دُروس الجُمعَة 20 :28 ذو الحجة 1429 هـ
26-12-2008, 09:22 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جمعة مباركة للجميع
درس اليوم
للأخ عبد الله (BellaSoft) بارك الله فيه
بعنوان:
متى نستفيق
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد:
كثيرا ما أتساءل عن السر في تأخرنا و عودتنا للوراء في حين نلاحظ تقدم جميع الأمم الأخرى بما فيها عبدة البقر و الشجر ؟؟ كيف نجح سلفنا في قيادة البشرية في حين فشلنا نحن في قيادة أنفسنا ؟؟
نحن أمة دعوة عالمية فما الذي قدمناه لهذه الدعوة على الصعيدين المحلي و العالمي في القرون القليلة الماضية ؟؟
ليس هناك جهد إسلامي واضح لخدمة الرسالة الخاتمة و تبصرة الناس بما فيها من حق و خير بل الذي يقع داخل الأرض الإسلامية يثير الريب حول القيمة الإنسانية لرسالة الإسلام و مدى انتفاع أهل الأرض منها، و تلك مصيبة طامة، أن يعمل الإنسان ضد نفسه و سمعته ؟؟ و سواء درى أم لم يدر فتلك نتيجة تسود لها الوجوه ... ؟
في عالم يبحث عن الحرية نصور الإسلام دين استبداد، و في عالم يحترم التجربة و يتبع البرهان نصور الدين غيبيات و تهاويل مقطوعة الصلة بعالم الشهادة و في عالم اتحد فيه المتباعدون ليحققوا هدفا مشتركا نرى المسلمين يجترون أفكارا بشرية باعدت بين المسلمين من ألف عام ليشقوا بها الصف و يمزقوا بها الشمل ؟؟
السلفية التي نعرف و نحب ....
من بدء الخلق إلى ختام النبوات، توالت الرسالات السماوية على أقوام من البشر تدعوهم إلى الحق و تهديهم السبل، و لكن كان الحق يتسرب و يتلاشى بعد سنين طويلة أو قصيرة فيحل محله الباطل الخادع ...
و لكن من خمسة عشر قرنا ظهر إنسان فذ، أمده الله بوحي من عنده فإذا هو يتحرك في صحراء الجزيرة حاملا البلاغ المبين، كانت الظلمة كثيفة و الخصومة ملتهبة و كسف الضلالة تتراكم في الشرق و الغرب، و كأنما نجح إبليس في إغواء البر و البحر فما يبدو بصيص أمل ...
على أن الرسول العربي الملهم شرع في تربية الرجال الذين يؤمنون به و يجاهدون معه فصنع أمة تستمد من صلابته بأسا في إحقاق الحق و إبطال الباطل (كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلو عليهم الذي أوحينا إليك، و هم يكفرون بالرحمن، قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت و إليه متاب ) الرعد 30 .
منهاج الرسالة الخاتمة هو تغيير العالم أجمع، و العدة أولئك الأصحاب الذين تربوا على يدي محمد صلى الله عليه و سلم فعلمهم فن الحكم و رعاية الجماهير و حماية الحقوق و تزكية السرائر و بناء الأخلاق الحسنة و دعم التقاليد الجميلة .. ذلك كله في سياج من التوحيد المحض و العبادة النقية ..
أولئك هم سلفنا الصالح، الصالح لقيادة الحياة، و إرث الآخرة، عن جدارة لا عن دعوى .. ألا ما أعظم صحابة محمد صلى الله عليه و سلم، و ما أكبر دينهم في رقابنا .
أتباع محمد صلى الله عليه و سلم في الأولين و الآخرين ...
و الآن بعد مسيرة طويلة للإنسانية أنظر إلى نفسي و من حولي فأجد الشبه قريبا بين أعداء محمد صلى الله عليه و سلم في الأولين و الآخرين ؟ في حين أجد الشبه بعيدا بين أتباعه في الأولين و الآخرين ...
إن الصحابة عندما قدموا كلمة التوحيد للناس قدموها على أنها فكاك لأعناقهم من ضروب الوثنيات الدينية و الاجتماعية و السياسية، و من خلال الكتاب و السنة أدرك الناس أن الحريات موطدة و أن الحقوق مصونة و أن أشواق الفطرة تلبى دون حرج، و أن الدولة مع المظلوم حتى ينتصف و على الظالم حتى يعتدل و أن الصيحة التي يصحوا عليها النائم و يصغي إليها قبل أن يدلف إلى فراشه هي ( الله أكبر الله أكبر) فجرا و عشاء ..
هذه هي الدنيا التي فهمناها من ديننا، بيد أن العالم الإسلامي لا يعرف هذه المعالم في دنياه، و قد يسمع عن شيء منها في العالم الذي لا يعرف الإسلام ..
واقعنا ..
فلنتأمل في ذاتنا نحن المسلمين، إننا نزيد على ألف مليون من البشر، و نسكن أرضا تمتد بين المحيطين الأطلسي و الهادي، و نملك ثلث ثروات العالم السائلة و الجامدة .. هذه الإمكانات تجعلنا أمة طليعة لا أمة ذيل ..
في اعتقادي أن الثقافات المسمومة التي نتناولها، و الأحوال المعوجة التي ألفناها، هي التي أزرت بنا ..
إن الإسلام يدرس بطريقة جنونية، و شياطين الإنس و الجن يحرسون هذه الطريقة حتى تسلم لهم مكاسبهم الحرام و تبقى لهم زينة الحياة الدنيا ..
خصومات علمية فات وقتها ..
في الوقت الذي يتحد فيه خصومنا من أجل هدفهم المشترك، نختلف نحن في أتفه الأسباب و نتفرق و نتحزب دون وعي لما يحيط بنا من مخاطر.
سألني مرة شاب يبدو عليه الذكاء و الحماس فقال : قرأت بعض كتبك، و رأيت أن أستكمل معرفتك من أسئلة أوجهها إليك، فقلت حسبك سؤال واحد فلدي ما يشغلني ..
قال : ما رأيك في الفوقية بالنسبة إلى الله تعالى ؟؟ فقلت: لا أدري كيف أجيبك؟ أنا مع أهل الإسلام كلهم أسبح باسم ربي الأعلى و أحيانا يطوف بي من إجلال الله و إعظامه ما أظنني به واحدا من الذين قيل فيهم (يخافون ربهم من فوقهم و يفعلون ما يؤمرون) النمل 50
أنا مع العقلاء الذين يقولون السماء فوقنا و الأرض تحتنا، ثم إني بعد ما اتسعت مداركي العلمية، علمت أن الأرض كرة تسبح في فضاء رحب مع أخوات لها يتسقن في نظام محكم، مادامت السماء محيطة بنا فهي فوقنا و تحتنا، و نحن على أرضنا قد نكون فوق أقوام يعيشون على الأرض في جانب آخر منها ... و على أية حال فالخالق الأعلى له فوقية تقهر الخلائق جميعا و تستعلي على سائر الموجودات.
قال الشاب: ألم تقرأ العقيدة الطحاوية ؟؟ قلت: أوصي المسلمين أن يقرأوا القرآن، و ألا يعملوا عقولهم في اكتناه الغيبيات التي يستحيل إدراك كنهها، كذلك فعل سلفهم الصالح فأفلح ...
قال الشاب: في كتابك "عقيدة المسلم" تتبعت مذهب السلف لكنك رتبت العقائد على منهج أبي الحسن الأشعري و هو مؤول منحرف .. قلت: رحم الله أبا الحسن و ابن تيمية، كلاهما خدم الإسلام جهده و غفر الله لهما ما يمكن أن يكون قد و قع في كلامهما من خطأ .
اسمع يا بني، لماذا تحيون الخصومات العلمية القديمة؟ كانت هذه الخصومات – و دولة الإسلام ممدودة السلطة – خفيفة الضرر، و إنكم اليوم تجددونها و دولة الإسلام ضعيفة، بل لا دولة له، فلم تعيدونها جذعة و تسكبون عليها من النفط ما يزيدها ضرما ؟
اشتغلوا بما اشتغل به سلفنا الأول، اشتغل بالجهاد في سبيل الله فاعتز وساد، مع ملاحظة أنهم كانوا يحررون غيرهم أما نحن فعلينا أن نحرر أنفسنا أولا ..
فقال الشاب وهو يتململ: حسبناك من السلف ؟؟؟ قلت: الإنتساب للسلف شرف أتقاصر دونه و في الوقت نفسه أحرص عليه، لقد جئت تسألني عن قضية لو سئل عنها الصحابة رضي الله عنهم لسكتوا ..
و أغلب الظن أنك تود لو تعثرت في الإجابة حتى تتخذني غرضا، فلتعلم أن طهر النفس أرجح عند الله من إدراك الصواب ...
ليس سلفيا من يجهل دعائم الإصلاح الخلقي و الإجتماعي و السياسي كما جاء بها الإسلام و أعلى رايتها السلف، ثم يجري هنا و هناك مذكيا الخلاف في قضايا تجاوزها العصر الحاضر، و أرى الخوض فيها مضيعة للوقت ..
إقحام السلف في فقه الفروع ..
هناك أمور يقحم فيها السلف إقحاما، و لا علاقة لهم بها، فما دخل السلف في فقه الفروع و اختلاف الأئمة فيه؟
و من الذي يزعم أن ابن حنبل هو ممثل السلفية و أن أبا حنيفة و مالكا و الشافعي جاروا على الطريق و أصبحوا من الخلف ؟؟
إن هذا تفكير صبياني .. و بعض من سموا بالحنابلة الذين حكى عنهم تاريخ بغداد أنهم كانوا يطاردون الشافعية لحرصهم على القنوت في الفجر، و أنا موقن أن الإمام أحمد نفسه لو رآهم لأنكر عليهم و ذم عملهم ..
التبعة ليست على من يمزقون شمل الأمة بتعصبهم و جهلهم، و إنما تقع التبعة على علماء يعرفون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكم أن للمجتهد أجرين إن أصاب، و أجرا واحدا إذا أخطأ.
و لو فرضنا جدلا أن الحق مع الحنابلة و الأحناف في أنه لا قنوت في الفجر فمن الذي يحرم مالكا و الشافعي أجر المجتهد المخطئ، و إذا كان من يخالفنا في الفروع مأجورا فلم نسبه و نحرجه و نضيق عليه الخناق ؟؟
المشكلة التي نطلب من أولي الألباب حلها هي معالجة نفر من الناس يرون الحق حكرا عليهم وحدهم، و ينظرون إلى الآخرين نظرة انتقاص و استباحة.
إننا نريد ثقافة تجمع و لا تفرق، ثقافة ترحم المخطئ و لا تتربص به المهالك، و تقصد إلى الموضوع و لا تتهارش على الشكل، علينا أن نؤثر العمل الصامت المثمر بدل ذلك الجدل العقيم الذي في الغالب يتحول إلى عناد شخصي ثم إلى عداء ماحق للدين و الدنيا ..
المطلوب أيضا محو كل آثار تخلفنا الحضاري المنافي لتعاليم الإسلام، فغالبا ما يصور الدين كمنفر من الدنيا، لتبقى في أيدي أعداء الدين،علينا نصرة الإسلام في كل المجالات،فأنا أرى أن تفوق طبيب مسلم في طبه تفوق و فخر للمسلمين ككل و كذلك الأمر بالنسبة للمهندس و الأستاذ و .....
حتى لا أطيل أفضل التوقف هنا قبل أن تملوا كلامي، و في الختام أكرر نحن أمة دعوة عالمية فإلى متى نظل في المؤخرة و نجتر الكلام بدون عمل، انصروا الدين يا أمة الإسلام.
نحن أمة دعوة عالمية فما الذي قدمناه لهذه الدعوة على الصعيدين المحلي و العالمي في القرون القليلة الماضية ؟؟
ليس هناك جهد إسلامي واضح لخدمة الرسالة الخاتمة و تبصرة الناس بما فيها من حق و خير بل الذي يقع داخل الأرض الإسلامية يثير الريب حول القيمة الإنسانية لرسالة الإسلام و مدى انتفاع أهل الأرض منها، و تلك مصيبة طامة، أن يعمل الإنسان ضد نفسه و سمعته ؟؟ و سواء درى أم لم يدر فتلك نتيجة تسود لها الوجوه ... ؟
في عالم يبحث عن الحرية نصور الإسلام دين استبداد، و في عالم يحترم التجربة و يتبع البرهان نصور الدين غيبيات و تهاويل مقطوعة الصلة بعالم الشهادة و في عالم اتحد فيه المتباعدون ليحققوا هدفا مشتركا نرى المسلمين يجترون أفكارا بشرية باعدت بين المسلمين من ألف عام ليشقوا بها الصف و يمزقوا بها الشمل ؟؟
السلفية التي نعرف و نحب ....
من بدء الخلق إلى ختام النبوات، توالت الرسالات السماوية على أقوام من البشر تدعوهم إلى الحق و تهديهم السبل، و لكن كان الحق يتسرب و يتلاشى بعد سنين طويلة أو قصيرة فيحل محله الباطل الخادع ...
و لكن من خمسة عشر قرنا ظهر إنسان فذ، أمده الله بوحي من عنده فإذا هو يتحرك في صحراء الجزيرة حاملا البلاغ المبين، كانت الظلمة كثيفة و الخصومة ملتهبة و كسف الضلالة تتراكم في الشرق و الغرب، و كأنما نجح إبليس في إغواء البر و البحر فما يبدو بصيص أمل ...
على أن الرسول العربي الملهم شرع في تربية الرجال الذين يؤمنون به و يجاهدون معه فصنع أمة تستمد من صلابته بأسا في إحقاق الحق و إبطال الباطل (كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلو عليهم الذي أوحينا إليك، و هم يكفرون بالرحمن، قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت و إليه متاب ) الرعد 30 .
منهاج الرسالة الخاتمة هو تغيير العالم أجمع، و العدة أولئك الأصحاب الذين تربوا على يدي محمد صلى الله عليه و سلم فعلمهم فن الحكم و رعاية الجماهير و حماية الحقوق و تزكية السرائر و بناء الأخلاق الحسنة و دعم التقاليد الجميلة .. ذلك كله في سياج من التوحيد المحض و العبادة النقية ..
أولئك هم سلفنا الصالح، الصالح لقيادة الحياة، و إرث الآخرة، عن جدارة لا عن دعوى .. ألا ما أعظم صحابة محمد صلى الله عليه و سلم، و ما أكبر دينهم في رقابنا .
أتباع محمد صلى الله عليه و سلم في الأولين و الآخرين ...
و الآن بعد مسيرة طويلة للإنسانية أنظر إلى نفسي و من حولي فأجد الشبه قريبا بين أعداء محمد صلى الله عليه و سلم في الأولين و الآخرين ؟ في حين أجد الشبه بعيدا بين أتباعه في الأولين و الآخرين ...
إن الصحابة عندما قدموا كلمة التوحيد للناس قدموها على أنها فكاك لأعناقهم من ضروب الوثنيات الدينية و الاجتماعية و السياسية، و من خلال الكتاب و السنة أدرك الناس أن الحريات موطدة و أن الحقوق مصونة و أن أشواق الفطرة تلبى دون حرج، و أن الدولة مع المظلوم حتى ينتصف و على الظالم حتى يعتدل و أن الصيحة التي يصحوا عليها النائم و يصغي إليها قبل أن يدلف إلى فراشه هي ( الله أكبر الله أكبر) فجرا و عشاء ..
هذه هي الدنيا التي فهمناها من ديننا، بيد أن العالم الإسلامي لا يعرف هذه المعالم في دنياه، و قد يسمع عن شيء منها في العالم الذي لا يعرف الإسلام ..
واقعنا ..
فلنتأمل في ذاتنا نحن المسلمين، إننا نزيد على ألف مليون من البشر، و نسكن أرضا تمتد بين المحيطين الأطلسي و الهادي، و نملك ثلث ثروات العالم السائلة و الجامدة .. هذه الإمكانات تجعلنا أمة طليعة لا أمة ذيل ..
في اعتقادي أن الثقافات المسمومة التي نتناولها، و الأحوال المعوجة التي ألفناها، هي التي أزرت بنا ..
إن الإسلام يدرس بطريقة جنونية، و شياطين الإنس و الجن يحرسون هذه الطريقة حتى تسلم لهم مكاسبهم الحرام و تبقى لهم زينة الحياة الدنيا ..
خصومات علمية فات وقتها ..
في الوقت الذي يتحد فيه خصومنا من أجل هدفهم المشترك، نختلف نحن في أتفه الأسباب و نتفرق و نتحزب دون وعي لما يحيط بنا من مخاطر.
سألني مرة شاب يبدو عليه الذكاء و الحماس فقال : قرأت بعض كتبك، و رأيت أن أستكمل معرفتك من أسئلة أوجهها إليك، فقلت حسبك سؤال واحد فلدي ما يشغلني ..
قال : ما رأيك في الفوقية بالنسبة إلى الله تعالى ؟؟ فقلت: لا أدري كيف أجيبك؟ أنا مع أهل الإسلام كلهم أسبح باسم ربي الأعلى و أحيانا يطوف بي من إجلال الله و إعظامه ما أظنني به واحدا من الذين قيل فيهم (يخافون ربهم من فوقهم و يفعلون ما يؤمرون) النمل 50
أنا مع العقلاء الذين يقولون السماء فوقنا و الأرض تحتنا، ثم إني بعد ما اتسعت مداركي العلمية، علمت أن الأرض كرة تسبح في فضاء رحب مع أخوات لها يتسقن في نظام محكم، مادامت السماء محيطة بنا فهي فوقنا و تحتنا، و نحن على أرضنا قد نكون فوق أقوام يعيشون على الأرض في جانب آخر منها ... و على أية حال فالخالق الأعلى له فوقية تقهر الخلائق جميعا و تستعلي على سائر الموجودات.
قال الشاب: ألم تقرأ العقيدة الطحاوية ؟؟ قلت: أوصي المسلمين أن يقرأوا القرآن، و ألا يعملوا عقولهم في اكتناه الغيبيات التي يستحيل إدراك كنهها، كذلك فعل سلفهم الصالح فأفلح ...
قال الشاب: في كتابك "عقيدة المسلم" تتبعت مذهب السلف لكنك رتبت العقائد على منهج أبي الحسن الأشعري و هو مؤول منحرف .. قلت: رحم الله أبا الحسن و ابن تيمية، كلاهما خدم الإسلام جهده و غفر الله لهما ما يمكن أن يكون قد و قع في كلامهما من خطأ .
اسمع يا بني، لماذا تحيون الخصومات العلمية القديمة؟ كانت هذه الخصومات – و دولة الإسلام ممدودة السلطة – خفيفة الضرر، و إنكم اليوم تجددونها و دولة الإسلام ضعيفة، بل لا دولة له، فلم تعيدونها جذعة و تسكبون عليها من النفط ما يزيدها ضرما ؟
اشتغلوا بما اشتغل به سلفنا الأول، اشتغل بالجهاد في سبيل الله فاعتز وساد، مع ملاحظة أنهم كانوا يحررون غيرهم أما نحن فعلينا أن نحرر أنفسنا أولا ..
فقال الشاب وهو يتململ: حسبناك من السلف ؟؟؟ قلت: الإنتساب للسلف شرف أتقاصر دونه و في الوقت نفسه أحرص عليه، لقد جئت تسألني عن قضية لو سئل عنها الصحابة رضي الله عنهم لسكتوا ..
و أغلب الظن أنك تود لو تعثرت في الإجابة حتى تتخذني غرضا، فلتعلم أن طهر النفس أرجح عند الله من إدراك الصواب ...
ليس سلفيا من يجهل دعائم الإصلاح الخلقي و الإجتماعي و السياسي كما جاء بها الإسلام و أعلى رايتها السلف، ثم يجري هنا و هناك مذكيا الخلاف في قضايا تجاوزها العصر الحاضر، و أرى الخوض فيها مضيعة للوقت ..
إقحام السلف في فقه الفروع ..
هناك أمور يقحم فيها السلف إقحاما، و لا علاقة لهم بها، فما دخل السلف في فقه الفروع و اختلاف الأئمة فيه؟
و من الذي يزعم أن ابن حنبل هو ممثل السلفية و أن أبا حنيفة و مالكا و الشافعي جاروا على الطريق و أصبحوا من الخلف ؟؟
إن هذا تفكير صبياني .. و بعض من سموا بالحنابلة الذين حكى عنهم تاريخ بغداد أنهم كانوا يطاردون الشافعية لحرصهم على القنوت في الفجر، و أنا موقن أن الإمام أحمد نفسه لو رآهم لأنكر عليهم و ذم عملهم ..
التبعة ليست على من يمزقون شمل الأمة بتعصبهم و جهلهم، و إنما تقع التبعة على علماء يعرفون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكم أن للمجتهد أجرين إن أصاب، و أجرا واحدا إذا أخطأ.
و لو فرضنا جدلا أن الحق مع الحنابلة و الأحناف في أنه لا قنوت في الفجر فمن الذي يحرم مالكا و الشافعي أجر المجتهد المخطئ، و إذا كان من يخالفنا في الفروع مأجورا فلم نسبه و نحرجه و نضيق عليه الخناق ؟؟
المشكلة التي نطلب من أولي الألباب حلها هي معالجة نفر من الناس يرون الحق حكرا عليهم وحدهم، و ينظرون إلى الآخرين نظرة انتقاص و استباحة.
إننا نريد ثقافة تجمع و لا تفرق، ثقافة ترحم المخطئ و لا تتربص به المهالك، و تقصد إلى الموضوع و لا تتهارش على الشكل، علينا أن نؤثر العمل الصامت المثمر بدل ذلك الجدل العقيم الذي في الغالب يتحول إلى عناد شخصي ثم إلى عداء ماحق للدين و الدنيا ..
المطلوب أيضا محو كل آثار تخلفنا الحضاري المنافي لتعاليم الإسلام، فغالبا ما يصور الدين كمنفر من الدنيا، لتبقى في أيدي أعداء الدين،علينا نصرة الإسلام في كل المجالات،فأنا أرى أن تفوق طبيب مسلم في طبه تفوق و فخر للمسلمين ككل و كذلك الأمر بالنسبة للمهندس و الأستاذ و .....
حتى لا أطيل أفضل التوقف هنا قبل أن تملوا كلامي، و في الختام أكرر نحن أمة دعوة عالمية فإلى متى نظل في المؤخرة و نجتر الكلام بدون عمل، انصروا الدين يا أمة الإسلام.
نسأل الله المغفرة و الرحمة و التوفيق و هو من وراء القصد
نقلا عن كتاب "هموم داعية"
للإمام محمد الغزالي رحمه الله
للإمام محمد الغزالي رحمه الله
بتصرف
***
بارك الله فيك ، كثيرًا ما نحتاج إلى مثل هاته الدُّروس
إلا أنني أختلف مع بعض ما جاء فيها ، فالاختلاف حسب علمي قد يُخرج الأمة عن الطريق الصحيح ، و الله الموفق.
جُزيت الجنة.
إلا أنني أختلف مع بعض ما جاء فيها ، فالاختلاف حسب علمي قد يُخرج الأمة عن الطريق الصحيح ، و الله الموفق.
جُزيت الجنة.
من مواضيعي
0 السلام عليكم
0 أول يد آليّة .. تحسّ !
0 15/02/2008 ~ 15/02/2013 .. خمس سنوات قضيتها هنا ♥
0 إنتاج أول لقاح لمرض التدرن (السل) قريبا
0 القطار الذي لا يتوقف .. في الصين
0 فساتين قبائليـــــة + لمسات عصرية
0 أول يد آليّة .. تحسّ !
0 15/02/2008 ~ 15/02/2013 .. خمس سنوات قضيتها هنا ♥
0 إنتاج أول لقاح لمرض التدرن (السل) قريبا
0 القطار الذي لا يتوقف .. في الصين
0 فساتين قبائليـــــة + لمسات عصرية














