[quote=قرفي فهيمة;475903]السلام عليكم و رحمة الله
منذ مدة حصلت حادثة مؤلمة و هي انتحار شاب مثقف و ملتزم عقب اداءه صلاة العشاء,حيث انه رمى بنفسه في بئر عميق فكانت نهايته .
راودتني بعض التساؤلات:
اقتباس:
|
هل الا نسان مخير ام مسير؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
|
سؤالك ياهذا سؤال معاند ... مخاصم رب العرش بارى البرية
أولا : أختي الفاضلة هادان المصطلحان لم يردا عن السلف وإنما من نتائج تأثرنا ابالفلسفات والأفكار الغربية وإنما ما ورد في الكتاب والسنة لفظ الجبلة .
ثانيا : لاشك أن الإنسان ليس له اختيار في أمور وله اختيار في أمور أخرى من الأمور التي ليس له اختيار فيها لون بشرته , وطوله , والإرتعاش وغيرها ولهدا لا نجد التكاليف تقع على هده الأمور .
ومن الأمور التي يكون فيها الإنسان مسير كفعل المعصية وترك الواجبات .
اقتباس:
|
اي هذا الشاب هل هو مخيرلانه انهى عمره بيده من خلال انتحاره؟؟؟؟؟؟؟؟؟
|
الشاب هنا مخير لأنه عصى أمر الله الناهي عن قتل نفسه فقال الله - تعالى -وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً [النساء : 29]
فمخالفة الشاب لهدا الأمر استحق من أجله العقوبة , وهو مكلف وفعل دلك باختياره ولم يجبره أحد , وإدا قلنا بأن الله - سبحانه - قد اجبره على دلك فنصل إلى أمر آخر وهو الجبر فنحاول إيجاد تبريرات للشاب على قتل نفسه ونخاصم الرب - سبحانه - ولسان حالنا يقول لمادا تنهاه ثم تجبره على قتل نفسه ؟.
ولما عصى ءادم ربه اعترف بدنبه وتاب ورجع أما إبليس فاحتج بالقدر على معصيته فقال فبما أغويتني أي أنت سبب غوايتي ,فأنت الآن بين أمرين إما أن تتشبه بإبليس في احتجاجه أو بأدم في توبته وأنا رأيي أن نشابه أبانا و لانحتج بالقدر على معاصينا فقد قيل : من أشبه أباه فما ظلم .
والإحتجاج بالقدر على الله كدلك من عادة الكفار والمشركين الدين قالوا
وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ [النحل : 35]
فاحتجوا على عبادتهم الأصنام بجبر الله لهم على تلك العبادة فرد الله قولهم بامور :
أن هدا من فعل من سبقهم .
ثانيا : قوله فهل على الرسل إلا البلاغ المبين أي لو كان الحجة بالقدر قائمة ما فائدة بعثة الرسل ؟ .
وَقَالُوا لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ [الزخرف : 20]
كدلك هنا رد عليهم أنهم ليس لهم علم وإنما مجرد اقوال من عند أنفسهم وتخرصات ظنوها دلائل قوية على الإحتجاج بقدر الله عليهم .
سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ [الأنعام : 148]
فرد عليهم كدلك بقوله :
حتى داقوا باسنا : فلو كان الإحتجاج بالقدر جائز لما عدبهم الله على أفعالهم ولكان تعديبه لهم ظلما وحاشاه ربنا .
ثم قال : هل عندكم من علم فتخرجوه لنا : أي هل عندكم علم في اللوح المحفوظ أن الله جبركم على فعلكم المعصية وترككم الواجبات .
ثم قال : إن يتبعون إلا الظن والخرص : أي تقول على الله بغير علم ولا دليل .
ثم مثال عقلي واقعي : لو فرض على إنسان طريقين أحدهما آمن والآخر فيه لصوص وقيل له اي الطريقين تسلك , أكيد سيسلك الطريق الآمن .
فلمادا لا يسلك طريقة عبادة الله سبحانه ؟.
هنا أيضا مسألة يجب التنبيه عليها وهي : الجمع بين علم الله السابق وكتابة دلك في اللوح المحفوظ وبين توفيق الله للعبد وفعل العبد لأفعاله , أوضح دلك بمثال :
لو فرض مدرس له أولاد في القسم وهدا المدرس كيس فطن ودو فراسة ومن خل تجربته وخبرته بتلاميده قال لأحدهم لن تنال الشهادة وبالفعل لم ينل الشهادة , فهل يحتج التلميد على قول أستاده له بعدم نيله للشهادة أم يلوم نفسه لعدم مثابرته على العمل .
ولله المثل الأعلى فلو قدر ان الإنسان سبق في علم الله أنه يموت قتلا لنفسه أو زانيا والعياد بالله فلا يحتج على الله بدلك .
أيضا هنا مسألة توفيق الله - عزوجل - لعبده فلا يعني عدم توفيق الله أنه أجبره وبيان دلك بمثال من القرءان :
وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ [القصص : 20]
فهدا الرجل حدر موسى - عليه السلام - أن الملأ يريدون قتله ولكنه لم يساعده على الهروب وإنما نصحه فقط , فهل نلوم هدا الرجل على فرض أن موسى قتل وإنما هو ما عليه قد أداه .
كدلك الله - عزوجل - أثبت مشيئة للعبد واختيارا في فعله فقال
لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ [التكوير : 28]
وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير : 29]
فالعبد له مشيئة يفعل بها لكن تحت مشيئة الله - سبحانه - .
والإنسان بفطرته يشعر بأنه يفعل الأمور باختياره وإرادته ولا أحد يجبره .
فالشريعة تؤاخد الإنسان عندما يوجد الاختيار ويرفع التكليف والمؤاخدة عند وجود الإكراه والجبر
فالله لايكلف نفسا إلا وسعها , فقد أمر برجم الزاني وقتل القاتل وقطع يد السارق وغيرها من الأحكام فلو كان القدر حجة لكانت هده العقوبات ظلما منه - سبحانه - وما ربك بظلام للعبيد .
بينما إدا ارتفع التكليف ارتفعت المؤاخدة فالله لايؤاخد القاتل المخطئ ولا الناسي ولا الساهي .
كدلك ادا كان مكرها يجوز له الكفر فدل أن هناك اختيارا كما قال - تعالى - إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان وهنا لا يؤاخد ثم قال ولكن من شرح بالكفر صدرا وهدا دليل على اختياره لأنه فرق بين الأمرين.
يبقى أخيرا والمسألة طويلة وعريضة وقد زلت فيها قدام وضلت فيها افلام والمعصوم من عصمه الله فالإنسان لا يخوض في مثل هده المسائل ويقطع على الشيطان طريقه حتى لا يشككه في ربه فيصبح متهما له وقدوته في دلك إبليس بل يرجع الإنسان باللوم على نفسه دائما بأنه هو المقصر والمدنب وكما قيل ك
الإحتجاج بالقدر في المصائب لا المعائب
و أصل ضلال الخلق من كل فرقة ... هو الخوض في فعل إلاله بعلة
فإنهموا لم يفهموا حكمة له ... فصاروا على نوع من الجاهلية
وهناك كتاب قيم لإبن القيم - رحمه الله - بعنوان :
وأيضا تائية شيخ الإسلام في القدر ضمن مجموع الفتاوي الجزء 8 الصفحة 246
مع شرحها للشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - .