شيطان نت الحلقة الثانية
09-05-2014, 04:30 PM
شيطان نت
بقلم الدكتور:" عادل بن عبد الله العبد الجبار".
الحلقة الثانية:
وهناك سؤال أطرحه أمام كل زوج:
ما آمالك أيها الزوج المدمن لو أنك رأيت زوجتك ترى هذه الصور، أو ربما سمعتها تتحدث مع رجل عبر البرامج الصوتية بالمحادثات !!.
ماذا تفعل ؟!.
هل ستغض الطرف عنها ؟!..
أم أنك ستتكلم عليها بالسب و الشتم لتتستر أنت؛ وأنت فقط بالنقاء والصفاء الكاذبين !.
عندما نادته زوجته بغير اسمه :
اتصال هاتفي..
اتصل علي رجل، وكان يظهر على صوته ونبرة حديثه الهم، والغم، والحزن..
قال لي وبإيجاز أنه دخل على زوجته بعد انتهاء الدوام الوظيفي أو الحكومي..
يقول عدت إلى بيتي وكان من عادته أنه إذا دخل يسلم عليها، يقول: دخلت - وهذا من هدي النبي عليه الصلاة و السلام كان إذا دخل منزله يبدأ بالسلام و السواك -..
الشاهد يقول لما دخل على زوجته وكانت في المطبخ تجهز الغداء، يقول سلمت عليها بصوت مرتفع كما هي عادتي..
قلت لها: السلام عليكم..
هي بادرت وقالت : أهلاً فلان - نادته بغير اسمه - ..
هنا هذا الرجل ، وقف لا يعرف ماذا يصنع ، وما عساه يفعل ..
لقد قتله الشك في هذه اللحظة ..
لقد انهال عليها محققاً ساباً تارة ، وشاتماً تارة أخرى ، وأنه بكل حق كان يفكر تفكيراً جاداً في طلاقها ، بل من شدة غضبه فكر تفكيراً منحرفاً في قتلها و التخلص منها ..
حاولت في أثناء الاتصال الهاتفي أن أمتص غضبه ، وأخفف شيئاً من غضبه الشديد ، ولا سيما أنه ليس هناك دليلاً واضحاً على شكه في زوجته ، وربما كان هذا الاسم الذي نادته أحد محارمها ، أو ربما أحد أخوانها ، أو أحد أقاربها ممن يجوز لها أن تكلمه أو تحادثه ، لكنه كان شديداً لا يفتح لي مجال أن أتحدث معه ..
فبادرته بسؤال وكنت صريحاً في هذا السؤال قلت له : يا أخي أنت عندك في البيت انترنت ، أحتاج إلى إجابة ؟!.
قال : نعم ..
قلت : هل زوجتك تدخل على " شبكة الانترنت " ؟!.
قال : نعم ..
قلت: بمعنى أنك تترك زوجتك في بيتك وأنت ذاهب إلى عملك ست ساعات سبع ساعات وتترك لها الحرية الكاملة ؟!.
قال : نعم ..
قلت : هل تنام بعد صلاة الظهر ربما ؛ أو ربما في المساء وتترك لها الحرية الكاملة تشاهد تلك المواقع عبر " شبكة الانترنت " - لا أقصد المواقع الإباحية لكن يسمح لها بالدخول - ؟!.
قال : نعم ..
قلت: إذاً المشكلة أنت وأقولها بكل صراحة..
أحبابي الكرام..
ماذا أقول لهذا الزوج الذي يلوم زوجته وينسى نفسه، يرى زوجته ناقصة ويرى أنه هو الكمال؛ بل يدعيه..
جلب إلى بيته المصيبة العظمى المتمثلة في " شبكة الانترنت " ، وليس معنى هذا أننا نشك في نسائنا وزوجاتنا وداعياتنا الفضلاء اللواتي يدخلن شبكة الانترنت ويقدمن بعض التوجيهات للمجتمع الإسلامي ..كلا ..
لكن أقول هذا الرجل شك في زوجته ، فكان من الواجب علي أن أطرح بعض التساؤلات عليه ، ومن ذلك هذا الأمر ، فقد ترك لزوجته العنان الكامل و الحبل على غاربه لتتصفح ما تشاء وتدخل من المواقع ما تريد ؛ تحادث ؛ وتخاطب الرجال ، ثم يقول كيف تناديني بغير اسمي !!..هذه المشكلة مشكلته رضي أم أبى ..
طلبت منه حقيقة أن يعود إلى بيته وإلى زوجته وأن يحمد الله أن الأمور قد وصلت إلى هذا الحد، و إلى هذا المكان وعليه أن يسعى جاداً مجتهداً في إيجاد حلٍ عاجلٍ لهذه المشكلة..
وهنا وقفة أتوقف معكم أحبابي الكرام ..
أرأيتم كيف أوصل الانترنت صاحبه إلى الشك وما بعده من المصائب، من المشاكل، من الهموم، من الأحزان التي ربما لا تحمد عقباها..
الشك بسبب الانترنت بين الزوجين يهدم البيوت ؛ يفكك الأسر ؛ يقطع العلاقات ؛ يقتل الآمال و النجاحات ..
ذهب هذا الرجل إلى بيته فيما أعلم وقد اتصل علي بعد فترة ، وقد قال لي بهذه الكلمة : أنه مخطئ ، وأنه يعاهد الله جلَّ وعلا على التخلص من " شبكة الانترنت " و إلى الأبد ..
لكن أقول لكي أوضح الصورة، لو كان الزوج والزوجة يستخدمون شبكة الانترنت في حدود معقول، ولم يدخلوا هذه المواقع..
بمعنى أن الرجل بقي مثالاً عالياً وأسمى، وأغلى، وأنبل في صورة زوجته أو في مخيلة زوجته، و العكس صحيح لما احتجنا إلى ذلك..
بمعنى أن هناك بعض الأزواج مع زوجاتهم يدخلون بعض المواقع وبعض المنتديات لكنهم لم يتطرق إليهم هذا الشك أبداً ؛ لأنهم كانوا محافظين ، بل ملتزمين بالقواعد الشرعية في الدخول على تلك المواقع ..
وأنا أقول ليس معنى ذلك أن يترك دعاتنا الفضلاء و المستفيدون من شبكة الانترنت التخلص من هذه الشبكة لأدنى قصة استمعوا إليها.. كلا ..
لكن هذه قصة لمن عاش واقعها ومثالها أن يتعظ منها ، وهي قصة من القصص المؤلمة في الحياة الزوجية كان القاسم المشترك فيها ربما الإهمال وعدم التناصح ، ربما الاستعجال والشك القاتل .
لماذا فعلت هذا يا أبي:
فتاة تجثو على ركبتيها وقد أمسكت بيدي تبكي بكاءً شديداً تقول لماذا فعلت هذا يا أبي؟! .
لقد تسبب الوالد في ضياع ابنته من حيث لا يشعر ..
قد يقول قائل كيف ذلك؟!.
يقول والدها أن ابنته الجامعية هذه قد تعرفت على شاب بسبب " شبكة الانترنت " ، وأن هذا الشاب قد استطاع التلاعب بعواطفها ومشاعرها ، وقد استطاع أن يأخذ رقم هاتفها وكذلك جوالها ، بل حتى هاتف البيت ، وأنه يهددها ويطلب منها بعض التنازلات ..
لكن الفتاة كانت رائعة؛ بل كانت صادقة في الحل والعلاج، إذ أنها أرادت الحل والعلاج من والدها و المساعدة من أبيها..
وهنا وقفة في صراحة البنت مع والدها وهذه دعوة لجميع الأبناء والبنات أن يزيلوا الحواجز بين الآباء وخاصة في مثل هذه الحالات التي لا تقبل القسمة على اثنين: أبٌ وبنت، أبٌ وابن..
وهنا أسجل الشكر والتقدير لهذه الفتاة المثل الأعلى والأسمى لكثير من فتياتنا في كسر الحواجز مع والدها؛ إذ أنها تحدثت إليه وبكل صراحة؛ تكلمت إليه وبكل شفافية، لتبحث عن الحل من أقرب الناس لها حتى من نفسها..
حقيقة استطاع الوالد أن يرد على هذه الاتصالات ، وأن يزجره ، وأن يقطع كافة الاتصالات الممكنة من هذا الشاب لابنته ؛ لاسيما أن هذه الفتاة كانت صادقة ، ولم تسقط في مشاكل ولا تنازلات أكبر ..
ومن ذلك أن البنت - يقول هذا الوالد - أن البنت وهذه الفتاة المكلومة المجروحة التي كاد أن يجني عليها هذا الشاب قد طلبت من والدها أن يخرج " شبكة الانترنت " من البيت وللأبد ؛ كي ترتاح ؛ وكي لا تضعف الفتاة تحت ضغط الشهوة وتلاعب الشيطان ..
وهنا أعود مرة أخرى وأسجل وأذكر الوالدين بالمسؤولية تجاه الأبناء والبنات ، وأن الأمانة عظيمة توجب الاهتمام و المتابعة ؛ لا أن يجعل الوالد أو الوالدة الحبل على غاربه ثم يلومون الأبناء والبنات،ليس من المعقول أبداً أن نترك لأولادنا العنان بالدخول في هذا العالم المخيف ..
وهنا إشارة هامة هذه الفتاة التي استمعنا لقصتها وأنها قد نجت بأعجوبة وجدت والداً وأباً يسمع ويتابع ، ولكن ما حال اللواتي لم يجدن ذلك ..
بمعنى هل إذا كان الوالد غافلاً عن أمانته وفلذات أكباده يكون مسوغاً للفتاة أو للولد أن يسكت ولا يبحث عن حل..
أقول لكل فتاة ولكل ابن لم يجد والداً، وكذلك أماً تساعده ويساعدها في إخراجها من هذا الجحيم الذي لا يطاق..
ابحثوا على البديل ؛ ابحثوا بديل ولو كان أخاً ، ولو كان عماً ، أو خالاً ، أو معلماً ، أو معلمةً ، أو ربما داعياً ، أو داعية ، أو إمام مسجد ، أو أي ثقة يكون عنده الحل والإجابة .
توبة معذّب البنات:
أتذكر في حملة الحج العام الماضي شدني منظر أحد الشباب قد اتضح عليه الهم، والغم، و الحزن.. وقد رأيت ذلك في عشية عرفة..
إذ قد كان رافعاً يديه يدعو الله جلَّ وعلا باكياً خاشعاً، وكأني لا أراه، جسمه يهتز من أثر البكاء المتواصل..
لا أطيل عليكم التقيت به في مزدلفة - لكي نعرف مدى العقوبة لمن أضاع الكثير من فتياتنا وبناتنا ونسائنا عن طريق " شبكة الانترنت " - التقيت به في مزدلفة وكان وقتاً مناسباً للأخذ والرد معه - لاسيما أن هذا الوقت هو وقت ليس فيه ذكر ولا تسبيح إنما هو مكوث في مزدلفة - قلت له : أخي .. لاحظت عليك ما شاء الله آثار الخشوع في الدعاء .. وبدأت أذكر له شيئاً من فضل الحج وفضائله وأنه ( يجبُّ ما قبله ) و ( أن الحج يهدم ما كان قبله )..في لحظة بكى ..لقد أكبَّ باكياً وقد جعل رأسه بين ركبتيه ولا أعرف ما السبب..
فجاة قال لي بهذه الكلمات بعد أن رفع رأسه وقال : والله ما جئت هنا إلا كي أكفّر عن سيئاتي وخطيئاتي ..بمعنى أني تعرفت على كثير من النساء عبر " شبكة الانترنت " وأنهم كانوا يسمونني في المنتديات - باسم مستعار طبعاً - باسم معذب البنات ..
هذا الشاب كان يدخل على تلك المواقع باسم مستعار اسمه معذب البنات، ويقول والله إني معذب نفسي، ليس معذب البنات.. أنا معذب البنات ، وقبل ذلك أعذب نفسي وقاتلها ..
يقول: لقد أضعت كثيراً من الفتيات، و النساء، وخاصة المتزوجات.. لقد أفسدتهن على أزوجهن بتلك الصور التي أرسلها يوماً بعد يوم..
لقد أدخلتني " شبكة الانترنت " الدوامة دوامة الحرام مع أن الحلال واضح جليّ..
كان يقول لي : هل تصدق أني متزوج ، وعندي أبناء وأولاد ..
لقد عاش العطش و الماء بين يديه ؛ لقد اقترف الخيانة لأمانة عظيمة ..ليالي حياته سيئة وأيامه كئيبة حزينة ..
يقول : أنني حينما أقترف هذا العمل أتذكر مشاعر زوجتي ، وإنني جئت إلى هذا المكان كي أطلب التوبة ، و العفاف من المولى جلَّ وعلا ..
قال : جئت إلى هذا المكان ، وإلى هذه البقعة المباركة مكفراً لذنوبي وسيئاتي ..أكبّ الرجل باكياً وقد لاحظ ذلك من كان بجانبنا جالساً في هذا المكان ..
فكم هن الفتيات اللاتي كنت السبب في انحرافهن وضياعهن !!..لقد قتلت أفكارهن بالصور، وسلبت منهن أعز ما يملكن؛ الشرف، والعفاف..
جئت أطلب السماح من صاحبه، و العفو والصفح من لدنه جلَّ وعلا في أشرف بقعة وأطهر مكان على وجه الأرض..
هل تصدق - كما قال - أني أعيش جحيماً لا يطاق..
لقد رأيت النور في هذا المكان بعد أن عشت الظلام الدامس، و الليالي الحالكة في تلك المواقع و تلك المنتديات على " شبكة الانترنت ".
لقد كابرت، وعصيت، وأسرفت على نفسي كثيراً..
كم أتذكر زوجتي في عواطفها ومشاعرها، وأنها لم تصرف ذلك لأحد إلا لي أنا، وكيف أني قد اقترفت الخيانة العظيمة بأن أضعت كثيراً من النساء المتزوجات..
أيكون جزاء أمانة الزوجة خيانتها !.
أيكون جزاء صدق هذه الزوجة هو الكذب و الغش !.
و الله جلَّ وعلا يقول :[ هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ].
أقول بعد أن استمعنا إلى هذه القصة من هذا الرجل التائب العائد إلى الله جلَّ وعلا ، أسال الله أن يتقبل توبته ، وقد رأيت عليه ملامح التوبة الصادقة ..
وهنا رسالة وتحذير أوجهها لكل معاكس ومفسد للفتيات ..
أقول لكل من أنشأ غرفة ، أو جعل منتدى اصطاد كثيراً من فتياتنا وبناتنا أو العكس ..
اتقوا الله جلَّ وعلا وخافوه..
وأذكرهم الله تبارك وتعالى، وأن يخافوا العقوبة الإلهية فإن الله جلَّ وعلا ليمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته..
ماذا نقول لبعض الشباب، أو لبعض الذئاب البشرية الذين يتلذذون بهتك عفاف، وكرامة كثير من فتياتنا وبناتنا، بل بعض نسائنا المتزوجات..
إن الله يمهل ولا يهمل وهو القادر جلَّ وعلا على أن ينتقم لهؤلاء المسكينات الضعيفات ربما.. أقول سقطت كثير من الطيبات اللواتي حيكت لهن الخيوط السوداء في ظلمة الليل، وعبر " شبكة الانترنت " الشبكة الشيطانية لأجل الشهوة وفقط.
نهاية دردشة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أنا فتاة أبلغ من العمر 18 سنة ومشكلتي هي أنني وفي يوم من الأيام كنت أدردش على شبكة الانترنت وإذ بشخص يريد التعارف ..
بدء بالسلام، وأصبحنا أصدقاء حتى أصبحت الصداقة بيننا قوية جداً لدرجة أننا نتواعد يومياً للتحدث على " شبكة الانترنت «.. أعطاني رقم الجوال ، وأصبحت بيننا اتصالات ومكالمات ..
وبعد مدة أدركت أن العلاقة بيننا تزداد يوماً بعد يوم لدرجة أنني أحببته ، وأعتقد أنه يحبني ، ولذلك من يومها قررت أن أنهي العلاقة معه ، ولنجعل القدر هو الذي يجمعنا مرة ثانية ..
وبالفعل طلبت منه ذلك ، فوافق ولكن بعد فترة ليست بالطويلة أصبح يرسل لي كثيراً على الإيميل يطلب مني التحدث معه ، وأنا لا أرد عليه ، ولهذا قررت تحديد يوم للتحدث معه على " شبكة الانترنت " لكي أقنعه .. وبالفعل حدث ذلك وأقنعته وقلت له بأن الله لا يرضى ذلك .. فوافق ، ولكن بلا جدوى .. فعاد مرة أخرى يرسل لي ..
وأتمنى من الله ثم منكم أن تجدوا لي حلاً لهذه المشكلة وجزاكم الله خيراً..
هذا أنموذج لبعض فتياتنا اللاتي وقعن فريسة سهلة لنظام المحادثات ولنظام ما يسمى بالدردشة..
عفواً .. تقول هذه الفتاة وقد قرأت عليكم: أدركت أني أحبه وأعتقد أنه يحبني..
ألهذه الدرجة فتياتنا تعيش البساطة والسذاجة !!..
حقيقة إذا كان هذا الشاب صادقاً في حبه لما ألقى هذه الكلمة جزافاً يلهو بها حيناً، و يلعب بعواطفها، وقلبها ربما أحياناً أخرى..لقد تنازلت هذه الفتاة عن أشياء كثيرة إذ سمحت لنفسها أن تتحدث معه، وأن تتبادل معه مشاعرها وعواطفها..
عفواً مرة ثانية ..لو كان هذا الرجل رجلاً بكل ما تحمله هذه الكلمة لأبت عليه رجولته أن يجاريها ، وأن يتجاوز أخلاقه التي يدعي أنها أخلاق الإسلام وأنه ينتمي إلى هذا الدين .. الدين الإسلامي وقد رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد عليه الصلاة والسلام نبياً ورسولاً.. وقد قالت هذه الأخت أنها تعمل معه أعمال لا يقبلها الله جلَّ وعلا ولا يرضاها فليس من اللائق أن يدعي هذا الرجل الحب لها ، وهو لم يراها ، أو ربما أحبها كما قال الشاعر : والأذن تعشق قبل العين أحياناً ..
حقيقة ما أسهل النطق بكلمات الحب ، لكن ..ما أصعب أثرها في قلوب فتياتنا ..
لو كنا صادقين مع هذه الفتاة أكثر في طرحنا معها لوجدنا أن هذا الشاب كاذب لا محالة..دليل ذلك: أن الشاب لو ذهبت أنا أو ذهبت هي أو كل من عاش تلك المواقع، أو عاش تلك المواقف..لو ذهبنا لجهاز هذا الشاب الذي يدعي حب هذه الفتاة ، وذهبنا إلى مفضلته لوجدناها مليئة بكثير من الفتيات ، وغير هذه الفتاة لأجل أن ينال فقط الشهوة الشيطانية وفقط ؛ هو لا يحبها ، ولم يفكر حقيقةً في حبها ، لكن إنما نقول ..هو أراد فقط أن يسلي نفسه .. الرجل يبقى رجل ..لن يخسر شيئاً ..
ولكن الفتاة حينما تتنازل ، ولا سيما أن الفتاة تعيش عاطفة هي أكثر غزارة من عاطفة الشاب .. الفتاة تعيش الرقة والحنان ، وكذلك المتابعة ، وربما أقول المجاراة والتنازلات لأجل أن تصل إلى شيء ربما تفقده ..
لكن الرجل أقول بعبارة أوضح فاقد الشيء لا يعطيه..هو ما جاء لأجل تلك العواطف إنما جاء لأجل أن يتسلى، ولو كان صادقاً لأبت عليه رجولته أن يجاريها وأن يمشي معها إلى هذا الحد وإلى هذا المكان.
إن الخطأ حقاً أن نحصر الحب فقط في نوع واحد هو الحب بين الذكر والأنثى..
لماذا نحرم قلوبنا من حب أنقى وأصفى وأبقى ..
ألا وهو حب الله جلَّ وعلا؛ وحب الطاعة والاستقامة؛ حب نبينا صلى الله عليه وسلم؛ حب الصالحين؛ حب تلاوة القرآن والتلذذ بذلك؛ حب الناس والتوجع لآلامهم وهمومهم..هذا الحب النقي..
أما الحب الذي يدفع إلى الرذيلة؛ يدفع إلى الانتحار ربما؛ إلى اليأس؛ إلى الملل من الحياة؛ إلى أن يسلب العقل والإرادة من فتياتنا وكذلك من بناتنا..هذا حب والله لا يرضاه أحد ..
أفضل حل لهذه الفتاة أن أذكرها بقوله جلَّ وعلا:[ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ].
وقبل الختام ..
أذكر أخواني ونفسي أولاً بتقوى الله جلَّ وعلا ، وأذكرهم بما روى ابن ماجه عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الدعوة إلى كل من أدمن تلك المواقع الإباحية أقول قال صلى الله عليه وسلم :" لأعلمنَّ أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً فيجعلها الله عزَّ وجلّ هباءً منثوراً". ، قال ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا ؛ جلّهم لنا ألا نكون منهم ونحن لا نعلم ، قال :" أما إنهم أخوانكم ومن جلدتكم ، ويأخذون من الليل كما تأخذون ، ولكنهم أقواماً إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها" .
وهنا دعوة لكل من يروج الصور ، وتلك المواقع الإباحية سواءً افتتح منتدىً ، أو موقعاً ، أو ربما أرسل عبر البريد الالكتروني يتصيد بها كثيراً ، أو ربما بعض الفتيات أو بعض الشباب أذكره بأن يقلع الآن ، ومن هذا الوقت ، وللأبد وأذكره بقوله تبارك جلَّ وعلا : [ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ].
أذكركم بقوله صلى الله عليه وسلم :" كلكم يدخل الجنة إلا من أبى". قالوا : ومن يأبى يا رسول الله ، قال :" من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى" .
كم أتمنى أن تكون بداية جادة للجميع، أن نعلم أن الجنة حفت بالمكارم، وأن النار قد حفت بالشهوات، كما في حديث أنس بن مالك أن النبي عليه الصلاة والسلام قال :" حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات" .
هل ندع شهواتنا لتمنعنا من الدخول إلى جنات النعيم، والتلذذ بما فيها !.
ألا تحب أن تكون من المتقين كما قال جلَّ وعلا:[ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً] فقط ؟!..
بل هناك جزاء من الله جلَّ وعلا :[ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً * حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً * وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً * وَكَأْساً دِهَاقاً * لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا كِذَّاباً * جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَاباً].
ألا تحب أن تعانق الحور العين، فتكون لك الخادمة المطيعة، والجليسة المؤنسة، قال جلَّ وعلا:[ وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ * جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا تَأْثِيماً * إِلَّا قِيلاً سَلَاماً سَلَاماً]: وعدٌ صادقٌ من الله تبارك وتعالى.
إن باب الرحمة مفتوح أبداً لعبادة طالما أنهم يتوبون ..
وأقول إن التوبة هي السلاح الأقوى ضد الشيطان ..
إن الشيطان يأتي للعبد ييئسه من رحمة الله ، فيقول له لطالما تعود للمعصية وهذا بحق ..كم هم الذين دخلوا مواقع الإباحية ثم أعلنوا التوبة ثم عادوا بعد ذلك ..كما هم الذين جلسوا سنة وسنتين وثلاثة قد تركوا تلك المواقع الإباحية ثم عادوا في السنة التي بعدها..
أقول لهم جددوا التوبة مع الله جلَّ وعلا:[ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ]: ما قال التائبين؛ بل قال التوابين: وهم الذين إذا وقعوا في المعصية عادوا إلى ربهم جلَّ وعلا..
رحمة الله واسعة إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ..
وألح بالدعاء إلى الله جلَّ وعلا أن يتقبلك، وأن يجعل تلك العبادة - التي هي التوبة - متلذذاً بها، فكم هم الذين تابوا لكنهم لم يستطيعوا أن يثبتوا على تلك التوبة..ما أسرع ما يعود الشاب وكذلك الفتاة إلى تلك المواقع الإباحية ثم يصف نفسه بأنه من المنافقين ؛ و أن الله جلَّ وعلا لن يتوب عليه ، فيقنطه الشيطان من رحمة الله جلَّ وعلا فيستمرئ المعصية ، وينسى الله جلَّ وعلا فينساه ..
ونسي إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ؛ بل إن الله جلَّ وعلا يبدل تلك السيئات حسنات متى ما كان المؤمن والمؤمنة صادقين في التوبة والعودة إلى الله جلَّ وعلا..
لا تيأس أخي الحبيب أخي التائب من تلك المواقع الإباحية من التوبة والعودة إلى الله جلَّ وعلا..
عاهد نفسك بالاستغفار والتوبة ؛ أكثر من النوافل ؛ وكذلك بإيجاد البيئة الصالحة والصحبة الناصحة التي تعينك على الحق والخير ..
وتذكر أن هناك نعمة ألا وهي تلك العينين التي ترى بهما تلك المواقع، وتلك المنتديات.. تذكر أنهما نعمة، والوفاء هو الشكر لله جلَّ وعلا بأن لا تنظر إلى ما حرم الله جلَّ وعلا..تذكر أن اليد نعمة ..أما قال جلَّ وعلا - تلك اليد التي دخلت بها على تلك المواقع بلمسك للوحة المفاتيح - أن الله جلَّ وعلا قال فيها:[ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ]: يوم القيامة يختم الله على الأفواه ..من يتحدث ؟!، من يتكلم ؟!:[ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ].
اجعل يدك هذه تنطق لك وتشهد لك، لا تشهد عليك ،[ قالوا من أنطقكم قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ]: سبحانه جلَّ وعلا ..
أليست هذه الآيات تكون دافعاً ، وفي آن واحد رادعاً لكثير من الذين أوغلوا في تلك المواقع أن يتخلصوا منها ، وأن يخرجوا منها وأن يساعدوا أنفسهم في التخلص منها ..
أرجو ذلك من الله، وما ذلك على الله بعزيز.
الانترنت هو عالم المتناقضات والمفارقات العجيبة، أمامنا عالم هو الداء والدواء، الخير والباطل، النور والظلام..
** ** ** **
للاستماع للمحاضرة على الرابط :
http://www.islamcvoice.com/mas/open....t=186&book=476
ولمشاهدة الفلاش " شيطان نت " على الرابط :
http://saaid.net/flash/shaitan8.htm







