الرأي في مقتل السفير الأمريكي ببنغازي
13-09-2012, 06:21 PM
الرأي في مقتل السفير الأمريكي ببنغازي .
كثر الشد والجذب في أمر حدث ، ما كان أن يكون له حديثٌ لو أدركنا كمسلمين تفاهة القيمين عليه وغرضهم ، فأنا في حقيقتي لم أر الفيلم المسيء للإسلام في شخص نبيه الكريم ، ولا أريد مشاهدته لأنه من سقط المتاع ، فتهويلنا له، والذب عن رسولنا بالعنف والقتل هو إشهار مجاني له ، فما عسانا أن ننتظر من أعداء الإسلام سوى تلك الإساءة ، التي يستحسنُ أن نرد عنها بأسلوب حضاري مثيل ، يزيد من قيمة ديننا ولا ينقصها باقتراف مخالفات تصورنا للعالم بأننا حمقى و متعصبين .
°°°جريمة في حق الإنسان المُسالم .
تابعت بشيء من الذهول ما أقدم عليه حمقى المسلمين في ( القاهرة ) و(بنغازي ) ( واليمن ) ..... من إحراق للإعلام ، وتجييش للشباب ، أتت في بنغازي ليبيا على [أربعة قتلى] من رعايا أجانب على رأسهم السفير الأمريكي المتعاطف مع قضايا العرب ، والمساهم في نجاح الثورة الليبية ، ويقال بأنه تعرض للإغتصاب والإهانات قبل قتله .؟
ما وقع للسفير الجزائري في شمال مالي ، وما وقع للسفير الأمريكي في بنغازي صنوان ، قد يتساءل المرأُ على مدى مشروعية القتل المقصود لهذين السفيرين ، أهو من الإسلام ؟ أم أنه تصرفات طائشة لأناس متعصبين ؟ ركبوا الإسلام لتحقيق طموحاتهم الدنيوية باسم نصرة نبينا محمد صلوات الله عليه .
°°°قتل الرسل والسفراء ليس من الإسلام .
قتلُ الروم لرسول النبي (الحارث بن عمير الأزدي) أحرج الرسول ، فجهز حملة تأديبية قوامها (ثلاثة الآف مقاتل ) ضد القتلة ، عرفت بغزوة مؤتة ( 8 هجرية) ، .... فالقتلى الأمريكان في سفارة بنغازي لا شأن لهم بالفيلم ولا بأحداثه ، [ ...وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ، ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ] [الأنعام : 164] ، فقتل السفراء المعتمدين لدينا هو تعد صارخ على الأمان والعهد الممنوح لهم ، وهو بمثابة إعلان حرب في الأعراف الدبلوماسية ، حتى الدولة الأمريكية بمخابراتها المركزية لا يمكنها أن تمنع الأفلام وتداولها عبر الشبكة العنكبوتية ، وهو ما حجم دور الدول في الرقابة على ما يُنشر ، فمسؤولياتها محدودة أو منعدمة ، فلا يعقل مثلا أن نحمل [ بابا روما ] المسؤلية على جرائم الطغمة الكاثوليكية الإرهابية في أيرلندا ، ولا يمكن تحميل مسؤولية جرائم [ النازيين الجدد] لدولة ألمانيا ، ولا إسناد ما يقترفه الجيش الأحمر لليابان كدولة ، كما لا يمكن تحميل جرائم ( المنظمة السرية OAS ) بالجزائر إلى دولة فرنسا لأن المنظمة تعمل خارج إرادتها .
°°° ما أشبهنا كمسلمين ب(الطورو الأسباني الهائج ...) .
عندما تريد طوائف من الغرب تهييج المسلمين ، تطبق عليهم أسلوب (الطوريرو) أي (الحقار )، فإثارة المسلمين سهلة لأنهم عاطفيون فوق اللزوم من جهة ، ويستجيبون للإثارة وزيادة ، فهم أشبه [ بالطورو] داخل حلبة المصارعة المعروفة ب [لابلاثا دي طورو]، يهيجه ويستثيره ( الطوريرو) بقماش أحمر(كابوتي) بمساعدة ستة من مساعديه ( los banderilleros ) الذين يتداولون على غرز رموحهم الستة في كتف [ الطورو] كلما لاحظوا هدوءا في استثارته .
فأضدادنا ، والحاقدون علينا ، وعلى ديننا ، بارعون في استثارتنا ، فهم أعلم منا بسذاجتنا وسرعة استجابتنا لطعمهم الذي هدفه النهائي هو إظهار رعونتنا ، وعنفنا ، وبداوة تفكيرنا للعالم أجمع ، فهم باستراتيجية غرس أنوفنا في الوحل ، بالطريقة ذاتها التي يُعامل بها الطورو من قبل الطوريرو ، قتل شنيع داخل الحلبة بالتأييد تصفيقا من لدن المتفرجين ، فهل نجاريهم في تحقيق ما يريدونه ؟...، أم أننا نبرعُ براعتهم ، في استرشاد السبيل الأقوم ردا على مؤثراتهم الخبيثة ، ولو بما هو أضعف الإيمان ، أي بطريقة (المهاتما غاندي) في المقاومة السلمية ، فالهدف من سياسة اللاّعنف في رأي غاندي، هي إبراز ظلم المحتل من جهة ،وتأليب الرأي العام على هذا الظلم من جهة ثانية ،تمهيدا للقضاء عليه كلية أو على الأقل حصره والحيلولة دون تفشيه ، واللا عنف لا يُعد ضعفا ولا استكانة ولا غفرانا للمسيئين ، وإنما هو غياب القدرة على المواجهة كأنداد ، فالتمادي في العنف المطلق سيؤدي حتما إلى إخصاء ملة بأكملها .
°°° الأوباش الخوارج .... لا يمثلون الإسلام ...
الذين قاموا بأفعال القتل المشينة والنهب المخيف في حق ضيوفنا الأبرياء ، الذين أعطيناهم العهد والآمان في أرواحهم وممتلكاتهم ، لا يمثلون المسلمين ولا الإسلام ، فهم جماعات منحرفة تسيء للدين أكثر ما تخدمه ، فأنا لست سعيدا برؤية هؤلاء يفعلون ما يفعلون ، دون وعي وتقدير لعواقبه العاجلة والآجلة ، كان الواجب على قياداتنا الدينية والسياسية رسم استراتيجية حكيمة للرد على الإستفزازات الغربية لإفشالها بأسلوب مثيل ، دون تشويه ملة الإسلام على مرأى ومسمع العالم كله الذي ينظرُ إلينا نظرة إزدراء واستهجان ، لأنهم قاسوا ووزنوا ديننا الإسلامي على فعل مثل هؤلاء ، الذين تركنا لهم أمر تمثيلنا أمام كاميرات العالم الرقمية ، وليس على فعل الغالبية المسلمة المسالمة، التي لا شك وأنها مستنكرة ولا تريد تقديم إشهارا مجانيا للفيلم .
خاتمة القول أن دولنا الموصوفة بالإسلامية ، يجب أن تكون في مستوى عظمة الإسلام الحقيقي في حفظ حقوق أهل الذمة لديها ، والممثليات الرسمية للدول التي تربطنا معها علاقات ، فهل ملاحدة الغرب أفضل من المسلمين في تعاملهم مع المسلمين في عقر دارهم ؟ ، فقد غدت المدن الغربية الكبرى مثل ( لندن) و(باريس )و( روما ) و(جنيف ) ملاذا آمنا لكل المضطهدين في العالم الإسلامي ،فلهم حقوقهم وأمنهم وآمانهم .... وهو ما يعني الكثير لكل ذي عقل ولبيب .
من مواضيعي
0 دواعش كرة القدم ؟!
0 الصراع اللغوي في الجزائر ... قَاطع تُقاطع .
0 إغتيال (جمال غاشقجي) أهو ترهيب للفكر الحر ؟
0 ثورة التحرير وقيم الحرية والتنوع .
0 الأمازيغية ... مرفوضة بين أهاليها ؟؟ !
0 كرة قدم مستفزة !
0 الصراع اللغوي في الجزائر ... قَاطع تُقاطع .
0 إغتيال (جمال غاشقجي) أهو ترهيب للفكر الحر ؟
0 ثورة التحرير وقيم الحرية والتنوع .
0 الأمازيغية ... مرفوضة بين أهاليها ؟؟ !
0 كرة قدم مستفزة !
التعديل الأخير تم بواسطة الأمازيغي52 ; 13-09-2012 الساعة 06:25 PM









.gif)
.gif)
.gif)






