تيسير العلام لتصحيح منهج الإنكار على الحكام (1)
28-04-2014, 04:41 PM
تيسير العلام لتصحيح منهج الإنكار على الحكام (1)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
في إطار السجال الفكري الدائر مؤخرا على عدة مستويات، ومن ذلك:" المنتديات": نشر الأخ:" ميدو10" على قسم:" نقاش حر" مقالا بعنوان:" من إنجازات فخامته؟؟؟"، وقد تحدث فيه عن:" الخمر" ودور الدولة في فتح مصانعه، فشاركه بعض الأعضاء في نقاش موضوعه، ومن هؤلاء الأخ:" علمدار" الذي خصني بالذكر في مشاركته رقم:(4) قائلا:{ أتمنى أن يدخل الأخ أمازيغي مسلم لأرى موقفه من هذا الموضوع، لأنني رأيت الكثير من مواضعه هذه الأيام، وأغلبها هي انتقاد للمعارضين للسلطة، ولم أجد له أي موضوع ينتقد جماعة بوتفليقة التي أهلكت الحرث والنسل، وأفسدت البلاد والعباد}.
ثم كرر طلبه في مشاركته رقم:(5) قائلا:{ مازلت أنتظر رأي الأخ الفاضل أمازيغي مسلم في هذا الموضوع}.
وكنت قررت بعد قراءتي لتعليقيه أن أعقب عليه في نفس الموضوع، ولكن رأيت بأن ردي سيطول، ففضلت إفراده بالنشر، فأقول:
الأخ الفاضل:" علمدار":
شكرا لك على اهتمامك بمعرفة رأي أخيك:" أمازيغي مسلم" في الموضوع المطروح للنقاش، وأتفهم عتبك عليه فيما كتبه مؤخرا، وسيأتي توضيحه لذلك، وقبل الدخول إلى صلب الموضوع، ليسمح لي الأخ الفاضل:" علمدار" و كل من قرأ مواضيعي مؤخرا بذكر ملاحظة هامة - سواء كان القارئ موافقا لي أم مخالفا -، فأقول:
يظهر بأن رسائلي المباشرة – غير المشفرة – التي كتبتها مؤخرا: قد وصلت إلى الكثيرين المقصودين بها، فشكرا لك على عتبك يا:" علمدار".
أخانا:" علمدار": لقد كتبت مشاركتيك بتاريخ:(24/04/2014)، ولم أطلع عليها إلا مساء السبت:(26/04/2014)، ولم أتمكن من نشرها إلا اليوم، فعذرا للأخ:" علمدار"، ولكل من انتظر جوابي، فقد تأخرت في نشرها، لأنني لا أدخل الشبكة يوميا، وإذا دخلتها، فأدخل لوقت يسير لضيق الوقت، فأنشر مشاركاتي، وأتصفح بعض المواضيع التي أراها مهمة من خلال عناوينها، وحتما ستفوتني بذلك مواضيع أخرى؟؟؟، لذلك ألتمس من الأخ علمدار، وكل من أراد معرفة رأيي في مسألة ما: أن يراسلني على الخاص لأشارك في النقاش برحابة صدر، لأنني ببساطة: لا أتصفح كل المواضيع، وشكرا لتفهمكم.
وأعود للتعليق على مشاركة:" علمدار" رقم:(4)، فأقول:
كل ما كتبته مؤخرا: إنما كتبته نصحا لإخواني وأخواتي: امتثالا لقوله عليه الصلاة والسلام:" الدين النصيحة"، وقد صرحت أكثر من مرة أنني لم أكتب:" تطبيلا لفلان، أو تزميرا لعلان؟؟؟"، بل:" نصحا للأصحاب والخلان"، وكان المقصد العام من مقالاتي الأخيرة ما أشار إليه عنوان سلسلتي:" تعزيز الفطنة لدرء شرور الفتنة"، ففي الفترة السابقة: لاحظنا حملة غير معهودة من التهديدات لوحدة الجزائر واستقرارها، وقد صاحبتها جملة من الاستغاثات بالخارج والاستقواء به على الداخل؟؟؟، فرأينا من واجب الأخوة في الإسلام: " إسداء النصائح": التي لم نقصد بها طرفا بعينه، بل كان الخطاب في الجملة عاما، ومن فهم بأنه هو المقصود بالكلام، فإننا ندعوه إلى تدبر المثل العربي القائل:" يكاد المريب يقول: خذوني؟؟؟".
يا:" علمدار":
طلبت رأيي بخصوص موضوع الأخ:" ميدو10" حول:" دعم الدولة لإنتاج الخمور" بفتحها لمصانعه مع استيرادها وتصديرها له، فأقول:
إن:" انتقاد النظام": أمر سهل يسير بسيط – خاصة – مع انتشار:" وسائط الاتصال والتواصل الحديثة"، وذلك لا يحتاج منا إلا إلى:" حاسوب متصل بالشبكة"، لذلك هرع إليه الكثير من المتقاعسين عن الدعوة الواقعية وسط عموم الأمة، فثقل هموم الدعوة العملية دفع الكثيرين إلى:" عالم النت الافتراضي؟؟؟"، وهذا لا يعني أنني أمنع استخدام هذه الوسائل في الدعوة، ولكنني أدعو إلى عدم:" الفرار من زحف الدعوة على أرض الواقع"، وهذا هو الذي حصل؟؟؟، فقد تركت قطاعات كبيرة من الأمة: فريسة للمسخ العقدي والأخلاقي المسلط عليها من قبل أعدائها، وكان من نتائج ذلك:" انتشار ظاهرة شرب الخمور" التي تكلم:" ميدو10" عن:" دعم الدولة لها؟؟؟"، وأغفل شيئا هاما جدا في طرحه، وهو:" أن الدولة لو لم تجد شعبا يعشق شرب الخمور: لما توسعت في بناء مصانعه؟؟؟".
إن كثيرا من:" المتكاسلين المتقاعسين" عن النهوض بأعباء الدعوة على أرض الواقع: نجدهم دائما يغطون عجزهم عن المساهمة في تغيير بعض صوره المرة: بإلقاء اللوم على غيرهم؟؟، ومن ذلك:" مسألة انتشار ظاهرة شرب الخمور؟"، فلو نشط الأخيار من الناصحين والمصلحين بإخلاص وصدق وحكمة في إصلاح ما ينبغي ويجب إصلاحه، لرأينا من ذلك عجبا بإذن رب العالمين، ولكي لا يقال عما ذكرته:" هذا تنظير هلامي غير واقعي؟"، أذكر نموذجا واقعيا حدث في إحدى مناطق الجزائر، حيث أن أحد الأثرياء الخواص: فتح مصنعا ضخما لإنتاج الخمور، وهو ما لم يعجب سكان تلك المنطقة، فنشط إمام المسجد، وبعض الناصحين في التحذير من هذا الخطر، وتذكير الشباب بحرمة العمل فيه، فاستجابت الأغلبية الساحقة منهم – رغم فقرهم وبطالتهم-، وظل المصنع يعمل لبضع سنوات بأيد عاملة من خارج المنطقة، وشهد تذبذبا في توفرها على فترات، وهذا ما دفع صاحب المصنع أخيرا إلى:" تحويل نشاطه إلى نشاط مباح شرعا "، وكل ذلك بفضل الله أولا، ثم بجهود الناصحين المخلصين.
ذلك النموذج المشرق من أثر النشاط الدعوي لا يستحيل تحقيقه في هذه المنطقة أو تلك من الجزائر إذا توفرت:" نية خالصة، وإرادة صادقة"، ورحم الله:" مفخرة الجزائر: الشيخ العلامة المصلح:" عبد الحميد بن باديس" حين قال لأحد اليائسين المتقاعسين عن حمل:" هم الدعوة"، فقال مبررا تقاعسه:" لا حياة لمن تنادي؟"، فأجابه:" ابن باديس" رحمه الله قائلا:" بل قل: لا منادي ينادي؟": جملة بسيطة تختصر سبب كثير من عللنا وأدوائنا يا:" علمدار" و:" ميدو10"؟؟؟.
ولا يفوتني هنا أن أذكر إجابة ذكية رائعة لأحد الدعاة حين قال في إحدى محاضراته:" كثيرا جدا ما يسألني الشباب عن حكم الموت في سبيل الله، ولكن لم يسألني أحد عن حكم العيش في سبيل الله؟؟؟".
لقد صدق رحمه الله، فمن منا يعيش حقيقة في سبيل الله؟؟؟، بالصبر على الدعوة إلى الله بين الناس:" بالحكمة والموعظة الحسنة"، أم أن أكثرنا يكتفي بالواقع الافتراضي، ويظن بأنه قد أبرأ ذمته؟؟؟، وكثير من كتاباته للآسف هي:" تحميل للمسؤولية للطرف الآخر" دون سعي حقيقي للإصلاح، وفي هذه النقطة أعجبتني كلمة أخرى لأحد الدعاة الناصحين المتمرسين على طريق الدعوة حين قال:" كثيرون هم الذين يلعنون الظلام، ولكن من يشعل الشموع قلة؟؟؟".
أخانا الفاضل:" علمدار": هذه المقالة هي الحلقة الأولى من:" تيسير العلام لتصحيح منهج الإنكار على الحكام"، وهي بمثابة تمهيد لصلب الموضوع، رأيت بأن فيها بعض إجابة على طلبك، سارعت في نشرها في انتظار نشر جزئها الثاني.
أسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت في إفادتك وبقية القراء في انتظار تفاعلك وتفاعلهم معنا.
وختاما: نسأل الله تعالى أن: يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
تقبلوا جميعا تحيتي. ثنميرت.








، أهلا بك أيها الفاضل.

