يا طالب رتاج النجاة والعلم: لماذا لا تهتم بأذكار الصباح والمساء خصوصا والأذكار عموما!!؟
28-07-2015, 10:46 AM
يا طالب رتاج النجاة والعلم:
لماذا لا تهتم بأذكار الصباح والمساء خصوصا والأذكار عموما!!؟



الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:



يا طالب رتاج النجاة، ومحصل طوق العلم:
لماذا لا تهتم بأذكار الصباح والمساء خصوصا والأذكار عموما!!؟.
يا صااح ..
يا غاافل ..
قلبك ميت!
فأدركه بذكر الله تعالى.


قال العلامة المتفنن:"ابن القيم رحمه الله" في:(الوابل الصيب:40 - 41):
" ولا ريب أن القلب يصدأ: كما يصدأالنحاس والفضة وغيرهما، وجلاؤه بالذكر، فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء، فإذا ترك صدئ.
وصدأ القلب بأمرين: بالغفلة والذنب، وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر.


فمن كانت الغفلة أغلب أوقاته: كان الصدأ متراكباً على قلبه، وصدأه بحسب غفلته، وإذا صدئ القلب: لم تنطبع فيه صور المعلومات على ما هي عليه، فيرى الباطل في صورة الحق، والحق في صورة الباطل!!؟، لأنه لما تراكم عليه الصدأ: أظلم، فلم تظهر فيه صورة الحقائق كما هي عليه.
فإذا تراكم عليه الصدأ، واسود وركبه الران: فسد تصوره وإدراكه، فلا يقبل حقاً، ولا ينكر باطلاً.
وهذا أعظم عقوبات القلب.


وأصل ذلك من:" الغفلة واتباع الهوى"، فإنهما يطمسان نور القلب، ويعميان بصره، قال تعالى:[ ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً].
فإذا أراد العبد أن يقتدي برجل، فلينظر: هل هو من أهل الذكر، أو من الغافلين!!؟.

وهل الحاكم عليه الهوى، أو الوحي!!؟.
فإن كان الحاكم عليه هو: الهوى، وهو من أهل الغفلة: كان أمره فرطاً.
ومعنى الفرط: قد فسر بالتضييع، أي: أمره الذي يجب أن يلزمه، ويقوم به وبه رشده وفلاحه: ضائع قد فرط فيه، وفسر بالإسراف: أي قد أفرط، وفسر بالإهلاك، وفسر بالخلاف للحق، وكلها أقوال متقاربة.

والمقصود:
أن الله سبحانه وتعال:ى نهى عن طاعة من جمع هذه الصفات، فينبغي للرجل أن ينظر في:" شيخه وقدوته ومتبوعه"، فإن وجده كذلك، فليبعد منه.
وإن وجده ممن:" غلب عليه ذكر الله تعالى عز وجل واتباع السنة، وأمره غير مفروط عليه، بل هو حازم في أمره"، فليستمسك بغرزه، ولا فرق بين الحي والميت إلا بالذكر، فمثل الذي يذكر ربه، والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت".انتهى كلام العلامة المتفنن:"ابن القيم رحمه الله".


فما أجمل أن يبدأ المسلم يومه بذكر الله، وينتهي بذكر الله؛ من:( تسبيح وأذكار المساء والصباح، والدعاء).

قَال الشيخ:" مُحَمَّد بْن الْعُثَيْمِيْن" رحمه الله:

" أَكْثِرُوْا مِن هَذِه الْمَكَاسِب الّعَظِيّمَّة مِن أَعْمَال يَسِيْرَة، أَكْثِرُوْا مِن ذِكْر الْلَّه عَز وَجَل بِقُلُوْبِكُم وَأَلْسِنَتِكُم وَجَوَارِحُكُم، لِيَكُن ذِكْر الْلَّه تَعَالَى فِي قُلُوْبِكُم قِيَاما وَقُعُوْدا وَعَلَى جُنُوْبِكُم، كُوْنُوْا مُتَذَكِّرِيْن دَائِمَا لِعَظَمَتِه وَجَلَالِه، وَكَمَال أَسْمَائِه وَصِفَاتِه وَأَفْعَالِه .. اذْكُرُوْا الْلَّه تَعَالَى بِأَلْسِنَتِكُم بِقَوْل:( لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه،
سُبْحَان الْلَّه، الْحَمْد لِلَّه، الْلَّه أَكْبَر)، وَاعْلَمُوا: أَن كُل قَوْل مَن الْخَيْر تُرِيْدُوْن بِه وَجْه الْلَّه، فَهُو مِن ذِكْر الْلَّه.

أَكْثِرُوْا مِن ذِكْر الْلَّه تَعَالَى، وَلَا تَكُوْنُوْا مِمَّن أَغْفَل الْلَّه قَلْبَه عَن ذِكْرِه، وَاتَّبَع هَوَاه، وَكَان أَمْرُه فُرُطا.
أَكْثِرُوْا مِن ذِكْر الْلَّه قَبْل أَن يُحَال بَيْنَكُم وَبَيْنَه: إِمَّا بِالْمَوْت أَو بِالْعَجْز أَو بِحِرْمَانِكُم مِنْه عُقُوْبَة عَلَى غَفْلَتَكُم.
لَا يشْغَلَنَّك أَيُّهَا الْمُسْلِم عَن ذِكْر الْلَّه:( مَال وَلَا بَنُوْن)، فَإِنَّمَا الْمَال وَالْبَنُوْن: زِيْنَة الْحَيَاة الْدُّنْيَا، وَالْبَاقِيَات الْصَّالِحَات خَيْر عِنْد رَبِّك ثَوَابا وَخَيْر أَمَلا. وَالْبَاقِيَات الْصَّالِحَات: كُل عَمَل صَالِح، وَعَلَى رَأْسِهَا قَوْل:( سُبْحَان الْلَّه، وَالْحَمْد لِلَّه، وَلَا إِلَه إِلَّا الْلَّه، وَالْلَّه أَكْبَر، وَلَا حَوْل وَلَا قُوَّة إِلَّا بِالْلَّه).

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

بقلم الأستاذ:" محمود الصرفندي" – مع تصرف يسير –
جزاه الله خيرا.