رد: مكانة المرأة في الإسلام
05-11-2018, 09:19 AM
ومن إكرام الإسلامللمرأة: أن جعل لها نصيباً من الميراث؛ فللأم نصيب معين، وللزوجة نصيب معين، وللبنت وللأخت ونحوها نصيب على نحو ما هو مُفَصَّل في مواضعه.
ومن تمام العدل: أن جعل الإسلامللمرأة من الميراث نصف ما للرجل، وقد يظن بعض الجهلة: أن هذا من الظلم؛ فيقولون: كيف يكون للرجل مثل حظ الأنثيين من الميراث؟، ولماذا يكون نصيب المرأة نصف نصيب الرجل؟.
والجواب أن يقال: إن الذي شرع هذا هو: الله الحكيم العليم بمصالح عباده،
ثم أي ظلم في هذا!!؟، إن نظامالإسلاممتكامل مترابط؛ فليس من العدل: أن يؤخذ نظام أو تشريع، ثم ينظر إليه من زاوية واحدة دون ربطه بغيره، بل ينظر إليه من جميع جوانبه؛ فتتضح الصورة، ويستقيم الحكم.
ومما يتبين به عدلالإسلام في هذه المسألة: أن الإسلام جعل نفقة الزوجة واجبة على الزوج، وجعل مهر الزوجة واجباً على الزوج-أيضاً-.
ولنفرض أن رجلاً مات، وخلَّف ابناً وبنتاً، وكان للابن ضعف نصيب أخته، ثم أخذ كل منهما نصيبه، ثم تزوج كل منهما؛ فالابن إذا تزوج مطالب بالمهر والسكن والنفقة على زوجته وأولاده طيلة حياته.
أما أخته، فسوف تأخذ المهر من زوجها، وليست مطالبة بشيء من نصيبها لتصرفه على زوجها، أو على نفقة بيتها أو على أولادها؛ فيجتمع لها ما ورثته من أبيها، مع مهرها من زوجها، مع أنها لا تُطَالب بالنفقة على نفسها وأولادها.
أليس إعطاء الرجل ضعف ما للمرأة هو: العدل بعينه إذاً!!؟.
إضافة هامة جدا:
قال الأستاذ الفاضل:" علي محمد شوقي"، جزاه الله خير الجزاء، في كتابه:
( إتحاف الكرام بمئة وأربعين حالة ترث فيها المرأة أضعاف الرجال) مخاطبا المدعين بأن الإسلامظلمالمرأة في الميراث، فأعطاها نصف نصيب الرجل، وتبعا لذلك: طالبوا بالمساواة المطلقة بين الجنسين!!؟، فقال لهم:
" ادعيتم - كذبًا وزورًا وافتراءً وتجرُّءًا- ظلم الإسلام للمرأة في الميراث، فما قولكم في (147) حالة ترث المرأة فيها ضعف وأضعاف الرجل في الإسلام!!؟.
إن الظالم للمرأة فى الحقيقة هو: أنتم؛ لأنكم تُنادون بالمساواة مطلقًا بين الرجل والمرأة؛ أي: إنكم تنادون بحرمان المرأة من (147) حالة - تزيد لا تقل- ترث فيها ضعف وأضعاف الرجل، فمن الظالم إذن!!؟.
إن توزيع الميراث في الإسلام قائم على العدل، وليس فيه ظُلْمٌ أو محاباة لجنس على حساب جنس، فلئِن كانت المرأة ورثت نصف ما يرث الرجل في مواضع، فلقد ورثت ضعفه، وثلاثة أضعافه، وأربعة أضعافه، وستة أضعافه، وثمانية أضعافه، واثني عشر ضعفه، في مواضع أخرى، فهل ستقولون إنها إذا ورثت ضِعْفَه فقد ظُلِم الرجل، أو ستقولون هو مقتضى العدل!!؟.
- فإن قلتم: ظُلِمَ الرجلُ، فقد تناقضتم؛ لأنكم تقولون بظُلم المرأة دون الرجل.
- وإن قلتم: هو مقتضى العدل، قلنا: إذن فعندما ورث الرجلُ الضِّعْفَ: كان مُقتضى العدل كذلك، وإن لم تلتزموا بهذا الجواب، فقد وقعتم أنتم في غلط التفريق بين الجِنْسين الذي تدعون محاربته!!؟".( انتهت الإضافة القيمة).
هذه هي منزلة المرأة في الإسلام؛ فأين النظم الأرضية من نظم الإسلامالعادلة السماوية، فالنظم الأرضية: لا ترعى للمرأة كرامتها، حيث يتبرأ الأب من ابنته حين تبلغ سن الثامنة عشرة أو أقل؛ لتخرج هائمة على وجهها تبحث عن مأوى يسترها، ولقمة تسد جوعتها، وربما كان ذلك على حساب الشرف، ونبيل الأخلاق!!؟.
وأين إكرامُالإسلامللمرأة، وجَعْلُها إنساناً مكرماً من الأنظمة التي تعدهامصدرالخطيئة، وتسلبها حقها في الملكية والمسؤولية، وتجعلها تعيش في إذلال واحتقار، وتعدها مخلوقاً نجساً!!؟.
وأين إكرامالإسلامللمرأةممن يجعلونالمرأةسلعة يتاجرون بجسدها في الدعايات والإعلانات!!؟.
وأين إكرامالإسلام لها من الأنظمة التي تعد الزواج صفقة مبايعة تنتقل فيه الزوجة؛ لتكون إحدى ممتلكات الزوج!!؟ حتى إن بعض مجامعهم انعقدت؛ لتنظر في حقيقة المرأة وروحها: أهي من البشر أو لا!!؟.
وهكذا نرى أن المرأةالمسلمةتسعد في دنياها مع أسرتها، وفي كنف والديها، ورعاية زوجها، وبر أبنائها سواء في حال طفولتها، أو شبابها، أو هرمها، وفي حال فقرها أو غناها، أو صحتها أو مرضها.
وإن كان هناك من تقصير في حق المرأة في بعض بلاد المسلمين أو من بعض المنتسبين إلى الإسلام، فإنما هو بسبب القصور والجهل، والبُعد عن تطبيق شرائع الدين، والوزر في ذلك على منأخطأ، والدين براء من تبعة تلك النقائص.
وعلاج ذلك الخطأ، إنما يكون بالرجوع إلى هدايةالإسلام وتعاليمه؛ لعلاج الخطأ.
هذه هي منزلةالمرأة في الإسلام على سبيل الإجمال:( عفة وصيانة، ومودة ورحمة، ورعاية وعناية إلى غير ذلك من المعاني الجميلة السامية)، أما الحضارة المعاصرة، فلا تكاد تعرف شيئاً من تلك المعاني، وإنما تنظر للمرأةنظرة مادية بحتة، فترى أن حجابها وعفتها: تخلف ورجعية!!؟، وأنها لا بد أن تكون دمية يعبث بها كل ساقط؛ فذلك سر السعادة عندهم!!؟، وما علموا: أن تبرجالمرأة وتهتكها هو: سبب شقائها وعذابها، وإلا، فما علاقة التطور والتعليم بالتبرج والاختلاط وإظهار المفاتن، وإبداء الزينة، وكشف الصدور، والأفخاذ، وما هو أشد!!؟.
وهل من وسائل التعليم والثقافة: ارتداء الملابس الضيقة والشفافة والقصيرة!!؟.
ثم أي كرامة حين توضع صور الحسناوات في الإعلانات والدعايات!!؟.
ولماذا لا تروج عندهم إلا الحسناء الجميلة، فإذا استنفذت السنوات جمالها وزينتها: أهملت ورميت كأي آلة انتهت مدة صلاحيتها!!؟.
وما نصيب قليلة الجمال من هذه الحضارة؟، وما نصيب الأم المسنة والجدة والعجوز؟.
إن نصيبها في أحسن الأحوال يكون في الملاجئ ودور العجزة والمسنين؛ حيث لا تُزار ولا يُسأل عنها!!؟.
وقد يكون لها نصيب من راتب تقاعد أو نحوه، فتأكل منه حتى تموت؛ فلا رحم هناك ولا صلة ولا ولي حميم.
أما المرأة في الإسلام، فكلما تقدم السن بها: زاد احترامها، وعظم حقها، وتنافس أولادها وأقاربها على برها- كما سبق-، لأنها أدَّت ما عليها، وبقي الذي لها عند أبنائها وأحفادها، وأهلها ومجتمعها.
أما الزعم بأن العفاف والستر: تخلف ورجعية، فزعم باطل، بل إن التبرج والسفور هو: الشقاء والعذاب والتخلف بعينه، وإذا أردت الدليل على أن التبرج هو: التخلف، فانظر إلى انحطاط خصائص الجنس البشري في الهمجالعراة الذين يعيشون في المتاهات والأدغال على حال تقرب من البهيمية؛ فإنهم لا يأخذون طريقهم في مدارج الحضارة إلا بعد أن يكتسوا، ويستطيع المراقب لحالهم في تطورهم: أن يلاحظ أنهم كلما تقدموا في الحضارة: زادت نسبة المساحة الكاسية من أجسادهم، كما يلاحظ أن الحضارة الغربية في انتكاسها تعود في هذا الطريق القهقرى درجة درجة حتى تنتهي إلى العري الكامل في مدن العراة التي أخذت في الانتشار بعد الحرب العالمية الأولى، ثم استفحل داؤها في السنوات الأخيرة.
وهكذا تبين لنا: عظم منزلة المرأة في الإسلام، ومدى ضياعها وتشردها: إذا هي ابتعدت عن الإسلام.
كانت تلك نبذة يسيرة، وصور موجزة من تكريمالإسلامللمرأة.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.