الجزائر تسكنني قبل ان اسكنها
26-05-2020, 12:20 AM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته، تحية طيبة عطرة، تحية حب و إجلال، تحية أحلى من العسل و أطيب من رائحة المسك.. كل هذه التحايا و أكثر أزفها إلى كل أحبتي في الجزائر الحبيبة و الغالية.. شعبا و حكومة و أرضا. الجزائر التي تسكنني قبل أن أسكنها.
قصتي مع الجزائر يشيب لها الولدان و تدمع لها الصخور و تحن لها أرق المخلوقات.. انها قصة ابن يعيش منذ ولادته بعيدا عن أمه "الجزائر"، مكرها لا عن إختيار.
و قصتي تتمة لقصة والدي الذي توفي في الغربة و هو يبكي من الحرقة. كان يتمنى العودة لمسقط رأسه. أنا كذلك أعاني منذ سنين عديدة و حلمي العودة لارض ابي و اجدادي . كل همي ان استعيد جنسيتي الجزائرية و اعيش ما تبقى من عمري في وطني و استنشق هوائها و اموت فيها و ادفن في ترابها. فالجزائر تسكنني قبل ان اسكنها. انا اعيش في امريكا الشمالية و اخمل جنسيتها و لكن جنسيات العالم كلها لن تغنيني عن الجنسية الجزائرية. و يشرفني ان اكون جزائري.
والدي ترك الجزائر في بداية الخمسينات هروبا من الاحتلال الفرنسي و للاسف لا املك اي اوراق ثبوتية لانهم كانوا رحل يتنقلون من مكان لاخر. لكنني اتذكر انه من احد اعراش اولاد نايل. كان له اخ واحد توفي في السبعينيات بنواحي تندوف حسب المعلومات التي وصلتنا في بداية التسعينات.
شاءت الاقدار ان يساعده بعد الرحل من قبيلة الركيبات و يهربونه للصحراء الغربية التي كانت ترزح تحث الاحتلال الاسباني . و قد ساعده احد شيوخ قبيلة صحراوية و تزوج والدتي رحمها الله. و منذ احتلال المغرب للصحراء الغربية عانينا الويلات و لولا مساندة هذا الشيخ الصحراوي لتم طرد والدي لان لكنته الجزائرية كانت تغلب عليه و لكن لحسن حظه انه تحصل على اوراق الانتماء الى قبيلة الشيخ الصحراوي الجليل الذي ساعده.
منذ التسعينيات و أنا أحاول العودة للجزائر موطن والدي رحمه الله، لكن دون فائدة. تعبت من المحاولات و لكنني لم أفقد الامل. الجزائر دائما حاضرة في قلبي و عقلي.. و منذ الصغر تعودت على متابعة اذاعة الجزائر على الامواج المتوسطة ، خاصة منذ اوخر التمانينيات . لازلت اتذكر متابعتي للقنوات الجهوية على امواج القناة الوطنية الاولى :
-الاثنين: قناة تلمسان، الثلاثاء: قناة ورقلة، الاربعاء: قناة الاغواط، الخميس: قناة بشار ، الجمعة: قناة وهران.
و من بين ما اتذكره على قناة الاداعة الجزائرية الاولى، المسلسل الاداعي " صور من الواقع " للباهي فضلاء.
و كم كنت انتظر على احر من الجمر وصول جريدة الشروق العربي الى مقر سكني اثناء داستي الجامعية جنوب المغرب، بسبب انعدام جامعات بالصحراء الغربية. و قد سبق لي و كتبت على صفحاتها انذاك في عام 1994 و تعرفت على اصدقاء كثر، لكن انقطع اتصالي بهم لظروف صعبة مررت بها .
تمر الايام و السنين و لازلت لم افقد الامل في العودة لوطني الام الجزائر الحبيبة، و الزواج من بنت بلدي و انجاب اطفال يفخرون ان يكونوا جزائريين.
اخيرا اتقدم باحر التهاني و اطيب الاماني بمناسبة عيد الفطر السعيد الى كافة الشعب الجزائري الحبيب شعبا و قيادة، سائلا الله عز و جل ان يرفع عنكم الوباء و ان يترحم الشهداء الابرار. و السلام عليكم و رحمة الله.
ابنكم البار في ديار الغربة
قصتي مع الجزائر يشيب لها الولدان و تدمع لها الصخور و تحن لها أرق المخلوقات.. انها قصة ابن يعيش منذ ولادته بعيدا عن أمه "الجزائر"، مكرها لا عن إختيار.
و قصتي تتمة لقصة والدي الذي توفي في الغربة و هو يبكي من الحرقة. كان يتمنى العودة لمسقط رأسه. أنا كذلك أعاني منذ سنين عديدة و حلمي العودة لارض ابي و اجدادي . كل همي ان استعيد جنسيتي الجزائرية و اعيش ما تبقى من عمري في وطني و استنشق هوائها و اموت فيها و ادفن في ترابها. فالجزائر تسكنني قبل ان اسكنها. انا اعيش في امريكا الشمالية و اخمل جنسيتها و لكن جنسيات العالم كلها لن تغنيني عن الجنسية الجزائرية. و يشرفني ان اكون جزائري.
والدي ترك الجزائر في بداية الخمسينات هروبا من الاحتلال الفرنسي و للاسف لا املك اي اوراق ثبوتية لانهم كانوا رحل يتنقلون من مكان لاخر. لكنني اتذكر انه من احد اعراش اولاد نايل. كان له اخ واحد توفي في السبعينيات بنواحي تندوف حسب المعلومات التي وصلتنا في بداية التسعينات.
شاءت الاقدار ان يساعده بعد الرحل من قبيلة الركيبات و يهربونه للصحراء الغربية التي كانت ترزح تحث الاحتلال الاسباني . و قد ساعده احد شيوخ قبيلة صحراوية و تزوج والدتي رحمها الله. و منذ احتلال المغرب للصحراء الغربية عانينا الويلات و لولا مساندة هذا الشيخ الصحراوي لتم طرد والدي لان لكنته الجزائرية كانت تغلب عليه و لكن لحسن حظه انه تحصل على اوراق الانتماء الى قبيلة الشيخ الصحراوي الجليل الذي ساعده.
منذ التسعينيات و أنا أحاول العودة للجزائر موطن والدي رحمه الله، لكن دون فائدة. تعبت من المحاولات و لكنني لم أفقد الامل. الجزائر دائما حاضرة في قلبي و عقلي.. و منذ الصغر تعودت على متابعة اذاعة الجزائر على الامواج المتوسطة ، خاصة منذ اوخر التمانينيات . لازلت اتذكر متابعتي للقنوات الجهوية على امواج القناة الوطنية الاولى :
-الاثنين: قناة تلمسان، الثلاثاء: قناة ورقلة، الاربعاء: قناة الاغواط، الخميس: قناة بشار ، الجمعة: قناة وهران.
و من بين ما اتذكره على قناة الاداعة الجزائرية الاولى، المسلسل الاداعي " صور من الواقع " للباهي فضلاء.
و كم كنت انتظر على احر من الجمر وصول جريدة الشروق العربي الى مقر سكني اثناء داستي الجامعية جنوب المغرب، بسبب انعدام جامعات بالصحراء الغربية. و قد سبق لي و كتبت على صفحاتها انذاك في عام 1994 و تعرفت على اصدقاء كثر، لكن انقطع اتصالي بهم لظروف صعبة مررت بها .
تمر الايام و السنين و لازلت لم افقد الامل في العودة لوطني الام الجزائر الحبيبة، و الزواج من بنت بلدي و انجاب اطفال يفخرون ان يكونوا جزائريين.
اخيرا اتقدم باحر التهاني و اطيب الاماني بمناسبة عيد الفطر السعيد الى كافة الشعب الجزائري الحبيب شعبا و قيادة، سائلا الله عز و جل ان يرفع عنكم الوباء و ان يترحم الشهداء الابرار. و السلام عليكم و رحمة الله.
ابنكم البار في ديار الغربة