...ويبقى سؤالي من أنا بين هؤلاء وهؤلاء..؟
26-01-2016, 01:26 PM
.gif "5")
... ويبقى سؤالي من أنا بين هؤلاء وهؤلاء...؟لم أتعود أن أزرع الشعر والشعير على حوافي الطرقات .....
غير أن الذي احترفه وأتقنه لحد ما اعتليت المنابر هو تهافت الناس على محلي المتواضع لحلق الشعر والشعيرات....
وما كان لي ذلك لولا حدة مقصي , وما أسكت به الصبيان , وأمسح من على عيونهم الدمعات
وكانت الطوابير صباحا مساء تنقض ظهري وتقلل من حيوتي حيث مضى من العمر سنوات
وما نطقت...... وما تجرأت........ وما قدرت...........
لكل مخلوق بشري ..يدان... رجلان... شفتان.. عينان.. أذنان .. لكن لم أجد من له أنفان...؟
خمنت طويلا... فكرت فقلت: بيد أن للأنف فتحتين , فهل يسمح لي بأن استعمل إحداهما للشهيق والأخرى للزفير ..؟ وهل يكفي هذا لتعتدل نبضات القلب الحيران........؟ وهل لي أن أقدر على تهدئة روع الملك السلطان......؟
حذائي ..خفي.... نعلي... كلهم جعلوا واستخدموا طوعا وكرها للسير فوق كبدي ..
دهسا وطمسا لمعالم الوجدان..
وها أنا تراني دوما أقول: نعم حين الإقبال.. وأقول: كلا إذا سيئت إدارة الأفعال..
وأرد : بنفي النفي ببلى... وبجيري عند حسن الخصال.....
أما الآن لم أجد ما أقول فقد اشتدت حمرة وطيس الأقوال.....
مكاء .... بكاء... رياء... هراء....
لفظة من حمإ وصديد ....لا تجمع..؟ ولا تثنى..؟ ولا تزر وازرة وزر أخرى..........؟
وفي لسان القوم يعقر الكلم... ويرتجف بين أصابعهم القلم ....فيخلط الحليب بالبن ويسكب عليهما بدل السكر عصير العلقم..حينها يتجرعه أمثالي من الأموات , وأمثالك من الأحياء أيها الصنم...
أتطلب مني أن أجعل من نهاري ليلك...؟
أتطلب مني أن أرى بعينيك وأطمس معالم نظري...؟
أتطلب مني أن أسمع بأذنيك قعقعة الحديث وجعجعة السكارى من رواد بيوت الخفافيش ...؟
وأخيرا تمكنت مني فاستسلمت لك بعد قوة.. وهنت بعد عز.. وخسرت بعد ربح... وهويت بعد علو...
رضيت ...صبرت... و لكنني عن الألفاظ الأربع ابتعدت ..
ويبقى سؤالي : من أنا بين هؤلاء وهؤلاء..؟
لا أحد منكم يجيب عن ذلك إلا أنا فإليكم البيان
عنواني حرفان...ستة واثنان....
مقر سكني حفرة النسيان.....
حرفتي كلام لم ينطق به لسان....
بعد هذا لا تسأل عني فلست إلا بدويا عاش ويعيش بين التلال والكثبان...
غير أن الذي احترفه وأتقنه لحد ما اعتليت المنابر هو تهافت الناس على محلي المتواضع لحلق الشعر والشعيرات....
وما كان لي ذلك لولا حدة مقصي , وما أسكت به الصبيان , وأمسح من على عيونهم الدمعات
وكانت الطوابير صباحا مساء تنقض ظهري وتقلل من حيوتي حيث مضى من العمر سنوات
وما نطقت...... وما تجرأت........ وما قدرت...........
لكل مخلوق بشري ..يدان... رجلان... شفتان.. عينان.. أذنان .. لكن لم أجد من له أنفان...؟
خمنت طويلا... فكرت فقلت: بيد أن للأنف فتحتين , فهل يسمح لي بأن استعمل إحداهما للشهيق والأخرى للزفير ..؟ وهل يكفي هذا لتعتدل نبضات القلب الحيران........؟ وهل لي أن أقدر على تهدئة روع الملك السلطان......؟
حذائي ..خفي.... نعلي... كلهم جعلوا واستخدموا طوعا وكرها للسير فوق كبدي ..
دهسا وطمسا لمعالم الوجدان..
وها أنا تراني دوما أقول: نعم حين الإقبال.. وأقول: كلا إذا سيئت إدارة الأفعال..
وأرد : بنفي النفي ببلى... وبجيري عند حسن الخصال.....
أما الآن لم أجد ما أقول فقد اشتدت حمرة وطيس الأقوال.....
مكاء .... بكاء... رياء... هراء....
لفظة من حمإ وصديد ....لا تجمع..؟ ولا تثنى..؟ ولا تزر وازرة وزر أخرى..........؟
وفي لسان القوم يعقر الكلم... ويرتجف بين أصابعهم القلم ....فيخلط الحليب بالبن ويسكب عليهما بدل السكر عصير العلقم..حينها يتجرعه أمثالي من الأموات , وأمثالك من الأحياء أيها الصنم...
أتطلب مني أن أجعل من نهاري ليلك...؟
أتطلب مني أن أرى بعينيك وأطمس معالم نظري...؟
أتطلب مني أن أسمع بأذنيك قعقعة الحديث وجعجعة السكارى من رواد بيوت الخفافيش ...؟
وأخيرا تمكنت مني فاستسلمت لك بعد قوة.. وهنت بعد عز.. وخسرت بعد ربح... وهويت بعد علو...
رضيت ...صبرت... و لكنني عن الألفاظ الأربع ابتعدت ..
ويبقى سؤالي : من أنا بين هؤلاء وهؤلاء..؟
لا أحد منكم يجيب عن ذلك إلا أنا فإليكم البيان
عنواني حرفان...ستة واثنان....
مقر سكني حفرة النسيان.....
حرفتي كلام لم ينطق به لسان....
بعد هذا لا تسأل عني فلست إلا بدويا عاش ويعيش بين التلال والكثبان...
