تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
ثقلاء على شفير البرزخ!!؟
10-05-2016, 05:06 PM

ثقلاء على شفير البرزخ!!؟

الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:


من المظاهر الأليمة التي بدت ملحوظة بعض الشيء هذه الأيام: أن ترى الشخص يتَّبِع الجنازة من أقاربه أو معارفه، ويقف في زحام الناس في المقبرة، أو متجافياً على مرمى خطوات يُطلّ عليهم، ثم يتجاذب مع صاحب له:" تعليقات الدعابة والهزل!!؟، بل ربما: استدعى من ذاكرته نوادر يتفكّه بها!!؟، بل ربما: كان بعضهم في مبدأ أمره يخفي بعض ضحكاته، ثم صار لاحقاً يجاهر بها بصفاقة طبع!!؟".

كلما رأيت هذا المشهد السّمج: انهمر على ذاكرتي حديث علي بن أبي طالب في الصحيحين: أنهم كانوا مع النبي –صلى الله عليه وسلم- في جنازة، فقعد وقعدوا حوله، ونكّس النبي –صلى الله عليه وسلم- رأسه إلى الأرض، ثم أخذ عوداًن وأخذ ينكت في الأرض، ثم قال صلى الله عليه وسلم:
"ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار، أو من الجنة".


تجوّل بطرفك في هذا المشهد لخشوع النبي صلى الله عليه وسلم وإطراقه وسكينته وقت الجنازة، وتذكره لقاء الله والدار الآخرة، وتذكيره أصحابه، ثم تذكّر أولئك المتظرّفين الثقلاء بينما:" ذوو الميت": يوسّدون ميتهم اللحد، وما أهالوا التراب عليه بعد!!؟.

إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم يقول:"زوروا القبور فإنها تذكر الموت فهل من تفسير لمن زار القبور، ولم يتغير من حاله شيء إلا:"موت القلب" بسبب ما تكاثف على القلب من الخطايا، وتلبد عليه من السيئات، تماماً كما لا يحس الجسد المعزول بآثار الحرارة الخارجية!!؟

التابعي الجليل:" ثابت البناني" تتلمذ على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: كأنس بن مالك وعبد الله بن عمر وابن الزبير وغيرهم، وهو يروي مشهد الجنازة في ذلك الجيل، فيقول كما روى عنه ابن أبي شبة في مصنفه:
عن ثابت البناني قال:" لقد كنا نتّبع الجنازة، فما نرى حول السرير إلا متقنعاً باكياً أو متفكراً، كأنما على رءوسهم الطير".

يا الله .. كم هو مشهد يكشف لك القلوب الحية.. غشيتهم السكينة كأنما على رؤوسهم الطير..


وروى ابن أبي شيبة في المصنف –أيضاً- عن فقيه أهل العراق في زمانه إبراهيم النخعي مستغرباً ممن يتحدث بأمر لا يليق بمقام الجنازة قال:
" كنا إذا حضرنا جنازة أو سمعنا بميت يُعرَف ذلك فينا أياماً، لأنا قد عرفنا أنه قد نزل به أمر صيّره إلى الجنة أو النار, وإنكم تتحدثون في جنائزكم بحديث دنياكم!!؟".

ومما يزيد الألم من مشهد المتفكّهين على شفير القبر: أنهم لم يكتفوا بالإساءة لأنفسهم، بل لم يرعوا حق أهل الميت المفجوعين بقريبهم!!؟.
فأين:" الأدب والذوق واللباقة في رجل يقابل عيناً تدمع بفم يقهقه!!؟".
وغاية الجهل: غياب إدراك اختلاف المقامات، وما يناسب كل حال!!؟.

بدلاً من: أن يتضامن متبع الجنازة مع أهل الميت، فيشعر بوجعهم، ويحزن لحزنهم، ويصبّرهم ويثبّتهم ويدعو لهم: يبعث لهم بهذه الرسالة المضمرة الثقيلة: أنه ما جاء إلا لأداء واجب اجتماعي محض!!؟: كأنما هو: عبء ينتظر أن يلقيه عن عاتقه، ويتسلى بالمرح، ريثما تنتهي مراسم الدفن!!؟.

اللهم إنا نسألك الحياء منك، ومن الناس، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

منقول بتصرف يسير.


  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: ثقلاء على شفير البرزخ!!؟
22-05-2016, 12:30 PM
كنت في جنازة

أبو حاتم سعيد القاضي

الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:



وأنا أمشي بين القبور: رأيتُ كلَّ الموتى في حفرة ضيقة، أردتُ أن أميز الغني من الفقير، والله ما استطعت.
أين مَن عمل الصالحات، ومن تلبَّس بالسيئات؟.
من منهم في قبره منعَّم مسرور، ومن منهم في هَمٍّ وشقاءٍ؟.
سعينا بميتنا إلى قبره، ونحن جمعٌ غفيرٌ، كلنا نلهج إلى الله بالدعاء: أن يغفر له ويرحمه، ويهوِّن عليه الكربات.
رأيت رجلًا لا يفصله عن القبر إلَّا مِتران، والناس يغطون الميتَ بالتراب، وقد أَخرج صاحبنا هاتفه، وردَّ على المكالمة وهو على القبر!!؟.
أمَا استطاع هذا: أن ينسى الدنيا وأهلَها دقائق معدوداتٍ، ويتفكَّر كيف ينجو مما في القبر من كرباتٍ!!؟.
نشكو إلى الله قلوبًا قسَت، ولآخرتها نسَت، وبدنياها انشغلَت.
خرجنا من الجنازة، فإذا جماعة من الناس قد اصطفُّوا في صفٍّ طويل؛ يودِّعون الناس قائلين: شكر الله سعيكم.
ألا جعلوا هذا الوقتَ للوقوف عند القبر، والدُّعاء لهذا الميت المسكين!!؟.
اللهمَّ ارزقنا فهمًا سديدًا، وعقلًا رشيدًا.
رأيت جمعًا غفيرًا قد ساروا خلفَ هذا الميت، منهم: من يبكي، وإنما يبكي في جنائزنا أهلُ الميت المَكْلومين لفراقِه.
ومنهم: من بدت عليه السكينة، قد تفكَّر في مآله، وندِم على حاله، وقليلٌ ما هم، فاللهم ارزقنا عبادةً صالحةً قبل الموت.
تساقطَت دمعة من عين صديقٍ أو قريبٍ، ثم غطَّى جفنَه ما بقي من عبراتٍ، وعاد الجميع إلى بيتِه، وبقِيَ صاحبنا وعملُه، إن كان عمِلَ صالحًا، فهو أسعدهم، وإن كان غير ذلك، فلا يلومَنَّ إلا نفسه.
في الجنازة: سمعتُ الصُّرَاخَ والبكاءَ والعويل، فعجبت لِمَ ينوحون على موتاهم!!؟
إن كانوا صالحين، فهنيئًا لهم، وإن كانوا غير ذلك، فما يغني عنهم بكاءٌ ولا نحيب، وإنما يحتاجون إلى دعوة صالحة.
السعيد من وُعِظ بغيره، والشَّقيُّ من وقَع في حبائل الشيطان، فما وُعِظ بنفسه ولا بغيرِه، بل وُعِظ غيرُه به.
تذكَّرتُ هذه الكلماتِ وأنا على شفير القبر، مُتفكِّرًا في هذا الميت، لو عاد إلى الحياة، ما كان صانعًا!!؟.
ما أخشع تشييع الجنازة في الظلام!!؟.

كلُّ باكٍ فسيُبْكى
كل ناعٍ فسيُنْعى
كل مذكورٍ سيُنْسَى
ليس غير الله يبقَى
مَن علا فالله أعلَى

اللهمَّ ارحمنا إذا صِرْنا تحت التراب.
يومًا ما في جنازة: ظللْتُ أدقِّقُ النَّظرَ في أعيُن النَّاس لعلِّي أظفر بدامعٍ، فوربِّ السماء والأرض: لقد انقلبَ البصرُ إليَّ خاسئًا، وهو حسيرٌ!!؟.
على الجنازة اضطرني بعض النَّاس، لأقول موعظةً أُذكِّرُ فيها بالآخرةِ حتى ينصِتَ النَّاس، ويقل كلامُهم.
يا ألله!
أيحتاج الناس إلى موعظةٍ، وهم يرون صاحبَهم قد مات، وها هم يضعونَه في قبرِه حيث لا أنيسَ ولا جليسَ إلَّا العمل الصالح!!؟.
كفى بالموت واعظًا.
إن احتاج هؤلاء إلى موعظة، وهم على شَفير القبر، فإنَّا لله وإنا إليه راجعون!!؟.
اللهمَّ اجعلنا ممن اعتبر بحالِه، وأخذ من حاضره لمستقبله، واجعل لنا في قبورنا نورًا وضياءً، وارحم موتى المسلمين، وثبِّتنا على درب نبيِّك الأمين.


مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 01:37 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى