عاشق
21-04-2012, 01:20 PM
عهدي به أن يسبقني حيث تواعدنا، أن نلتقي هذا المساء "مقهى المهاجر"...
كثيرا ما كنت أمازحه قائلا: أتعرف؟ أتمنى أسبقك ولو مرة واحدة وأصل قبلك!.. على غير عادته تأخر هذا اليوم.
وصلت قبله.. آه تفوقت عليه أخيرا.. طلبت قهوتي وانتظرت.. مالت عقارب الزمن نحو ساعة أخرى من الانتظار.
حدثت نفسي. ما به؟ تأخر، لم يأتِ! أهو مريض؟ لا.. ربما سافر لزيارة والدته فهو لم يرها منذ مدة طويلة ونسي أن يخبرني بذلك.
دفعت الحساب للنادل وغادرت إلى شقته وسط المدينة.
لماذا لم تأتي انتظرتك طويلا ؟
قال: ولما المجيء، فهي لم تعد لتمر بعد اليوم من ذاك الطريق..انتهى كل شيء.
قلت: تقصد من؟ وما هي حكايتك؟
استند على حافة مكتبه قائلا: هو سري، هو عمري.
قلت: إذن أنت عاشق ولم تبح بذلك؟!
نعم كنت والآن لست.. ثم صمت برهة ووضع رأسه بين راحتي يديه وهام بعيدا ..
ثم أردف قائلا:
آه يا صاحبي: هي تفاصيل رحلة ألم، قصة لم تكتمل، هي حكاية حلم وُلد في زمن المتاعب والآلام.
أتدري؟ استيقظت هذا الصباح كعادتي أدرت رقم هاتفها المحمول، لكن الرقم خارج التغطية.
قمت مفزوعا، غادرت شقتي إلى مقر عملها..
سألت صديقتها: أين هند؟
حقدت في جيدا وقالت، هند لم تُداوم منذ أسبوع استقالت..
جاءت بالأمس وودعت الكل وتركت لكَ هذه الرسالة:
الوداع، سامحني، سامحني ...
كانت هذه رسالتها لم تزد عنها كلمة.. صمت بُرهة ثم أطلق العنان لتنهيدة عميقة، ينتهي هذا العمر دون تاريخ يذكره ، ذرفت عيناه دمعة نامت على وجنته، غفوة مسحها بسرعة ثم قال:
عشت ألهث جريا خلف الأيام كالجنون كانت في أعماقي.. رسمتها بريشة روحي، جعلت من عنوانها مرفأ لأشواقي وسواقي تروي عطشي.
جعلت منها مرقدي و وجهة لدروبي، أسكنتها روحي وسكنت بدواخلها في آمان.
هي عمري ونجمي الذي كنت أبثه أسراري، أهمس إليه أوجاعي، هي اندفاعي ووجدي، هفوتي، خطئي، ذنوبي، خطيئتي..
هي دمي الذي يسري في عروقي، هي ظنوني، شكوكي، معتقدي باختصار هي دنياي.
أحضانها دافئة.. ابتسامتها رقيقة لؤلئية، همسها طفولي، علمتني كيف أنسى همومي، هويتي تاريخي وأحزاني..
أدخلتني قلاع الحب والسلام وعلمتني كيف أجعل من يأسي ورودا أوزعها على العشاق..
فجأة سكت وتاه. تركته وانسحبت في هدوء..
مضت سنوات على قصته الجوفاء، ما أشبه اليوم بالبارحة، ما أنسته الأيام ولا الأعوام.
أضحى يعشق قدوم الليل، لينام في عذاباته منزويا في غرفته مفجرّا جيوب دواخله خواطر وقصائد. عسى إشراقة شمس الغد تقدم له عنوانا جديدا يكتب عنه!.
بغاديد عبد القادر- مدريسة- تيارت -
كثيرا ما كنت أمازحه قائلا: أتعرف؟ أتمنى أسبقك ولو مرة واحدة وأصل قبلك!.. على غير عادته تأخر هذا اليوم.
وصلت قبله.. آه تفوقت عليه أخيرا.. طلبت قهوتي وانتظرت.. مالت عقارب الزمن نحو ساعة أخرى من الانتظار.
حدثت نفسي. ما به؟ تأخر، لم يأتِ! أهو مريض؟ لا.. ربما سافر لزيارة والدته فهو لم يرها منذ مدة طويلة ونسي أن يخبرني بذلك.
دفعت الحساب للنادل وغادرت إلى شقته وسط المدينة.
لماذا لم تأتي انتظرتك طويلا ؟
قال: ولما المجيء، فهي لم تعد لتمر بعد اليوم من ذاك الطريق..انتهى كل شيء.
قلت: تقصد من؟ وما هي حكايتك؟
استند على حافة مكتبه قائلا: هو سري، هو عمري.
قلت: إذن أنت عاشق ولم تبح بذلك؟!
نعم كنت والآن لست.. ثم صمت برهة ووضع رأسه بين راحتي يديه وهام بعيدا ..
ثم أردف قائلا:
آه يا صاحبي: هي تفاصيل رحلة ألم، قصة لم تكتمل، هي حكاية حلم وُلد في زمن المتاعب والآلام.
أتدري؟ استيقظت هذا الصباح كعادتي أدرت رقم هاتفها المحمول، لكن الرقم خارج التغطية.
قمت مفزوعا، غادرت شقتي إلى مقر عملها..
سألت صديقتها: أين هند؟
حقدت في جيدا وقالت، هند لم تُداوم منذ أسبوع استقالت..
جاءت بالأمس وودعت الكل وتركت لكَ هذه الرسالة:
الوداع، سامحني، سامحني ...
كانت هذه رسالتها لم تزد عنها كلمة.. صمت بُرهة ثم أطلق العنان لتنهيدة عميقة، ينتهي هذا العمر دون تاريخ يذكره ، ذرفت عيناه دمعة نامت على وجنته، غفوة مسحها بسرعة ثم قال:
عشت ألهث جريا خلف الأيام كالجنون كانت في أعماقي.. رسمتها بريشة روحي، جعلت من عنوانها مرفأ لأشواقي وسواقي تروي عطشي.
جعلت منها مرقدي و وجهة لدروبي، أسكنتها روحي وسكنت بدواخلها في آمان.
هي عمري ونجمي الذي كنت أبثه أسراري، أهمس إليه أوجاعي، هي اندفاعي ووجدي، هفوتي، خطئي، ذنوبي، خطيئتي..
هي دمي الذي يسري في عروقي، هي ظنوني، شكوكي، معتقدي باختصار هي دنياي.
أحضانها دافئة.. ابتسامتها رقيقة لؤلئية، همسها طفولي، علمتني كيف أنسى همومي، هويتي تاريخي وأحزاني..
أدخلتني قلاع الحب والسلام وعلمتني كيف أجعل من يأسي ورودا أوزعها على العشاق..
فجأة سكت وتاه. تركته وانسحبت في هدوء..
مضت سنوات على قصته الجوفاء، ما أشبه اليوم بالبارحة، ما أنسته الأيام ولا الأعوام.
أضحى يعشق قدوم الليل، لينام في عذاباته منزويا في غرفته مفجرّا جيوب دواخله خواطر وقصائد. عسى إشراقة شمس الغد تقدم له عنوانا جديدا يكتب عنه!.
بغاديد عبد القادر- مدريسة- تيارت -








بارك الله فيك.gif)

