لماذا التركيز على تشويه منطقة القبائل ؟
18-12-2015, 03:14 AM
لماذا التركيز على تشويه منطقة القبائل؟
عادة ما تعود مسألة منطقة القبائل، فهذا ظلم كبير في حق هذه المنطقة بفعل دعايات ضدها مارسها الإستعمار، ثم واصلتها السلطة بدعم من البعض من القوميين العرب، فيجب أن نعلم أن هذه المنطقة التي أطلقت حولها العديد من الإشاعات قد ذهبت ضحية موقعها الجغرافي، وليس لأنها تتحدث بالأمازيغية لأن الكثير جدا من مناطق الجزائر تتحدث الأمازيغية، بل لأن موقعها قريب جدا من العاصمة أو السلطة المركزية، فمنذ أن أختار العثمانيون “الزاير” نسبة إلى مؤسسها بولغين بن الزيري الصنهاجي الأمازيغي، وليس الجزائر كما يريد إيهامنا المشارقة بأنها مجموعة جزر، ولاأعلم اين هي موجودة هذه الجزر، فموقع منطقة القبائل قرب العاصمة أوالمركز أدى إلى إدراك السلطة في العاصمة منذ الفترة العثمانية إلى اليوم أن أي ثورة يقوم بها سكان منطقة القبائل معناه السقوط السريع لهذه السلطة إذا وقفت معها المناطق الأخرى، ولهذا ضرورة عزلها عن المناطق الأخرى كي لا تساندها، فتتحالف السلطة المركزية مع المناطق الأخرى ضدها، ولهذا برزت كل الدعايات ضدها وهذه الصورة المشوهة عن سكانها، فكان ذلك منذ العثمانيين الذين كانوا يقولون عنهم أنهم “كفارا” لإثارة الآخرين ضدها بسبب رفضها دفع الضرائب الإستغلالية والمهينة للسلطة العثمانية، ومورست نفس السياسة في العهد الإستعماري، خاصة بعد ما وضع بوجو تعليماته لقادة الجيش عام 1844، ويحذر فيها بالخصوص ضد سكان المنطقة الذين وصفهم بمحاربين أقوياء ومتعصبين دينيين، وقد تنبه الإستعمار إلى ذلك على يد حمدان خوجة العثماني في تقريره إلى اللجنة الأفريقية التي أنشأتها السلطات الإستعمارية عام 1834، وتأكد من خطورة هذا الموقع الجغرافي عندما كاد الطيب أوسالم خليفة الأمير عبدالقادر على أقليم منطقة القبائل الكبرى من تحرير العاصمة عام 1838، ومورست نفس السياسة بعد إسترجاع الأمة الجزائرية إستقلالها، فموقعها الإستراتيجي القريب من المركز هو الذي جعلها عرضة لكل التشويهات في إطار سياسة فرق تسد لا أكثر ولا أقل، ولو جاء سكان الغرب الجزائري مثلا هم سكان هذه المنطقة لوقع لهم نفس التشويه في إطار سياسة فرق تسد.
المؤرخ والبروفسور: رابــح لـونـيـسـي – جامعة وهْـرَنْ
عادة ما تعود مسألة منطقة القبائل، فهذا ظلم كبير في حق هذه المنطقة بفعل دعايات ضدها مارسها الإستعمار، ثم واصلتها السلطة بدعم من البعض من القوميين العرب، فيجب أن نعلم أن هذه المنطقة التي أطلقت حولها العديد من الإشاعات قد ذهبت ضحية موقعها الجغرافي، وليس لأنها تتحدث بالأمازيغية لأن الكثير جدا من مناطق الجزائر تتحدث الأمازيغية، بل لأن موقعها قريب جدا من العاصمة أو السلطة المركزية، فمنذ أن أختار العثمانيون “الزاير” نسبة إلى مؤسسها بولغين بن الزيري الصنهاجي الأمازيغي، وليس الجزائر كما يريد إيهامنا المشارقة بأنها مجموعة جزر، ولاأعلم اين هي موجودة هذه الجزر، فموقع منطقة القبائل قرب العاصمة أوالمركز أدى إلى إدراك السلطة في العاصمة منذ الفترة العثمانية إلى اليوم أن أي ثورة يقوم بها سكان منطقة القبائل معناه السقوط السريع لهذه السلطة إذا وقفت معها المناطق الأخرى، ولهذا ضرورة عزلها عن المناطق الأخرى كي لا تساندها، فتتحالف السلطة المركزية مع المناطق الأخرى ضدها، ولهذا برزت كل الدعايات ضدها وهذه الصورة المشوهة عن سكانها، فكان ذلك منذ العثمانيين الذين كانوا يقولون عنهم أنهم “كفارا” لإثارة الآخرين ضدها بسبب رفضها دفع الضرائب الإستغلالية والمهينة للسلطة العثمانية، ومورست نفس السياسة في العهد الإستعماري، خاصة بعد ما وضع بوجو تعليماته لقادة الجيش عام 1844، ويحذر فيها بالخصوص ضد سكان المنطقة الذين وصفهم بمحاربين أقوياء ومتعصبين دينيين، وقد تنبه الإستعمار إلى ذلك على يد حمدان خوجة العثماني في تقريره إلى اللجنة الأفريقية التي أنشأتها السلطات الإستعمارية عام 1834، وتأكد من خطورة هذا الموقع الجغرافي عندما كاد الطيب أوسالم خليفة الأمير عبدالقادر على أقليم منطقة القبائل الكبرى من تحرير العاصمة عام 1838، ومورست نفس السياسة بعد إسترجاع الأمة الجزائرية إستقلالها، فموقعها الإستراتيجي القريب من المركز هو الذي جعلها عرضة لكل التشويهات في إطار سياسة فرق تسد لا أكثر ولا أقل، ولو جاء سكان الغرب الجزائري مثلا هم سكان هذه المنطقة لوقع لهم نفس التشويه في إطار سياسة فرق تسد.
المؤرخ والبروفسور: رابــح لـونـيـسـي – جامعة وهْـرَنْ













