بين التّعريب والتّخريب!
19-04-2016, 10:19 AM
بين التّعريب والتّخريب

الأساذ:" رشيد ولد بوسييافة".



تصريح زعيم الأرسيدي السّابق سعيد سعدي، حول اللّغة الفرنسية بقوله إنها لغة الإبداع والابتكار والتنوير ومهاجمته لخيار التعريب الذي انتهجته الجزائر منذ الاستقلال، ليس تصريحا معزولا ولكنه يأتي في ظل عمل ممنهج يستهدف مشروع التّعريب وهو المشروع الذي بدأته إصلاحات بن زاغو وتواصله الآن نورية بن غبريط فيما يسمى بالجيل الثاني من الإصلاحات.

قبل 14 سنة، حاول وزير التربية الأسبق علي بن محمد الخروج من القوقعة التي وضعتنا فيها فرنسا بالانفتاح على لغة العلم والتكنولوجيا لكن التيار الفرنكفوني تصدّى للمشروع بطريقة أقل ما يقال عنها إنها إجرامية بتسريب منظم لأسئلة البكالوريا متسببا في فضيحة تاريخية!!



ونفس الأمر حدث العام الماضي عندما تعالت الأصوات في الجزائر، عقب بروز مقترح تدريس العامية حيث كانت هناك مطالبات كثيرة من النخبة ومن الأوساط الشعبية بضرورة الاهتمام باللغة الإنجليزية واعتمادها لغة أجنبية أولى في النظام العلمي، ولو بشكل اختياري كمرحلة أولى، لكن وزيرة التربية الوطنية سدت آذانها عن هذه المطالب، وردت بتعزيز الحجم الساعي للغة الفرنسية.
ما يحدث في الجزائر من هجوم مضاد على مشروع التعريب يحدث كذلك في المغرب الذي ذهب أبعد من الجزائر في اعتماد اللغة الفرنسية لتدريس المواد العلمية وإدراجها كمادة أجنبية في السنة الأولى ابتدائي، في عملية أطلق عليها "إقبار" التّعريب في المغرب يقوم بها وزير التربية المغربي رشيد بلمختار، رغم أنف رئيس حكومته عبد الإله بنكيران.
هوعمل منسق يستهدف الهوية العربية لدول المنطقة يبدأ بالتراجع عن مكسب التعريب الذي انتهج عقب طرد الاستعمار الفرنسي وينتهي بتخريب البنية التعليمية من منطلق الإصلاح، وهو بالذات ما يحدث هذه الأيام لأن الإصلاح يقتضي مجاراة العصر باعتماد اللغة الحية التي يتعامل بها العالم أجمع لا إعادة الاعتبار للغة الفرنسية التي فضلا عن أنها ليست لغة العلوم الحديثة ولا لغة الاتصالات ولا لغة الترفيه والسفر.
ما يحدث هو تخريب للمنظمة التربوية عبر مشروع مشبوه يقوم به عملاء لفرنسا لا أكثر ولا أقل، لكن الواقع يجرف هؤلاء ومشروعهم، بدليل التطور الكبير للغة العربية التي أصبحت اللغة الأجنبية الأولى في الكثير من الدول المتطورة من جهة، ومن جهة أخرى ما يحدث في الجزائر من ثورة كبيرة في تعلّم اللغة الانجليزية يترجمها العدد الكبير من المدارس المختصة في تدريسها إلى العمل الكبير الذي يقوم به المجلس الثقافي البريطاني في تأهيل المدرسين، إلى الاهتمام العام بتعلمها ومحاولة التحدث بها....وهذا مصدر قلق اللوبي الفرنكفوني.