثانيا : من حِكم الله أن جعل الإنسان يبدأ ضعيفا وينتهي ضعيفا , حتى لا يتكبر ولا يتجبر , وحتى يتواضع ويتذلل لله ثم للخلق .قال الله تعالى: " الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة . يخلق ما يشاء وهو العليم القدير ". صدق الله العظيم .
ومن منطلق الجهل عند الإنسان والعجز والقصور و...أحكي قصتي الطريفة الآتية :
أنا اليوم أتقنُ فن الطبخ إلى حد كبير , وأستطيع أن أطبخ أكثر من 75 % مما تطبخه النساء عادة وبطريقة وإن كانت أقل إتقانا من طريقة المرأة , إلا أنها قريبة منها ولكنها تمتازُ عنها بأنها أكثرُ فائدة صحية بإذن الله .
وهذا الذي أزعُمهُ تشهد لي به الكثيراتُ من النساء القريبات مني واللواتي يعرفنني جيدا .
بدأتُ في تعلم الطبخ عندما كنتُ في التعليم المتوسط منذ أكثر من 35 سنة .
طبختُ كذا وكذا ...وفي يوم من الأيام أردتُ أن أطبخ الكسرةَ ( التي أصبحتْ مع الوقت شغلا بسيطا جدا وعاديا جدا بالنسبة إلي , وذلك مع أنواع الكسرة المختلفة مبسـسة أو بالخميرة أو .. أو مع خبز الدار أو مع لبراج أو ... الخ ...) . وعندما أردتُ أن أطبخ الكسرة للمرة الأولى أديتُ كل الواجبات والمستحبات والمباحات , إلا واجبا واحدا نسيتـُه . نسيتُ أن أضع الملحَ في العجين . ولم أتذكر إلا حين أردتُ أن أرمي الخبزة فوق الطجين .قلتُ لنفسي
" ماذا أفعل ؟! " فكرتُ ثم فكرتُ ... وكما يقول المثلُ " تمخض الجملُ أو الجبلُ فولد فأرا !" , ومنه فإن الفكرةَ التي وصلتُ إليها هي أنني أخذتُ الكمية المناسبة من الملح ورششتُها فوق السطح العلوي من الخبزة وكذا فوق السطح الآخر ثم رميتُ الخبزة فوق الطجين , ثم قلبتـُها حتى نضجتْ .
ولكن واضح عندكم إخواني القراء , بأن هذه الخبزة تشبه كلَّ شيء ولكنها لا تشبه الكسرة المعروفة عند الناس لا من قريب ولا من بعيد . ولو كانتْ كلها بلا ملح لكانت أحسنَ , ولصلُحت على الأقل للمرضى الذين يأكلون " المسوس". قطعتُ جزءا صغيرا جدا من الخبزة وذقـتُـه فوجدتُ الطعم غير مستساغ البتة , وذلك لأن الملح متجمع بغزارة على السطح , أي أن الغلافَ الخارجي مالحٌ جدا , وأما الجزءُ الداخلي ( وهو الجزء الأكبر من خبزة الكسرة ) فليس فيه ملح ( أي أنه مسوس بلهجة الجزائريين ) . من الصعب جدا أن تؤكلَ هذه الكسرة , وحتى من الناحية الصحية فتناولها غيرُ مستساغ . ومنه وضعتُـها في كيس ورميتُها في مكان مناسب .
إضحكوا عليَّ إخواني وأخواتي , ولكن " بشوية فقط " ولا تضحكوا علي كثيرا !.
جازاكم الله خيرا ووفقني الله وإياكم لكل خير . نسأل الله أن يُعلمنا وأن يُقدِّرنا وأن يَهدينا ...
يتبع :...
عبد الحميد رميته , الجزائر
نكتٌ عشتها
هذه نكت حقيقية عشتها خلال حياتي الماضية ( عمري الآن 52 سنة , أسأل الله أنيُشيِّبَـنا في طاعته ) أردتُ من خلال نشرها :
1-أن نرتاحَ قليلا منعناء الدنيا وهمومها.
2- أن نستأنس بها ونبتسم أو نضحك ضحكا حلالا طيبا مباركا .
3-أن نستخلصَ منها بعضَ الدروس والعبر والعظات من أجل تقوية إيماننا بالله تعالى .
4- أن نأخذ منها بعضَ الفوائد والمعلومات الدينية البسيطة في مجالات مختلفة من الثقافة الإسلامية الواسعة والشاملة والطويلة والعريضة و...
1 -من مظاهر غربة الإسلام: صحيح أن الصحوة الإسلامية اليوم في الجزائر ربما هي أقوى مما كانت منذ 20 سنة , ولكن صحيح كذلك أن الفساد انتشر بشكل أكبر في هذه السنوات ال 20 الأخيرة . التناسبُ طردي - بلغة الرياضيات - بين قوة الصحوة الإسلامية وزيادة انتشار الفساد الأدبي والأخلاقي و.... وسبب ذلك قد يرجع إلى الشيطان وأعوانه من الإنس والجن الذي ينشطون أكثر في محاربة الإسلام كلما قويت شوكةُ المسلمين.
ومن مظاهر غربة الإسلام في بلدنا منذ 20 سنة ( عام 1986 م ) أنني عندما دخلتُ إلى سكني الجديد بجوار ثانوية ... كنتُ كعادتي أُسلمُ في كل مكان على الصغير وعلى الكبير , وعلى من أعرفُ وعلى من لا أعرف , كما يطلبُ منا ديننا .
وكنتُ عندما أمر على أولاد جيراني الصغار ( في حي سكني خاص بالأساتذة ) وبناتهم الصغيرات , أقولُ لهم دوما " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "وكان بعضهم يرد علي , والبعض الآخر لا يعرف كيف يرد فأعَلِّمه ذلك . ولكن كان جميعُ الأولاد والبنات يتعجبون مني لأنهم لا يعرفون شخصا كبيرا يسلمُ – في ذلك الوقتِ - على الصغار إلا أنا . وكان السلامُ يعجبهم كثيرا , ومنه فقد أصبحوا يتسابقون عندما يرونني آتيا من بعيد , يتسابقون ليسبقوني بالسلام , أو ليستمتعوا بسلامي عليهم وبردهم السلام علي بعد ذلك .
آه ! كم كانت فرحتُـهم ظاهرة على وجوههم البريئة , وهم يُسلمون علي أو يردون السلام علي!.
وفي يوم من الأيام كنت داخلا إلى العمارة ( التي يقطنها 6 أساتذة ) , فرأيتُ من بعيد بعضَ الجارات أمام بابين لجارين , داخل العمارةِ وأسفلها . والعادةُ جرتْ على أن النساءَ يبتعدن - في هذه الحالة - عن طريق الرجل الداخل إلى العمارة أدبا وحياء منه , وهو في المقابل يمر وهو غاضٌّ لبصره .
ما الذي حدث في هذه المرة ؟!. تصايحَ الأولادُ والبنات , وكلَّمن أمهاتهم قائلين لهن جماعيا ( أمي ابتعدي , لقد جاء " السلام عليكم " ). !!!
وواضحٌ أن "السلام عليكم " هو عبد الحميد رميته .
وأتركُ كلمة الأولاد بلا تعليق , لأنها غنية عن أي تعليق .
2 – " رجل مجنون يتحدث إلينا من خلال الهاتف " : رقيتُ بنتا صغيرة ( عمرها حوالي 4 سنوات ) منذ سنوات , ثم أخذتُ رقمَ هاتف أبيها من أجل أن أتصلَ به بعد أيام لأطمئنَّ إلى حالة البنتِ الصحية .
اتصلتُ بالأب بعد يومين أو ثلاثة من خلال الهاتف . وعندما رفع الطرفُ الآخر سماعةَ الهاتف تبين لي أنه بنتٌ صغيرة , وفيما بعد عرفتُ أنها نفس البنت التي رقيتُـها منذ أيام .
قالت " من ؟ " قلتُ -كما هي عادتي - " السلام عليكم ". وكنت أنتظر حتى يقول الطرف الآخر " وعليكم السلام " ثم أسأل عن أحوال البنت ( التي سمعتُ فيما بعد من أبيها , بأنها بعد الرقية مباشرة شُفيت ولله الحمد والمنة ) . قالت مرة ثانية " من ؟ " فقلتُ " السلام عليكم " , قالت للمرة الثالثة " من ؟ " فقلت
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " . وكنت أنوي بها المرة الأخيرة . وقلتُ لنفسي "إذا لم تَرد علي السلام هذه المرة فسأطلبُ منها أن تنادي أباها لأكلمه". ولكن المفاجأة هي أنني سمعتُ من تلك البنت وهي تنادي أباها - خائفة فزعة - " أبي أبي , إن رجلا مجنونا يتحدث إلينا من خلال الهاتف , ويقول لنا السلام عليكم . إلحقني بسرعة يا أبي " !.
وأترك كلمة البنت بلا تعليق .
3- هاو مهبول ..هاو مجنون ..: منذ حوالي 20 سنة , وبعد أن حفظت القرآن في السجن .كنتُ أراجع القرآن غالبا في بيتي أو في المسجد . ولكنني كنت أراجع القرآن أحيانا في الطريق عندما أكون بعيدا عن الناس ووحدي . أستغل وقتي وأنا أمشي وحدي في الطريق , مع الذكر أو الدعاء أو مراجعة القرآن أو...( بحيث لا أشوش على أحد ) . ولما كنتُ وحدي في الطريق في يوم من الأيام , وفي مكان مهجور إلى حد ما , بدأتُ أراجع القرآن وبصوت شبه مرتفع , فظهر لي بعضُ الأولاد من بعيد ( سن الواحد منهم في حدود ال 6 - 8 سنوات ) فلم أهتم بهم كثيرا وبقيتُ على قراءتي للقرآن ( مما أحفظ , أي بدون مصحف في يدي ) مع بعض الإرتفاع في الصوت .
ملاحظة : كان الكثيرُ من الناس الكبار في ميلة , في ذلك الوقت ( عام 86 م تقريبا ) يعرفونني - رجالا ونساء - ويحترمونني ويقدرونني , وأما الصغارُ فأغلبيتهم لا يعرفني .
أواصلُ : وفجأة سمعتُ الأولاد من بعيد يصفقون ويقولون - وهم يشيرون إلي - وكأنهم يُـغـنون :" هاو مهبول ..هاو مجنون...هاو مهبول..هاو مجنون " , أي : إنه مجنون إنه مجنون , وذلك بسبب أنهم رأوني أتكلم وحدي ! .
ناديتُـهم من بعيد ليتوقفوا في مكانهم لأتحدث إليهم فخافوا مني فطمأنتهم بالإشارة " أن لا تخافوا فلن أضربكم ". توقفوا وعندما وصلتُ إليهم قلتُ لهم
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " , فنظروا إلى بعضهم البعض متعجبين ولسانُ حالهم يقولُ " هو يُسَلِّم علينا هو يقول : السلام عليكم , إذن هو ليس مجنونا !". أفهمتُـهم بأنني أراجعُ القرآن فقط ولست مجنونا , وقلتُ لهم " حتى لو وجدتم مجنونا بالفعل , فالواجبُ عليكم أن تخففوا عـنـه أو تدعوه وشأنه , ولا يجوزُ لكم أبدا أن تضحكوا عليه وتزيدوا من محنته ". نظروا إلى بعضهم البعض وكأنهم يتلاومون على سوءِ ما فعلوا , وقالوا لي مجتمعين " يا عمي إسمحْ لنا , ونحن نعدُك أننا لن نعيدَها مع أحد أبدا ".
شكرتهم وانصرفت عنهم .
4-أول خبزة كسرة أطبخها :ملاحظة : كان الكثيرُ من الناس الكبار في ميلة , في ذلك الوقت ( عام 86 م تقريبا ) يعرفونني - رجالا ونساء - ويحترمونني ويقدرونني , وأما الصغارُ فأغلبيتهم لا يعرفني .
أواصلُ : وفجأة سمعتُ الأولاد من بعيد يصفقون ويقولون - وهم يشيرون إلي - وكأنهم يُـغـنون :" هاو مهبول ..هاو مجنون...هاو مهبول..هاو مجنون " , أي : إنه مجنون إنه مجنون , وذلك بسبب أنهم رأوني أتكلم وحدي ! .
ناديتُـهم من بعيد ليتوقفوا في مكانهم لأتحدث إليهم فخافوا مني فطمأنتهم بالإشارة " أن لا تخافوا فلن أضربكم ". توقفوا وعندما وصلتُ إليهم قلتُ لهم
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " , فنظروا إلى بعضهم البعض متعجبين ولسانُ حالهم يقولُ " هو يُسَلِّم علينا هو يقول : السلام عليكم , إذن هو ليس مجنونا !". أفهمتُـهم بأنني أراجعُ القرآن فقط ولست مجنونا , وقلتُ لهم " حتى لو وجدتم مجنونا بالفعل , فالواجبُ عليكم أن تخففوا عـنـه أو تدعوه وشأنه , ولا يجوزُ لكم أبدا أن تضحكوا عليه وتزيدوا من محنته ". نظروا إلى بعضهم البعض وكأنهم يتلاومون على سوءِ ما فعلوا , وقالوا لي مجتمعين " يا عمي إسمحْ لنا , ونحن نعدُك أننا لن نعيدَها مع أحد أبدا ".
شكرتهم وانصرفت عنهم .
أولا : أقول بأن الإنسان جاهل , ومنه فيجب أن يكون شعاره دوما " رب زدني علما " .
وهو عاجز , مطلوب منه باستمرار أن يلتمس القوة عند صاحب القوة , ومن الله القوي سبحانه وتعالى .
وهو قاصر , ولو جعله الله قادرا على كل شيء , فلربما نازع اللهَ فيما لا يجوز أن يكون إلا لله عزوجل.
ثانيا : من حِكم الله أن جعل الإنسان يبدأ ضعيفا وينتهي ضعيفا , حتى لا يتكبر ولا يتجبر , وحتى يتواضع ويتذلل لله ثم للخلق .قال الله تعالى: " الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة . يخلق ما يشاء وهو العليم القدير ". صدق الله العظيم .
ومن منطلق الجهل عند الإنسان والعجز والقصور و...أحكي قصتي الطريفة الآتية :
أنا اليوم أتقنُ فن الطبخ إلى حد كبير , وأستطيع أن أطبخ أكثر من 75 % مما تطبخه النساء عادة وبطريقة وإن كانت أقل إتقانا من طريقة المرأة , إلا أنها قريبة منها ولكنها تمتازُ عنها بأنها أكثرُ فائدة صحية بإذن الله .
وهذا الذي أزعُمهُ تشهد لي به الكثيراتُ من النساء القريبات مني واللواتي يعرفنني جيدا .
بدأتُ في تعلم الطبخ عندما كنتُ في التعليم المتوسط منذ أكثر من 35 سنة .
طبختُ كذا وكذا ...وفي يوم من الأيام أردتُ أن أطبخ الكسرةَ ( التي أصبحتْ مع الوقت شغلا بسيطا جدا وعاديا جدا بالنسبة إلي , وذلك مع أنواع الكسرة المختلفة مبسـسة أو بالخميرة أو .. أو مع خبز الدار أو مع لبراج أو ... الخ ...) . وعندما أردتُ أن أطبخ الكسرة للمرة الأولى أديتُ كل الواجبات والمستحبات والمباحات , إلا واجبا واحدا نسيتـُه . نسيتُ أن أضع الملحَ في العجين . ولم أتذكر إلا حين أردتُ أن أرمي الخبزة فوق الطجين .قلتُ لنفسي
" ماذا أفعل ؟! " فكرتُ ثم فكرتُ ... وكما يقول المثلُ " تمخض الجملُ أو الجبلُ فولد فأرا !" , ومنه فإن الفكرةَ التي وصلتُ إليها هي أنني أخذتُ الكمية المناسبة من الملح ورششتُها فوق السطح العلوي من الخبزة وكذا فوق السطح الآخر ثم رميتُ الخبزة فوق الطجين , ثم قلبتـُها حتى نضجتْ .
ولكن واضح عندكم إخواني القراء , بأن هذه الخبزة تشبه كلَّ شيء ولكنها لا تشبه الكسرة المعروفة عند الناس لا من قريب ولا من بعيد . ولو كانتْ كلها بلا ملح لكانت أحسنَ , ولصلُحت على الأقل للمرضى الذين يأكلون " المسوس". قطعتُ جزءا صغيرا جدا من الخبزة وذقـتُـه فوجدتُ الطعم غير مستساغ البتة , وذلك لأن الملح متجمع بغزارة على السطح , أي أن الغلافَ الخارجي مالحٌ جدا , وأما الجزءُ الداخلي ( وهو الجزء الأكبر من خبزة الكسرة ) فليس فيه ملح ( أي أنه مسوس بلهجة الجزائريين ) . من الصعب جدا أن تؤكلَ هذه الكسرة , وحتى من الناحية الصحية فتناولها غيرُ مستساغ . ومنه وضعتُـها في كيس ورميتُها في مكان مناسب .
إضحكوا عليَّ إخواني وأخواتي , ولكن " بشوية فقط " ولا تضحكوا علي كثيرا !.
جازاكم الله خيرا ووفقني الله وإياكم لكل خير . نسأل الله أن يُعلمنا وأن يُقدِّرنا وأن يَهدينا ...
يتبع :...
من مواضيعي
0 الطمع في خدمة تقدمونها إلي ...
0 عن الشيعة الإمامية الإثناعشرية بصيغة Pdf :
0 مواضيعي الطويلة ( المنشورة في المنتدى ) عن المرأة بصيغة Pdf :
0 أحكام من فقه ( مالك بن أنس ) الإمام :
0 ظواهر غريبة جدا عند طلب الرقية الشرعية
0 ماذا لو كنتَ مكاني وفُـرض عليك أن تسمحَ بالغشِّ ؟!
0 عن الشيعة الإمامية الإثناعشرية بصيغة Pdf :
0 مواضيعي الطويلة ( المنشورة في المنتدى ) عن المرأة بصيغة Pdf :
0 أحكام من فقه ( مالك بن أنس ) الإمام :
0 ظواهر غريبة جدا عند طلب الرقية الشرعية
0 ماذا لو كنتَ مكاني وفُـرض عليك أن تسمحَ بالغشِّ ؟!
التعديل الأخير تم بواسطة رميته ; 22-10-2007 الساعة 10:56 PM