رباعيــــــة التغييـــــــر...
05-03-2014, 09:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الحمد لله الذي يُغير ولا يتغير ، ويُبدِّل ولا يتبدل ، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ الذي جاء بمنهج التغيير نحو الأفضل ، وعلى آله الأخيار ، وصحابته الأطهار ، وعنا معهم برحمتك وفضلك يا عزيز يا غفّار ، وبعد :
---------------------------------------------------
التغيير
موضوع كبير كبير يؤرق الجميع..كلنا ننتقد المحيط ونرجو ان
يتغير..نتمنى الوصول للافضل..
حتى في انفسنا ألف سلوك وصفة نحتاج تغييرها واستبدالها بما هو افضل وأرقى..
نحب التغيير ونسعى له,لكن!!
هل نملك آليات معينة للتغيير؟؟
هل نعرف كيفية التغيير؟؟
ربما ما لا يعرفه الكثيرون أن التغيير له اسس ومراحل يمر بها..ويمر بها كل سلوك وصل له الانسان
فشكّل شخصيته على ما هو عليه الآن من صفات وتعامل..
هنالك اربع مراحل لصناعة أي سلوك جديد أو لصناعة التغيير..
وقبل ان احدثكم عنها..أريد منكم
تكرار عبارة: (أنا أستطيع...أنا أستطيع...أنا أستطيع)
آمن بقدرتك انت اولاً..
آمن بها إلى درجة الاعتقاد الجادّ..
حينها فقط سيؤمن بها الآخرون..
وإلّا..ستبقى مجرد لفظٍ جامد خالٍ من الروح والحياة...
**************************************
مراحل التغيير...
المرحلة الأولى..
"مرحلة اللاوعي بعدم القدرة" أو ما يسمى "الغيبوبة العلمية"
المرحلة الثانية..
"مرحلة الوعي بعدم القدرة".."تعي انك لا تعرف ولا تقدر"
المرحلة الثالثة..
"مرحلة الوعي بالقدرة"..تعي أنك تستطيع وتعرف ان العلم بالتعلم..
المرحلة الرابعة..
"اللاوعي بالقدرة"..يصبح الامر عندك تلقائياً..
إن كل سلوك للانسان وطبع من طباعه قد مرّ بهذه المراحل الاربعة..
كمهارة قيادة السيارة..
في المرحلة الاولى تنظر للموضوع انه سهل وحتى تظن أنه لا يحتاج تعلم-بدليل كم مرة اخذت
مفاتيح السيارة دون علم والدك- ثم تجرب...
فتكتشف انك لا تستطيع تحريك السيارة او التحكم بها..
بذلك تكون قد وصلت للمرحلة الثانية..مرحلة الوعي بعدم القدرة وانك
ليس لديك هذه المهارة...
ثميعرف والدك بما فعلته نهاراً في غيابه, فيتمالك نفسه ويخبرك أن العلم بالتعلم
ويبدأ يشرح لك دروس بدائية بسيطة عن تشغيل السيارة والتحكم بها..
فتكون قد دخلت في المرحلة الثالثة "الوعي بالقدرة" وتبدأ تطبق
دروس الوالد أو مركز تعليم القيادة بحذر وبصعوبة احياناً..
ثم بعد مرحلة من الممارسة الفعلية تقود السيارة بمهارة كبيرة..حتى احياناً
تقودها وانت تتكلم وتدندن دون توتر وتركيز كبير لانها اصبحت
في عقلك الباطن ومبرمجة عميقاً فيه وتقوم بكل حركات القيادة بشكل تلقائي...
************************************************** ************************
ما علاقة هذا الشرح بموضوع السعادة؟؟!!!
أنت دائماً ترى نفسك حزين مهموم, ولا تدرك ان السعادة صناعة..
(انت في غيبوبة علمية عن ان السعادة صناعة)
ثم يأتي من يخبرك -مثلي- أن السعادة صناعة وبإمكانك إتقانها..
ثم تعقد العزم على تعلم هذه الصناعة وتبدأ بتصنعها..
ثم تصبح طبعاً وسجية من سجاياك وتستغرب كيف يصاب الناس بالحزن والنكد!!!!
((والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سُبُلَنا وإن الله لمَعَ المحسنين))
************************************************** *********
هل هذا الموضوع يحتاج لأسئلة نقاشية؟؟
حسناً...
**هل آمنت أنك تستطيع التغيير وهل ستتبع هذه الآلية مع نفسكمنذ اليوم؟؟
** ما الذي يجعلنا نؤجل التغيير ونبقى كما نحن ما دمنا جميعاً غير راضينعن وضعنا؟؟
**حدد بينك وبين نفسك بصدق, ما الذي تريد تغييره وبماذا تريد استبداله"حدد البديل"؟؟
**ابدا من اليوم , فمن أعدى أعداء النجاح كلمة "سوف, وحتى, وبعدين"!!!!
**لا تنسونا من دعوة صالحة بظهر الغيب..فدعاؤكم في غيبكم قمة تواصلنا..
في النَّفْسِ كَلِمَاتٌ ، وفي القَلْبِ هَمَسَاتٌ ، تأبَى إلَّا الخُرُوجَ .
وَعْظٌ ، وتَذكِيرٌ ، نُصْحٌ ، وتوجيهٌ بعدَ تأمُّلٍ وتَفكِير ..
إنْ لَم تَخرُج شَفَهِيًّا ، فعَلَى الوَرَقِ لَها مَكَان .
قَطَرَاتٌ نَدِيَّةٌ ، وأحْرُفٌ دَعَوِيَّةٌ ، تَنْزِلُ على القُلُوبِ ،
فتُريحُها ، وتَسْمَعُها الآذَانُ ، فتَستسِيغُها .
قد تُرشِدُ ضالًّا ، أو تَهدِي حائِرًا ، وفوقَ ذلك
يَكتُبُ اللهَ لَنا بِها الأجرَ العَظيمَ ، والثَّوابَ الجَزِيل .
و رُبَّ كَلِمَةٍ كانت سَببًا في نجاتِكِ مِنَ النَّارِ ،
ودُخُولِكِ الجَنَّة .
