احب الصالحين ولست منهم
12-11-2013, 06:17 PM
قال الامام الشافعي عن نفسه
أحـب الصالحيـن ولسـت منهـم
لعلـي أن أنـال بـهـم شفـاعـة
وأكـره مـن تجارتـه المعاصـي
ولـو كنـا سـواء فـي البضاعـة
فرد عليه الأمام أحمد
تحب الصالحين وانت منهم
ومنكم سوف يلقون الشفاعة
وتكره من تجارته المعاصي
وقاك الله من شر البضاعة
تحب الصالحين وانت منهم
ومنكم سوف يلقون الشفاعة
وتكره من تجارته المعاصي
وقاك الله من شر البضاعة
اذا كان الشافعي رحمه الله يقول عن نفسه هذا القول فما عسانا نحن نقول عن انفسنا ما اجمل التواضع في تصنيف النفس عند ربها لان الوصول الى مرحلة الرضا عنها وعدم الاحساس بالتقصير لا يمكن ان يصل اليها عارف بالله ودينه وما اكثر المدعون في زماننا وما اكثر من تجدهم يظنون انهم احسن مقاما عند الله من غيرهم فيترفعون عن غيرهم وما زين لهم الشيطان الا وما يخيل اليهم الا وهما فشتان بين ان يعتزل المسلم مجالس السوء ويفر بدينه من اماكن تكثر فيها الفتن وذلك طبعا لا يكون له الا بعد سعي منه لاصلاحهم لكن ا ن ياتي من طفت زلاته وانكشفت عوراته ويدعي انه احسن من غيره صاغيا لوسواس شيطانه الذي يزين له الاغترار بنفسه فتلكم المعضلة وصدق ابن القيم حينما قال القيم في مدارج السالكين: العارف لا يرضى بشيء من عمله لربه، ولا يرضى نفسه لله طرفة عين ويستحيي من مقابلة الله بعمله... وكان بعض السلف يصلي في اليوم والليلة أربعمائة ركعة ثم يقبض على لحيته ويهزها ويقول لنفسه: يا مأوى كل سوء وهل رضيتك لله طرفة عين. وقال بعضهم: آفة العبد رضاه عن نفسه، ومن نظر إلى نفسه باستحسان شيء منها فقد أهلكها، ومن لم يتهم نفسه على دوام الأوقات فهو مغرور.
فلا أحد يضمن حصول رضا الله عنه، ولا يأمن سخطه ومكره، أو يتأكد من قبوله له، وقد وصف الله تعالى السابقين بالخيرات فقال: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ* أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ {المؤمنون:60-61}، قالت عائشة: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يقبل منهم. رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني.














.gif)

