هام جدا: أطفالنا إلى أين؟؟؟ قوانين تزيد الطين بلة؟؟؟
10-06-2015, 12:44 PM
هام جدا: أطفالناإلى أين؟؟؟
قوانين تزيد الطين بلة؟؟؟





بقلم الأستاذ الفاضل:" سلطان بركاني".



أحيت كثير من دول العالم، الاثنين الماضي:( اليوم العالميّ للطّفل): الموافقَ للفاتح جوان من كلّ عام، وكانت التّقارير الصّحفية في الجزائر كما في البلاد الأخرى: تتحدّث عن معاناة الأطفال المادية والجسديّة، وتنقل إحصاءات مفزعة عن تعرّضهم للاستغلال والاعتداء، وتسهب في الحديث عن حقّهم في الرّعاية والتّعليم، مستندة إلى توصيات المنظّمات العالمية التي لا تكتفي بالتأكيد على هذه الحقوق فحسب، بل تتعدّى ذلك إلى الحديث عن حقّ الطّفل في حرية اختيار دينه وعقيدته ووجهته!!؟.
هذه التوصيات التي أصدرتها المنظّمات العالمية: ارتأت الجزائر أن تتبنّاها من خلال قانون جديد يمنع الوالدين من تقييد الحرية الشّخصية لأبنائهم؛ قانون: يُمنع بموجبه الوالدان من التدخّل فيما يختاره ويتبناه أبناؤهم من عقائد وأفكار!!؟، وما يعجبهم من مظاهر وأحوال، وربّما يصبح بموجب هذا القانون من حقّ الابن: أن يشكو أباه: إن هو أراد أن يلزمه الصّلاة، ويمنعه معاقرةَ الخمر!!؟، ومن حقّ البنت: أن تشكو وليّها إن هو أراد أن يلزمها لبس الحجاب، ويمنعها الخروج مع الشّباب!!؟.
فأيّ فساد هذا الذي يراد لهذا البلد!!؟، وأي انحلال هذا الذي سنصل إليه بإذعاننا لتوصيات هذه المنظّمات العالمية المشبوهة!!؟: [ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا].
لسنا ندري: هل نسي هؤلاء الذين ينادون بالحرية المطلقة للأبناء: أنّ الطفل كالعجينة: يتشكّل وفق المؤثّرات التي تحيط به، فإن لم يأمره والداه بالخير والصّلاح، فسيجد في التلفاز والأنترنت وفي الشّارع: من يأخذ بيده إلى عوالم أخرى!!؟، ثمّ هل نسي هؤلاء: أنّنا إن منعنا أبويه من تربيته وتوجيهه، فإنّ الشّيطان الذي أقسم على الله أن يضلّ بني آدم: لن يتركه، وسيوجّهه حيث الغفلة والضّياع والتّيه، والسّجائر والخمور والمخدّرات!؟.

نحن المسلمين: يفترض ألا نكون معنيين بمثل هذه التّوصيات المخالفة لشريعتنا الإسلاميّة التي تُعنى بحقوق الطّفل المادية أكثر ممّا تعنى بها كلّ القوانين والنّظم، ولكنّها فوق هذا، تُعنى بحقّ الطّفل في أن يكون:" مسلما صالحا مصلحا كما يحبّ الله جلّ وعلا"؛ فرض عين على الوالدين: أن يربيا أبناءهما على:" عقيدة الإسلام وشريعته وآدابه وأخلاقه"، وإن قصّرا في ذلك كانا آثمين عند الله.

ولعلّ ممّا يُؤسى ويؤسف له في هذا الزّمان: هذه الحال التي آل إليها أبناء المسلمين إلاّ من رحم الله الواحد الديّان؛ من:" ضياع وعبث وتيه وحرمان"، لعلّ السّبب الأوّل فيها هو:" هذه الغفلة العجيبة التي صارت واقع أكثر الآباء والأمّهات".

واقع مرير مرارة العلقم: يستحقّ أن يوصف بماء العيون: لا بمداد الأقلام؛ أطفال دون سنّ العاشرة: يسبّون الله جبّار الأرض والسّماوات، ويسبّون الدّين بأبشع وأقذع العبارات، وتقذف ألسنتهم كلمات من أشنع وأقبح الكلمات!!؟.
أطفال: لا مكان بينهم لشيء اسمه:" الخلق الحسن"، أو لشيء اسمه:" الحياء"، لا يوقّرون كبيرا، ولا يعرفون حرمة لجار أو قريب.
لا مكان عندهم لشيء اسمه:" الحرام": يتنافسون في:" السّرقة والغشّ وخداع أصحاب المحلاّت".
أطفال دون سنّ البلوغ: يتحدّثون في مواضيع الحبّ والغرام، ويتحدّثون عن المعاكسات، بل ويتحدّثون عن الخمور والمخدّرات، ويحفظون آخر الإصدارات من الأغنيات.
أطفال: يحفظون أسماء اللاعبين والأندية ومواعيد البطولات، بينما لا تكاد تجد بينهم من يحفظ حزبا من القرآن: لا تكاد تجد بينهم من يعرف أبجديات دينه إلا ما يتعلّمه في المدرسة على مضض!!؟.

إنّه:" الضياع والحرمان، ومنتهى الغفلة"، بل إنّها:" الخيانة للأمانة": أن يخرج المولود إلى هذه الحياة:" صفحة بيضاء طاهرة نقيّة"، فيجد:" أبا غارقا في بحر الدّنانير والحسابات"، و:"أُمّا غارقة في بركة المساحيق والخرق والموضات والمسلسلات"، فتتلوّن تلك الصّفحة بسواد حالك:( غفلة وضياع، تدخين ومخدّرات، قنوات ومعاكسات)، وياله من حصاد!!؟: يزرع بذوره بعض الآباء الغافلين هدانا الله وإياهم.

إنّها صورة من أشنع صور خيانة الأمانة، يوم يتحوّل البيت المسلم إلى مطعم أو نزل، لا أثر فيه للإسلام: لا قرآن يسمع، ولا مصاحف تفتح، ولا كتب أدعية تراجع، ولا قنوات إسلاميّة تتابع.

تدبّري معي أيّتها الأمّ، وتدبّر معي أيّها الأب: ذلك الموقف العظيم في يوم الحساب: يوم تجد صحيفتك: قد ملئت حسنات:( صيام وصلوات وذكر وصدقات)، فتفرح بذلك، فلا تلبث أن يأتي أبناؤك الذين أهملت تربيتهم، ليسألوك:
لِمَ لم تحسن تربيتنا يا أبانا؟.
لمَ لم تأمرنا بالصّلاة ونحن أبناء سبع سنين؟.
لمَ لم تأمرنا بحفظ القرآن؟. لمَ لم تعلّمنا طاعة الوالدين وصلة الأرحام؟.

كنت تأخذ بأيدينا إلى الأسواق والشواطئ ولا تأخذ بأيدينا إلى المساجد. سمحت في بيتنا بشتّى أنواع القنوات، فربّتنا على الميوعة والتخنث، وأثارت في نفوسنا الشهوات وأنستنا الآخرة والممات.
فانظر يا أبانا إلى المصير الذي أوردتنا!!؟.

أيّها الأب:إنّ الأبناء هم أنس الحياة، وريحانة الدّنيا، وكثير ممّن حرموا هذه النّعمة:يدفعون الأموال الطّائلة، وينتقلون من عيادة إلى عيادة: علّهم يرزقون بما يقرّ أعينهم، ويفرح قلوبهم، بل: ربّما يطرق بعضهم أبواب السّحرة والمشعوذين: عياذا بالله طلبا للأولاد!!؟.
والأبناء هم أيضا:" جنّة الدّنيا والآخرة": إن هم تربّوا ونشؤوا على دين الله، وألفوا الاستقامة على شرع الله، لكنّهم في المقابل: ربّما يكونون نقمة، وسببا من أعظم أسباب الشّقاء في الدّنيا والآخرة: إذا أهمل الوالدان تربيتهم، وظنّا أنّ واجبهما يتوقّف عند:( إطعامهم وكسوتهم وتعليمهم)، إذا تحوّل البيت إلى مأوى للحضانة والأكل والشّرب والنّوم، وخلا من كلّ ما يذكّر الأطفال بدينهم، ويعلّمهم ما ينفعهم ويقوّم أخطاءهم.

ألا: فاتّق الله أيها الأب في أبنائك، وتذكّر دائما وأبدا: أنّك مسؤول عنهم بين يدي الله جلّ وعلا، لأنّهم يولدون على الفطرة والخير والصّلاح، وأنت -بإذن الله- من تصنع عجينتهم، وإنّها والله لخيانة عظيمة: أن يتحوّلوا إلى مدمني خمور ومخدّرات، وإلى هواة طيش ومعاكسات، بسبب تقصيرك وغفلتك، وتعلّق قلبك بالماديات:[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ].

ألا: فاتّخذ قرارك الآن: أن تفتح صفحة جديدة في بيتك، وتبدأ عهدا جديدا مع أبنائك، يكون الهمّ الأكبر فيه هو:" همّ هدايتهم وصلاحهم": تعلّمهم الصّلاة، وتحبّبها إلى قلوبهم، وتأخذ بأيديهم إلى المساجد، تشتري لهم مصاحف وكتب أدعية وآداب، تحرص على تسجيلهم في المدارس القرآنية الصّيفيّة، تنظّم مشاهدتهم للتّلفاز، وتراقب خروجهم إلى الشّارع، وتسأل عن أصدقائهم وزملائهم، تجلس إليهم ولو نصف ساعة في اليوم: تحبّب إليهم الخير والصّلاح، وتحذّرهم طرق الغواية والانحراف، تسمع همومهم وانشغالاتهم، وتسدّد خطاهم وتصحّح أخطاءهم، وتبدي لهم كلّ الاهتمام بحياتهم ومستقبلهم الدّنيويّ والأخرويّ، وتقول لهم دائما وأبدا:" يا أبنائي ويا أحبابي، ينبغي أن نجتمع في هذه الدّنيا على ما يحبّه الله ويرضاه، ليجمعنا يوم القيامة برحمته في جنّته مع نبيّه ومصطفاه:[ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ].