هام: حسن الكلمة في تأويل رؤيا مسلمة الجزء الثاني
23-06-2015, 10:06 AM
هام: حسن الكلمة في تأويل رؤيا مسلمة
الجزء الثاني
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:
يشاء الله تعالى بعد أزيد من سنة على تأويلي لرؤيا أختنا الفاضلة الأستاذة:" مسلمة": أن يحصل أمر دعاني إلى إتمام تأويلي لتلك الرؤيا، وبيان ذلك كالآتي:
وشاء الله أن تغيب أختنا الفاضلة الأستاذة:" مسلمة" عن منتدياتنا في الفترة الأخيرة لمدة طويلة نوعا ما، وقد تساءل الكثيرون عن غيابها: داعينها للعودة لما لها من أثر طيب، وبصمة علمية متميزة على منتدياتنا، ويشهد بذلك أكثر من قرأ لها.
ولأنه:" على قدر أهل الكرام تأتي المكارم":استجابت أختنا الفاضلة :" مسلمة" لتلك الدعوات، ولبت تلك النداءات بتواضعها الجم – نحسبها كذلك، ولا نزكي على الله أحدا-.
وكانت الخالة الفاضلة:" فضيلة" أول من رحب بعودة أختنا:" مسلمة"، وقد ذكرتها باسمها:" حورية"، فلما قرأت الاسم الشخصي لأختنا:" مسلمة": تذكرت تأويلي لرؤياها، فربطت اللاحق بالسابق على النحو الآتي:
قلت في بداية تأويلي لرؤياها ما يأتي:
{ أنطلق في تأويلي لرؤياك من اسمك:" مسلمة"، وأنك رأيتنفسك بأنك قد دخلت الجنة، والجنة لا يدخلها إلا:" مسلم ومسلمة": نسأل الله بأسمائهالحسنى وصفاته العلى: أن يجعلنا جميعا من أهل جنته، ودار كرامته، وهذه دلالة خير،للارتباط الوثيق بين معرف الرائي، والمنزل الذي رأى نفسه فيه}.انتهى كلامي السابق.
وأضيف اليوم انطلاقا من الاسم الشخصي لأختنا:" مسلمة"، وهو:" حورية"، فأقول:
إن اسم:"حورية" له نصيب من بعض أهل الجنة، لأن:" حورية " مفرد لكلمة:"الحور"، و:" الحور العين" نساء الجنة، جاء في كتاب:" العامي الفصيح": من:( إصدارات مجمع اللغة العربية بالقاهرة: 3/12) ما يأتي:
{حَارَ: حوريّة من الجنة- تجري على ألسنة العامة، ويضربون بها المثل في الجمال}.
و من نساء الجنة أيضا:" المرأة المسلمة" ، فتضافر اللفظان:" مسلمة"، و:" حورية" للدلالة على معنى واحد هو:" اشتراكهما في الدلالة على بعض أهل الجنة": رزقنا الله وكل الموحدين: سكنى تلك الدار.
وبيانا لبرهان تأويلي لرؤيا أختنا الفاضلة:" مسلمة" بدلالة الاسم:( معرفها، واسمها الشخصي)، أقول موضحا بتوفيق الله تعالى كما سطره أحد أفاضلنا:
إن الاستعانة بالتعبير باستخدام دلالة الأسماء: مما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ومما جاء في ذلك:
حديث أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم قال : رأيت ذات ليلة فيما يرى النائم كأنا في دار عقبة بن رافع ، فأتينا برطب من رطب ابن طاب_ وهو رجل من أهل المدينة ينسب له هذا النوع من الرطب الجيد _
قال النبي : فأولت الرفعة لنا في الدنيا ، والعاقبة لنا في الآخرة ، وأن ديننا قد طاب". رواه مسلم.
لاحظ هنا وجودثلاثة أسماءفي الحديث،وكيف استنبط منها تعبير الرؤيا:
عقبة : أخذ منه العاقبة.
رافع:أخذ منه الرفعة.
طاب:أخذ منه معنى الاستقرار واكتمال أحكام الدين.
إذا:" التأويل للرؤيا بدلالة الأسماء": هو منهج نبوي، فالحمد لله الذي وفقنا لذلك.
ومما يستأنس به لتقوية ما ذكرناه: ما ورد من استنباطه عليه الصلاة والسلام:" تسهيل أمر المسلمين يوم الحديبية" من اسم المفاوض:" سهيل بن عمرو"، فقد ورد حديث في:(صحيح الأدب المفرد: باب التبرك بالاسم الحسن):(1/353)، ولفظ الحديث كما يأتي:
عن عبد الله بن السائب: أن النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية، حين ذكر عثمان بن عفان: أن سهيلاً قد أرسله إليه قومه، فصالحوه، على أن يرجع عنهم هذا العام، ويخلوها لهم قابل ثلاثة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين أتى. فقيل: أتى سهيل "سهل اللهأمركم".
وختاما أقول:
لاشك بأن:" المؤمن والمؤمنة": يفرحان بالمبشرات، ولكن ذلك لا يعني بتاتا: الركون إليها، وترك العمل، أقول هذا من باب:" التذكير" فقط، ولنتأملمتدبرين قول رب العالمين في القرآن المبين مرشدا عباده المؤمنين إلى السبيل المستبين للقائه يوم الدين، فقال - وهو أصدق القائلين -:
[فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا].
إن:" السبيل الوحيد الموصل للقاء الله تعالى" هو:( الجمع بين توحيده تعالى بعدم الإشراك به)، و:( الاجتهاد في العمل الصالح)، وهو: ما كان خالصا لله تعالى، وعلى سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام.
ولذلك: أوصي:" نفسي وأختنا مسلمة حورية وكل الموحدين" ب:
"الإخلاص في القول والفعل"، و:" الصدق مع الله في السر والعلانية"، و:" المحافظة على الأدعية المأثورة النافعة"، ومنها:
[فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ].
[رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ].
"يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك".( حديث رقم: 7988 في صحيح الجامع).
نسأل الله تعالى بأسمائهالحسنى وصفاته العلى في هذه الأيام المباركة من رمضان: أن يختم لنا ولكم بالحسنى، وأن يجعلنا جميعا من أهل جنته، ودار كرامته.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.






.
