" تعزيز الفطنة لدرء شرور الفتنة". الحلقة:(4). الجزائر بين الفكر التحريضي والمنطق الاستئصالي:(2).
21-03-2014, 04:32 PM
" تعزيز الفطنة لدرء شرور الفتنة". الحلقة:(4).
الجزائر بين الفكر التحريضي والمنطق الاستئصالي:(2).
الجزائر بين الفكر التحريضي والمنطق الاستئصالي:(2).
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
يظهر جليا بأن إفلاس:" كولاج طاهر" أمام مخالفي إيديولوجيته: يضطره دائما إلى تكرار أسطوانة سيمفونيته المهترئة؟؟؟، فقد قرأت له أكثر من في بداية ردوده على مخالفيه قوله:{ لكن كلامك كلام مضلل وملتبس كالعادة}؟؟؟.
وهذا يدل على أحد أمرين: إما أن:" حالي لو" لا يفهم كلام غيره لخلفياته المعروفة، فالتبس عليه الحق بالباطل؟؟؟.
وإما أنه يفهم ما يكتبه مخالفه، ولكنه لعجزه عن الرد المباشر يسلك طرقا ملتوية فرارا من الجواب؟؟؟.
المهم: لا يعنينا الآن كثيرا سبب عزفه لتلك السيمفونية، ونرجع للرد عليه فيما سطره على مقالي في مشاركتيه:(2) و:(3)، فأجيبه مختصرا ردي، لأنني ذكرت رأيي فيما طرحه من سؤال سابقا، ثم إن الرد الكافي على شبهاته التي يطرحها بين الفينة والأخرى تحتاج إلى عشرات المقالات، ولن يستوعبها مقال واحد، ومع ذلك نقول:
أذكر:" كولاج طاهر" بأن الشعب الجزائري شعب مسلم في أغلبيته الساحقة، ولو أجري استفتاء حر نزيه عنوانه على شكل سؤال:" ماذا تختار كنموذج للحكم: الشريعة الإسلامية أم القوانين البشرية؟"
أجيب يقينا بأن النسبة لن تقل عن:(90 بالمئة): نريد الشريعة الإسلامية، وهذا يعرفه جيدا:" متطرفوا بني علمان"، ولن يفكروا في فعله فضلا عن تجريبه؟؟؟؟، لأنهم يعرفون أيضا بأنهم:" طائفة شاذة" تخالف عموم الأمة في الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
إن الذي خلق البشر قد شرع لهم ما يصلحهم دينا ودنيا، ولم يترك أصول الشرائع لتفاهات أهل الأهواء، وقد قال الله تعالى عن أمثال هؤلاء:[ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ]، وقد رد على من نبذ حكم الله وراء ظهره، وفضل عليه حكم البشر فقال:[ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ]، وقال عن مآل التشريعات البشرية، ومخالفة الحق:[ وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ].
فإن كنت يا:" كولاج طاهر" مسلما: فقد جاءك ذكر من ربك، فالتزم به:" اعتقادا وقولا وفعلا"، وإن أعرضت عنه، وقلت بأنه غير صالح لحكم البشر – فأنت وشأنك؟؟؟-، لن نجبرك على اعتقاد ما نعتقده، لكننا نذكرك بأن تحضر جوابا صائبا ليوم لن تنفعك فيه كثيرا تنظيراتك؟؟؟، لأن ذلك اليوم وصفه الله جل وعلا بقوله:[ يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم]، وأنت تعلم بأن:" كل ما هو آت، فإنه قريب؟؟؟"، قال جل وعلا:[ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)].
فضع حسابا دقيقا لكل ما تتلفظ به وتكتبه يا:" حالي لو"، فالعاقل من يسعى في نجاة نفسه في الدار الأبدية، أما في هذه الدار: فأدعوك للاعتبار بمن رحل عن الدنيا ممن كان يحمل أفكارك؟؟؟، أين هو الآن؟؟؟، وأين رفقاؤه الذين كانوا يشدون على عضده، ويؤزونه للباطل أزا؟؟؟، لقد فارقهم وتركوه وحيدا في وقت هو أحوج ما يكون فيه إليهم؟؟؟، ولكنه الموت الذي قصم ظهر كل متكبر جبار متمرد على شريعة الواحد القهار، وصدق الشاعر حين قال:
وَلَوْ أَنَّا إذَا مُتْنَا تُرِكْنَا ÷ لَكَانَ الْمَوْتُ رَاحَةَ كُلِّ حَيِّ
وَلَكِنَّا إذَا مُتْنَا بُعِثْنَا ÷ وَنُسْأَلُ بَعْدَ ذَا عَنْ كُلِّ شَيِّ
وقال الثاني:
أَلَا إنَّمَا الدُّنْيَا مَقِيلٌ لِرَاكِبٍ ÷ قَضَى وَطَرًا مِنْ مَنْزِلٍ ثُمَّ هَجَّرَا
وَرَاحَ وَلَا يَدْرِي عَلَامَ قُدُومُهُ ÷ أَلَا كُلُّ مَا قَدَّمْت تَلْقَى مُوَفَّرَا
أما الثالث فقال:
أيا عبدُ كم يراك اللهُ عاصيا ÷ حريصاً على الدُنيا وللموتِ ناسيا
أنسيتَ لقاء الله واللحد والثرى ÷ ويوماً عبوساً تشيبُ فيهِ النواصيا
لو أن المرء لم يلبس ثياباً من التُقى ÷ تشرّد عُرياناً و لو كان كاسيا
ولو أن الدنيا تدومُ لأهلِها ÷ لكان رسولُ اللهِ حياً و باقيا
يا:" كولاج طاهر": قد لا يستهويك أسلوب موعظتي تلك، وقد يضيق صدرك بها، لأنك – ربما؟؟؟- لم تألف سماع مثلها:" سماع قلب، وليس سماع أذن؟؟؟"، ولكن تيقن بأنه الحق الذي ينتظرنا جميعا، وأذكرك بخير من كل تلك الأبيات – وإن كانت واعظة بحق -، وأقصد هنا قول الحق جل وعل:[ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)].
يا:" كولاج طاهر": قف مع نفسك وقفة صادقة، فإن الأمر جد:"ورب الكعبة".
عذرا على الإطالة، ونرجع الآن لمناقشة أقوالك حتى لا تظن بأننا فررنا عن جوابك بمقدمة إنشائية:(كلام مضلل حسب رأيك؟؟؟)، فأقول:
كتبت تلك المقدمة، لأبين لك بأننا لا نستحيي ولا نخشى من القول بأن:" شريعة الله هي أحكم الشرائع وأنسبها للبشر، وأصلحها لهم في كل زمان ومكان"، ولست محتاجا هنا إلى ضرب الأمثلة التاريخية على عزة المسلمين يوم أن كانوا متمسكين بشريعتهم، وأكتفي بتذكيرك في عجالة ببعض الأمثلة التي كانت واقعا حيا، ومعلما بارزا لحضارة المسلمين كما كان الشأن في:" عاصمة الرشيد بغداد، ومنارة العلم دمشق، ومركز الحضارة الأندلس" التي كان الأوربيون يقصدونها لطلب العلم في جامعات المسلمين؟؟؟"، وقد ذكرنا لك – إذا ذكرت؟؟؟- نماذج متعددة من شهادات منصفي مفكري الغرب في فضل المسلمين عليهم، وذلك في مقالي:" حوار هام بين أمازيغ الجزائر"، - وبالمناسبة -، هذه أيضا مسألة أخرى لم تنطق فيها:" ببنت شفه؟؟؟" مثل مسألة:" رؤيتك بأنه من الفتنة: التفريق بين المسلم والكافر، والموحد والمشرك؟؟؟".
وأزيد هنا دليلا آخر: كنا إلى زمن قريب أسيادا للمتوسط، ولم تكن تمر السفن فيه إلا بدفع مال مقابل حمايتها من القراصنة، واستمر الأمر كذلك إلى أن جاءت:" الحضارة العلمانية الصليبية الفرنسية؟؟؟"، فاستدمرتنا، وكان أول ما حاربت فينا:" اللغة والإسلام"، فحولت:" المساجد والزواي" إلى:" ثكنات وحانات واصطبلات؟؟؟"، ولحبها الشديد لنا؟؟؟، لم تنس أن تترك لنا وتوصينا بالتحاكم إلى:" قوانينها الوضعية"، لأنها دليل التمدن والتحضر؟؟؟؟؟؟؟.
فيما يخص مسألة:" سيادة المسلمين الجزائريين" على المتوسط، أقول: هو:" جزء من تارخ أمتنا المشرق الذي درسناه في برنامج التاريخ للسنة السادسة أساسي قبل أن يأتي أحد الدكاترة المعتوهين من:" الكليكة نتاعكم؟؟؟" المدعو:" بن زاغو؟؟؟" الذي أزاغ كثيرا من البرامج الأصيلة للمدرسة الجزائرية؟؟؟، فنكبت تلك المدرسة، وتبلدت وتعوقت؟؟؟، ونتائج:" عشر سنوات من الإسلاخ خير دليل، وأعظم برهان؟؟؟".
لست هنا:" باكيا على الأطلال؟؟؟"، ولكنني مذكر بمجد أضعناه بسبب تركنا لشريعة الرحمن، واستبدالنا لنا لها بقوانين أسياد:" بني علمان" التي فرضت علينا في زمن من الأزمان: بحجة مواكبتها لحضارة بني الإنسان؟؟؟، وللأسف اغتر بعض المسلمين بتزيينات أتباع الشيطان: الذين قال عنهم الحكيم الرحمن في محكم القرآن:[ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ].
إن:" بني علمان" وأسيادهم شرقا وغربا يدركون تمام الإدراك بأن:" عزة المسلمين" تكمن في عودتهم لدينهم، وتحكيمهم لشريعته، فهم يقرؤون قوله تعالى:[ ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين]، ويحفظون قول:" عمر" رضي الله عنه:" نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإذا ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله"، لذلك نجد أعداء الإسلام حريصين أشد الحرص على أن لا تقوم للإسلام دولة تحكم بشريعته حقيقة لا مظهرا، وقد قالها بصراحة منذ أشهر:" وزير الخارجية الروسي: لافروف" حين أعلن على الملأ:" يجب أن نمنع قيام دولة سنية في سوريا؟؟؟"، هكذا قالها؟؟؟، وقد كان دقيقا في اختيار عباراته، لأن:" الإسلام السني" – إن صح تعبيره؟؟؟- هو الذي يشكل التهديد الحقيقي للحضارة العلمانية – شرقا وغربا -، لأن الجميع يعرف كيف قامت:" جمهورية ملآلي ومعممي إيران؟؟؟"، فقد آوى مرشدها الأول:" الخميني" إلى:" باريس"، فاحتضنته وأحسنت رعايته وتغذيته:" ماديا ومعنويا"، ثم أرسلته ليؤسس جمهوريته التي أسندت إليها مهام خاصة، لعل أوضحها سابقا:" إشغال المسلمين بحرب العراق بعد سنة واحدة فقط من قيام:" الجمهورية الشيعية الرافضية؟؟؟"، وقد زاد اجتهاد:" الصفويين" منذ سقوط العراق، فرأينا بصماتهم الواضحة:" فيه وفي اليمن ولبنان وسوريا والبحرين، والقائمة مفتوحة؟؟؟".
قال:" كولاج طاهر":{ لكن سؤالي لك هل أنت بكلامك هذا تذهب إلى قبول مفهوم المواطنة و الدولة الحديثة كما يقره الدستور الجزائري، (إي أن كل المواطنين الجزائريين متساوون أمام القانون بغض النظر عن أديانهم وألوانهم ، ومعتقداتهم) وهل أنت تقر بمبدأ حرية الاعتقاد بدون تحريض أو تكفير }.
أجيبك باختصار، فإن:" خير الكلام ما قل ودل":
قد بينا لك سابقا، وأحلناك على ما قد بيناه لك آنفا، لكن الظاهر بأنك تحب عبثا:" اجترار المكرر؟؟؟"، ومع ذلك أجيبك:
من الناحية النظرية، وما أدين الله به وأعرفه أن أول من داس على:"مفهوم الدولة" هو:" أنتم؟؟؟"، لأن أهم بند في دستورنا، ولعله الأول يقول بأن:" الإسلام هو: دين الدولة"، فأنتم الآن أمام أمرين لا ثالث لهما إلا بالفرى والمين؟؟؟: إما أن تلتزموا بما ينص عليه الدستور بأن:" الإسلام الذي هو دين الدولة؟؟؟"، فتطبقوا بنود الإسلام، وإما أن:" تمحوا هذه المادة من دستورنا نظريا كما محيت في كثير من المجالات عمليا؟؟؟"، وعندها فقط يكون لأسئلتك محل من الإعراب يا:" كولاج طاهر؟؟؟".
ومع ذلك أيضا نقول: إن كل قوانين الدولة التي لا تخالف الإسلام هي محل احترامنا وتفاعلنا معها، أما ما خالف منها الشريعة، فنحن لا نقبله نظريا دون شك، أما عمليا: فإن كان لنا خيار بين فعله وتركه، فدون شك سنتركه، أما إذا ألزمنا به إلزاما، فنفعله بقدر اضطرار المشرف على الموت لأكل الميتة، فنفعله ونحن له كارهون، ولا يعني عدم قبولنا لتلك القوانين المخالفة للشرع: أن نحدث الفوضى، أو نخل بالنظام العام، فهذا ليس من أدبياتنا، ولا تلزمني بقول فلان، وفعل علان، فانا أخبرك بقناعتي التي يوافقني فيها الكثير ممن أعرفهم من النخبة، أما:" عوام الناس"، فتتقاذفهم الآراء والأهواء، وليسوا أبدا معيارا لتقييم الأفكار.
ولأقرب لك وجهة نظري: أعطيك مثالا بسيطا:" والحديث قياس؟": الربا المحرم في شريعتنا، المشروع في قوانينكم تحت مسمى جميل جذاب؟؟؟:" الفوائد البنكية؟؟؟"، إنني كمسلم أترفع عن التعامل مع تلك البنوك اختيارا، أما إذا اضطررت لذلك، فسأتعامل معها، و:" للضرورة أحكام، والضرورة تقدر بقدرها "، وإذا أنهيت معاملتي فسآخذ رأس مآلي، أما الربا الزائد، فسأسد به تلك الحفر التي خلفتها:" نخبتكم الحداثية المتنورة الحاكمة؟؟؟" في طرق بلديتنا خدمة للصالح العام، وأظن بأن فعلي هذا من أرقى درجات التعبير عن مواطنتي، أليس كذلك يا:" حالي لو؟؟؟؟؟؟؟؟".
بالمناسبة: أسياد:" بني علمان" كالبريطانيين مثلا: فتحوا:" نوافذ للمصرفية الإسلامية" في أشهر بنوكهم، و:" بنو علماننا" إذا حدثتاهم عن:" حرمة الربا " قالوا لنا:" عهد قال الله، قال الرسول، يجوز، لا يجوز: قد ولى؟؟؟؟؟؟؟".
وأختم بهذه الفائدة حتى لا يرتفع ضغط:" حالي لو" أكثر مما ارتفع؟؟؟، فأقول له: بعد أزمة:" رهن الديون العقارية" التي كادت أن تهوي بأمريكا والاقتصاد العالمي، خرج بابا النصارى السابق:" بينيدكتوس16"، ليقول بملء فيه:" إن الحل الأمثل للأزمة هو: اعتماد الصيرفة الإسلامية؟؟؟"، ولن أزيد على تعليقه حول هذه المسألة:" كلمة واحدة", إليك الخط:" كولاج طاهر".
النقطة الهامة التي يظن:" كولاج طاهر" بأنه سيوقعنا بها في شركه، فأقول له:" إنك واهم إن ظننت ذلك؟؟؟"، وأقصد هنا:" دندنته حول حرية اختلاف اعتقاد المواطنين، وطنطنته حول مسألة تكفير المخالف في المعتقد؟؟؟"، فأقول، وباختصار أيضا:
لا شك بأن الاعتقاد:" أمر قلبي شخصي": لا يكره أحد على أن يؤمن بالله إلها معبودا، أو يؤمن ببقرة، أو فأر؟؟؟، فكل واختياره، والكل سيبعث ويحاسب، قال تعالى:[ فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر].
ومناقشتنا لك في هذه المسألة في ظل دولة لا تطبق الشريعة، يعتبر كلاما نظريا لا أثر له على أرض الواقع، فاعتقادي شخصي، وحكمي على غيري شخصي لا تترتب عليه أحكام معينة، لأن الأحكام التطبيقية لمسائل:" الإيمان والكفر وأحكام" بيد الحاكم، وليس بيد أفراد الناس، وأزيدك وضوحا في هذه المسألة: أعرف شخصيا جزائريين تنصروا وتركوا الإسلام، فقناعتي وحكمي عليهم نظري، ولا يترتب عليه أثر عملي، اللهم إلا أن تكون هناك:" دعوة" مني لهم بالتي هي أحسن لإرجاعهم للإسلام، ونفس الأمر مع بعض الأقارب ممن يحملون شيئا من أفكار:" بني علمان"، فأنا في حوار دائم لإقناعهم بخطأ ما هم عليه، والحمد لله أنني لم أكفر أحدا منهم، فالتكفير – وهو النقطة الثانية – له:" أسبابه وشروطه وموانعه"، وأحكامه لا يصدرها إلا العلماء والقضاة المسلمون، وليست بطاقات يوزعها كل من:" هب ودب؟؟؟"، فالتكفير شأنه خطير جدا، وقد قال أحد علماء السلف الصالح:" ترك ألف كافر أهون من تكفير مسلم واحد".
يا:" كولاج طاهر": لعلك والقراء يشاطرونني الرأي بأنني قد أجبتك عن تساؤلاتك، ففضلا إن كان لك جواب، فأجبنا بالتفصيل نقطة نقطة كما فعلته معك، بأن تذكر قولي ثم تعقب عليه. ثنميرت.
ملاحظة: مشاركاتي اليوم هي آخر مشاركات لي قبل التغيب لقرابة عشرين يوما لظروف خاصة:( ليست حملة انتخابية طبعا)، وأعد الجميع بالعودة إن شاء الله في أقرب فرصة ممكنة لاستكمال مسيرة البناء الفكري الحضاري التي بدأت ترسو على أسس متينة على:" منتديات الشروق أونلاين".تقبلوا تحيتي.
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.













