صُدَاعُ الرِّئَاسِيَّاتِ (5): الدُّوَلُ المُشَارِكَةُ فِي رِئَاسِيَّات 2014
27-02-2014, 01:21 PM
صُدَاعُ الرِّئَاسِيَّاتِ (5): الدُّوَلُ المُشَارِكَةُ فِي رِئَاسِيَّات 2014
ينهمك البعض لدى تحليلهم لأوضاع الرئاسيات المقبلة في مناقشة مشاركة الشخصيات والأحزاب والجمعيات وعموم الناس في بلادنا في الانتخابات من مقاطعتهم لها، وأي مرشح سيدعم المشاركون، و غالبا ما يغفل المحللون عن طرف فاعل مشارك في مثل هذه الأحداث، لا يغيب عنها أبدا، إنه الطرف الدولي، دول "شقيقة" و"صديقة" و"عدوة" كلها تبذل وسعها في أن يُخرِج الصندوق رئيسها أو على الأقل رئيسا يحفظ مصالحها ويحقق أمانيها وأحلامها، فمن الغفلة الشديدة أن نظن أن بلدا مثل الجزائر بثروته وتاريخه، لا يثير الأطماع والمخاوف.
تعالوا لنتذاكر مكونات هذا الطرف الدولي المشارك- حتما- في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ولنضع –على سبيل العبث- أسماء خيالية لتشكيلات حزبية وهمية وجمعيات افتراضية، يمثل كل حزب أو جمعية منها مصالح دولة من الدول المشاركة في رئاسياتنا المقبلة، فها هي ذي:
"حزب فرنسا":
وهو أشهر الأحزاب الدولية، وأعرقها نضالا، وأكثرها فعالية في صناعة القرار (وصُنَّاعِه) في الجزائر، وأهداف هذا الحزب تشتبك فيها الذاتية بالموضوعية، فيسعى من جهة إلى الانتقام من الجزائر والجزائريين جراء إخراجهم فرنسا مذمومة مخذولة قبل خمسين سنة من الجزائر، ويسعى من جهة إلى الحفاظ على "ما تبقى" من الجزائر المستقلة دائرا في فلك فرنسا، ورهن إشارتها وطوع مصالحها، فمن مصلحة هذا الحزب –إذا- تخريب الجزائر وإضعافها والتنكيل بها.
ولا عجب أن يجتهد هذا الحزب في أن يكون رئيس الجزائر فرانكفونيا فصيحا، ويا حبذا لو كان يكسر العربية –إن نطق بها يوما- تكسيرا مضحكا نكاية في العروبيين، والرئيس المؤمل عند هؤلاء ينبغي أن يكون متشبعا بالثقافة الفرنسية، يغوي إن غوت فرنسا ويرشد إذا رشدت، ولم لا يكون أحد رؤساء الجزائر في المستقبل القريب فرانكوجزائريا، وقد صار الفرانكوجزائريون اليوم يمثلون الراية الوطنية في كثير من الرياضات؟!
"حزب فرنسا" سيدعم المرشح الذي يكره الإسلام ومشاعره تحت غطاء "الإسلام المعتدل" الذي يواكب العصر، فإن كانت له مشاعر إسلامية فليكن -على الأقل- صوفيا خرافيا، يشتغل بالتواجد والشطحات.
"تيار الأمركة":
هدفه الرئيسي تركيع الجزائر، وتطويعها للهيمنة الأمريكية، وبالتالي فالرئيس المدعوم في الرئاسيات المقبلة من هذا التيار هو الرئيس الذي:
-يكفر بالسياسات الاجتماعية، ويخصص كل ما أُمِّم.
-يفتح الباب على مصراعيه للشركات المتعددة الجنسيات ويسلم مفاتيح الصحراء الجزائرية للشركات البترولية الأمريكية.
-يدمج الجزائر في مسار "السلام" (الاستسلام) في الشرق الأوسط، ويفتح سفارة لـ"إسرائيل" في عاصمة الجزائر، ويبث قواعد عسكرية أمريكية في جميع أرجائها.
وغالبا مع تتعارض طموحات "تيار الأمركة" مع "حزب فرنسا"، وقلما يجتمع هذان على مرشح واحد.
"جبهة الجزائر الحمراء":
وهي حركة ضعيفة التمثيل، ضئيلة المشاركة في صناعة القرار في الجزائر اليوم، متكونة من فلول الأنظمة الاشتراكية والشيوعية المناهضة لأمريكا وسياستها في العالم، في كوبا وفنزويلا وبوليفيا وكوريا الشمالية، وهي تستثمر في الماضي الاشتراكي للجزائر، راجية أن يصعد على عرش الرئاسة من يعيد أيام الاشتراكيين "الحلوة" في الجزائر.
الجبهة المـ...بية من أجل الحشيش والتهريب:
وهي من الجبهات الفاعلة مؤخرا في صناعة المشهد الجزائري، غالبا ما تتحالف مصلحيا مع "حزب فرنسا" أو "تيار الأمركة"، في فرض رؤيتها، مرشحها هو الذي:
- ينطق بالكلمة السحرية: " افتحوا الحدود!" حتى يسهل خروج الخيرات ودخول المخدرات.
- "يصفي" المسألة الصحراوية الغربية، ليتفرغ الجار لاستعادة "صحرائه الشرقية"!
"حركة الدب الأبيض":
وهي الحركة الممثلة لمصالح الفيدرالية الروسية، الراغبة في التترس بما تبقى من بلدان خارجة نسبيا عن هيمنة "تيار الأمركة"، فالرئيس الجزائري المنشود عند هؤلاء هو الذي يقول "لا" لأمريكا، ويسبب لها المتاعب، ولا يهم من أي جهة كان، فالمهم أن تنشغل به أمريكا وقتا ما تربحه الفيدرالية في تدبير أحوالها، ولا عجب أن تتحالف هذه الحركة مع "حركة الجزائر الحمراء" وحزب "شناوة!" و"حزب عهد 79" لدعم مرشح واحد.
حزب "شناوة!":
وهو الحزب الراعي لمصالح الصين الشعبية في الجزائر، مرشحه للرئاسيات هو من يضمن بقاء الجزائر حقلا خصبا للجراد الصيني المتهافت عليها، والذي يمهد لهيمنة صينية تدريجية على مقاليد البلاد كما كان عليه الأمر في بعض دول جنوب شرق آسيا.
وأهدافه تتقاطع مع كل التشكيلات المناوئة لـ"تيار الأمركة".
"نادي الممالك":
وهذا النادي هو الساعي على مصالح الممالك العربية، التي هدف كل مملكة منها خلود السلالة الحاكمة في الملك بأي طريقة كانت، ونظرا لكون هذه الممالك في كفالة أمريكا وعنايتها فمرشح النادي لرئاسيات 2014 هو مرشح "تيار الأمركة" بلا ريب!
حزب"عهد 79":
وهذا الحزب يمثل مصالح الجمهورية الإيرانية، الراعي الرسمي للتشيع في العالم، والموزع الحصري للثورة "الإسلامية"، مرشحه هو كل من يسبب المتاعب لأمريكا، لذلك فتحالفه الطبيعي مع خصوم "تيار الأمركة".
سأل أناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان؟ فقال: «ليسوا بشيء»
من مواضيعي
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (2): الأَشِـــعَّــــةُ فَـــــــوْقَ الــــــنّـــــَهْـــــدِيَّــــــ
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (1): دَوْلَــــةُ "الــــحَــــفْــــصِــــيّـــِيــــنَ"..
0 "حَافِظُ الأَحْلامِ"..
0 "دَاعِــشْ".. مَـا أَكْـثَـرَ "عِـيَـالَـكَ"!
0 "أَنــَــا مُـــــجْــــــرِمٌ!.."
0 قَـنَـوَاتُ الخـَيَـالِ.. "الـبَـطْـنِـيِّ"!
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (1): دَوْلَــــةُ "الــــحَــــفْــــصِــــيّـــِيــــنَ"..
0 "حَافِظُ الأَحْلامِ"..
0 "دَاعِــشْ".. مَـا أَكْـثَـرَ "عِـيَـالَـكَ"!
0 "أَنــَــا مُـــــجْــــــرِمٌ!.."
0 قَـنَـوَاتُ الخـَيَـالِ.. "الـبَـطْـنِـيِّ"!









