تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بوفاتح سبقاق
بوفاتح سبقاق
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 10-08-2007
  • المشاركات : 150
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • بوفاتح سبقاق is on a distinguished road
الصورة الرمزية بوفاتح سبقاق
بوفاتح سبقاق
عضو فعال
الوفد المرافق له
19-08-2007, 06:20 PM
فجأة وبدون سابق إنذار تحولت المدينة الى عروس زاهية الألوان ، تنتظر قدوم العريس ، أخدت أتجول بسيارتي عبر الشوارع الرئيسة ، أتأمل الواجهات والأرصفة ، كل شيئ غيروه ماعدا وجوه الناس لم ينجحوا في إضفاء الطابع الإحتفالي عليها.

على مقربة من مفترق طرق خطير تجاوزتني سيارة فخمة على اليسار ، لم تكن سيارتي في وضع وإمكانيات تسمح لها بالمنافسة فهي من جيل السبعينات، في حين تبدو سيارة غريمي وكأنها خرجت لتوها من إعلان إشهاري .
ماهي إلا ثواني حتى أصبحت في خط واحد مع منافسي عند الضوء الأحمر ، فرحت لذالك وأيقنت بتساوي الفرص في آخر المطاف ، ولكن سرعان ما ضرب صاحبنا عرض الحائط الضوء الأحمر وانعطف يمينا في حين كانت غمازة الإتجاه تشير إلى اليسار .
في هذه الأثناء كنت أنتظر رحمة الضوء الأحمر ، الذي بدا متواطئا مع صاحب السيارة الفخمة، وبينما كنت أتجرع مرارة الهزيمة ، لمحت على جانب الطريق شخصا مبتسما يشير لي ، حسبته لأول وهلة جزاء من مظاهر الاستقبال ، و ما إن توقفت حتى أدركت بأنه صديقي صالح.
- هل بإمكانك أن توصلني الى المنطقة الصناعية بسرعة .
- بالتأكيد ، إسرع بالركوب.
صديقي مراسل صحفي قدير يعرف خبايا المدينة وأسرارها، عرفت بأنه سيقوم بتغطية زيارة مسوؤل مهم.
- طوال العام يهتكون عرض هذه المدينة ويحولونها في ثوان إلى بكر وعذراء عند زيارة العريس ، قال محدثي
- إن الإخطار بالزيارة مسبقا هو الذي يجعل الجميع يشاركون في مسرحية يعرفون بدايتها وعقدتها ونهايتها ، ليس هناك مسوؤل محلي مقتنع بما يقول أو يفعل وهكذا يأتي المسوؤل المهم ليرى ما أريد له أن يراه .
بعد دقائق وجدنا أنفسنا بصدد المشهد الأول من المسرحية . ركنت السيارة جانبا ومشيت تحت غطاء صديقي المراسل الصحفي فهو يمثل سلطة رابعة ، ظلت دوما موازية للسلطة الأولى ، بعد تجاوز عدة حواجز أمنية ، وجدت نفسي وسط نخبة الإدارة ووجهاء المدينة وتراءى لي عن بعد، المسوؤل المهم يستمع إلى شروحات ممثل محترف .
تركت صديقي وتوغلت بين الصفوف لكشف المستور ومعرفة كيفية توزيع الأدوار واختيار المواقع ، هاهم مبعوثو التلفزة الوطنية يتصدرون وسائل الإعلام ، ينقلون صورا زاهية تعبر عن الحدث بجلاء واضح إلى حد الغموض، وما أن اقتربت من اللوحات التوضيحية حتى فهمت الموضوع ، وضعت في متناول المسوؤل المهم كل المعطيات التي تقنعه بجدوى المشروع وفعالية المشرفين عليه ، وفي الحقيقة فإن الألوان الجذابة والمعلومات الثرية جعلتني أنا الموظف البسيط أقتنع بمدى تطور وتقدم المؤسسات وحين ابتعدت قليلا عن مجال تأثير المعلقات السبع، حتى أدركت بأن التطور والتقدم لا يتعلقان سوى بالجانب الدعائي والشكلي فقط .
وفيما أنا تائه وسط الوفد ، تسنى لي أن أستمع إلى أشخاص يتحدثون عن مدى نوعية الرخام المستورد من إسبانيا، في حين ظهر أحدهم أكثر وطنية وهو يحاول إقناع زملاءه بضرورة إقتناء النوعية الفرنسية .
لقد كان الوفد منشغلا بأشياء لا تمت بصلة لموضوع الزيارة ، وكان المسوؤل المهم ، الوحيد الذي أرغم إرغاما على بطولة العرض، فهو مهم دائما وقابل للتنحية في أي احظة .
أضحت الرغبة في اغتنام الفرصة لفهم ما يجري تتملكني ، لم أشعر إلا وأنا أدوس على قدم مسوؤل أنيق وأرفقت حركتي بالإعتذار مباشرة وجاءني الرد في صورة نظرة ثاقبة أرجعتني إلى الوراء خطوتين ، لم يكن الرجل سوى الحارس الشخصي للمسوؤل المهم، إنه يبدو بأناقة ملفتة ونظارات متميزة ونظرات أكثر تميزا ، هو نفسه نشاهده كل مساء في نشرة الثامنةعلى يسار المسوؤل يرافقه أينما ذهب .
اتجهت صوب سيارتي عازما على مغادرة المكان في حين كان الوفد يتأهب للتحرك هو الآخر ، ونظرا لصعوبة الخروج وسوء التنظيم ، وجدت نفسي ودونما إرادة وسط سيارات الوفد ، تحيط بي الدراجات النارية وهكذا دخلت تحت الرعاية السامية، أكيد أن بعضهم اعتبرني مسوؤلا مهما متواضعا أو تبين لهم بأن شكلي لا يوحي بأي خطر على المصالح العليا للبلاد .
الغريب أن نظرتي للشوارع تغيرت ، فكأنما أصابتني عدوى الوفد وتناسيت إمكانيات سيارتي القديمة ، وأضحى محول السرعة أسرع وتحول المواطنون البسطاء على حافة الطريق الى أوباش يسدون منافذ الحضارة ، حتى الضوء الأحمر لم يعد له تأثير وفجأة انتبهت إلى أحدهم يأمرني بالخروج من التشكيلة الخاصة وهكذا رضخت للأمر الواقع وانعطفت يمينا وسرت في شارع ضيق غير معبد ،تصطف على جانبيه القمامات والمشردين .
وبالرغم من رداءة الطريق ، فقدت كنت مسرورا لأنني تخلصت من الوفد المرافق له ولم يبق في ذهني سوى هو ، حاملا في حقيبة عودته صورة مشوهة عن واقع المدينة وأيقنت بأن مشاهدة مسرحية أفضل بكثير من المشاركة فيها .
التعديل الأخير تم بواسطة روان علي شريف ; 22-08-2007 الساعة 10:11 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
touba
عضو مبتدئ
  • تاريخ التسجيل : 31-07-2007
  • المشاركات : 23
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • touba is on a distinguished road
touba
عضو مبتدئ
رد: الوفد المرافق له
30-08-2007, 09:11 AM
ألا تشتهي أن تكون ضمن الوفد المرافق له؟ قل الحيقة فقط!
هي مزحة، و المشهد الذي صورته جعلني أنتظر ما يأتي و لم يأت
و لكن استفدت من قراءة القصة أنني خرجت بفكرة سأحولها إلى قصة قصيرة
شكرالك،
هذه أول قصة أقرأها لك، سأعود إلى نصوصك الأخرى لاحقا
دمت مبدعا
أخوك عمر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بوفاتح سبقاق
بوفاتح سبقاق
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 10-08-2007
  • المشاركات : 150
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • بوفاتح سبقاق is on a distinguished road
الصورة الرمزية بوفاتح سبقاق
بوفاتح سبقاق
عضو فعال
رد: الوفد المرافق له
30-08-2007, 09:50 AM
الفاضل عمر تحية طيبة
وسعيد جدا بالتعرف عليك
بالنسبة لقصة الوفد المرافق له
لو قدر لي أن أختار مكان ضمن المجموعة الصوتية
لأخترت أن أكون --- له --- وهذا حتى يكون سلطة إتخاذ القرار و تغيير الكثير من معالم الرداءة السائدة
و لكن يبقى مجرد حلم غيرقابل للتحقيق في زمن الكوابيس الدائمة.
مع خالص تحياتي و أتمنى لك قراءة ممتعة للأعمال الأخرى.
بوفاتح
[email protected]
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية حمبراوي
حمبراوي
مشرف شرفي
  • تاريخ التسجيل : 03-05-2008
  • الدولة : استضعفوك فوصفوك
  • المشاركات : 5,147
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • حمبراوي will become famous soon enough
الصورة الرمزية حمبراوي
حمبراوي
مشرف شرفي
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
بمناسبة يوم النصر : النص الكامل لإنفاقيات إيفيان
الضبط الاداري و المرافق العامة
الوفد المرافق له - قصة بقلم بوفاتح سبقاق
زيارة الوفد الاعلامي الجزائري إلى إيران مسحت تشويهات الاعلام الغربي
لجنة تنظيم الألعاب الإفريقية عاينت المرافق أمس
الساعة الآن 10:08 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى