تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بنت أبيها
بنت أبيها
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2009
  • المشاركات : 827
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • بنت أبيها will become famous soon enough
الصورة الرمزية بنت أبيها
بنت أبيها
عضو متميز
عيون القصائد
26-06-2009, 05:31 PM
عن صاحب مصارع العشاق:
حدثني بعض أصدقائي أن رجلاً من أهل بغداد قصد أبا عبد الرحمن الأندلسي وتقرب
إليه بنسبه، فأراد أبو عبد الرحمن أن يبلوه ويختبره، فأعطاه شيئاً نزراً، فقال البغدادي: إنا
لله وإنا إليه راجعون! سلكت البراري والبحار والمهامه والقفار إلى هذا الرجل فأعطاني
هذا العطاء النزر؟ فانكسرت إليه نفسه واعتل فمات.
وشغل عنه الأندلسي أياماً، ثم سأل عنه فخرجوا يطلبونه ، فانتهوا إلى الخان الذي كان فيه
وسألوا الخانية عنه، فقالت: إنه كان في هذا البيت، ومذ أمس لم أره، فصعدوا فدفعوا
الباب، فإذا بالرجل ميتاً، وعند رأسه رقعة فيها مكتوب:
لا تَعْذُليهِ، فإنّ العَذلَ يولِعُهُ*** قد قلتِ حقّاً، ولكن ليس يسمعُهُ.
جاوَزْتِ في نُصْحِهِ حدّاً أضرّ بِهِ *** من حيثُ قَدّرْتِ أن النصْحَ ينفعه.
و لم يعرف لابن زريق شعر أو نثر غير هذه القصيدة ، و مع ذلك فهي قصيدة خالدة مضى عليها أكثر من ألف سنة ، و ما زالت تحتفظ بألقها وروائها .
قال فيها أحدهم:"من تفقه بالشافعي وقرأ بقراءة أبي عمرو البصري وتختم بالعقيق وحفظ قصيدة ابن زريق ..فقد استكمل الظرف ."


لا تعذليهِ..

لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ=قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ
جاوَزتِ فِي لَومهُ حَداً أَضَرَّبِهِ=مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ
فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً=مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ
قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ=فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ المَهرِ أَضلُعُهُ
يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ=مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ
ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ=رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ
كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ =مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ
إِنَّ الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً=وَلَو إِلى السَدّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ
تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه=للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ
وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ=رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ
قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ=لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ
لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى=مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ
وَالحِرصُ في الرِزاقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت=بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ
وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه=إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ
اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً=بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ
وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي =صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ
وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً=وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ
لا أَكُذبُ اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ=عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ
إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ=بِالبينِ عِنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ
رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ=وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ
وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا=شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ
اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ=كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ
كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ=الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ
أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ=لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ
إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفِنُها =بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ
بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ=بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُهُ
لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا=لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ
ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ المَهرَ يَفجَعُنِي=بِهِ وَلا أَنّض بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ
حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ=عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ
قَد كُنتُ مِن رَيبِ مَهرِي جازِعاً فَرِقاً=فَلَم أَوقَّ الَّذي قَد كُنتُ أَجزَعُهُ
بِاللَهِ يا مَنزِلَ العَيشِ الَّذي دَرَست=آثارُهُ وَعَفَت مُذ بِنتُ أَربُعُهُ
هَل الزَمانُ مَعِيدُ فِيكَ لَذَّتُنا =أَم اللَيالِي الَّتي أَمضَتهُ تُرجِعُهُ
فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ=وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ
مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ=كَما لَهُ عَهدُ صِداقٍ لا أُضَيِّعُهُ
وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا=جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ
لَأَصبِرَنَّ لِمَهرٍ لا يُمَتِّعُنِي =بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ
عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً=فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ
عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا=جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ
وَإِن تُغِلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ =فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ
"...والصَّبرُ ضِـيــاء..."
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بنت أبيها
بنت أبيها
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2009
  • المشاركات : 827
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • بنت أبيها will become famous soon enough
الصورة الرمزية بنت أبيها
بنت أبيها
عضو متميز
رد: عيون القصائد
26-06-2009, 05:38 PM
الأبيات من قصيدة نظمها الأحوص في مدح الخليفة عمر بن عبد العزيز و قد كانت عادة العرب أن تستهل قصائد المدح بأبيات من الغزل.

يا بيت عاتكة الذي أتعزل ... حذر العدى وبه الفؤاد موكل
هل عيشنا بك في زمانك راجع ... فلقد تفحش بعدك المتعلل
أصبحت أمنحك الصدود وإنني ... قسما إليك مع الصدود لأميل
فصددت عنك وما صددت لبغضة ... أخشى مقالة كاشح لا يغفل
يأتي إذا قلت استقام يحطه ... خلف كما نظر الخلاف الأقبل
ولو ان ما عالجت لين فؤاده ... فقسا استلين به للان الجندل
وتجنبي بيت الحبيب أحبه ... أرضي البغيض به حديث معضل
إن الشباب وعيشنا اللذ الذي ... كنا به زمنا نسر ونجذل
ولت بشاشته وأصبح ذكره ... شجنا يعل به الفؤاد وينهل
إلا تذكر ما مضى وصبابة ... منيت لقلب متيم لا يذهل
أودى الشباب وأخلقت لذاته ... وأنا الحريص على الشباب المعول
تبكي لما قلب الزمان جديده ... خلقا وليس على الزمان معول
والرأس شامله البياض كأنه ... بعد السواد به الثغام المحول
وشفيقة هبت علي بسحرة ... جهلا تلوم على الثواء وتعذل
فأجبتها إن قلت لست مطاعة ... فذري تنصحك الذي لا يقبل
إني كفاني أن أعالج رحلة ... عمر ونبوة من يضن ويبخل
بنوال ذي فجر يكون سجاله ... عصما إذا نزل الزمان الممحل
ماض على حدث الأمور كأنه ... ذو رونق عضب جلاه الصيقل
يغضي الرجال إذا بدا إعظامه ... فعل الخشخاش بدا لهن الأجدل
ويرون أن له عليهم سورة ... وفضيلة سبقت له لا تجهل
متحمل ثقل الأمور حوى له ... شرف المكارم سابق متمهل
وله إذا نسبت قريش فيهم ... مجد الأرومة والفعال الأفضل
وله بمكة إذ أمية أهلها ... إرث إذا ذكر القديم مؤثل
أغنت قرابته وكان لزومه ... أمرا أبان رشاده من يعقل
ولقد بدأت أريد ود معاشر ... وعدوا مواعد أخلفت إذ حصلوا
حتى إذا رجع اليقين مطامعي ... يأسا وأخلفني الذين أؤمل
زايلت ما صنعوا إليك بنقله ... عجل وعندك عنهم متحول
ووعدتني في حاجتي وصدقتني ... ووفيت إذ كذبوا الحديث وبدلوا
وشكوت غرما فادحا فحملته ... عني وأنت لمثله متحمل
فأعد فدى لك ما أحوز بنعمة ... أخرى ترب بها نداك الأول
فلأشكرنك حسن ما أوليتني ... شكرا تحل به المطي وترحل
مدحا يكون لكم غرائب شعرها ... مبذولة ولغيركم لا تبذل
وإذا تنخلت القريض فإنه ... لكم يكون خيار ما أتنخل
أثني عليكم ما بقيت فإن أمت ... تخلد غرائبها لكم تتمثل
فلعمر من حج الحجيج لوجهه ... تهوي بهم خوص طلائح ذبل
إن امرءا قد نال منك قرابة ... يرجو منافع غيرها لمضلل
تعفو إذا جهلوا بحلمك جهلهم ... وتنيل إن طلبوا النوال فتجزل
وتكون معقلهم إذا لم ينجهم ... من شر ما يخشون إلا معقل
حتى كأنك يتقى بك دونهم ... من أسد بيشة خادر متبسل
وأراك تفعل ما تقول وبعضهم ... مذق الحديث يقول ما لا يفعل
وأرى المدينة حين كنت أميرها ... أمن البريء بها ونام الأعزل
*******
"...والصَّبرُ ضِـيــاء..."
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بنت أبيها
بنت أبيها
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2009
  • المشاركات : 827
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • بنت أبيها will become famous soon enough
الصورة الرمزية بنت أبيها
بنت أبيها
عضو متميز
رد: عيون القصائد
26-06-2009, 05:52 PM
ذكر ابن خلكان ، وغيره من المؤرخين :
أن هذه من أجل القصائد في باب المراثي, وسببها أن ابن بقية أحد الوزراء العباسيين
كان كريماً جواداً, بنى كثيراً من المساجد, وأعطى طلبة العلم وكان يضيف المساكين,
فغضب عليه أحد السلاطين واسمه: عضد الدولة , فأتى بهذا الوزير فأنزله من قصره,
ثم أعطاه الفيلة فرصعته فهوت عليه حتى مات, ثم نصبه على خشبة عند مدخل باب الطاق في بغداد عند نهر دجلة , فسمع العلماء بالخبر فساءهم كثيراً وحزنوا وبكوا ومروا يسلمون ويرون جثمانه, فوجدوه منصوباً في الصباح..!!
وجعل قبره على الخشبة, فقال أبو الحسن الأنباري -أحد الأدباء والعلماء الكبار- للوزير:

علوٌّ في الحياة وفـي الممـات...لحقٌ أنت إحـدى المعجـزات
كأن الناس حولك حين قامـوا...وفـود نَـداك أيـام الصـلات
كأنـك قائـم فيهـم خطيـبـا...وكلـهـم قـيـامٌ للـصـلاة
مددت يديك نحوهـم احتفـاءً...كمدهمـا إليـهـم بالهـبـات
ولما ضاق بطن الأرض عن أن يضم ...علاك مـن بعـد الوفـاة
أصاروا الجو قبرك واستعاضوا...عن الأكفان ثـوب السافيـات
لعظمك في النفوس تبيت ترعى...بحـراسٍ وحـفـاظ ثـقـات
وتوقد حولـك النيـران ليـلا...كذلـك كنـت أيـام الحـيـاة
ركبت مطيةً مـن قَبْـلُ زيـدٌ...علاها في السنين الماضيـات
وتلـك قضيـة فيهـا أنـا...سٌتباعـد عنـك تعييـر العـداة
ولم أر قبل جذعك قـط جذعـ...اتمكن من عنـاق المكرمـات
أسأت إلى النوائب فاستثـارت...فأنـت قتيـل ثـأر النائبـات
وصير دهرك الإحسـان فيـه...إلينـا مـن عظيـم السيئـات
وكنت تجير من صرف الليالي...فصار مطالبـا لـك بالتـرات
وكنـت لمعشـر سعـدا فلمـا...مضيت تفرقـوا بالمنحسـات
غليل باطن لـك فـي فـؤاد...ييخفـف بالدمـوع الجاريـات
ولو أني قـدرت علـى قيـام...بفرضك و الحقوق الواجبـات
ملأت الأرض من نظم القوافي...وبحت بها خـلاف النائحـات
ولكني أصبـر عنـك نفسـي...مخافة أن أعـد مـن الجنـاة
ومالك تربـة فأقـول تسقـى...لأنك نصب هطـل الهاطـلات
عليك تحيـة الرحمـن تتـرى....برحمـات غـواد رائـحـات
"...والصَّبرُ ضِـيــاء..."
التعديل الأخير تم بواسطة بنت أبيها ; 26-06-2009 الساعة 05:56 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية حمبراوي
حمبراوي
مشرف شرفي
  • تاريخ التسجيل : 03-05-2008
  • الدولة : استضعفوك فوصفوك
  • المشاركات : 5,147
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • حمبراوي will become famous soon enough
الصورة الرمزية حمبراوي
حمبراوي
مشرف شرفي
رد: عيون القصائد
26-06-2009, 07:24 PM
سلام الله عليك وبعد :
قصيدة ابن زريق عين حوراء من عيون الشعر العربي ومثلها قصيدة علي بن الجهم .وقصته مشهورة وذلك أنه قدم أي علي بن الجهم على المتوكل - و كان بدويًّا جافياً - فأنشده قصيدة قال فيها :
أنت كالكلب في حفاظك للو ***** د و كالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدلو لا عدمناك دلواً ***** من كبار الدلا كثير الذنوب
فعرف المتوكل قوته ، و رقّة مقصده و خشونة لفظه ، وذ لك لأنه وصف كما رأى و ‏لعدم المخالطة و ملازمة البادية . فأمر له بدار حسنة على شاطئ دجلة فيها بستان يتخلله نسيم ‏لطيف و الجسر قريب منه ، فأقام ستتة اشهر على ذلك ثم استدعاه الخليفة لينشد ، فقال :
عُيونُ المَها بَينَ الرُصافَةِ وَالجِسرِ .......... جَلَبنَ الهَوى مِن حَيثُ أَدري وَلا أَدري

أَعَدنَ لِيَ الشَوقَ القَديمَ وَلَم أَكُن ............ سَلَوتُ وَلكِن زِدنَ جَمراً عَلى جَمرِ

سَلِمنَ وَأَسلَمنَ القُلوبَ كَأَنَّما ............... تُشَكُّ بِأَطرافِ المُثَقَّفَةِ السُمرِ

وَقُلنَ لَنا نَحنُ الأَهِلَّةُ إِنَّما .......... تُضيءُ لِمَن يَسري بِلَيلٍ وَلا تَقري

فَلا بَذلَ إِلّا ما تَزَوَّدَ ناظِرٌ......... وَلا وَصلَ إِلّا بِالخَيالِ الَّذي يَسري

أحينَ أزحنَ القَلبَ عَن مُستَقَرِّهِ ...... وَأَلهَبنَ ما بَينَ الجَوانِحِ وَالصَدرِ

صددنَ صدودَ الشاربِ الخمر عندما ........ روى نفسَهُ عن شربها خيفةَ السكرِ

ألا قَبلَ أَن يَبدو المَشيبُ بَدَأنَني ......... بِيَأسٍ مُبينٍ أَو جَنَحنَ إِلى الغَدرِ

فَإِن حُلنَ أَو أَنكَرنَ عَهداً عَهِدنَهُ .... فَغَيرُ بَديعٍ لِلغَواني وَلا نُكرِ

وَلكِنَّهُ أَودى الشَبابُ وَإِنَّما ........ تُصادُ المَها بَينَ الشَبيبَةِ وَالوَفرِ

كَفى بِالهَوى شُغلاً وَبِالشَيبِ زاجِراً ........ لَوَ اَنَّ الهَوى مِمّا يُنَهنَهُ بِالزَجرِ

أَما وَمَشيبٍ راعَهُنَّ لَرُبَّما ......... غَمَزنَ بَناناً بَينَ سَحرٍ إِلى نَحرِ

وَبِتنا عَلى رَغمِ الوُشاةِ كَأَنَّنا ....... خَليطانِ مِن ماءِ الغَمامَةِ وَالخَمرِ

خَليلَيَّ ما أَحلى الهَوى وَأَمَرَّهُ .......وَأَعلَمَني بِالحُلوِ مِنهُ وَبِالمُرِّ

بِما بَينَنا مِن حُرمَةٍ هَل رَأَيتُما ....... أَرَقَّ مِنَ الشَكوى وَأَقسى مِنَ الهَجرِ

وَأَفضَحَ مِن عَينِ المُحِبِّ لِسِرِّهِ ...... وَلا سِيَّما إِن أَطلَقَت عَبرَةً تَجري


وَما أَنسَ مِ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها ....... لِجارَتِها ما أَولَعَ الحُبَّ بِالحُرِّ

فَقالَت لَها الأُخرى فَما لِصَديقِنا ...... مُعَنّىً وَهَل في قَتلِهِ لَكِ مِن عُذرِ

عِديهِ لَعَلَّ الوَصلَ يُحييهِ وَاِعلَمي ..... بِأَنَّ أَسيرَ الحُبِّ في أَعظَمِ الأَمرِ

فَقالَت أَداري الناسَ عَنهُ وَقَلَّما ...... يَطيبُ الهَوى إِلّا لِمُنهَتِكِ السِترِ

وَأَيقَنَتا أَن قَد سَمِعتُ فَقالَتا ...... مَنِ الطارِقُ المُصغي إِلَينا وَما نَدري

فَقُلتُ فَتىً إِن شِئتُما كَتَمَ الهَوى ..... وَإِلّا فَخَلّاعُ الأَعنَّةِ وَالعُذرِ

عَلى أَنَّهُ يَشكو ظَلوماً وَبُخلَها ........ عَلَيهِ بِتَسليمِ البَشاشَةِ وَالبِشرِ

فَقالَت هُجينا قُلتُ قَد كانَ بَعضُ ما ..... ذَكَرتِ لَعَلَّ الشَرَّ يُدفَعُ بِالشَرِّ

فَقالَت كَأَنّي بِالقَوافي سَوائِراً ..... يَرِدنَ بِنا مِصراً وَيَصدُرنَ عَن مِصرِ

فَقُلتُ أَسَأتِ الظَنَّ بي لَستُ شاعِراً ..... وَإِن كانَ أَحياناً يَجيشُ بِهِ صَدري

صِلي وَاِسأَلي مَن شِئتِ يُخبِركِ أَنَّني ...... عَلى كُلِّ حالٍ نِعمَ مُستَودَعُ السِرِّ

وَما أَنا مِمَّن سارَ بِالشِعرِ ذِكرُهُ ...... وَلكِنَّ أَشعاري يُسَيِّرُها ذِكري

وَما الشِعرُ مِمّا أَستَظِلُّ بِظِلِّهِ ..... وَلا زادَني قَدراً وَلا حَطَّ مِن قَدري

وَلِلشِّعرِ أَتباعٌ كَثيرٌ وَلَم أَكُن ....... لَهُ تابِعاً في حالِ عُسرٍ وَلا يُسرِ

وَما كُلُّ مَن قادَ الجِيادَ يَسوسُها ...... وَلا كُلُّ مَن أَجرى يُقالُ لَهُ مُجري

وَلكِنَّ إِحسانَ الخَليفَةِ جَعفَرٍ .........دَعاني إِلى ما قُلتُ فيهِ مِنَ الشِعرِ

فَسارَ مَسيرَ الشَمسِ في كُلِّ بَلدَةٍ ........ وَهَبَّ هُبوبَ الريحِ في البَرِّ وَالبَحرِ

وَلَو جَلَّ عَن شُكرِ الصَنيعَةِ مُنعِمٌ........ لَجَلَّ أَميرُ المُؤمِنينَ عَنِ الشُكرِ

فَتىً تَسعَدُ الأَبصارُ في حُرِّ وَجهِهِ ...... كَما تَسعَدُ الأَيدي بِنائِلِهِ الغَمرِ

بِهِ سَلِمَ الإِسلامُ مِن كُلِّ مُلحِدٍ ....... وَحَلَّ بِأَهلِ الزَيغِ قاصِمَةُ الظَهرِ

إِمامُ هُدىً جَلّى عَنِ الدينِ بَعدَما ..... تَعادَت عَلى أَشياعِهِ شِيَعُ الكُفرِ

وَفَرَّقَ شَملَ المالِ جودُ يَمينِهِ ...... عَلى أَنَّهُ أَبقى لَهُ أَحسَنَ الذِكرِ

إِذا ما أَجالَ الرَأيَ أَدرَكَ فِكرُهُ ......... غَرائِبَ لَم تَخطُر بِبالٍ وَلا فِكرِ

وَلا يَجمَعُ الأَموالَ إِلّا لِبَذلِها ......... كَما لا يُساقُ الهَديُ إِلّا إِلى النَحرِ

وَما غايَةُ المُثني عَلَيهِ لَو أَنَّهُ ........ زُهَيرٌ وَأَعشى وَاِمرُؤُ القَيسِ من حُجرِ

إِذا نَحنُ شَبَّهناهُ بِالبَدرِ طالِعاً ......... وَبِالشَمسِ قالوا حُقَّ لِلشَمسِ وَالبَدرِ

وَمَن قالَ إِنَّ البَحرَ وَالقَطرَ أَشبَها.......... نَداهُ فَقَد أَثنى عَلى البَحرِ وَالقَطرِ

وَلَو قُرِنَت بِالبَحرِ سَبعَةُ أَبحُرٍ ............ لَما بَلَغَت جَدوى أَنامِلِهِ العَشرِ

وَإِن ذُكِرَ المَجدُ القَديمُ فَإِنَّما .......... يَقُصُّ عَلَينا ما تَنَزَّلَ في الزُبرِ

فإن كان أمسى جعفرٌ متوكِّلاً ........ على الله في سرِّ الأمورِ وفي الجهرِ

وولَّى عهودَ المسلمين ثلاثةً ....... يُحَيَّونَ بالتأييد والعزِّ والنصرِ

أَغَيرَ كِتابِ اللَهِ تَبغونَ شاهِداً .......... لَكُم يا بَني العَبّاسِ بِالمَجدِ وَالفَخرِ

كَفاكُم بِأَنَّ اللَهَ فَوَّضَ أَمرَهُ .......... إِلَيكُم وَأَوحى أَن أَطيعوا أولي الأَمرِ

وَلَم يَسأَلِ الناسَ النَبِيُّ مُحَمَّدٌ ......... سِوى وُدِّ ذي القُربى القَريبَةِ مِن أَجرِ

وَلَن يُقبَلَ الإيمانُ إِلّا بِحُبِّكُم ......... وَهَل يَقبَلُ اللَهُ الصَلاةَ بِلا طُهرِ

وَمَن كانَ مَجهولَ المَكانِ فَإِنَّما ....... مَنازِلُكُم بَينَ الحَجونِ إِلى الحِجرِ

وَما زالَ بَيتُ اللَهِ بَينَ بُيوتِكُم .......... تَذُبّونَ عَنهُ بِالمُهَنَّدَةِ البُترِ

أَبو نَضلَةٍ عَمرو العُلى وَهوَ هاشِمٌ ........أَبوكُم وَهَل في الناسِ أَشرَفُ مِن عَمرو

وَساقي الحَجيجِ شَيبَةُ الحَمدِ بَعدَهُ .......... أَبو الحارِثِ المُبقي لَكُم غايَةَ الفَخرِ

سَقَيتُم وَأَسقَيتُم وَما زالَ فَضلُكُم ........... عَلى غَيرِكُم فَضلَ الوَفاءِ عَلى الغَدرِ

وُجوهُ بَني العَبّاسِ لِلمُلكِ زينَةٌ ............. كَما زينَةُ الأَفلاكِ بِالأَنجُمِ الزُهرِ

وَلا يَستَهِلُّ المُلكُ إِلّا بِأَهلِهِ ................ وَلا تَرجَعُ الأَيّامُ إِلّا إِلى الشَهرِ

وَما ظهر الإسلامُ إِلّا وجاركم .............. بني هاشمٍ بين المجرَّةِ والنسرِ

فَحَيّوا بَني العَبّاسِ مِنّي تَحِيَّةً ............ تَسيرُ عَلى الأَيّامِ طَيِّبَةَ النَشرِ

إِذا أُنشدَت زادت وليَّكَ غبطةً ..............وكانت لأهل الزيغ قاصمةَ الظهرِ

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية حمبراوي
حمبراوي
مشرف شرفي
  • تاريخ التسجيل : 03-05-2008
  • الدولة : استضعفوك فوصفوك
  • المشاركات : 5,147
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • حمبراوي will become famous soon enough
الصورة الرمزية حمبراوي
حمبراوي
مشرف شرفي
رد: عيون القصائد
26-06-2009, 07:29 PM
ملاحظة :
لما وصل علي بن الجهم الى قوله :
فـقلت فـتى إن شـئتما كـتم الهوى ******** وإلا فـخـلاع الأعـنـة والـغـدر
قال الخليفة :
أوقفوه فأنا أخشى أن يذوب رقة وعذوبة
كان ذلك عندما كان الخلفاء يفهمون الشعر ويجلون الشاعر ولا يعتبرونه من لغو الكلام

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية حمبراوي
حمبراوي
مشرف شرفي
  • تاريخ التسجيل : 03-05-2008
  • الدولة : استضعفوك فوصفوك
  • المشاركات : 5,147
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • حمبراوي will become famous soon enough
الصورة الرمزية حمبراوي
حمبراوي
مشرف شرفي
رد: عيون القصائد
26-06-2009, 08:16 PM
أما في الرثاء فلم أجد أحسن من بديعة مالك بن الريب التي يرثي فيها نفسه :
شعر: مالك بن الريب


ألا ليتَ شِـعري هل أبيـتنَّ لـيـلـةً .... بجنب الغضَى أُزجي الِقلاصَ النواجيا
فَليتَ الغضى لم يقطع الركبُ عرْضَـه .... وليت الغضى ماشى الرِّكاب ليالـيـا

لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى .... مزارٌ ولكـنَّ الغضى ليـس دانـيـا
ألم ترَني بِـعتُ الضـلالةَ بالـهـدى .... وأصبحتُ في جيش ابن عفّانَ غازيـا

وأصبحتُ في أرض الأعاديَّ بـعـد ما...... أرانيَ عن أرض الآعـاديّ قاصـِيا
دعاني الهـوى من أهل أُودَ وصُحبـتي ..... بـذي ( الطِّبَّسَيْنِ ) فالتـفـتُّ ورائيا

أجبـتُ الهـوى لمّا دعـاني بـزفـرةٍ ...... تـقـنَّـعـتُ منـها أن أُلامَ ردائـيا
أقول وقد حالتْ قُـرى الكُـردِ بيـنـنا ..... جـزى اللهُ عمراً خيرَ ما كان جازيا

إنِ اللهُ يُرجـعـني من الغـزو لا أُرى ...... وإن قـلَّ مالي طـالِبـاً ما ورائـيا
تقول ابنتيْ لمّا رأت طـولَ رحـلـتي ...... سِـفـارُكَ هـذا تـاركي لا أبـا لـيا

لعمريْ لئن غالتْ خـراسـانُ هامـتي ...... لقد كـنتُ عن بـابَي خراسـان نائـيا
فإن أنجُ من بـابَي خراسـان لا أعـدْ ...... إلـيـهـا وإن منَّيتُـموني الأمـانـيا

فللهِ دّرِّي يـوم أتـركُ طـائـعــاً ....... بـَـنيّ بأعـلى الرَّقمـتَـينِ ومالـيا
ودرُّ الظـبَّاء السـانحـات عـشـيـةً ....... يُخَبـّرنَ أنّي هـالـك مَـنْ ورائـيا

ودرُّ كـبـيـريَّ اللـذين كـلاهـمـا ....... عَلـيَّ شفـيـقٌ ناصـح لو نَـهانـيا
ودرّ الرجـال الشــاهـدين تَفـتُّـُكي ....... بأمـريَ ألاّ يَقْصُـروا من وَثـاقِـيا

ودرّ الهوى من حيـث يدعو صحابـتي ...... ودّرُّ لجـاجـاتـي ودرّ انتِـهـائـيا
تذكّرتُ مَنْ يـبـكي عـليَّ فـلم أجـدْ ....... سوى السيفِ والرمـح الرُّدينيِّ باكـيا

وأشقرَ محبـوكـاً يـجـرُّ عِـنـانـه ........ إلى الماء لم يترك له الـموتُ ساقـيا
ولكـنْ بأطـرف ( السُّمَيْنَةِ ) نـسـوةٌ .......عزيـزٌ علـيهـنَّ العشـيـةَ ما بـيا

صريعٌ على أيـدي الرجـال بقـفـزة ...... يُسـّوُّون لحدي حيث حُـمَّ قضائـيـا
ولمّا تـراءتْ عـند مَـروٍ مـنـيـتي ........ وخلَّ بها جسمـي، وحانـتْ وفاتـيـا

أقول لأصـحـابي ارفـعـوني فإنّـه ...... يَقَرُّ بعـيـنيْ أنْ (سُهَيْلٌ) بَـدا لِـيـا
فيا صاحبَـيْ رحلي دنا الموتُ فانـزِلا....... برابـيـةٍ إنّي مـقـيـمٌ لـيـالـيـا

أقيما عليَّ اليـوم أو بـعضَ لـيـلـةٍ .........ولا تُعـجـلاني قد تَـبيَّـن شـانِيـا
وقوما إذا ما اسـتـلَّ روحـي فهـيِّئا ........ لِيَ السِّـدْرَ والأكـفانَ عنـد فَنـائـيا

وخُطَّا بأطـراف الأسـنّة مضجَعـي ......... ورُدّا عـلى عـينيَّ فَـضـْلَ رِدائـيا
ولا تحـسـداني بـاركَ اللهُ فيـكـما......... من الأرض ذات العرض أن تُوسِعا ليا

خذانـي فجـرّاني بثـوبي إليـكـما.......... فقـد كنتُ قبل اليوم صَعْـباً قِـياديـا
وقد كنتُ عطَّافاً إذا الخـيل أدبَـرتْ ....... سريعاً لدى الهيجـا إلى مَنْ دعانـيـا

وقد كنتُ صبّاراً على القِرْنِ في الوغى .......وعن شَتْميَ ابنَ العَمِّ وَالجـارِ وانـيـا
فَطَوْراً تَراني في ظِـلالٍ ونَعْـمـَةٍ ........... وطـوْراً تراني والعِـتاقُ رِكابـيـا

ويوما تراني فـي رحاً مُستـديـرةٍ .......تُـخـرِّقُ أطرافُ الـرِّماح ثيابـيـا
وقوماً على بئـر السُّمَينة أسـمِـعا ........ بها الغُرَّ والبيـضَ الحِسان الرَّوانـيا

بـأنّكما خـلفـتُـماني بـقـَفْـرةٍ .......... تَهِيـلُ عليّ الريـحُ فيها السّـوافـيا
ولا تَنْسَيا عـهدي خليـليَّ بـعد ما........ تَقَطَّعُ أوصـالي وتَبـلى عِظامـيـا

ولن يَـعدَمَ الوالُونَ بَثّـَا يُصيبـهم ........ ولن يَعـدم الميراثُ مِنـّي الموالـيـا
يقـولون: لا تَبْعَدْ وهـم يَدْفِنونـني....... وأينَ مكانُ البُـعـدِ إلا مَـكـانـيـا

غـداةَ غدٍ يا لهْفَ نفسي على غـدٍ ........إذا أدْلجُوا عنّي وأصـبحـتُ ثاويـا
وأصـبح مالي من طَـريفٍ وتالـدٍ ......... لغيري، وكان المالُ بالأمس مالـيـا

فيا ليتَ شِعري هل تغيَّرتِ الـرَّحا .....رحا المِثْلِ أو أمستْ بَفَـلْوجٍ كما هيـا
إذا الحيُّ حَلوها جميعاً وأنـزلـوا....... بها بَقراً حُـمّ العيـون سـواجـيـا

رَعَينَ وقد كادَ الظلام يُـجـِنُّهـا ........ يَسـُفْنَ الخُزامى مَـرةً والأقـاحيـا
وهل أترُكُ العِيسَ العَواليَ بالضُّحى ..... بِـرُكبانِـها تعلو المِـتان الفيافـيـا

إذا عُصَبُ الرُكبانِ بيـنَ ( عُنَيْزَةٍ ).......... و(بَوَلانَ) عـاجوا المُبقياتِ النَّواجِـيا
فيا ليتَ شعري هل بكتْ أمُّ مالـكٍ ........ كـما كنتُ لـو عالَوا نَعـِيَّكِ باكـِيـا

إذا مُتُّ فاعتادي القبورَ وسـلِّمـي .........عـلى الـرمسِ أُسقيتِ السحابَ الغَواديا
على جَدَثٍ قد جرّتِ الريحُ فوقـه.......... تُــراباً كسَحْـق المَرْنَبانيَّ هابـيـا

رَهينة أحجارٍ وتُرْبٍ تَضَمَّـنـتْ .......... قـرارتُها مـنّي العِظـامَ البَوالـيـا
فيا صاحبا إما عـرضتَ فبلِـغـاً ........ بنـي مـازن والرَّيب أن لا تلاقـيـا

وعـرِّ قَلوصي في الرِّكاب فإنـها........ سَـتَفـلِقُ أكبـاداً وتُبـكي بواكـيـا
وأبصرتُ نارَ (المازنياتِ) مَوْهِناً .........بـعَلياءَ يُثنى دونَها الطَّـرف رانـيا

بِعودٍ أَلنْجـوجٍ أضـاءَ وَقُودُهـا .......... مَهاً في ظِلالِ السِّدر حُـوراً جَـوازيا
غريبٌ بعيدُ الـدار ثاوٍ بقـفـزةٍ .............. يَـدَ الـدهـر معروفاً بأنْ لا تـدانـيا

اقلبُ طرفي حول رحلي فلا أرى ........ بـه مـن عيون المُؤنساتِ مُراعـيـا
وبالرمل منّا نسوة لو شَـهِدْنَنـي .......... بَكينَ وفَـدَّين الطـبـيبَ المُـداويـا

وما كان عهدُ الرمل عندي وأهلِهِ ........ ذمـيماً ولا ودّعـتُ بالـرمل قالِـيا
فمنهـنّ أمي وابنـتايَ وخالـتي ........... وبـاكيةٌ أخـرى تَهيجُ البـواكـيـا

وما كان عهد الرمل مني واهله ........... ذميما ولا بالرمل ودعت قاليا
  • ملف العضو
  • معلومات
أبو فراس
عضو جديد
  • تاريخ التسجيل : 01-02-2008
  • المشاركات : 5
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • أبو فراس is on a distinguished road
أبو فراس
عضو جديد
رد: عيون القصائد
26-06-2009, 08:40 PM
بارك الله فيك أختي الفاضلة بنت بيها
بارك الله فيك أخي الفاضل حمبراوي
جمعتم لنا من عيون الشعر ما يسر الناظرين و يطرب السامعين


ألف شكر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بنت أبيها
بنت أبيها
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2009
  • المشاركات : 827
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • بنت أبيها will become famous soon enough
الصورة الرمزية بنت أبيها
بنت أبيها
عضو متميز
رد: عيون القصائد
26-06-2009, 08:50 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فراس مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك أختي الفاضلة بنت بيها
بارك الله فيك أخي الفاضل حمبراوي
جمعتم لنا من عيون الشعر ما يسر الناظرين و يطرب السامعين
ألف شكر
و فيك بارك المولى أخي أبا فِراس..ننتظر اسهاماتك ب"درر" أخرى.
شكرا لمرورك الكريم.
"...والصَّبرُ ضِـيــاء..."
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية حمبراوي
حمبراوي
مشرف شرفي
  • تاريخ التسجيل : 03-05-2008
  • الدولة : استضعفوك فوصفوك
  • المشاركات : 5,147
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • حمبراوي will become famous soon enough
الصورة الرمزية حمبراوي
حمبراوي
مشرف شرفي
رد: عيون القصائد
26-06-2009, 09:38 PM
أما هذه فللنهر الثالث العراقي الشاعر الجواهري
تنويمة الجياع
نامي جياع الشعب نامي حرستك آلهة الطعام
نامي فـإنْ لم تشبَعِـي مِنْ يَقْظـةٍ فمِنَ المنـامِ
نامي على زُبَدِ الوعـود يُدَافُ في عَسَل ِ الكلامِ
نامي تَزُرْكِ عرائسُ الأحلامِ فـي جُـنْحِ الظـلامِ
تَتَنَوَّري قُـرْصَ الرغيـفِ كَـدَوْرةِ البدرِ التمـامِ
وَتَرَيْ زرائِبَكِ الفِسـاحَ مُبَلَّطَـاتٍ بالرُّخَــامِ
نامي تَصِحّي! نِعْمَ نَـوْمُ المرءِ في الكُـرَبِ الجِسَامِ
نامي على حُمَةِ القَـنَـا نامي على حَـدِّ الحُسَـام
نامي إلى يَــوْمِ النشورِ ويـومَ يُـؤْذََنُ بالقِيَـامِ
نامـي على المستنقعـاتِ تَمُوجُ باللُّجَج ِ الطَّوامِي
زَخَّارة ً بـشذا الأقَـاحِ يَمدُّهُ نَفْـحُ الخُـزَامِ
نامي على نَغَمِ البَعُوضِ كـأنَّـهُ سَجْعُ الحَمَامِ
نامي على هذي الطبيعةِِ لم تُحَـلَّ بـه "ميامي "
نامي فقد أضفى "العَرَاءُ" عليكِ أثوابَ الغـرامِ
نامي على حُلُمِ الحواصدِ عـاريـاتٍ للحِـزَامِ
متراقِصَـاتٍ والسِّيَـاط ُ تَجِـدُّ عَزْفَـاً ﺑﭑرْتِزَامِ
وتغازلـي والنَّاعِمَـات الزاحفاتِ من الهـوامِ
نامي على مَهْدِ الأذى وتوسَّدِي خَـدَّ الرَّغَامِ
وﭐستفرِشِي صُمَّ الحَصَى وَتَلَحَّفي ظُلَـلَ الغَمَامِ
نامي فقـد أنـهى " مُجِيـعُ الشَّعْـبِ " أيَّـامَ الصِّيَـامِ
نامي فقـد غنَّـى " إلـهُ الحَـرْبِ" ألْـحَانَ السَّـلامِ
نامي جِيَاعَ الشَّعْبِ نامي الفَجْـرُ آذَنَ ﺑﭑنْصِرامِ
والشمسُ لنْ تُؤذيكِ بَعْدُ بما تَوَهَّـج من ضِـرَامِ
والنورُ لَنْ "يُعْمِي!" جُفوناً قد جُبِلْنَ على الظلامِ
نامي كعهدِكِ بالكَرَى وبلُطْفِهِ من عَهْدِ "حَامِ"
نامي.. غَدٌ يسقيكِ من عَسَـلٍ وخَمْـرٍ ألْفَ جَـامِ
أجرَ الذليلِ وبردَ أفئدةٍ إلى العليـا ظَـوَامِي
نامي وسيري في منامِكِ ما استطعتِ إلى الأمامِ
نامي على تلك العِظَاتِ الغُرِّ من ذاك الإمامِ
يُوصِيكِ أن لا تطعمي من مالِ رَبِّكِ في حُطَامِ
يُوصِيكِ أنْ تَدَعي المباهِـجَ واللذائـذَ لِلئـامِ
وتُعَوِّضِي عن كلِّ ذلكَ بالسجـودِ وبالقيـامِ
نامي على الخُطَبِ الطِّوَالِ من الغطارفةِ العِظَامِ
نامي يُسَاقَطْ رِزْقُكِ الموعـودُ فوقَـكِ ﺑﭑنتظـامِ
نامي على تلكَ المباهجِ لم تَدَعْ سَهْمَاً لِرَامِي
لم تُبْقِ من "نُقلٍ" يسرُّكِ لم تَجِئْهُ .. ومن إدَامِ
بَنَتِ البيوتَ وَفَجَّرَتْ جُرْدَ الصحارى والموامي
نامي تَطُفْ حُورُ الجِنَانِ عليـكِ منها بالمُدَامِ
نامي على البَرَصِ المُبَيَّضِ من سوادِكِ والجُـذَامِ
نامي فكَفُّ اللهِ تغسـلُ عنكِ أدرانَ السَّقَـامِ
نامي فحِـرْزُ المؤمنينَ يَذُبُّ عنكِ على الدَّوَامِ
نامي فما الدُّنيا سوى "جسرٍ!" على نَكَـدٍ مُقَـامِ
نامي ولا تتجادلـي القولُ ما قالتْ "حَذَامِ"
نامي على المجدِ القديـمِ وفوقَ كومٍ من عِظَامِ‏
تيهي بأشباهِ العصامِيّينَ! منكِ على "عِصَـامِ"
الرافعينَ الهَامَ من جُثَثٍ فََرَشْـتِ لَهُمْ وهَامِ
والواحمينَ ومن دمائِكِ يرتوي شَرَهُ الوِحَامِ
نامي فنومُكِ خَيْرُ ما حَمَلَ المُؤَرِّخُ من وِسَامِ
نامي جياعَ الشعبِ نامي بُرِّئْتِ من عَيْبٍ وذَامِ
نامي فإنَّ الوحدةَ العصماءَ تطلُـبُ أنْ تنـامي
نامي جِيَاعَ الشَّعْبِ نامي النومُ مِـن نِعَمِ السلام
تتوحَّدُ الأحزابُ فيـه ويُتَّقَى خَطَرُ الصِـدامِ
تَهْدَا الجموعُ بهِ وتَستغني الصُّفوفُ عَنِ ﭐنقسـامِ
إنَّ الحماقـةَ أنْ تَشُقِّـي بالنُهوضِ عصا الوئـامِ
والطَّيْشُ أن لا تَلْـجَئِي مِن حاكِمِيكِ إلى احتكامِ
النفسُ كالفَرَسِ الجَمُوحِ وعَقْلُها مثلُ اللجـامِ
نامي فإنَّ صلاحَ أمرٍ فاسـدٍ في أن تنـامي
والعُرْوَةُ الوثقى إذا استيقَظْـتِ تُـؤذِنُ بانفصـام
نامي وإلا فالصُّفوفُ تَؤُول منكِ إلى ﭐنقِسـامِ
نامي فنومُكِ فِتْنَـة ٌ إيقاظُها شـرُّ الأثامِ
هل غيرُ أنْ تَتَيَقَّظِـي فتُعَاوِدِي كَرَّ الخِصـامِ
نامي جياعَ الشعبِ نامي لا تقطعي رِزْقَ الأنامِ
لا تقطعي رزقَ المُتَاجِرِ ، والمُهَنْدِسِ ، والمُحَـامِي
نامي تُرِيحِي الحاكمينَ من ﭐشتباكٍ والتحَـامِ
نامي تُوَقَّ بكِ الصَّحَافَةُ من شُكُـوكٍ واتِّهَـامِ
يَحْمَدْ لكِ القانـونُ صُنْعَ مُطَـاوِعٍ سَلِـسِ الخُطَامِ
خَلِّ "الهُمَامَ!" بنومِكِ يَتَّقِي شَـرَّ الهُمَـامِ
وتَجَنَّبِي الشُّبُهَـاتِ في وَعْـيٍ سَيُوصَـمُ ﺑﭑجْتِـرَامِ
نامي فجِلْدُكِ لا يُطِيقُ إذا صَحَا وَقْعَ السِّهَامِ
نامي وخَلِّي الناهضينَ لوحدِهِمْ هَدَفَ الرَّوَامِي
نامي وخَلِّي اللائمينَ فما يُضِيرُكِ أن تُلامِي!
نامي فجدرانُ السُّجُونِ تَعِـجُّ بالموتِ الزُّؤَامِ
ولأنتِ أحوجُ بعدَ أتعـابِ الرُّضُـوخِ إلى جِمَـامِ
نامي يُـرَحْ بمنامِـكِ "الزُّعَمَـاءُ!" من داءِ عُقَـام
نامي فحقُّكِ لن يَضِيعَ ولستِ غُفْلاً كالسَّوَامِ
إن "الرُّعَاةَ!" الساهرينَ سيمنعونَكِ أنْ تُضَامِي
نامي على جَـوْرٍ كما حُمِلَ الرَّضِيعُ على الفِطَامِ
وَقَعي على البلوى كما وَقَعَ "الحُسامُ!" على الحُسامِ
نامي علـى جَيْـشٍ مِنَ الآلامِ محتشـدٍ لُهَـامِ
أعطي القيادةَ للقضاءِ وحَكِّمِيـهِ في الزِّمَـامِ
واستسلمي للحادثاتِ المشفقـاتِ على النِّيَـامِ
إنَّ التيقظَ - لو علمتِ- طليعـةُ المـوتِ الزؤامِ
والوَعْيُ سَيْفٌ يُبْتَلَى يومَ التَّقَـارُعِ ﺑﭑنْثِلامِ
نامي شَذَاةَ الطُّهْرِ نامي يا دُرَّةً بيـنَ الرُّكَـامِ
يا نبتةَ البلـوى ويا ورداً ترعرعَ في ﭐهتضامِ
يا حُرَّةً لم تَـدْرِ ما معنى ﭐضطغانٍ وانتقامِ!
يا شُعْلَةَ النُّـورِ التي تُعْشِي العُيُونَ بلا اضطرامِ!
سُبحانَ رَبِّكِ صُورةً تزهو على الصُّوَرِ الوِسَامِ
إذْ تَخْتَفِينَ بلا اهتمامٍ أو تُسْفِرينَ بلا لِثَـامِ
إذْ تَحْمِلِينَ الشـرَّ صابـرةً مِنَ الهُـوجِ الطَّغـامِ
بُوركْتِ من "شَفْعٍ " فإنْ نزلَ البلاءُ فمن "تُؤَامِ"
كم تصمُدِينَ على العِتَابِ وتَسْخَرينَ مـن الملامِ!
سُبحانَ ربِّكِ صورةً هي والخطوبُ على انسجامِ
نامي جياعَ الشعبِ نامي النومُ أَرْعَى للذِّمَامِ
والنومُ أَدْعَى للنُزُولِ على السَّكِينَةِ والنِّظَامِ
نامي فإنَّكِ في الشَّدائدِ تَخْلُصِينَ من الزِّحَامِ
نامي جياعَ الشَّعْبِ لا تُعْنَيْ بِسَقْطٍ من كلامي
نامي فما كانَ القَصِيدُ سوى خُرَيْزٍ في نظامِ
نامي فقد حُبَّ العَمَاءُ عَنِ المساوىء والتَّعَامِي
نامي فبئسَ مَطَامِـعُ الواعِيـنَ! من سَيْـفٍ كَهَـامِ
نامي: إليـكِ تحيّتِي وعليكِ، نائمةً سـلامي
نامي جياعَ الشَّعْبِ نامي حَرَسَتْكِ آلهةُ الطعامِ
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مرمر القاسم
مرمر القاسم
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 22-01-2009
  • الدولة : حيفا
  • العمر : 48
  • المشاركات : 898
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • مرمر القاسم is on a distinguished road
الصورة الرمزية مرمر القاسم
مرمر القاسم
عضو متميز
رد: عيون القصائد
27-06-2009, 10:26 AM
السلام على خير المرسلين وخير امة ...

استاذي الفاضل حمبراوي
سيدتي الفاضلة بنت بيها

احترت ما اخط من رد هنا
لم اجد من الكلمات والحروف ما يقدر من ما قدمتم من عيون
لكما مني كل التقدير والاعتزاز
لايكفي أن تطرق باب الإنسانية لتحس بمجيئها نحوك , عليك أن تخطو تجاهها و التوقف عن الاختباء خلف الزمن,


امرأة محتلة
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 08:54 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى